Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الهجرة" فيلم سعودي وثائقي "على خطى الرسول"

وثق رحلة نبي المسلمين من مكة إلى المدينة بمهارات فريق محلي وأجنبي يقوده مخرج أميركي

يعد مشروع "الهجرة" الأول من نوعه في سرد وتوثيق الأحداث التاريخية المهمة للهجرة النبوية (الخدمة الإعلامية)

ملخص

وثق رحلة #نبي_المسلمين من #مكة إلى #المدينة بمهارات فريق محلي وأجنبي يقوده مخرج أميركي

جهود أكثر من 20 عاماً تناثرت على أثر نبي المسلمين وهجرته من مكة إلى المدينة قبل أكثر من 1400 عام، قبل أن ترسم الرحلة التي ألهمت الملايين عبر القرون على أرض الواقع في فيلم واقعي خرج بأيدٍ أجنبية وعربية.

بني فيلم "على خطى الرسول" الذي أطلقه مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء"، أخيراً، في بينالي الفنون الإسلامية بجدة، ضمن مشروع الهجرة الذي أطلقه المركز، ويشتمل على "معرض وكتاب وفيلم وثائقي"، على أبحاث أكاديمية وميدانية حول هجرة النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة التي استغرقت ثمانية أيام.

ويروي الفيلم رحلة استكشاف عبدالله القاضي عالم الهجرة الرائد عالمياً وأحد أهم كتاب السيرة النبوية، وهو يبحث عن إجابات أسئلة المشاهد ويسرد قصة الهجرة من بدايتها، ويعرض تأثير العصر الحديث فيها، كما يزيح الستار عن هذه المواقع من خلال مقاربة المدونات التاريخية للبحث الميداني، فيما تمت معالجة الفيلم بتقنيات حديثة تتحدى حاجز الزمن.

واستطاع الكاتب أن يأخذ المشاهد إلى تفاصيل الرحلة منذ اختباء الرسول في الغار وخروجه من مكة حتى وصوله إلى المدينة المنورة وأصوات قاطنيها تصدح "طلع البدر علينا من ثنيات الوداع"، خطوة بخطوة مترحلاً بين المواقع التي شهدت مواقف وقصص ترى حتى الآن، وتجسد المعاناة التي مر بها النبي الأمين في رحلته التي صارت تاريخاً يوثق به المسلمون لقرون أحداثهم اليومية.

المخرج: "الهجرة حدث عالمي"

سلط المخرج الأميركي لفيلم "على خطى الرسول" أوفيديو سالازار، الضوء على القصة الإنسانية للهجرة، إضافة إلى إلقاء نظرة حديثة وتثقيفية على التقويم الإسلامي المنبثق منها، قائلاً "الهجرة النبوية كحدث عالمي، فكل الرسل قاموا بالهجرة، وهذا ما قمنا ببحثه والتفاعل مع أبحاث الكاتب عبدالله، فحرصنا على إيصال قصة الرحلة للبشرية".

واستعرض سالازار أبرز الطرق والوسائل التي تمت الاستعانة بها للتحقق من طريق الهجرة، علاوة على التحديات التي واجهت فريق العمل وأبرز تطلعاتهم المستقبلية لهذا النوع من المحتوى الذي يوجه للعالم ككل. أما منتج الفيلم ياسين سالازار، فأكد أن الفيلم يعد أكبر مشروع قام به، إذ أخذ إنتاجه ثلاث سنوات، فقد "اجتهدنا أن نقدم المشروع بعد اختيارات مناسبة، وعملنا في ظروف صعبة، وتنقلنا في الصحراء ساعات طويلة، واختيار الأماكن بدقة كان أمراً في غاية الصعوبة"، موقناً بأنه كلما كان التحدي عظيماً سيكون العائد أجمل.

الكاتب: قدمنا الهجرة كمادة خام

من جهته، يعتبر القاضي أن "حدث الهجرة على رغم مضي القرون عليه، فإنه لا يزال محافظاً على أهميته في الوجدان، وذلك بفضل ما يمثله من رمزية تذكر الناس بالأسباب التي تدفعهم للانتقال من مكان إلى آخر، وتأكيده حقهم الشرعي في ممارسة معتقداتهم بكل أريحية".

وخلال حديثه مع "اندبندنت عربية" يؤكد الباحث أنه استهدف تتبع خطوات النبي على أرض الواقع خلال رحلته وإبرازها للمتلقي كمادة خام يستنتج منها رؤى ومنظورات مختلفة ومتنوعة من دون أن يؤثر على المتلقي بأي تحليلات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعن إشراك مخرج ومنتج أجنبيين بين القاضي أن "الرسالة النبوية رسالة عالمية، ولم تستثنِ جنساً أو عرقاً عن غيره، فشملت العربي والأعجمي"، كما أوضح أن جمع معلومات الهجرة النبوية وتدقيقها استغرق أكثر من 20 عاماً.

وأضاف "لا يمكن رؤية المستقبل إلا بالعودة للتاريخ، والمكان قيمته تزداد بمعرفة تاريخه الذي مر عليه والحقب التاريخية، مع الاستفادة من دروسها وعبرها".

3 سنوات لإعداد "الهجرة"

وأوضح المسؤول عن المعارض المتنقلة في "إثراء" كميل مصلي أن الربط الإبداعي بين الموروث والتاريخ والقطع الأثرية وإبرازها بهذه الطريقة في معرض الهجرة الذي يناقش مساراً جغرافياً وتحويله إلى تجربة إبداعية كان تحدياً كبيراً. وقال لـ"اندبندنت عربية" إن مشروع الهجرة استغرق ثلاث سنوات في الإعداد، وبدأت الفكرة بعد الاطلاع على مشروع عبدالله القاضي بخصوص كتابة هجرة الرسول المصورة بإنتاج برامج ومنتجات ثقافية تثري هذا الجانب خصوصاً مع وجود ملاحظة بعض الثغرات التي تخص الموقع المكاني للهجرة.

من جهتها، أوضحت مديرة البرامج في "إثراء" نورة الزامل أن إطلاق الفيلم الوثائقي "على خطى الرسول" يأتي ضمن مشروع ثقافي نوعي متكامل يعد الأول من نوعه في سرد وتوثيق الأحداث التاريخية المهمة للهجرة النبوية الشريفة بطريقة غير مسبوقة ومعاصرة، إذ يشتمل المشروع الذي يقدمه المركز بالتعاون مع الشركاء من عدة جهات محلية وعالمية، على معرض متنقل افتتح في مركز "إثراء" بالظهران، العام الماضي، على أن يجوب مدن العالم خلال ثلاث سنوات مقبلة، وكذلك يشتمل المشروع على كتاب يتناول الهجرة وفقاً لسرد الأحداث المقترنة بالصورة التوضيحية، والتي تقدم للقارئ رحلة معرفية قيمة إلى جانب الفيلم الذي يعرض للمرة الأولى في بينالي الفنون الإسلامية.

وأضافت "نسعى في (إثراء) إلى أن يعيد مشروع الهجرة بأوجهه الثلاثة تعريف العلاقة بين الثقافة والفن والحضارة الإسلامية من خلال شراكات مع فنانين وأكاديميين ومؤسسات ثقافية من جميع أنحاء السعودية والمنطقة والعالم، لإعادة تقديم حجر الزاوية في التاريخ الإسلامي في سياق جديد، وإبراز تأثير الهجرة النبوية في جميع الحضارات في العالم، من خلال الاستفادة من الذاكرة الجمعية للعالم الإسلامي والعربي".

 

 

وأشارت الزامل إلى أن مشروع الهجرة، ومن ذلك الفيلم، يعالج الفجوة المعرفية في موضوع الهجرة النبوية، ويسلط الضوء إلى الإرث الضارب بعمق الجزيرة العربية، ويعزز صناعة المحتوى المحلي، إذ يستند على باقة من الأبحاث استمرت أكثر من عقدين لمتخصصين على مستوى العالم، كما يقدم تجربة ثرية للمتلقي، إضافة إلى جعل قصة الهجرة النبوية التاريخية في متناول الجمهور، ويتم تسليط الضوء عليها للثقافات العالمية.

ترجمة لجانب "العمق الإسلامي" في 2030

ونوه المعماري السعودي سامي عنقاوي خلال حديثه مع "اندبندنت عربية" بروعة الفيلم، متمنياً توثيق مزيد من الأحداث الموجودة في سير الأنبياء وسيرة الرسول محمد التي نتجت منها حضارات، قائلاً "بكل اختصار، الهجرة بدأت بالجماعة، واكتملت بالمجتمع، وظهرت من أم القرى، وانتشرت من أم المدن، لتصبح الحضارة المكية المدنية التي غطت الأرض"، وأصبحت إرثاً سعودياً على وجه الخصوص يلهم الأجيال.

وأكد العنقاوي أنه لا قيمة للإنسان من دون ذاكرة، وأن الإنسان من دون تاريخ جسد بلا روح، مشيراً إلى أهمية تنظيم معارض تراثية وتجسيد التاريخ، بخاصة أن من ركائز رؤية السعودية 2030 العمق الإسلامي في مكة المكرمة والمدينة المنورة.

وتشكل الهجرة النبوية حدثاً بالغ الأهمية في تاريخ الإسلام، إذ إنه في غضون سنوات قليلة من وصول المهاجرين إلى يثرب، انتقل المجتمع الإسلامي الناشئ من وضعية الأقلية المضطهدة إلى مكانة الأمة القوية التي أدت دوراً حاسماً في إعادة تشكيل المشهد السياسي والديني والاقتصادي لشبه الجزيرة العربية. وأصبحت يثرب "المدينة المنورة"، فأشرقت بنور الإسلام، واحتضنت جسد النبي وأفضل صحابته، مما مهد لنشوء واحدة من أكثر حضارات البشرية توسعاً وشموخاً.

المزيد من سينما