Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كأس الأمم الأفريقية تسبب توترا بين الجزائر وفرنسا

احتفالات كروية في باريس تزعج أهلها ودعوات إلى ترحيل المحتفلين

احتفالات جزائرية في باريس (أ.ف.ب)

تزداد العلاقة بين الجزائر وفرنسا توتراً، فبعدما فعل الحراك الشعبي فعلته، بإسقاط رؤوس النظام السابق وأتباع فرنسا، أتى الدور على الرياضة لترفع من درجة الخصام، بعدما أخرجت احتفالات الجالية الجزائرية المقيمة في باريس، السياسيين الفرنسيين من "جحورهم" بعد فوز المنتخب الوطني لكرة القدم بكأس أفريقيا، فأطلقوا تصريحات "استفزازية"، كما انضم الإعلام الفرنسي لـ"حملة استهداف الجزائر".

الجزائر- باريس... ضربات تحت الحزام

"ضربات تحت الحزام" هو العنوان المناسب الذي يمكنه وصف ما يحدث بين باريس والجزائر منذ 22 فبراير الماضي، إذ تلقت فرنسا "صدمة" مع انهيار نظام بوتفليقة وسقوط  رؤوس النظام السابق وخسارة عدد من المشاريع والصفقات.

ولم تسلم اللغة الفرنسية من الأزمة، وفي وقت ترقب الجميع الصمت بين الجانبين، هاجم رئيس حزب "انهضي يا فرنسا" نيكولا دوبون، الجالية الجزائرية المقيمة في فرنسا، ودعاهم إلى العودة إلى بلدهم، على خلفية الاحتفالات التي شهدتها مختلف المدن الفرنسية كما العالمية، بفوز المنتخب الجزائري في كأس أفريقيا، وقال إنهم يحملون الجنسية الفرنسية ولا يحترمون فرنسا.

عنصرية فرنسية بسبب الرياضة

وتابع دوبون، على القناة الفرنسية الثانية، أنه "ككل الفرنسيين، شعرت بألم لرؤية الفرنسيين يسحبون العلم الفرنسي ويلوحون بالعلم الجزائري، هذا الأمر يمثل مشكلة"، مضيفاً "أريد أن أقول لهؤلاء الشباب الذين آمل في أن يمثلوا أقلية، فرنسا رحبت بكم، أطعمتكم، علمتكم، داوتكم، ولكن إذا كنتم تفضلون الجزائر، وتجدون أن الجزائر أفضل من فرنسا، عودوا إلى الجزائر".

ودعت زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي ماري لوبان، في وقت سابق، إلى نزع الجنسية الفرنسية عن الجزائريين الذين يحتفلون بالمنتخب الوطني الجزائري في فرنسا وإعادتهم إلى بلدهم.

حقد؟

وقال رئيس جبهة الشباب الديمقراطي للمواطنة أحمد قوراية إن الحقد الفرنسي الدفين ضد الشعب الجزائري استيقظ مجدداً، موضحاً أن "فرنسا عدوة الإنسانية، لم يكن منع الجالية الجزائرية من الاحتفال لدواعي أمنية كما تدّعي، إنما فعلت ذلك مقتاً وحقداً".

وأشار قوراية إلى أن بعض الجهات الرسمية الفرنسية المتطرفة سعت بكل الوسائل إلى استفزاز الجالية الجزائرية، من خلال الدعوة إلى منع المناصرين من الاحتفال، مضيفاً أن ذلك يدل على أن فرنسا لم تهضم هزائمها المتواصلة على أيادي الشعب الجزائري، وداعياً سلطات بلاده إلى ضرورة التدخل لدى السلطات الفرنسية للإفراج عن الموقوفين.

الإعلام الفرنسي يدخل على الخط

دخل الإعلام الفرنسي على خط استفزاز الجزائريين عبر إبراز دور فرنسا في التطور الذي بلغه المنتخب الجزائري، وفضل المدرسة الكروية الفرنسية في الطفرة التي يعيشها، وأوردت صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية في تقرير بعنوان "نهائي كأس أمم أفريقيا: الجزائر من صنع فرنسي"، أن المدرسة الفرنسية لها دور كبير في تشكيل النواة الأساسية للمنتخب الجزائري، بفضل 14 لاعباً من أصل 23 يشاركون في أمم أفريقيا، وأشارت إلى أنهم جميعاً وُلدوا وتعلموا أبجديات الكرة في النوادي والمدارس الفرنسية.

الجزائر- فرنسا... علاقة أبدية

يؤكد الناشط السياسي والبرلماني السابق عدة فلاحي، في تصريح لـ"اندبندنت عربية"، أن العلاقة بين الجزائر وفرنسا أبدية بحكم التاريخ والنسب المشتركَيْن، ووجود أكبر جالية جزائرية في العالم بفرنسا، موضحاً أن "السياسة لا تُبنى بالعواطف، بل تقوم على المصالح، وإذا استطاعت الجزائر أن تنتصر على الفساد، فإنها بالتأكيد ستتحرر من اللوبيات الفرنسية وغيرها وتؤسس لعلاقة ندية بين البلدين".

ويتابع فلاحي أنه على الرغم من هذه البرودة وهذا التشنج، إلا أن الأمر مجرد سحابة صيف، وتبقى الكلمة العليا والأخيرة للمصالح، التي تتحكم في مستوى العلاقة بين البلدين اللذين يمكن القول إنه مهما كانت الخلافات بينهما، لا يستغنيان عن بعضهما بعضاً، معتبراً أن تصريحات المتطرفين الفرنسيين لا يوافق العقلاء في فرنسا عليها.

المزيد من العالم العربي