Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أعياد ميلاد الأطفال: جحيم للأهالي مهما بلغت روعتها

أصبحت حفلات أعياد الميلاد ساحة تحتدم فيها المزايدات بين الأهالي والتنافس على تقديم الهدايا الفاخرة، من إرسال صبيان صغار بطائرة هليكوبتر إلى حفل بطابع أفلام التجسس إلى استدعاء نجوم البوب لإحياء حفلات على اليخوت الفارهة.

أدور في حلقة حفلات الأطفال المفرغة والرتيبة (آي ستوك)

ملخص

#حفلات #أطفال بموازنة #زفاف. أين اختفت الألعاب المعقولة والمأكولات البسيطة بمناسبة أعياد الميلاد؟

يصدر هاتفي تنبيهاً بوصول رسالة جديدة، تمت إضافتي إلى محادثة جماعية جديدة على تطبيق واتساب تحمل عنوان "ويلو تبلغ الرابعة – حفلة للأميرة". أضع رأسي بين يدي وأتأوه قبل أن أقول متنهدة: "أوه لا، ليس حفلة أخرى". أنا أم لطفلين تحت سن السادسة، بالتالي فإن شغلي الشاغل هذه الأيام هو حفلات أعياد ميلاد الأطفال التي لا تنتهي. لا يهمني حتى مقدار الأموال التي تنفق على الحفلات، فأنا لا أريد أن أجد نفسي بعد الآن محاصرة داخل قاعة تحتوي على قلعة مطاطية منفوخة بالهواء يتقافز فوقها الأطفال ولا في حفل فاخر على غرار قصة "تشارلي ومصنع الشوكولاتة" في أحد فنادق مايفير الفارهة بلندن إذ تتوفر خدمة ركن عربات الأطفال. هذه المناسبات هي دائماً بمثابة قضاء وقت في الجحيم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كانت لي بعض التجارب السيئة. إذا سمعتم عبارة "عالم بيبا بيغ" المرعبة (حيث تكلف إقامة حفل لـ 15 شخصاً خلال عطلة نهاية الأسبوع 558.75 جنيهاً استرلينياً)، فعليكم بالتأكيد تجنب قيادة السيارة إلى هامبشر كي يجرب أطفالكم 70 لعبة ومعلم جذب إلا إذا كنتم راغبين في التعرض لصدمة نفسية. عندما حضرت ابنتي الأصغر حفلاً في مركز هولاند بارك البيئي (حيث يكلف حجز حفلة لمدة ساعتين في نهاية الأسبوع 525 جنيهاً استرلينياً) كان الطفح الجلدي يغطي جسمها بالكامل عند عودتها. في سلسلة صالات أوكسجين للترامبولين (تبلغ كلفة حجز ساعة واحدة يليها تقديم قطع من البيتزا أو النقانق للأطفال 239.50 جنيه استرليني) نظرت بالصدفة إلى برج طويل وأدركت مذعورة أن الطفل الذي كان يتحدى الموت وهو مربوط بحبال القفز كانت ابنتي البالغة من العمر 6 سنوات. في رأيي، خرجت حفلات أعياد ميلاد الأطفال عن السيطرة. لهذا السبب، عقدت العزم وقلت: "كفى يعني كفى".

لا تدعوني أبدأ في الحديث عن مدى الاهتمام بالتفاصيل في تلك الحفلات. يقول جورج وايتفيلد، شريك مؤسس لخدمة "شاركي وجورج" لتنظيم الحفلات الفاخرة ومقرها تشيلسي: "في بعض الأحيان نوفر جلسات تدليك وعناية بالأظافر في نفس وقت حفلة الطفل". من المرجح أن تتضمن أكياس هدايا الحفلات التي تجهزها الشركة أجهزة آي بود وحقائب يد وبيجامات لمصممين معروفين مجهزة خصيصاً وأجهزة ألعاب فيديو وساعات. لا مزيد من "الأكياس المملوءة بالخردة"، كما يسميها وايتفيلد، أو بعبارة أخرى، الأشياء التي اعتاد عليها أطفالي.

أخبرني وايتفيلد أنه نظم أخيراً حفلة عيد ميلاد لصبي في الـ14 من عمره على غرار سلسلة "كينغزمان" لأفلام التجسس، حيث تم نقل الصبي المحتفل وأصدقائه بطائرة هليكوبتر من باترسي في لندن وإنزالهم في منزل ريفي في بيركشير. هناك خضع الصبيان "لتدريب العملاء الخاصين" باستخدام معدات تجسس متطورة وطائرات من دون طيار. بلغت كلفة الحفل مبلغاً تدمع له الأعين وهو 70 ألف جنيه استرليني.

بالنسبة إلي، فأنا أدور في حلقة حفلات الأطفال المفرغة والرتيبة، زيارات صالات الألعاب وفناني الترفيه وحديقة حيوانات متنقّلة وقاعات الترامبولين والتراشق بالطلاء وحفلات الديسكو المصغرة. لا يوجد حد لذلك ولهذا أعلن استسلامي. عملياً، أجد نفسي مضطرة في نهاية كل أسبوع لتحمل تجمع آخر على نمط أفلام الرسوم المتحركة "فروزن"، حيث يتوجب علي تبادل أطراف الحديث مع آباء وأمهات آخرين ربما أفضل تجنبهم بأي ثمن، بينما ترافق حديثنا في الخلفية مؤثرات صراخ مرتفع. لماذا لا يشتكي مزيد من الآباء والأمهات؟ هل نحن مبرمجون ببساطة لتقبل الأمر بابتسامة، مثل إحدى الزوجات الخاضعات في رواية "زوجات ستيبفورد"؟ لا أريد أن يفهم من كلامي أنني لا أحب أن يحتفل الأطفال بأعياد ميلادهم، لكن ما يزعجني هو العدد الهائل من تلك الحفلات وتكاليف إقامتها.

في حين أنني أشعر بالامتنان لأن طفلي لم يطلبا حجز قاعة إليكتريك سينما في نوتينغ هيل بالكامل ظهيرة أحد الأيام، أو إقامة حفل بطابع الجنيات في صالة "بيربل دراغون" – وهو ناد عائلي فخم في تشيلسي يشبه نوادي سوهو هاوس ولكنه مناسب للأطفال - لكن المشكلة هي أن حفلات الأطفال، حتى "العادية" منها، باهظة الثمن. سيكلفني حفل عيد ميلاد ابنتي الصغرى في مركز كينسينغتون الترفيهي 255 جنيهاً استرلينياً في مقابل حجز صالة الألعاب لمدة ساعة واحدة وتقديم قطع من البيتزا والنقانق في غرفة خالية من الزينة.

على كل حال، بالنسبة إلى فاحشي الثراء، فنحن نتحدث عن عالم آخر، حيث تكون حفلات الأطفال فخمة مثل حفل زفاف بروكلين بيكهام ونيكولا بيلتز سيئ السمعة. تقول شارلوت ميليا، المؤسسة المشاركة والرئيسة التنفيذية لشركة "دازل آند فيز" لتنظيم الحفلات المصممة بحسب الطلب: "إنها تتطلب تجهيزاً مثل حفلات الزفاف".

تشمل قائمة عملائهم أفراداً في العائلة المالكة، نجوماً في الصف الأول ومليارديرات - إضافة إلى مشاهير من بينهم أماندا هولدن وأليشا ديكسون. بالنسبة إلى تنظيم حفلات الأطفال من الدرجة الأولى تراوح الموازنة بين 20 ألفاً و100 ألف جنيه استرليني، على رغم أنها قد تصل إلى نصف مليون في بعض الحالات. أخبرتني ميليا أنه تمت الاستعانة بفريقها ذات مرة لبناء قصر جليدي كامل في وسط الصحراء خارج دبي وتوفير حتى الثلوج المتساقطة. تشرح قائلة: "يشرف بعض الآباء والأمهات على أدق التفاصيل في حفلة طفلهم بينما يكون بعضهم الآخر أكثر تساهلاً... يتعاملون مع الأمر على أنه مهمة أخرى عليهم ترتيبها ويوكلون الأمر لنا، بما في ذلك إرسال بطاقات الدعوة".

