ملخص
#سوناك يبادر بذكاء باتجاه #الاتحاد_الأوروبي #والاستطلاعات تتحرك لصالحه.
حصد الاتفاق المفاجئ الذي أبرمه ريشي سوناك مع الاتحاد الأوروبي كثيراً من الثناء، حتى في أكثر الأوساط تشكيكاً في العلاقة مع أوروبا. ويزعم مؤيدو رئيس الوزراء أنه نجح حيث فشل اثنان من أسلافه و"أنجز بريكست" أخيراً، ما يهم أيضاً هو موقف الناخبين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كيف سيؤثر إطار وندسور في تصنيفات سوناك؟
من المؤكد تقريباً أنه سيحسنها، نظراً إلى التغطية الشاملة لجهود سوناك والإشادة الواسعة النطاق بها. وهذا التعزيز مطلوب بشدة، ذلك أن سلسلة من الأخبار الاقتصادية المخيبة للآمال، والإضرابات، والفضائح، والفساد، والضجيج في الخلفية حول مناورات بوريس جونسون، اجتمعت لدفع معدل التأييد الخاص بسوناك إلى أدنى مستوى شخصي على الإطلاق في يناير (كانون الثاني) عندما قال نحو 27 في المئة من المشاركين في استطلاع أجرته مؤسسة "إيبسوس" إن رأيهم في رئيس الوزراء إيجابي، في مقابل 46 في المئة قالوا إن رأيهم فيه سلبي. وقبل شهر، كان رأي 30 في المئة في سوناك إيجابياً ورأي 39 في المئة سلبياً. على نطاق واسع، كانت تصنيفات سوناك مماثلة تقريباً لتصنيفات جونسون في أيامه الأخيرة في السلطة، على رغم أنها لا تزال متفوقة على الحضيض القياسي الذي سجلته ليز تراس.
وعانى سوناك أيضاً من سلسلة من الهفوات وسوء الحظ هددت بتحويله إلى موضوع للسخرية، بل موضوع للشفقة، فقد صدر إشعار بغرامة عند تصويره في سيارته الخاصة من قبل فريقه الخاص، وهو لا يضع حزام الأمان، وجاء ذلك بعد محادثة متكلفة في شكل لا يحتمل خلال عيد الميلاد مع رجل مشرد – ورددت كلتا المحادثتين كوارث سابقة على صعيد العلاقات العامة مثل عدم معرفة كيفية استخدام بطاقة دفع غير تلامسية في سوبرماركت والتظاهر بقيادة سيارة متواضعة من طراز "كيا ريو" للحصول على فرصة لالتقاط الصور.
وسوناك أكثر شعبية من حزبه، لكن هذا لا يكفي. لا يزال الناخبون يميلون إلى الاختيار من خلال الحزب بدلاً من الشخصية القيادية، على رغم أن هذه الأخيرة يمكن أن تشكل عاملاً، ولا سيما للديمقراطيين الليبراليين.
لكن ألا يتفوق سوناك على ستارمر في الاستطلاعات؟
لا. في بعض المقاييس الشخصية، تقدم ستارمر في الأشهر الأخيرة – ولا سيما في الكفاءة الاقتصادية – على رغم أنه لا يثير حماسة الناخبين بعد، في مرحلة مماثلة في الدورة الانتخابية عام 1990، كان توني بلير زعيماً أعلى تصنيفاً بكثير. ويحصل ستارمر على درجات أعلى في الموافقة العامة مقارنة بالشخصيات السياسية العليا الأخرى.
وفي ما يتعلق بمقاييس أخرى، مثل من سيكون أفضل رئيس وزراء، ثمة منافسة حادة تقريباً بين سوناك وستارمر، ذلك أن استطلاعاً أجرته مؤسسة "تكني يو كاي" أخيراً أعطى زعيم حزب العمال تقدماً من ست نقاط في التصنيف المسمى "أفضل رئيس وزراء"، وذلك بنسبة 45 في المئة في مقابل 39 في المئة لسوناك. أما الجانب الأكثر إشراقاً لسوناك فهو شعبيته مع الناخبين الأكبر سناً و"الدوائر الانتخابية الموالية تقليدياً لحزب العمال".
هل سيقلل ذلك من تقدم حزب العمال؟
هذا غير محتمل إلى حد كبير. أولاً، ليست إيرلندا الشمالية مسألة تدفع سلوك التصويت في أنحاء بريطانيا العظمى كلها، ذلك أن السياسة المتعلقة بإيرلندا الشمالية تميل إلى أن تجمع بين الحزبين، حزب العمال وحزب المحافظين، ولا جدوى من التصويت للمحافظين استناداً إلى فحوى إطار وندسور في غياب احتمال كبير بأن يلغيه حزب العمال.
ثانياً، تفتقر إيرلندا الشمالية باعتبارها مسألة سياسية إلى "الأهمية"، يولي الناخبون مسائل مثل كلفة المعيشة والخدمات العامة والهجرة أهمية أكبر. وباعتبار الإطار الدفعة الأخيرة من "إنجاز بريكست"، قد يجذب بعض مؤيدي "بريكست"، وكذلك بعض معارضيه، لكن أهمية تسميات كهاتين تتلاشى لأن حزب العمال تعهد بعدم إعادة أي جزء آخر من المملكة المتحدة إلى السوق الموحدة أو الاتحاد الجمركي.
باختصار، لا أصوات لسوناك بفضل محاولته إحياء تقاسم السلطة في إيرلندا الشمالية، حتى لو جعله ذلك يبدو أقرب بقليل إلى رجل الدولة.
هل يمكن لـ"إنجاز بريكست" أن ينقذ المحافظين بأي طريقة؟
نعم. وقال سوناك كلاماً في هذا الصدد. لقد توسل إلى حزبه ألا يحول إطار وندسور إلى نقطة أزمة أخرى. وعلى غرار ديفيد كاميرون الذي قال لزملائه في الحزب ذات مرة "توقفوا عن تكرار الحديث" عن أوروبا، يريد سوناك المضي قدماً. لقد قسمت المسألة المحافظين إلى حد حرب أهلية حزبية، ويميل الناخبون إلى عدم الإعجاب بالأحزاب المنقسمة. وإذا كان الإطار الجديد يخفف من حدة الجدل حول أوروبا، ينبغي أن يساعد المحافظين على أن يبدو أكثر وحدة وكفاءة. تتمثل مشكلتهم الأوسع في أنهم معرفون بشدة بأنهم حزب "بريكست"، لكن الناخبين يشعرون بخيبة أمل متزايدة من "بريكست" – يعتقد 55 في المئة بأن أثره كان سلبياً. وبسبب ذلك، إلى جانب المشكلات الاقتصادية، والفضائح، والفساد، قرر عديد من الناخبين منذ فترة طويلة أن الوقت قد حان للتغيير.
© The Independent