Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أطفال المدارس في بريطانيا محرومون من الفواكه والخضراوات

يفيد المستهلكون أن رفوف الفواكه والخضراوات في المتاجر فارغة أو شبه فارغة

تبرر الحكومة البريطانية غياب الخضراوات بظروف المناخ في الدول التي تستورد منها مثل إسبانيا وشمال أفريقيا (أ ف ب)

ملخص

يواجه ملايين #التلاميذ خطر فقدان #الفواكه والخضراوات الطازجة في وجبات الغداء المدرسية إثر #نقص_الغذاء في #المملكة_المتحدة

يواجه ملايين التلاميذ خطر فقدان الفواكه والخضراوات الطازجة في وجبات الغداء المدرسية إثر نقص الغذاء في المملكة المتحدة، ويقول مقدمو الوجبات المدرسية إن خضراوات مثل الخس والطماطم والخيار هي من بين السلع المفقودة بسبب "النقص الشديد" و"الكلف التي لا تطاق".

ودفع قلق الوزراء في شأن المشكلة إلى العمل مباشرة مع المدارس لمحاولة تقليل تأثيرها، ويأتي ذلك بعد أن أفاد المستهلكون أن رفوف الفواكه والخضراوات في المتاجر فارغة أو شبه فارغة، مما أثار مخاوف في شأن الأمن الغذائي في بريطانيا خلال المستقبل.

وفي رسالة إلكترونية تم إرسالها إلى المدارس الابتدائية اطلعت عليها "اندبندنت"، قالت شركة Caterlink "كاتيرلينك" للوجبات المدرسية والتي تقدم أكثر من مليون وجبة أسبوعياً إلى 1300 مدرسة، إن بعض السلع الطازجة لن تكون متاحة لمدة أسبوعين اعتباراً من الأول من مارس (آذار) الجاري.

وأضافت الشركة أن البصل والباذنجان والفلفل الطازج غير متوافرين أيضاً، إضافة إلى أصناف السلطة بسبب "الظروف الزراعية السيئة" الناجمة عن الجفاف في الصيف الماضي، ودرجات الحرارة المتدنية أخيراً في المملكة المتحدة وأوروبا.

وأضافت الرسالة، "يشهد بعض المزارعين انخفاضاً بنسبة 30 إلى 40 في المئة في المحصول القابل للاستهلاك".

نيل فولر، مدير الشركة قال لـ "اندبندنت"، "إننا نعاني زيادة في الكلف ونقص بعض الفواكه والخضراوات الطازجة، ونواصل ضمان حصول جميع المدارس على الفاكهة والخضراوات كجزء من خيارات القائمة المتوازنة".

بدورها قالت شركة "سوديكسو" Sodexo، التي تقدم خدماتها لـ 500 مدرسة ابتدائية وثانوية في جميع أنحاء المملكة المتحدة وإيرلندا، إنها أُجبرت على تعديل قوائم الطعام باستخدام الفواكه والخضراوات المجمدة والمعلبة.

وفي إشارة إلى أسعار الطاقة قال ستيفن هوكينز المدير العام لقسم المدارس في الشركة، "مثل العديد من محال السوبر ماركت ومقدمي خدمات الطعام في المملكة المتحدة فإننا حالياً نعاني أيضاً نقصاً في بعض أصناف الفاكهة والخضراوات وخصوصاً الطماطم والخيار، بسبب الصعوبة التي يواجهها أصحاب محال البقالة في تحمل نفقات تسخين البيوت البلاستيكية لارتفاع أسعار الطاقة".

وأضافت إحدى شركات خدمات الغذاء والتموين أن أسعار سلع السلطة ارتفعت 50 في المئة فوق المتوسط الموسمي في بعض الحالات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأدت مجموعة من الأمور إلى نقص في الفاكهة والخضراوات، بما في ذلك مزيج من مشكلات الطقس القاسي ومشكلات النقل في المملكة المتحدة وأفريقيا وأوروبا، ففي فصل الشتاء تستورد المملكة المتحدة حوالى 95 في المئة من الطماطم و90 في المئة من الخس معظمها من إسبانيا وشمال أفريقيا، وقد واجه المزارعون والموردون في المغرب طقساً بارداً وأمطاراً غزيرة وفيضانات وألغيت العبّارات (بواخر النقل)، وكل ذلك أسهم في انخفاض كمية الفاكهة والخضراوات التي تصل إلى بريطانيا.

وذكرت إحدى الشركات أن ارتفاع كلف الوقود والقيود الجديدة المفروضة في هولندا على تدفئة البيوت البلاستيكية أثرت بدورها في محصول البلاد من الطماطم والخيار.

في غضون ذلك يقول المزارعون في المملكة المتحدة إنه وبسبب ارتفاع أسعار الكهرباء قاموا بزراعة المنتجات في وقت متأخر هذا العام للتقليل من استهلاكهم للطاقة في البيوت البلاستيكية، وكذلك ألقوا باللوم على ارتفاع كلف النقل بعد ارتفاع أسعار الوقود والتضخم اللذين أديا إلى ارتفاع أسعار البذور والأسمدة والأعلاف، إضافة الى ارتفاع كلف فحص البذور التي تدخل المملكة المتحدة بحثاً عن الفيروسات، بينما عطلت موجة الحر دورة زراعة وحصاد محاصيل مثل الخس.

بدورها طالبت منظمة "تشاريتي سكول فود ماتيرز" Charity School Food Matters التي تقوم بحملات لتحسين الوصول إلى الغذاء الصحي، الحكومة بالقيام بكل ما في وسعها للتأكد من أن صحة الأطفال لن تتأثر بالنقص الحاصل.

وقالت ستيفاني سلاتر، المؤسسة والرئيسة التنفيذية للمنظمة "بالنسبة إلى عدد من الأطفال تقدم المدرسة الوجبة الساخنة الوحيدة التي يحصلون عليها في اليوم، وتعمل فرق تقديم الطعام في جميع أنحاء البلاد بلا كلل لمنحهم الوجبة المغذية التي يحتاجون إليها للنمو".

وأضافت، "على الحكومة أن تفعل كل ما في وسعها لتضمن أن المدارس قادرة على تقديم وجبات ساخنة وصحية، ويجب أن تكون صحة أطفالنا أولوية. نحث الحكومة على العمل بجدية أكبر مع مقدمي خدمات الطعام والموردين لتضمن صمود نظام الغذاء المدرسي".

من جهته قال جيف بارتون، الأمين العام لجمعية قادة المدارس والكليات Association of School and College Leaders، إن مشكلات سلسلة التوريد والكلف المتزايدة التي يواجهها متعهدو المدارس "تعرّض تنوع وجودة الطعام المتاح للتلاميذ إلى الخطر"، مشيراً إلى أن النقص كان مقلقاً بشكل خاص للأطفال الذين يتلقون وجبات مدرسية مجانية، والذين تعتمد أسرهم على المدرسة لضمان حصولهم على وجبة صحية.

أما مدير السياسة لاتحاد قادة المدارس (الرابطة الوطنية لمديري المدارس) NAHT جيمس بوين فأمل أن يكون النقص موقتاً فقط، وقال إن "هذه عوامل اقتصادية وعالمية خارج سيطرة المدارس وتؤثر في البلاد بأكملها".

وأضاف، "قد يكون هناك تأثير كبير يعانيه التلاميذ في بعض المدارس، هذا أمر مخيب ومحبط لأنه لا يمكن الاستهانة بأهمية الطعام الصحي والمغذي والنظام الغذائي المتوازن".

وقال براد بيرس، رئيس (لاكا) LACA، وهي الهيئة الصناعية التي تمثل متعهدي تقديم الطعام في المدارس، إن بعض الأعضاء تضرروا من النقص، لكن العرض يجب أن يتحسن خلال الأسابيع المقبلة.

واعتبر وزير الظل للمدارس ستيفن مورغان أن "نقص الغذاء هذا هو نتيجة لامبالاة الحكومة وترددها، ففي خضم أزمة غلاء المعيشة وحين يكافح عدد من العائلات، سمح الوزراء لهذا النقص أن يضرب المدارس وأطفالنا الآن".

وقالت متحدثة التعليم في الحزب الليبرالي الديمقراطي مونريا ويلسون إن "نقص الفاكهة والخضراوات يعرض حق أطفالنا في الحصول على طعام مدرسي صحي إلى الخطر، ومع ذلك فإن الحل الذي يقدمه وزير البيئة سيكون مجرد إعطائهم طبقاً من اللفت"، مضيفة أن المشكلة "لم تعد مشكلة وزارة واحدة"، وقائلة إن "ما نحتاجه هو جلوس الحكومة والمسؤولين عن الصناعة في اجتماع ’كوبرا‘ [اجتماعات حكومية تعقد للتعامل مع الأزمات الوطنية أو الإقليمية]، وليس رفوف سوبر ماركت فارغة وأطفالاً محبطين".

من جهته قال المتحدث باسم الحكومة "نحن نتفهم مخاوف الناس في شأن توريد الخضراوات الطازجة، لكن المملكة المتحدة لديها سلسلة إمدادات غذائية عالية المرونة ومجهزة جيداً للتعامل مع الاضطرابات"، مضيفاً "إننا نعمل مع المدارس والموردين لمعالجة أي تأثير في الطعام المدرسي، وللتأكد من استمرار حصول الأطفال على وجبة مغذية وصحية".

© The Independent

المزيد من تقارير