Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قائد الجيش اللبناني يخرج عن صمته ويهاجم بعض "الموتورين"

من بين من قصدهم العماد جوزيف عون "التيار الوطني الحر" وبعض وسائل الإعلام القريبة من "حزب الله" التي تحرض على دوره

 قائد الجيش يهاجم منتقديه على نار الاستحقاق الرئاسي (مديرية التوجيه في الجيش اللبناني)

ملخص

قائد #الجيش_اللبناني يفتح النار على #جبران_باسيل وشخصيات مقربة منه

منذ توليه قيادة الجيش في الثامن من مارس (آذار) 2017، خرج قائد الجيش العماد جوزيف عون للمرة الأولى، عن السقف التقليدي الهادئ الذي ميز خطاباته سابقاً، ورد بالمباشر وبنبرة عالية وبعبارات غير مسبوقة، على متهميه بالفساد ومخالفة القانون ووصفهم بـ"الموتورين"، من دون أن يسميهم، والمعروف أن سهامه لم تكن موجهة إلا إلى "التيار الوطني الحر"، كما يؤكد الصحافي والمحلل السياسي نبيل بو منصف، بعد علاقة تجاذب اشتدت بين عون، ورئيس التيار النائب جبران باسيل على خلفية الاستحقاق الرئاسي. واللافت أن العماد عون، اختار توجيه الكلام العالي السقف، من البقاع الشمالي، من منطقة ذات دلالات مهمة، نظراً إلى احتضانها للبيئة الداعمة لـ"حزب الله"، حيث يقوم الجيش منذ مدة بعمليات دقيقة كان آخرها، عملية دهم لمطلوبين في بلدة "حورتعلا" البقاعية التي سقط خلالها عسكريون من الجيش. ومن هناك وخلال جولة بقاعية قدم خلالها التعازي بالعسكريين، قال قائد الجيش "في حين يقدم الجيش التضحيات الجسام ويتحمل مسؤولياته بمهنية واحتراف على رغم التحديات، يستمر بعض الموتورين والمسؤولين المعنيين وغير المعنيين في اختلاق الإشاعات وفبركة الملفات وتشويه صورة المؤسسة واتهامنا بالفساد وخرق القانون". وأضاف "إذا كان خرق القانون يتيح لي قبول مساعدات من اللبنانيين المحبين للمؤسسة في الداخل والخارج، وتأمين الدواء والتغذية والتنقلات للعسكريين، والاستشفاء والمساعدات المدرسية لعائلاتهم، ويعينهم على الصمود ويخفف عنهم الصعوبات المعيشية، ويسمح للجيش بتنفيذ مهماته، فسأخرق القانون". وفي الهجوم الذي استخدم فيه قائد المؤسسة العسكرية كل أسلحته النارية قال "أعان الله جيشاً يحارب الغباء والغلاء والوباء وقلة الحياء والوفاء".

تصعيد عون يخرجه من السباق الرئاسي؟

يعتبر الصحافي والمحلل السياسي نبيل بو منصف أن موقف قائد الجيش العالي النبرة، له علاقة مباشرة بالصراع بينه وبين رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، من خلال وزير الدفاع الحالي موريس سليم، كما كانت العلاقة قبله متوترة مع وزير الدفاع الياس بوصعب المستمر في توجيه الانتقادات للعماد عون، وآخرها من واشنطن. والمستغرب أن الفريق الوحيد الذي لم يتوقف عن شن الحملات ضد عون، هو الفريق نفسه الذي عينه الرئيس ميشال عون على أساس أنه ينتمي لخطه. ويشرح بو منصف لـ"اندبندنت عربية" أن العلاقة بين قائد الجيش ووزير الدفاع تاريخياً كان يحكمها التجاذب، نتيجة شعور دائم لدى الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة الدفاع، بأن وجودهم شكلي ولا سلطة لديهم على المؤسسة العسكرية وقائدها، لكنها لم تصل يوماً إلى هذا الحد، والسبب بحسب بو منصف أن التيار الوطني الحر دخل مرحلة تصفية حسابات لتحصيل مكاسب سياسية خصوصاً من خلال الوزارات التابعة له، إضافة إلى أن العماد عون يشكل حساسية لباسيل بعد أن كان من بين الأسماء المقترحة، التي قطعت طريق القصر الجمهوري على باسيل. ويعتبر بو منصف أن كلام قائد الجيش العالي النبرة في وجه وزير الدفاع ممثل التيار، يعني أنه لم يقم بحسابات رئاسية، وإلا لما كان قال ما قاله. هو أراد وفق تفسير بو منصف أن يعطي انطباعاً أن موقع رئاسة الجمهورية ليس مهماً بالنسبة إليه، بالتالي هو يقول لمنتقديه إنه لا يمكنهم أن يوجهوا له الضربات على الخاصرة الرخوة، ولن يسكت عن صلاحياته التي يكفلها له الدستور من أجل مصلحة العسكريين. ويتابع الصحافي والمحلل السياسي مذكراً بأن العماد جوزف عون لم ينقل عنه يوماً أنه يسعى إلى رئاسة الجمهورية، على رغم أنه مرشح طبيعي، لكن الملفت أنه يفهم من كلامه البقاعي أنه أراد القول "رئاسة الجمهورية لا تهمني، ولا يحشرني أحد، ولن أساير ولن أسكت عن الخطأ". وكلام عون بحسب بو منصف يعني أيضاً أن الصراع بات كبيراً ويهدد المؤسسة العسكرية والسكوت لم يعد جائزاً. كما أن تصلبه في التمسك بطريقة عمله في الجيش وبأنه صاحب القرار، يعني أن الأزمة طويلة، وهو لن يقبل أن يكون فريسة لأحد في مرحلة طويلة، عنوانها التجاذب السياسي.    

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

عون ضاق ذرعاً من باسيل وفريقه

تبرر مصادر مطلعة لـ"اندبندنت عربية"، كلام قائد الجيش غير المسبوق، بوجود استياء كبير في اليرزة، حيث مقر قيادة المؤسسة العسكرية. خصوصاً مع اتساع رقعة الخلاف بينه وبين وزير الدفاع موريس سليم، وممارسات تضييق تمارس ضد قائد الجيش كما تقول، التي كان آخر فصولها، حصر سليم قرار منح رخص السلاح به وحده، مستنداً إلى قرار سابق صادر عن مجلس الوزراء يمنح صلاحية منح الرخص بوزير الدفاع، علماً أن قانون الأسلحة والذخائر، في المادة 24 منه، يحصر صلاحية منح الرخص بقيادة الجيش، والقانون أقوى من القرار تقول مصادر في اليرزة. لكن لماذا قرر العماد عون الخروج عن صمته الآن، تجيب المصادر المطلعة على موقفه، أنه ضاق ذرعاً من الحملات التي تستهدفه وتستهدف من خلاله المؤسسة العسكرية، فيما هو يعمل ليلاً نهاراً لتأمين احتياجات العسكري، الدواء والطبابة والطعام والاستشفاء، حتى تبقى المؤسسة العسكرية قادرة على مواكبة الظروف الاقتصادية الصعبة التي قد تؤدي في أية لحظة إلى انفجار اجتماعي. وتعتبر مصادر مطلعة أن الاستهداف الذي تعرّض له قائد الجيش هو استهداف سياسي، أما عن تأثير موقفه في موضوع رئاسة الجمهورية، فتجيب المصادر "الرئاسة هي آخر همه، ومعنويات 80 ألف عسكري تأتي قبل الرئاسة". وتذكر المصادر المطلعة على مواقف قائد الجيش أنه لم يعلن ترشيحه يوماً ولا يعنيه الموضوع لصعوبته، وهو لا يفكر بالسياسة ولا يريدها، وتسأل في المقابل "لكن لو لم يكن اسمه مطروحاً لرئاسة الجمهورية هل كان تعرض لكل هذه الحملات"؟ تشرح المصادر أن الخلاف بين قائد الجيش وبين وزير الدفاع ومن يمثل، هو نتيجة تراكمات عمرها من عمر تخصيص حقيبة الدفاع للتيار الوطني الحر. وتدافع المصادر عن موقف قائد الجيش وتكشف عن أنه يسعى بشكل يومي إلى تأمين المساعدات وأغلبيتها من خلال مبادرات فردية تصله من لبنانيين محبين للمؤسسة، وكلها مسجلة باسم خزانة الجيش في المصرف، إضافة إلى المساعدات العسكرية من عدد من الدول التي يعلنها عند حصولها. وإذ تؤكد المصادر أنه لولا الثقة بالمؤسسة العسكرية وبالشفافية المعتمدة من قبلها في هذا الموضوع، لما كان العسكريون حصلوا على مقومات الصمود الأساسية، وتدعو الفريق المسؤول عن التسريبات المختلقة كما تقول، إلى البحث عن الفاسدين الحقيقيين وعدم تضييع الوقت مع قيادة الجيش، وتستعيد العبارة التي توجه بها قائد الجيش إلى الذين وصفهم بالموتورين، "اهتموا بشؤونكم ودعونا نهتم بشؤوننا. الأجدر بكم أن تبذلوا جهودكم لمساعدة المؤسسة العسكرية ودعمها بدلاً من استهدافها".