تتخصص شركة "دازل آند فيز" في الحفلات المتكاملة - يتم تحديد موضوع الحفل، ويقوم الفريق ببناء عالم كامل استناداً إليه، وذلك عادة في فندق خمس نجوم وبالاستعانة بممثلين، على غرار التجارب المسرحية التي تقيمها شركة بانش درانك المسرحية ولكن مخصصة للأطفال. الحقيقة هي أن كل شيء يغدو ممكناً عندما تكون لديك وفرة من المال. تتذكر ميليا: "لقد أرسلنا فرق موسيقى البوب ومغني البوب إلى يخوت فاخرة لإحياء حفلات للأطفال... نقلنا عرضاً مسرحياً إلى لاغوس في نيجيريا". على رغم أنها قد توفر قلعة مطاطية للقفز إذا طلب منها ذلك، لكنها تقول إن القلعة يجب أن تبدو "جذابة من الناحية الجمالية [و] بألوان هادئة راقية"، أي نسخة مناسبة للمشاركة على "إنستغرام" أكثر من الحفلات التي يشارك بها طفلاي حالياً حيث يتلطخ وجهاهما بالشوكولاتة بالكامل.

لكي أكون منصفة، لقد حالفني الحظ في حفلات طفلي. في إحدى السنوات، استأجرت قلعة مطاطية للقفز تحمل صور شخصيات الرسوم المتحركة "بو باترول" ووضعتها في حديقة منزلي الخلفية (دفعت 120 جنيهاً استرلينياً في مقابل استئجارها لظهيرة يوم واحد). كان يوماً مشمساً جميلاً واستمتع الأطفال بوقتهم. كنت موفقة أيضاً في حفل الديسكو الذي أقمته في عيد ميلاد ابنتي لولا السادس في صالة فليبرز بوغي بالاس بلندن (يكلف حجز المكان لمدة ساعتين 25 جنيهاً استرلينياً للطفل الواحد). لكن التجارب الإيجابية مثل هذه نادرة، وعادة ما تكون التجربة أسوأ من زيارة طبيب الأسنان.

الشيء الإيجابي الوحيد في وباء كورونا هو أن الضغط أزيل عن كاهل الأهالي عندما تعلق الأمر بهذه الأنواع من الحفلات. كان الجلوس في المنتزه المحلي وتناول قطع الكعك الصغيرة نوعاً من الخلاص. لذلك، مع أخذ تلك المرحلة في الاعتبار، قررت أن هذا ما سيحدث من الآن فصاعداً - سنعود إلى حفلات عيد الميلاد التقليدية. عندما كنت طفلة، كنا نطفئ الشموع على الكعكة ونلعب لعبة بسيطة بتمرير هدية مغلفة بطبقات عدة بين الأصدقاء الذين لا يتجاوز عددهم الخمسة، وكان ذلك يحدث في المنزل! لم تكن هناك أي تفاصيل مبالغ فيها أو باهظة الثمن.

تكمن المشكلة اليوم في أن حفلات الأطفال لا تقتصر على أصدقاء طفلكم المقربين، ولكنها تشمل فصلهم الدراسي بأكمله. لا قدر الله أن تنسوا أحد الأطفال - فلا شيء مرعب أكثر من غضب أولياء الأمور الحشريين إذا شعروا بالتهميش. حسبت أخيراً أنه إذا كان هناك 30 طفلاً في الفصل الدراسي مع طفلي، فمن حيث المبدأ يتوجب علي شراء 58 هدية في السنة. هذا سبب آخر يجعلني عاقدة العزم. كما أنني خفضت عدد الدعوات التي ألبيها إلى دعوة واحدة في الشهر ولن أخالف هذه القاعدة إلا إذا كانت حفلة لأحد الأصدقاء المميزين.

بالطبع، قد يجادل بعضهم بأن حفلات أعياد ميلاد الأطفال قد تكون ممتعة للكبار أكثر إذا شهدت توزيع كؤوس الشمبانيا على الأهالي، وأقيمت تحت مظلات فاخرة أو غرفة مريحة لاستمتاع بوقتنا. لكن بصراحة، حتى لو أنفقت كل الأموال في العالم على واحدة من هذه الاحتفاليات، أنا أنتظر بفارغ الصبر حلول اليوم الذي يمكنني فيه توصيل طفلي إلى مكان الحفل والمغادرة على الفور.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات