Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

راع موريتاني يدل السلطات على السجناء الهاربين

قوات الدرك تقتل 3 منهم قبل استسلام الرابع والأحداث تعيد طرح معضلة الإرهاب في البلاد

القوات الخاصة للدرك الموريتاني التي عثرت على الإرهابيين الفارين (مواقع التواصل)

ملخص

أثارت أحداث #سجن_نواكشوط المركزي أسئلة حول الإرهاب في #موريتانيا

تابع الموريتانيون باهتمام بالغ العملية التي نفذتها وحدة من الدرك صباح اليوم السبت وانتهت بمقتل ثلاثة مسلحين في اشتباك بمنطقة نائية بمحافظة آدرار شمال البلاد، واستسلام رابعهم، بعد أن نفذوا عملية هروب من سجن نواكشوط المركزي.

وقالت السلطات الموريتانية في بيان مشترك لوزراتي الدفاع والداخلية إن "العملية تمت بتنسيق محكم بين القوات الجوية والبرية، مما قاد إلى تحديد مكان الإرهابيين بعد تحصنهم في منطقة جبلية وعرة".

وأضاف البيان أنه "أثناء عمليات التمشيط والبحث التي نفذتها وحدات برية ومن الدرك متخصصة في مكافحة الإرهاب، تعرضت هذه الأخيرة لإطلاق نار كثيف، أدى بها إلى الدخول في اشتباك مع العناصر الإرهابية، أسفر عن مقتل ثلاثة منهم وإلقاء القبض على الرابع الذي استسلم في نهاية الاشتباك". وذكر البيان أن العملية راح ضحيتها أحد جنود القوات المسلحة.

راع يطيح الإرهابيين

وعن تفاصيل العملية، قال عمدة بلدية المداح التابعة لمقاطعة أوجفت بمحافظة آدرار عبدي امحيحم لـ"اندبندنت عربية" إن "قصة الايقاع بالإرهابيين بدأت فصولها عندما عثر راعي مواشي على سيارة رباعية الدفع متوقفة بفعل عطب في أحد إطاراتها، وحين اقترب من ركابها عرضوا عليه أن يأخذ الإطار إلى المدينة لإصلاحه مقابل مبلغ مالي كبير، فوافق على العرض وذهب إلى نقطة غير بعيدة بها شبكة للإرسال واتصل بالعمدة الذي أبلغ بدوره السلطات الأمنية، وبعد ساعات حاصرت قوات من الدرك المكان الذي توقفت فيه سيارة الإرهابيين، وحين لم يجدوهم بداخلها، مشطت مروحية عسكرية الحيز الجغرافي الجبلي ليرصدوا حركتهم في كهف".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويضيف العمدة "جاء مدد عسكري فجر اليوم وبدأت عملية الاشتباك بين قوات الأمن والإرهابيين، لتنتهي العاشرة صباحاً بمصرع ثلاثة من الإرهابيين واستسلام الرابع واستشهاد جندي موريتاني واحد".

ويعتبر العقيد المتقاعد في الجيش الموريتاني والباحث في الشؤون الاستراتيجية والأمنية البخاري المؤمل أن "الإرهابيين وقعوا في أخطاء كبيرة، فاعتقدوا أن بإمكانهم الفرار، وأهملوا نقطة حنق المواطنين عليهم وتربصهم بهم بسبب فداحة جرمهم لمقتل حراس السجن، ولم يتوقعوا أن تكون كفاءة القوات المسلحة بهذا القدر الكبير من الجاهزية".

تحرك إقليمي

في الأثناء وبينما كانت أجهزة الأمن الموريتانية لا تزال مشغولة بالبحث عن السجناء الخطرين، بدأ رئيس الأركان الفرنسية الجنرال تييري بورخارد أمس الجمعة، زيارة عمل لموريتانيا لمدة يوم. 

ووفق برقية إخبارية للوكالة الموريتانية للأنباء (رسمية) أجرى الجنرال الفرنسي محادثات مع نظيره الموريتاني الفريق المختار شعبان بمقر قيادة الأركان العامة للجيوش في نواكشوط.

وذهب متخصصون في قضايا الأمن إلى ربط زيارة العسكري الفرنسي بحادثة الفرار الأخيرة من سجن نواكشوط،  بينما يشير البخاري المؤمل إلى أن الزيارة كانت مقررة منذ فترة، لكنه لا يستبعد أن تكون المحادثات بين الطرفين تعرضت للعملية وناقشتها.

واعتبر مراقبون أن الزيارة تدخل في إطار استعداد فرنسا لتقديم يد العون لمستعمرة سابقة وحليفة تقليدية في المنطقة تعول عليها، بخاصة بعد تغيير بوصلة الولاءات في دول عدة من أفريقيا جنوب الصحراء، لا سيما في مالي وبوركينا فاسو. وترتبط موريتانيا مع فرنسا باتفاقات عدة في المجالين العسكري والأمني.

صاحبت عملية الفرار الكبير من السجن تبعات اقتصادية واجتماعية في موريتانيا، حيث أوقفت السلطات خدمة إنترنت الجوال لملايين المشتركين.

وقال وزير التجهيز والنقل المتحث باسم الحكومة إن "الأمر يتعلق فقط بإنترنت الهاتف الجوال"، مشيراً إلى أن الأمور ستعود لطبيعتها بمجرد انتفاء الأسباب، على اعتبار أن المشكلات الأمنية لها الأولوية على حساب أية أزمات أخرى.

وقال مقدمو خدمات ترتبط بالتجارة الإلكترونية إن مصالحهم تأثرت بقرار قطع خدمة الإنترنت عن الهواتف، وتذمر عدد من سائقي شركات النقل التشاركي في العاصمة نواكشوط من هذا الانقطاع الذي ما زال مستمراً على رغم نشر الحكومة الموريتانية خبر مقتل السجناء الفارين منذ ساعات.

السؤال الصعب

عاش سكان نواكشوط ليالي من التوتر الحذر شابه قلق من الوضع الأمني العام، إذ شهدت شوارع العاصمة انتشار دوريات للشرطة وحواجز أمنية موقتة.

وأثارت أحداث سجن نواكشوط المركزي أسئلة حول الإرهاب في موريتانيا وتساءل مدونون عن طبيعة الحادثة وهل هي بداية لعودة الإرهاب في بلد ظل بمنأى عن التوترات الأمنية طيلة عقد من الزمن، وهل تطرح إشكالاً حول التحديات الأمنية التي ربما تواجه موريتانيا في الفترة المقبلة، بخاصة أن المحيط الإقليمي للبلد يعاني اضطرابات دامية.

وتحتضن موريتانيا مقر قيادة القطاع الغربي للقوة المشتركة لمجموعة دول الساحل التي تعرضت لهزات، بخاصة بعد تعليق مالي لعضويتها فيها.

المزيد من متابعات