Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مزيد من القتلى جراء القصف على إدلب... ووزير الخارجية التركي يحذّر من إطلاق بلاده معركة شرق الفرات

ترغب أنقرة في تسريع إقامة المنطقة الآمنة المتفق عليها مع واشنطن عبر الحدود في شمال شرقي سوريا

قُتل أكثر من 50 مدنياً جرّاء غارات لطائرات روسية، صباح اليوم الاثنين، استهدفت سوقاً لبيع الخضار في مدينة معرة النعمان شمال غربي سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

غير أن وزارة الدفاع الروسية نفت أن تكون طائراتها قد شنّت ضربات جوية على مدينة معرة النعمان، وقالت في بيان "لم تنفذ القوات الجوية الروسية أي مهام في المنطقة المعنية بالجمهورية العربية السورية".

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن الغارات "استهدفت سوقاً لبيع الخضار بالجملة في مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي"، ما تسبّب بمقتل 37 شخصاً، هم 35 مدنياً وإثنان لم تحدد هويتهما بعد، حسب إحصاءات المرصد، التي أشارت إلى سقوط عشرات الجرحى، حالات بعضهم حرجة.

ولا تزال محافظة إدلب ومناطق محاذية لها، خاضعة لسيطرة فصائل مقاتلة معارضة أبرزها هيئة تحرير الشام، تتعرّض إلى تصعيد في القصف السوري والروسي منذ نحو ثلاثة أشهر، يترافق مع معارك عنيفة تتركز في ريف حماة الشمالي.

وأتت حصيلة القتلى الجديدة غداة إعلان المرصد مقتل 18 مدنياً، 17 منهم بقصف سوري على مناطق عدة في محافظة إدلب ومحيطها، حيث يعيش نحو ثلاثة ملايين نسمة. كما أسفرت غارات روسية على مدينة خان شيخون عن مقتل أنس الدياب، البالغ من العمر 22 سنة، وهو إعلامي متطوّع في منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة) ومصوّر فوتوغرافي ومصوّر فيديو.

ومنذ بدء التصعيد على آخر معاقل المعارضة في نهاية أبريل (نيسان)، قُتل أكثر من 650 مدنياً جراء القصف السوري والروسي، فيما قُتل 53 آخرون في قصف للفصائل المقاتلة، وفق المرصد السوري.

وكانت محافظة إدلب شهدت هدوءاً نسبياً بعد توقيع اتفاق روسي- تركي في سبتمبر (أيلول) 2018، نصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح بين قوات النظام والفصائل المعارضة، غير أن تنفيذه لم يُستكمل وصعّدت قوات النظام، منذ فبراير (شباط) قصفها للمنطقة، قبل أن تنضمّ إليها الطائرات الروسية لاحقاً.

تحذير تركي

أمّا فيما يتعلّق بشرق البلاد، التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم الاثنين، إن بلاده ستبدأ عملية عسكرية شرقي نهر الفرات إذا لم تتم إقامة منطقة آمنة مزمعة فيها وإذا استمرّت التهديدات التي تواجه أنقرة.

وتزامن الموقف التركي مع زيارة المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري إلى أنقرة، لإجراء مباحثات بشأن إقامة منطقة آمنة عبر الحدود في شمال شرق سوريا، حيث تدعم واشنطن وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها أنقرة منظمةً إرهابية. وأمل جاويش أوغلو، في مقابلة مع قناة "تي.جي.آر.تي خبر"، في التوصّل إلى اتفاق بعد مباحثات اليوم مع المبعوث الأميركي، الذي قالت واشنطن إنه يحمل اقتراحات جديدة، بحسب الوزير التركي.

وتريد أنقرة أن ينسحب مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية من المنطقة الحدودية، بينما تطالب واشنطن بضمانات بعدم إلحاق ضرر بحلفائها الأكراد، الذين لعبوا دوراً أساسياً في حملة هزيمة تنظيم "داعش" في سوريا.

وقال جاويش أوغلو إن المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن المنطقة الآمنة تباطأت، مضيفاً أن أنقرة أبلغت واشنطن بضرورة عدم استخدام القتال الدائر في محافظة إدلب ذريعةً لتجاهل المنطقة الآمنة المقترح إقامتها شرق البلاد.  

وفي هذا السياق، عبّر جاويش أوغلو مجدداً عن خيبة أمل تركيا من عدم تنفيذ اتفاق أُبرم مع الولايات المتحدة لسحب وحدات حماية الشعب من مدينة منبج، على الرغم من مرور أكثر من عام على التوصّل إليه. وحذّر من أن بلاده ستتحرّك بشكل أحادي إذا تعثرت المحادثات المتعلقة بالمنطقة الآمنة، قائلاً "إذا لم تتم إقامة المنطقة الآمنة واستمرت التهديدات الموجهة لبلدنا، فسنبدأ العملية إلى الشرق من نهر الفرات".

المزيد من العالم العربي