كلام قائد الجيش لا يعني وزير الدفاع

لم يجد وزير الدفاع موريس سليم نفسه معنياً بكلام قائد الجيش الأخير، وأكدت مصادر مقربة منه لـ"اندبندنت عربية" أن كلام قائد الجيش لا يعني وزير الدفاع، فالوزير في مواقفه وأعماله يعبر عن مدى حرصه على المؤسسة العسكرية، وخصوصاً أنه ينتمي إليها والآن هو مسؤول عنها. وهو يؤمن أن تضحيات العسكريين ودورهم الوطني يفوق كل التضحيات ويشكل الضمانة الوطنية الكبرى. وفيما يشبه التأكيد بأن المؤسسة العسكرية خاضعة بحسب رأيه لوزارة الدفاع أكدت مصادره بأن دوره على رأس وزارة الدفاع التي تخضع له بجميع مؤسساتها وفقاً لقانون الدفاع، إنما يتجسد في عمله المستمر لتوفير كل ما يبقيها جاهزة لتنفيذ مهماتها. وعن العلاقة المتشنجة بينه وبين قائد الجيش ومسؤوليته في الحملات التي تشن ضده، أوضحت المصادر المقربة من وزير الدفاع لـ"اندبندنت عربية" أن ما يدور اليوم من كلام "باطل" حول العلاقة بين وزير الدفاع وقائد الجيش، فهو ناتج من خطوات أقدم عليها قائد الجيش شكلت تعرضاً فاضحاً لصلاحيات وزير الدفاع. "وقد ترفع وزير الدفاع عن تصرفات قائد الجيش حرصاً منه على الجيش الذي يعتبره أقدس مقدسات الوطن، وهو لا يزال يسعى إلى معالجة خطوات قائد الجيش بالطرق الملائمة". وماذا عن دور رئيس التيار الوطني الحر بكل ما يحصل، وهل وزير الدفاع يتصرف بطلب من باسيل، تؤكد المصادر المقربة منه "وزير الدفاع لا يعمل إلا وفق قناعاته الوطنية، وهو أرفع من أن تنسب إليه سخافات و"حرتقات" وهذا ثابت في تاريخه ويدركه عارفوه".

في أي حال، العلاقة بين وزير الدفاع وقائد الجيش ستكون في اختبار جديد بعد تدخل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي جمع الإثنين في السراي الحكومي، وصدر بيان أكد أنه تم الاتفاق على حل التباينات بروح التعاون حفاظاً على الجيش ودوره وعلى العلاقة الوطيدة بين وزير الدفاع وقائد الجيش.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي