Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مفاجأة برلين: فوز فيلم وثائقي عن مرضى نفسانيين بالجائزة الكبرى

فتاة في التاسعة أفضل ممثلة وفرنسي أفضل مخرج وأفلام إنسانية في الواجهة

من  فيلم "على قارب الأدمان" لنيكولا فيليبير الفائز بالجائزة الكبرى (ملف الفيلم)

ملخص

فتاة في التاسعة #أفضل_ممثلة و#فرنسي أفضل مخرج وأفلام إنسانية في الواجهة في #مهرجان_برلين السينمائي

بعد عشرة أيام من الإطلاع على أحدث الإنتاجات السينمائية، وزع مهرجان برلين السينمائي (16 - 26 فبراير - شباط) أمس جوائز دورته الثالثة والسبعين، لكنّ العروض مستمرة يوماً إضافياً جرياً للعادة، لإرضاء حاجة الجمهور المحلي إلى المشاهدة، هو الذي ملأ الصالات طوال أسبوعين. لجنة التحكيم برئاسة الممثلة الأميركية كريستن ستيورات، أسندت جائزة "الدب الذهبي" إلى المخرج الفرنسي نيكولا فيليبير (72 عاماً) عن فيلمه “على قارب الأدامان” (إنتاج فرنسي ياباني)، في خطوة مفاجئة. هذا أول عمل وثائقي ينال الجائزة الأرفع في المهرجان منذ أن ظفر بها الايطالي جيانفرنكو روزي عن رائعته “نار في بحر” قبل سبع سنوات، من دون أن ننسى أن وثائقياً نال أيضاً "الأسد الذهبي" في الدورة الأخيرة من مهرجان البندقية. كما أن فيليبير هو أول مخرج فرنسي ينالها منذ فوز باتريس شيرو بها عن فيلمه "حميمية" في العام 2001. يجب القول إن لا أحد من رواد المهرجان كان يتوقع فوز فيليبير بـ"الدب"، حتى المخرج نفسه لم يتوقعها، فصرخ لستيورات وهو على المسرح: "هل انت مجنونة؟". فالعديد من النقاد والصحافيين لم يشاهدوا حتى الفيلم لكونه وثائقياً، معتبرين إياه مجرد عمل على الهامش، يتحدث عن أمور غير مهمة ولا يمكن تحويلها إلى مادة للإثارة الإعلامية. لكن، كريستن ستويرات، إبنة الثانية والثلاثين، التي واجهت انتقادات بسبب صغر سنها وقلة خبرتها في مجال التحكيم، ردت الإعتبار على واحد من أهم المنابر السينمائية، إلى عمل واحد من أسياد التقاط الواقع في السينما المعاصرة.

 

في "على قارب الأدامان"، يصور فيليبير بإمكاناته المحدودة، وعينه التي تلتقط التفاصيل، وأخلاقيته في التعامل مع الآخر، مجموعة أشخاص يرتادون قارباً على نهر السين تحول منذ العام 2010 مركزاً لعلاج الأمراض النفسية. يأتي هؤلاء إلى هذا المكان بحثاً عن دفء وتواصل، في بيئة مغايرة غير تقليدية، على نقيض المستشفيات. يوثق الفيلم يومياتهم التي فيها لحظات مرح وتسلية وأمل، من دون أن ينظر إليهم كمرضى أو كموضوع أو كضحايا، ومركّزاً على النشاطات الثقافية في المركز. الفيلم بسيط جداً يرتكز على سلسلة من اللقاءات مع أشخاص يتحولون أمام كاميرا فيليبير إلى شخصيات سينمائية. لا يسعى إلى تحويلهم مجرد عناصر لاستدرار العواطف ولا يشفق على حالاتهم، بل يحرص على فهمهم، وفي محاولاته هذه الكثير من الإنسانية.

في المؤتمر الصحافي الذي عُقد بعد توزيع الجوائز، سُئل فيليبير عن دهشته من فوزه بالجائزة، فكان رده: "علمت أن الفيلم سيفوز بجائزة ما، ولهذا أجلت سفري من برلين. أنا فخور وسعيد لنفسي وللسينما الوثائقية. أن يحصل فيلم وثائقي على "الدب الذهبي"، فهذا سيعطي دفعة للفيلم الوثائقي. توجد سوابق قليلة بالفوز بجوائز لأفلام وثائقية، وأرجو أن يكون فيلمي خطوة على الطريق".

 

أما إذا كان الفيلم يخفف الوصمة عن المرض العقلي والنفسي، فقال فيليبير: "أرجو ذلك. فيلمي ليس عملاً متمرداً أو مقاتلاً، لكن أرجو أنه يصور هؤلاء الأشخاص بشراً وليس مرضى أو موصومين بوجودهم في هذا المكان". 

ونال المخرج الألماني كريستيان بتزولد جائزة "الدب الفضي" (لجنة التحكيم الكبرى) عن فيلمه "سماء حمراء" وهو الجزء الثاني من ثلاثيته "عن الحب والابداع" بدأها المخرج مع عمله السابق. يتمحور الفيلم على شاب إسمه ليون (توماس شوبرت) ينعزل في بيت ريفي ليجمع أفكاره وينهي روايته الثانية، لكن وقوعه في غرام إحدى الفتيات، ونشوب الحرائق في الريف الذي يقيم فيه، سيقلبان الأشياء رأساً على عقب، ولكن في النهاية سيفتحان له آفاق التأليف. الفيلم عن الالهام بشكل خاص، ولكن قام بتزولد بتأليف قصص من حوله من نسج خياله. بعد تسلمه الجائزة، شرح قائلاً: "قبل ثلاث سنوات فازت باولا بير بجائزة أفضل ممثلة عن فيلمي السابق "أوندين"، وبعدها سافرنا هي وأنا إلى فرنسا وأصبنا بالكوفيد. ثم خلال الجائحة، توقفت حياتي عدة أعوام، ثم قرأت قصة لتشيكوف، وهي التي ألهمتني بهذا الفيلم". 

ونال المخرج البرتغالي جو أون كانيخو جائزة لجنة التحكيم عن فيلمه "سوء العيش" الذي يحكي عن خمس نساء وعلاقتهن بأولادهن والروابط المعقدة، على طريقة أفلام جاك ريفيت أو مسرحيات ستريندبرغ. يطرح الفيلم السؤال الآتي: ماذ يحل بالإنسان عندما يعود الماضي الأليم إلى الضوء، فيما الحاضر لا يوفر أي مَخرج؟ يذكر أن كانيخو سبق أن عمل مساعد مخرج للعديد من السينمائيين الكبار، مثل مانويل دو أوليفيرا وفيم فندرز. خلال المؤتمر الصحافي، سُئل عن الوحشة والوحدة في الفيلم، فالنساء يعشن معاً مكانياً لكنهن وحيدات تماماً. رد قائلاً: "الفيلم عن القلق والوحشة وعن النساء غير الراضيات، ولهذا يملأ الشعور بالوحشة الفيلم. أنا سعيد بالجائزة لفيلمي البسيط لأنها ستساعدني على العيش بأمل". 

 

فرنسي آخر من المخضرمين حاز جائزة كبيرة، هي جائزة الإخراج (دب فضي)، وهو فيليب غاريل الذي كان جاء إلى برلين بـ"لو غران شاريو"، فيلم عن عائلة من محركي الدمى، يواجه أفرادها مصاعب من كل الأنواع بعد الرحيل المفاجئ للأب خلال تقديمه مسرحية للأطفال. الفيلم تأملات في موضوع التوريث والفن والالهام وموت مسرح الدمى، من مخرج في الرابعة والسبعين ارتبط إسمه بـ"الموجة الفرنسية الجديدة"، وهو أحد الذين يصنعون سينما حميمية، خارج التيارات السائدة واهتمامات السوق. أما عن سبب اختياره أولاده الثلاثة وجمعهم في فيلم، فقال: "قررت ذلك عندما غادروا جميعاً المنزل، وأصبح لهم حياتهم. لم يعد أمامي سوى فيلم أو فيلمين، فأردت أن يكون أولادي معي في فيلم". 

جائزة التمثيل ذهبت إلى صوفيا أوتيرو، ابنة الثمانية أعوام التي أبدعت في "20 ألف نوع نحل" للمخرجة الاسبانية استيباليز أوريسولا سولاغورين، والفيلم عن طفل في التاسعة وُلد صبياً ولكن يعتبر نفسه فتاة. دمعت عينا أوتيرو وهي تتسلم الجائزة، ولاحقاً في المؤتمر الصحافي أعلنت أنها ستخصص حياتها للتمثيل. أما الممثلة الألمانية المتحولة ثيا إير، فنالت جائزة أفضل دور مساعد عن أدائها في "حتى آخر الليل" للمخرج الألماني كريستوف هوشهاوزلر. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونالت المخرجة الألمانية أنغيلا شالينيك جائزة أفضل سيناريو عن فيلمها "موسيقى". تبدأ القصة في الثمانينيات وتمتد إلى يومنا هذا، فتنتقل بنا من جبال اليونان وشواطئها إلى بحيرات برلين. أما الحبكة فهي عن رضيع يتم إنقاذه من عاصفة على يد إلياس وزوجته. يطلقون عليه اسم جون ويربونه. لكنه، عندما يصبح شاباً، يتعرض لهجوم ينتهي بجريمة. بسبب تعرضها لوعكة صحية، لم تحضر شالينيك الحفلة لاستلام جائزتها.

أفضل مساهمة فنية فازت بها المصورة هيلين لوفار عن عملها المثير على فيلم "فتى الديسكو" للمخرج الإيطالي جياكومو أبروتسيزي، وهو عن مهاجر بيلاروسي ينخرط في الفيلق الفرنسي الأجنبي، ليجد نفسه في النيجر يحارب ناساً لا يعرفهم. 

أخيراً، الشقيقتان اللبنانيتان ميشيل ونويل كسرواني فازتا بجائزة "الدبّ الذهبي" عن فيلمهما القصير "يرقة" (29 دقيقة) عن مهاجرتين تعملان في احد مقاهي ليون.

اقرأ المزيد

المزيد من سينما