Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جنازة "المكحل" تلهب غضب اليمنيين ضد الحوثي في إب

قتل الناشط حمدي في سجون الحوثيين فتحولت جنازته إلى ثورة غاضبة ضدهم

ملخص

هل تتحول جنازة الناشط اليمني #حمدي_الخولاني بعد مقتله في أحد #مراكز_الأمن_الحوثية إلى كرة ثلج شعبية ضد جماعة #الحوثي، في ظل حال من الاحتقان الصامت في المناطق الخاضعة لسيطرتها؟

تحولت جنازة الناشط اليمني، حمدي الخولاني، الملقب بـ "المكَحّل" إلى انتفاضة شعبية غاضبة شارك فيها آلاف اليمنيين، رجالاً ونساءً في مدينة إب بعد أيام من مقتله بظروف غامضة داخل مقر أمني يتبع لميليشيات الحوثي.

وشيع الآلاف من أبناء مدينة إب عصر الخميس جثمان الخولاني المعروف بـ"المكحل"، الذي توفي يوم الأحد الماضي، داخل سجن تابع للميليشيات في المدينة نفسها بعد أيام من اختطافه، وسط اتهامات للميليشيات بقتل الشاب الذي كان ينشط ضدها في مواقع التواصل الاجتماعي بقتله ورميه من أحدى المباني المجاورة لطمس تهمة التصفية.

مقدمة لغضب واسع

وتداول ناشطون يمنيون مقاطع مصورة للمشيعين وهم يرددون هتافات غاضبة ومنددة بجريمة مقتل الشاب حمدي، وتتهم ميليشيات الحوثي بالوقوف خلف تصفيته هاتفين "لا إله إلا الله الحوثي عدو الله" وأخرى تدعو إلى رحيلهم عن المحافظة، قابلته الميليشيات بإطلاق الرصاص فوق رؤوس المحتجين الذين تجمعوا أمام الجامع الكبير وحتى مواراة جثمان الشاب "المكحل" الثرى، في مقبرة "الغفران" وسط مدينة إب. في حين باشر عشرات الشبان بإنزال شعارات الميليشيات المستوحاة من "الصرخة الخمينية" من فوق المباني العامة وتمزيقها وهي خطوة غير مسبوقة اعتبرها مراقبون مقدمة لانتفاضات أوسع ومؤشراً على الرفض الشعبي للانقلاب الحوثي في مختلف المناطق اليمنية الواقعة تحت سيطرته.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكانت ميليشيات الحوثي قد اعتقلت الناشط و"اليوتيوبر" "المكحل" أواخر أكتوبر (تشرين الأول) 2022، للمرة الثانية بعد حملة عسكرية حوثية حاصرت منزله والحي الذي يسكنه في المدينة القديمة بمديرية المشنة في محافظة إب على خلفية بثه مقاطع فيديو وجه خلالها انتقادات لاذعة لميليشيات الحوثي وزعيمها على منصة  "اليوتيوب" تنديداً بالأوضاع المعيشية الصعبة والتجاوزات والممارسات التي تنتهجها في مناطق سيطرتها. وهي الممارسات التي تجرمها الجماعة المدعومة من إيران، والتي أدت لاعتقال أربعة من مشاهير الـ"سوشيال ميديا" حكمت عليهم بالسجن ومصادرة أموالهم وممتلكاتهم.

اعتقال وبيان

في رد الفعل الذي لم تتوقعه إزاء حالة الغضب الشعبي، باشرت الجماعة باتخاذ اجراءات في محاولة لاحتواء حالة الاحتقان الشعبي الذي باتت معززات انفجاره تكبر يوماً إثر آخر.

بدأتها أولاً بشن سلسلة اعتقالات طاولت العشرات ممن تتهمهم بالوقوف خلف تأجيج حالة الغضب الشعبي الذي شهده تشييع الشاب حمدي، ثم أتبعته بنشر مئات المسلحين في شوارع وأحياء المدينة المكتظة بملايين السكان عقب وصول تعزيزات من المحافظات المجاورة في مؤشر على خشية الميليشيات من توسع الاحتجاجات الشعبية.

كما نشرت إدارة أمن المحافظة التابعة للميليشيات بياناً رمت خلاله تهمة تصفية المعتقل من على كاهلها إلى جهة مجهولة!

أحدث ضحايا آلة القمع

حالة التفاعل الشعبي عززه موقف رسمي من رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي الذي أشاد في بيان، اليوم الجمعة، بالحراك الشعبي المناهض لميليشيات الحوثي وآلتها القمعية في محافظة إب موجهاً باعتماد راتب للناشط "حمدي الخولاني "أحدث ضحايا آلة القمع الحوثية"، ضمن قوات الجيش والمقاومة.

ونقلت وكالة الأنباء "سبأ" عن مصدر مسؤول بمكتب العليمي أن الأخير "تابع باعتزاز وفخر كبيرين، الانتفاضة الشعبية المناهضة للميليشيات الحوثية الإرهابية، وآلتها القمعية التي كان الشهيد الناشط حمدي عبد الرزاق الخولاني، أحدث ضحاياها في محافظة إب الأبية".

صوت الملايين

وأضاف أن الرئيس، "يحيي الشباب الثائر الذي احتشد في مسيرة للرفض والتنديد بجريمة تصفية الناشط الخولاني باعتباره صوتاً صادقاً في التعبير عن معاناة ملايين اليمنيين الذين أنهكتهم سياسات التجويع الممنهجة، وممارسات الميليشيات الإرهابية، وقياداتها الغارقة في الفساد، ومصادرة الحريات والممتلكات العامة والخاصة، من دون مراعاة حتى لحرمة وقداسة الشهر الفضيل".

وقال "ان إجراءات الميليشيات الحوثية التي أعقبت الجنازة بما فيها الاعتقالات التعسفية الواسعة التي طاولت الشباب الغاضب، تعكس مدى الرعب الذي تصنعه الأصوات الوطنية المطالبة بالحرية في قلوب قيادات الجماعة، ومشرفيها الطارئين، وتؤكد مدى ضعفها وهشاشتها أمام الإرادة الشعبية الملهمة".

وأشار المصدر إلى أن تلك المسيرات والهتافات، والشعارات المنددة بالميليشيات وقاداتها، وأجهزتها القمعية، مثلت تعبيراً حقيقياً عن جميع أبناء شعبنا الذين تداعوا في كل مكان لتأييدها، ومناصرتها، ومنحها زخماً ثورياً أوسع، مستلهمة من الشهيد الخولاني، شجاعته، وبطولته، ومظلومية عائلته التي ستظل حية في الذاكرة إلى الأبد.

واستجابة لهذا الحراك الشعبي قال المصدر، إن رئيس مجلس القيادة الرئاسي القائد الأعلى للقوات المسلحة، وجه باعتماد راتب للشهيد حمدي الخولاني ضمن شهداء القوات المسلحة والمقاومة الشعبية، ابتداء من تاريخه.

ودعا المصدر المجتمع الدولي إلى الضغط على الميليشيات الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني لوقف انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان، ودعم تطلعات شعبنا في استعادة مؤسسات الدولة، والسلام والاستقرار، والتنمية.

محاكمة مفتوحة

من جانبه اتهم وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، الحوثيين بتصفية الخولاني بدم بارد في معتقلاتها بعد خمسة أشهر من مداهمة منزله.

وحيا الوزير اليمني، بـ"انتفاضة عشرات الآلاف من الشباب الذين تجمعوا من مختلف مديريات محافظة إب، ورددوا الشعارات المناهضة للميليشيات الحوثية... وأسقطوا شعاراتها المستوردة من إيران، على حد قوله.

وأعرب الإرياني، عن استغرابه، من "الصمت المطبق من المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوث الأممي ومنظمات وهيئات حقوق الإنسان إزاء هذه الجرائم النكراء التي ترتكبها ميليشيات الحوثي بحق الصحافيين والإعلاميين والنشطاء، من اختطاف وإخفاء قسري، وتعذيب نفسي وجسدي، ومحاكمات صورية، وصولاً للتصفية الجسدية".

خلف الصمت ميتون

وحمّل حقوقيون ميليشيات الحوثي مسؤولية مقتل الناشط المكحل، مطالبين المنظمات الإنسانية بالمساهمة في كشف جرائم الميليشيات وحماية المدنيين.

وقال الكاتب الصحافي خالد سلمان، إن "المكحل قال كلمته ولم يمت، فقط شد الرحال صوب الله، تاركاً الصامتين خلفه أمواتاً".

وغرد المحلل السياسي غمدان اليوسفي بالقول "المكحل رمز لن ينساه اليمنيون، رجل رفع صوته عالياً من وكر الإجرام الحوثي، أرادوا إسكاته وقتلوه في السجن خفية ليخفوا صوته، فصارت اليمن كلها صوته وحنجرته".

وأضاف "إب المكحل كحلت أعيننا بغضب مختبئ سيكون له ماله حين تحين ساعة الكهنوت، ولن تموت".

أما ماهر العبسي، فكتب أن "الكثير من المعتقلين في سجون الحوثيين انتهى مصيرهم مثل حمدي عبد الرزاق المكحل يجب ألا ننسى هذه الجرائم ونسعى لمحاسبة مرتكبيها من قيادات جماعة الحوثي طال الزمن أو قصر".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات