Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"أم كلثوم" تطرب الساهرين في المسرح السعودي

مسرحية غنائية تسلط الضوء على مسيرة كوكب الشرق وعصرها الغني بالشخصيات الفنية

عرضت المسرحية الغنائية "أم كلثوم والعصر الذهبي" على مسرح "البالاديوم" في لندن عام 2020   (اندبندنت عربية)

ملخص

"دارت الأيام" وعاد صوت #كوكب_الشرق يصدح على شاشة التلفزيون السعودي من جديد، ليستقبلها المسرح ليس بصوتها فقط، بل بتجسيد شخصيتها وأغانيها أيضاً 

 

علاقة أم كلثوم بالجمهور العربي عتيقة وقديمة، إذ عشقوا حنجرتها التي سامرت سهرهم مع "الليل وسماه"، وترجمت مشاعرهم في "إنت عمري"، وواست أرواحهم في "بعيد عنك"، ورحلت بهم قديماً بين "أراك عصي الدمع" بعدما عرجت على "الأطلال"، وجالت بين عواطفهم الحائرة في "ثورة الشك"، ووصفت ما تخفيه قلوبهم من عشق وهوى في "من أجل عينيك".

هي ليلة "بألف ليلة وليلة" تلتقي خلالها جمهور مسرح مركز الملك عبد العزيز الثقافي (إثراء) في السعودية بمدينة الظهران، بعدما "طالت ليالي البعاد" بينها وبين عشاقها الذين "من أجل حنجرتها عشقوا الهوى" في مسرحية غنائية عنوانها "أم كلثوم والعصر الذهبي" تسلط الضوء على مسيرة كوكب الشرق وعصرها الغني بالشخصيات الفنية والملهمة.

"دارت الأيام" وعاد صوت كوكب الشرق يصدح على شاشة التلفزيون السعودي من جديد، ليستقبلها المسرح ليس بصوتها فقط، بل بتجسيد شخصيتها وأغانيها أيضاً.

 

"أم كلثوم "على المسرح السعودي

المنتجة منى خاشقجي عرضت المسرحية الغنائية "أم كلثوم والعصر الذهبي" على مسرح "البالاديوم" في لندن عام 2020، وسعت إلى عرضها في العالم العربي، وأقامتها في دبي العام الماضي، والآن تمكنت من عرضها في السعودية، حيث يستعد مسرح "إثراء" لتقديمها، ابتداء من اليوم (الثلاثاء) وحتى 17 من الشهر الجاري.

تقول خاشقجي في تصريحات لـ"اندبندنت عربية"، إن المسرحية تهدف إلى إحياء التراث العربي وتاريخ الأغنية العربية وتعريف العالم بهما وتثقيفهم بحضارتها، وهي أول مسرحية من هذا النوع تقدم في البلدان العربية، حيث بدأت على مسرح البالاديوم في لندن وتنتقل إلى مسرح دبي أوبرا.

وعن سبب تسمية العرض بـ"أم كلثوم والعصر الذهبي" أرجعت خاشقجي ذلك للاحتفاء بعمالقة مثل محمد القصبجي ومحمد عبد الوهاب وبليغ حمدي وزكريا أبو العلا وروحية بنت الباشا وتحية كاريوكا التي تظهر في العرض كشخصية امرأة قوية كان لها دور في الحياة الاجتماعية والسياسية في زمنها، وشخصية المطربة منيرة المهدية، التي تمتعت بقوة الشخصية وأسست مسرحاً خاصاً بها، وكان في منزلها مجلس للساسة والشخصيات المهمة والصحافيين.

أضافت، "أحضرت للعرض شخصيات نسائية ملهمات وقويات من ذلك الزمن، وقصص كفاحهن، وكثيرين من الأجانب الذين عملت معهم وموسيقيين عالميين أشادوا بشخصية أم كلثوم، وقد اختيرت رقم 53 من 200 أسطورة حول العالم"، مشيرة إلى أن العرض يأتي تزامناً مع يوم المرأة العالمي.

وأشارت إلى أن قصة أم كلثوم تعد قصة نجاح كلاسيكية، من الصفر إلى القمة، فقد أصبحت امرأة عظيمة في زمنها، وكانت تتمتع بالذكاء والشخصية القوية، كما تمتعت بأذن ذكية تنتقي الكلمات والألحان المناسبة لها.

 

وعلى رغم ضخامة العمل، كشفت خاشقجي أن تنفيذ الفكرة استغرق منها عاماً ونصف العام، فقد شرعت في الإعداد منذ عام 2018، كما أبدت رغبتها في عمل شخصيات أخرى سعودية وعربية، خصوصاً أنا لديها 12 ممثلاً ثلاثياً يجمعون ما بين الغناء والتمثيل والرقص، مشيرة إلى عمل جديد قادم لها، إضافة إلى فكرة عمل مسرحية لإحياء الأغاني السعودية التي تعمل على تنفيذها منذ أربع سنوات.

وعن الحراك الفني الذي تعيشه السعودية الآن، أعلنت خاشقجي فخرها بعرض العمل في بلادها، تقول، "أتمنى أنا أقدم كثيراً من الأعمال بالتعاون مع الشباب والفنانين السعوديين، خصوصاً أن لدينا ثراء فنياً وثقافياً كبيراً، كما أسعى إلى تشجيع الشباب السعودي بالأعمال المسرحية وتثقيفهم وصناعة جيل جديد مهتم بالمسرح ".

أم كلثوم مادة ثرية

في السياق تقول الكاتبة المسرحية ملحة عبدالله لـ "اندبندنت عربية" إن (أم كلثوم) مادة ثرية لكل كاتب، وسيرتها ملهمة والجمهور متلهف لكل كلمة أو غنوة أو قصة تروى عن كوكب الشرق الآسرة، مؤكدة أن سيرتها حين تكتب بكاتبة سعودية ومن وجهة نظر سعودية فستعمق الرؤية وتتعدد جوانب الالتقاط.

من جهته، شبه رئيس لجنة السينما بجمعية الثقافة والفنون بالأحساء محمد البشر خلال حديثه مع "اندبندنت عربية"، عودة صوت كوكب الشرق في السعودية بعد انقطاع وتجسيد سيرتها على خشبة مسرح إثراء في هذا العصر بطائر الفينيق حينما يبعث من جديد، مضيفاً، "مازلنا على محبة أم كلثوم، وتجسيد قصتها تستحق أن تروى من جديد"

وقال البشير، "الجميع يتمنى الكتابة عن كوكب الشرق، والشعب السعودي من عشق صوتها منذ ذلك العصر، وقصيدة ثورة الشك وغيرها للشاعر السعودي الأمير عبدالله الفيصل دليل على ذلك"

 

ويرى البشر أن المسرح الغنائي من المسارح التي يعشقها جميع أفراد المجتمع ومن الألوان المحببة لديهم، وهي مازالت عالقة في ذاكرة الأجيال التي عاصرت (الست) و (فيروز) ومسرحيات (سعاد عبدالله) و(حسين عبدالرضا) في الخليج، وعودته عودة جديدة لتدريب الأذن وتعلقها بالكلمة والموسيقى في توليفة جميلة تعلق في الذاكرة وتظل ترددها، وهذا ما يميز المسرح الغنائي الذي لا يغيب ويظل حاضراً وتستذكر منه أبيات مغناة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بدوره، أشاد الممثل المسرحي نائب رئيس مجلس إدارة جمعية مسرح كيف التعاونية رامي الأحمدي خلال حديثه مع "اندبندنت عربية"، بفكرة تجسيد شخصية كوكب على خشبة المسرح وخصوصاً أنها متواجدة في وجدان الشعب العربي، قائلاً، "هذه الشخصية المؤثرة المليئة بالدراما والأحداث المتصاعدة في حياتها، تعد سبباً كافياً لنجاح هذا العرض، ناهيك عن أغانيها التي شكلت عناوين لرسائل العشاق والغرام، وعلى رغم أنها توفيت منذ عام 1975، إلا إنها مازالت في وجداننا حتى هذه اللحظة وستظل تعيش لسنوات لأنها كوكب الشرق وسيدة الغناء العربي".

وأوضح الأحمدي أن المسرح الغنائي فن من أشكال المسرح المتعددة، ويعد عامود الصناعة المسرحية في العالم، وأنه ليس بغريب على الثقافة السعودية، إذ قدم بأشكال عدة سابقاً في مهرجانات الجنادرية والمناسبات الوطنية، وسجلت تجارب عدة ناجحة في ذلك، فقد قدمت هيئة الترفيه مسرحية (رحلة الست) في موسم الرياض 2022، ونجحت نجاحاً منقطع النظير وهي تحكي مشوار أم كلثوم وقصة حياتها، كما قدمت مسرحية العندليب (حليم)  وهي مسرحية بانورامية تحكي أهم المراحل في حياة عبدالحليم حافظ، ولاقت استحسان الجمهور وتفاعلاً مبهراً يؤكد تأثير هذا المسرح في الناس وحاجتهم الماسة لهذا الفن، إضافة إلى مسرحية ( كان ياما كان) في موسم الرياض وهي مسرحية استعراضية غنائية بتقنيات عالية الجودة، فيما قدمت وزارة الثقافة مسرحية (معلقاتنا امتداد أمجاد) للأمير عبد الرحمن بن مساعد وإشرافه وهي محاكاة للمعلقات العربية وتحكي تاريخ السعودية في قالب غنائي مرحلي.

وأشار إلى أن وزارة الثقافة السعودية أعلنت عن برامج تدريبية عدة في المسرح الموسيقي، وهذه البرامج نواة لاكتشاف عديد من المواهب، مضيفاً، "نتطلع إلى مسرحيات غنائية على مستوى أكبر وعالمي خصوصاً أن لدينا الكفاءات السعودية القادرة على ذلك، والقصص المشوقة في تاريخنا المحلي السعودي التي لم تطرق بعد، وجرت العادة أن نقدم المسرح الكوميدي والجاد، ونحتاج وجود المسرح الغنائي بشكل أكبر كنوع من التغيير، ونحن متفائلون في مقبل الأيام بوجود مسرحيات غنائية سعودية".

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة