Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

محاولات يائسة لإبقاء لوحة بقيمة 50 مليون استرليني في بريطانيا

حصري: أسبوعان فقط لتأمين 50 مليون جنيه استرليني لقاء لوحة جوشوا رينولدز التي تعود إلى القرن الـ18- وهي إحدى أقدم لوحات البورتريه لشخص ملون- قبل أن تباع لمشتر أجنبي

لم يتبق سوى أسبوعين قبل أن ينتهي حظر كانت الحكومة البريطانية قد فرضته على بيع هذه اللوحة (رويترز)

ملخص

محاولات اللحظات الأخيرة للاحتفاظ في #بريطانيا بـ #لوحة قيمتها المالية 50 مليون استرليني

يسابق "معرض الصور الوطني" في لندن (ناشونال بورتريه غاليري) National Portrait Gallery الزمن، في محاولة يائسة لإنقاذ إحدى أعظم اللوحات التاريخية في المملكة المتحدة، مع اقتراب الموعد النهائي لبيعها إلى الخارج.

السباق لجمع أموال من أجل هذه التحفة الفنية- التي تعد إحدى أقدم لوحات البورتريه البارزة لشخص ملون- هو في صلب مفاوضات سرية بين أحد أغنى المتاحف في العالم ومعرض "ناشونال بورتريه غاليري".  

اللوحة التي سميت "بورتريه أوماي" Portrait of Omai للفنان جوشوا رينولدز، يبلغ سعرها 50 مليون جنيه استرليني (60 مليون دولار أميركي)- وهو ثمن أعلى بكثير من أي مبلغ تم دفعه سابقاً لقاء لوحة تعود إلى القرن الـ18، الأمر الذي يجعل إمكان شرائها من جانب أي متحف بريطاني بمفرده، مسألة صعبة جداً.

ولم يتبق في الواقع سوى أسبوعين قبل أن ينتهي حظر كانت الحكومة البريطانية قد فرضته على بيع هذه اللوحة، في الـ10 من مارس (آذار)، في محاولة لإعطاء فرصة لمشتر بريطاني باقتنائها.

وفي هذا الإطار، يشكل مخطط مبتكر- يقضي بالتمهيد لعملية شراء مشتركة ما بين "متحف غيتي" Getty Museum في كاليفورنيا ومعرض "ناشونال بورتريه غاليري"- أول مبادرة يتم فيها امتلاك كنز بريطاني مهم وتقاسمه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مصدر مطلع كشف لـ"اندبندنت" أن نيكولاس كولينان مدير المعرض البريطاني، كان "منكباً ببراعة" على متابعة المفاوضات السرية التي تجري مع المتحف الأميركي، في وقت تعتمد فيه الصفقة بين الجانبين أيضاً على "تبرع ضخم" من "صندوق التراث الوطني التذكاري" في بريطانيا National Heritage Memorial Fund (NHMF) الممول من الحكومة (تم تأسيسه لإنقاذ بعض من أهم القطع التراثية الخاصة بالمملكة المتحدة، والمعرضة لخطر الضياع).

هذه اللوحة التي تحمل الرقم 1776 كان قد اشتراها جون ماغنير، وهو مالك مربط خيول إيرلندي ورجل أعمال ومالك سابق لنادي "مانشستر يونايتد" لكرة القدم، وقد دفع لقاءها 10 ملايين جنيه استرليني (12 مليون دولار). وفي عام 2003 فشلت محاولة من جانب غاليري "تيت" Tate (تمتلك شبكة معارض للفنون البريطانية والدولية المعاصرة) لشراء اللوحة من ماغنير، قام بها السير ديفيد أتينبورو، الذي عرض على مالكها مبلغ 12.5 مليون جنيه استرليني (15 مليون دولار)، لكنه رفض بيعها.

وتتوقع مصادر أن تستمر حتى اللحظات الأخيرة، محاولات إنقاذ لوحة "بورتريه أوماي" من أجل الحيلولة دون مغادرتها البلاد، خصوصاً أنه ما زالت هناك عوائق قانونية يتعين على معرض "ناشونال بورتريه غاليري" تخطيها مع حكومة المملكة المتحدة و"متحف غيتي" لإبرام الصفقة قبل الموعد النهائي.

ووفقاً للصفقة المبتكرة، سيجرى تقاسم عرض اللوحة مناصفة بين المؤسستين البريطانية والأميركية، ما بين كاليفورنيا والمملكة المتحدة، وسيتم التجوال بها في مختلف أنحاء البلاد، لتعرض في مدن بريطانية مختلفة منها إدنبره في اسكتلندا، وبليموث في إنجلترا، وكذلك في العاصمة لندن.

وقد تم حتى الآن جمع نصف الثمن المحدد لها والبالغ 25 مليون جنيه استرليني (30 مليون دولار) من جانب معرض "ناشونال بورتريه غاليري"، عبر تبرعات من مؤسسة "آرت فاند" Art Fund (جمعية خيرية بريطانية، تجمع الأموال للمساعدة على اقتناء المملكة المتحدة أعمالاً فنية)، ومساهمة مؤقتة بقيمة 10 ملايين جنيه استرليني (12 مليون دولار) تعهد بتقديمها "صندوق التراث الوطني التذكاري" الذي يفضل أن تكون التحفة "متاحة بشكل كامل" للجمهور في المملكة المتحدة. ويشكل هذا الصندوق في كثير من الأحيان ركناً أساسياً في عمليات إنقاذ التراث البريطاني.

 

لكن على رغم ذلك، وفي غياب أي مؤسسة بريطانية قادرة على سد النقص المالي، فإن اللوحة تبقى عرضة لخطر أن تفقدها البلاد بالكامل، خصوصاً أنه علم أن "متحف غيتي" لم يقدم بعد طلباً رسمياً لملكية مشتركة للوحة.

متحدث باسم "صندوق التراث الوطني التذكاري" أكد أن المنظمة تقوم بكل ما في وسعها لمساعدة معرض "ناشونال بورتريه غاليري" على تأمين التمويل. ويأمل في أن تبقى اللوحة في المملكة المتحدة قائلاً إن مؤسستنا تدرك الأهمية التاريخية والثقافية الرائعة لهذه اللوحة، وتبحث في أفضل السبل لدعم المعرض البريطاني في جهوده".

وأضاف "قدم "صندوق التراث الوطني التذكاري" عرضاً مؤقتاً بقيمة 10 ملايين جنيه استرليني (12 مليون دولار) للحصول على اللوحة، على رغم عدم اتخاذ قرار نهائي في هذا الصدد بعد، كما أن معرض "ناشونال بورتريه غاليري" يدرس مجموعة من الخيارات، أحدها اقتراح محتمل لملكية مشتركة للوحة "بورتريه أوماي" مع "متحف غيتي"، بحيث يمكن التشارك في عرض اللوحة في كل من لندن ولوس أنجليس".

وزير الفنون البريطاني اللورد باركينسون وصف لوحة "أوماي"- التي تصور شاباً من جزر بولينيزيا كان قد أبحر إلى بريطانيا على متن إحدى سفن الكابتن كوك- بأنها عمل فني مهم للغاية. وقال، "إن هذه اللوحة المذهلة هي مثيرة للإعجاب إن من حيث حجمها، أو لجهة اهتمامها بالتفاصيل، أو لناحية الأفكار القيمة التي تقدمها للمجتمع الذي رسمها فيه الفنان رينولدز. ويحدوني أمل صادق في أن يتقدم أحد المشترين من المملكة المتحدة، لحفظ هذه اللوحة الإبداعية داخل البلاد".

معرض "ناشونال بورتريه غاليري" أكد أن مناقشات أجريت مع متحف "غيتي" في شأن عملية شراء مشترك محتمل للوحة "أوماي"، وذلك "لضمان استنفاد جميع الخيارات الهادفة إلى إبقاء اللوحة في البلاد، وحفظها في إطار الملكية العامة".

أما "متحف غيتي" فأوضح أنه فيما لا يمكنه التعليق على عمليات استحواذ فردية، إلا أنه أكد صحة بيان المتحف في المملكة المتحدة.

لوحة "بورتريه أوماي" بيعت للمرة الأولى في عام 1796- بعد نحو أربعة أعوام من وفاة جوشوا رينولدز- لفريديريك هاورد، وهو خامس إيرل لمدينة كارلايل. وظلت لأكثر من قرنين من الزمن معروضة في "قلعة هاورد" Castle Howard. بعدها تم تناقلها عبر العائلة وصولاً إلى الإيرل الـ13، قبل أن تباع أخيراً لماغنير.

وفي حال نجاح المشروع المشترك بين المتحفين البريطاني والأميركي لاقتناء لوحة "بورتريه أوماي"، فسيكون بمثابة تكرار لعملية الاستحواذ في عام 2021 على مكتبة "هونريسفيلد" Honresfield التي تشاركت فيها منظمة "أصدقاء المكتبات الوطنية" Friends of National Libraries (تطوعية تعمل على مساعدة المكتبات في المملكة المتحدة على الحصول على كتب ومخطوطات ومحفوظات)، و"صندوق التراث الوطني التذكاري"، ورجل الأعمال البريطاني الأميركي السير ليونارد بلافاتنيك، الذي قدم سبعة ملايين و500 ألف جنيه استرليني (تسعة ملايين دولار).

هذه المكتبة التي تعد كنز التراث الأدبي للمملكة المتحدة وتشتمل على مخطوطات تعود إلى الأخوات الروائيات برونتي (شارلوت وإيميلي وآن في القرن الـ19) وجاين أوستن (الروائية في أواخر القرن الـ18) ووالتر سكوت (الشاعر الرومانسي في القرن الـ19)، كانت عرضة لخطر الوقوع في قبضة القطاع الخاص، قبل أن يتم حفظها للجمهور البريطاني، وذلك من خلال مساهمة "صندوق التراث الوطني التذكاري" بمبلغ أربعة ملايين جنيه استرليني (أربعة ملايين و800 ألف دولار)، وتبرع السير ليونارد بما تبقى من المبلغ المطلوب الذي كان 15 مليون جنيه استرليني (18 مليون دولار).

يمكن الوصول إلى صندوق جمع الأموال للوحة Portrait of Omai من خلال الرابط الآتي: https://www.artfund.org/get-involved/campaigns/omai-portrait-appeal

ما هي لوحة "صورة أوماي"؟

تعد "بورتريه أوماي" أعظم لوحة رسمها أحد أبرز الفنانين البريطانيين. فهي تحمل قيمة ثقافية كبيرة على أنها إحدى أولى اللوحات التي تم رسمها لشخص ملون - هو الرجل التاهيتي ماي (المعروف أيضاً باسم أوماي)- وقد كان أحد أوائل الزائرين البولينيزيين للقارة الأوروبية، فقد أبحر إلى بريطانيا برفقة الكابتن كوك في عام 1774 بعد أول رحلة قام بها هذا الأخير. من ثم عاد أوماي إلى بولينيزيا في عام 1777، عندما رافق كوك في رحلته الثالثة، وربما توفي هناك بعد نحو عامين، عن عمر ناهز 26 عاماً.

أصبح ماي شخصية مشهورة (في أوساط النبلاء والمسؤولين في المملكة المتحدة) والتقى الملك جورج الثالث، وحضر الافتتاح الرسمي للبرلمان، وسافر عبر البلاد مع جوزيف بانكس (عالم الطبيعة والنباتات).

© The Independent

المزيد من ثقافة