Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل بات هاري وميغان "فريسة" لموائد السخرية؟

الثنائي أصبح أكثر حضوراً في الفقرات التهكمية ونكات الإنترنت واتهامات التناقض تطاردهما

مسلسل "ساوث بارك" يتندر على تناقض هاري وميغان (الحساب الرسمي للمسلسل على إنستغرام)

ملخص

يعيش #الأمير_هاري وزوجته #ميغان_ماركل نشاطاً إعلامياً لافتاً ويحاولان تصحيح صورتهما بعد خروجهما من #القصر_الملكي ومع ذلك أصبحت حياتهما محل تندر دائم، فما الذي جناه الثنائي؟

هاري وميغان ثنائي يطفو اسمه على السطح دوماً، يحاصران الجمهور بأخبارهما على رغم أنهما يدعيان رغبتهما في الابتعاد عن الأضواء.

قبل بضعة أعوام كانا زوجين ملكيين تطارد الكاميرات لفتاتهما، بينما هما يلتزمان البروتوكول الصارم تتهافت وسائل الإعلام على أي تفصيلة تعبر من خلف الأسوار والتقاليد الملكية الشديدة الدقة التي لطالما كانت عنواناً للعائلة البريطانية الملكية.

لم يخلُ الأمر من الإعجاب برومانسيتهما وقصتهما غير التقليدية، باعتبارهما نموذجاً ملهماً ومثاراً للإعجاب، على رغم تسرب بعض الهفوات والمشاحنات لكنهما ظلا في مكانهما، بعيدين في قصر كبير يدوران في الفلك المبهر نفسه الخاص بساكني باكنغهام حتى لو تمردا قليلاً.

لكنهما وبنجاح ساحق وبسرعة غير متوقعة تحولا إلى بطلين دائمين للنكات عبر الإنترنت، ونجمين "عاديين" كثيري الظهور في صور الكوميكس والفقرات الكوميدية، إنهما هنا الزوجان المتناقضان اللذان يستدعيان سيلاً من السخرية مع كل لقطة إعلامية، سواء في بودكاست ميغان أو حينما يحلان ضيفين على البرامج الذائعة الصيت، أو حتى حينما يكونان هما من يرويان بلسانيهما قصة تخليهما عن مهامهما الملكية في بريطانيا والانتقال للعيش في كندا ومن ثم الولايات المتحدة الأميركية.

أمر محير للغاية أن تكون دموع امرأة تشكو من العنصرية ليست محل تصديق، فما الذي جناه هاري وميغان لينقلب عليهما السحر وبدلاً من كسب التعاطف يقابلان بالتشكيك والسخرية والتندر على غرار ما كان يحدث مع دونالد ترمب الرئيس الأميركي السابق، الذي نال نصيباً ضخماً من التهكم في وسائل الإعلام لا سيما الأميركية.

هل تحول الزوجان الملكيان إلى أضحوكة؟

في حين بدا نشاط الثنائي الإعلامي صاخباً في محاولة منهما لتصحيح صورتيهما بعد خروجهما من القصر الملكي، لكن النتيجة قد تبدو عكسية أو في الأقل ليست هي المنشودة.

على رغم تخلصهما من حياة الأسرار والأسوار، ولم يعودا يفضلان تجاهل الانتقادات التي توجه إليهما، بل يختاران الرد والدفاع بطرق مختلفة، حيث تخليا تماماً عن تلك الفضيلة الملكية الخاصة بدع الجميع يقولون ما يشاؤون ولنمضِ قدماً، وذلك منذ أن اعتزلا دوريهما في القصر قبل ثلاثة أعوام بحثاً عن الاستقلال المادي بعيداً من الأسرة الكبيرة، إذ لم يعد أي منهما يحب الترفع، بل انخرطا في التعليق عبر مختلف الوسائط حول أي هنة تضايقهما.

جرت العادة أن العروض الساخرة بالتحديد ستواصل طريقها كلما وجدت هناك تأثيراً، وبما أن هاري وميغان يكترثان طوال الوقت بما يقال، ويصل الأمر بهما إلى السير في طرق التقاضي ورفع دعاوى ضد ما يعتقدان أنه يسيء إليهما، فهما "صيد ثمين" على موائد تلك العروض بما يبديانه من اهتمام قد يوصف بأنه في غير موضعه ومبالغ به، وهو الاتهام الذي صاحب الأنباء التي ترددت أخيراً عن نية الزوجين رفع دعوى قضائية ضد صناع المسلسل الكارتوني الأميركي الشهير "ساوث بارك - "South Park الذي يبث منذ أكثر من ربع قرن عبر قناة سنترال كوميدي.

العمل عرض حلقة منتصف فبراير (شباط) الماضي أظهرت شخصيتين بملامح هاري وميغان وحملت عنوان "جولة الخصوصية العالمية"، على رغم عدم تسميتهما، لكن التفاصيل المظهرية وكذلك السمات العامة تبدو واضحة للغاية، فقد تم تقديمهما في المسلسل الذي يدور في مدينة خيالية بولاية كولورادو الأميركية على أنهما أمير وأميرة كندا، اللذان يبحثان عن الخصوصية في بلدة صغيرة، ومع ذلك ينخرطان في حملة دعائية لكتاب السيرة الذاتية للأمير والذي يحمل عنواناً ساخراً هو "Waaaah" في محاكاة لكتاب هاري "الاحتياطي" الذي طرح قبل أسابيع، وقيل عن الأميرة بأنها تتمتع بمواصفات عدة فهي "ضحية ومؤثرة وممثلة"، واتهمت بأنها هي من تتحكم بزوجها، وظهرا في أحد المشاهد إذ يرفع الأمير لافتة تشير إلى احتياجه إلى الخصوصية بينما الأميرة تستعرض أناقتها أمام الجمهور، ومع ذلك تطالب من أمامها بعدم النظر إليها.

وقد تم التداول بما يشير إلى أن دوق ودوقة ساسكس يشعران بانزعاج كبير ويبحثان مع فريقهما القانوني سبل التقاضي، لكنهما لم يتخذا قراراً نهائياً بعد، فما هربا منه في إنجلترا في ما يتعلق بمطاردة وانتقادات وسائل الإعلام وجداه في الولايات المتحدة أيضاً وقد يكون أشد ضراوة.

هل باتت ميغان سريعة الاستفزاز؟

سبق للممثلة الأميركية التي تركت مهنتها بعد زواجها الملكي في مايو (أيار) 2018 أن فازت في معركة قضائية ضد صحيفة "دايلي ميل" الإنجليزية، وذلك نهاية عام 2021 حين أقرت الصحيفة بهزيمتها القانونية بعد أن قضت المحكمة بأن تدفع لميغان مبلغ 450 ألف جنيه استرليني، وذلك بعد أن اتهمت الجريدة بانتهاك خصوصيتها حينما نشرت في عام 2018 رسالة خاصة منها لوالدها تطلب منه فيها بأن يكف عن الكذب بشأنها في وسائل الإعلام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن بطلة مسلسل "سوتس" على ما يبدو لم تعد تتحمل بأن تتهم بسوء التصرف، حيث باتت أكثر حساسية وتفسر كثيراً من المواقف على أنها عنصرية موجهة ضدها بشكل متعمد، وهو أمر كان واضحاً في تصريحاتها قبل عامين مع أوبرا وينفري، حينما قالت إن هناك من سأل في القصر الملكي عن لون بشرة طفلها الأول من الأمير هاري (39 سنة)، وهو ما تم تأكيده بصورة أكثر تركيزاً في سلسلة الحلقات التي ظهرت فيها مع زوجها على "نتفليكس"، حيث وصفت النظام الملكي بأنه عنصري.

كما ضجت السوشيال ميديا بحديثها عن تحية الانحناء للملكة الراحلة إليزابيث الثانية، واعتبرها المعلقون سخرية واضحة وغير لائقة من امرأة قوية جلست على العرش أكثر من 70 عاماً، كما قالت ميغان بأن تقاليد تناول الطعام في القصر تشبه العصور الوسطى، وكرر هاري مراراً اتهامه للعائلة بالتحيز ضد زوجته بسبب لون بشرتها، وهو أيضاً ما اتهم به بعض وسائل الإعلام التي وصفتها بأنها "فتاة هاري" وتحدثت عن هويتها وأصولها الأفريقية.

التهكم على مسرح "بافتا"

العداء بين ميغان ماركل ووسائل الإعلام البريطانية أثار حفيظة كثيرين، وعلق أكثر من شخص في الحكومة الإنجليزية نافياً أن تكون المملكة المتحدة دولة عنصرية، والأمر بالطبع وصل إلى عالم الفن، إذ حرصت الممثلة الكوميدية الأسترالية ريبيل ويلسون بأن تجعل فقرتها أثناء تقديم حفل جوائز البافتا في مارس (آذار) الماضي الذي أقيم في قاعة ألبرت الملكية بالعاصمة الإنجليزية لندن، تاريخاً تهكمياً لسلوك هاري وميغان، حيث كانا ضمن الشخصيات التي طاولتها سخريتها اللاذعة.

وقالت إنه على رغم أن مقابلة الثنائي مع المذيعة اللامعة أوبرا وينفري تضمنت كل الفنون من الدراما إلى الخيال، لكنها لم ترشح في أي فئة من جوائز البافتا، في إشارة منها إلى أن الأجواء لم تكن واقعية وشابها كثير من التمثيل والادعاء.

وقبل عامين ظهر الزوجان أيضاً بشكل هزلي في مسلسل كارتوني حمل عنوان "الأمير -The Prince " تابع لشبكة "أتش بي أو ماكس"، وفي أحد المشاهد كانا يتبادلان حواراً يعبر فيه هاري عن دهشته من صغر حجم شقتهما في لوس أنجليس حيث انتقلا للعيش والاستقرار هناك، وقد قام النجم أورلاندو بلوم بالأداء الصوتي لشخصية الأمير، فيما أدت صوت ميغان ماركل الممثلة كوندولا راشد، وهو العمل الذي تعرض بالسخرية اللاذعة لباقي أفراد العائلة الإنجليزية الملكية بمن فيهم الأمير الطفل جورج نجل الأمير ويليام والأميرة كيت ميدلتون، حيث ظهر الصغير في العمل متجهماً وجاداً ومستبداً، وعلى ما يبدو أن الأمر حينها لم يزعج هاري كثيراً إذ لم تكن أسرته الصغيرة هي المقصودة وحدها هنا، لكن كان لافتاً أن السخرية تركزت كما مواقف سابقة على التغيرات التي طرأت على حياته بعد تخليه عن الحياة الملكية.

تعليقات قاسية وادعاءات بالتنمر

ومنذ تلك المرحلة ويتعرض الثنائي لتعليقات قاسية وأخرى ساخرة من قبل كثير من المتحمسين للنظام الملكي البريطاني، ومن أبرزهم المذيع الإنجليزي الشهير بيرس مورغان الذي حذر الملك تشارلز الثالث من ابنه الأصغر، مشيراً إلى أنه يسعى إلى تدمير نظامه، ووصل به الأمر بأن وصفه هو وميغان ماركل "41 سنة" بالجرذان السامة، أما المؤرخ الإنجليزي الشهير روبرت ليسي فقد سرد في كتابه الذي صدر منتصف عام 2021 بعنوان (Battle of Brothers) "معركة الأخوين" كثيراً من المواقف التي زعم فيها التناقض الواضح في شخصية الثنائي، وادعى أن ميغان ماركل كانت تعامل موظفي القصر بصلف وعجرفة، وتنمر بينما هي على الملأ تشكو من كونها ضحية العنصرية والتنمر، بل وصفها بأنها امرأة دموية تتصرف من دون رحمة أو رأفة وتصرخ في وجه من يعملون معها من غير سبب.

فيما الهجوم الأوسع قد طالهما من قبل رواد الإنترنت بعد أن نشر الأمير هاري كتابه spare" ـ الاحتياطي" مطلع هذا العام، كاشفاً عن كثير من الصراعات بينه وبين شقيقه الأمير ويليام، والتي وصلت إلى حد الاعتداء البدني، وأيضاً سرد عدداً من المواقف التي أكدت سوء العلاقة بين ميغان وكيت ميدلتون والتي تضمنت مشاحنات ومواقف محرجة واتهامات لميغان ماركل بالوقاحة ولأمير وأميرة ويلز بالاستعلاء.

المزيد من منوعات