Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

 وجبات مجانية من البراري على موائد أردنيين

أكلات شهية من الخبّيزة واللفيت ولسان الثور والعكّوب

"التبقيل" هو موسم جمع كثير من النباتات وأشهرها "البقلة" (اندبندنت عربية)

ملخص

تؤكل #الخبيزة بطريقتين: "المعصّرة" و"المفتّلة" والأولى تطهى مع #الماء و#الملح و#الزيت، فيما الثانية تحتاج إلى عجين يفتل يدوياً ويرش على النبتة بعد طبخها، فيما #نباتات أخرى تؤكل مباشرة من دون طهي. 

 

يمكنك أن تتجوّل على قدميك في الحواري والبراري الأردنية، لتلتقط مجموعة واسعة من النباتات التي تنمو ربانياً، وأن تحوّل كثيراً منها إلى أطعمة ومشروبات صحيّة معتبرة وذات قيمة غذائية عالية. ومن أشهر هذه النباتات التي حوّلها الأردنيون خلال قرن من الزمن إلى وجبات شهية، الخبّيزة واللفيت ولسان الثور والعكّوب والتي يدخل بعضها تحت قائمة النباتات الشوكية، وبعضها من أصناف النباتات الموسمية. 

في المقابل، يوضح أخصائي التغذية والطب البديل عمر أبو سليم، أن هناك تضارباً واضحاً بين جوانب من هذه الثقافة التقليدية الراسخة والتي يتوارثها الناس وبين العلم، إذ يخالف الأخير هذه الثقافة في بعض المعتقدات التي قد يكون لاستمرار حدوثها على رغم تغيّر الوقت وتعاقب العصور وتطوّر العلم، أثر صحي سلبي واضح على الإنسان وتحديداً في ما يتعلق بمسألة "التبقيل" العشوائي الموسمية التي تنطلق قريباً في الأردن.
 و"التبقيل"، هو موسم جمع كثير من النباتات وأشهرها "البقلة" أو "فرفحينا" والتي تنسب إليها كثير من جذور هذه الثقافة على رغم أنها أوسع من ذلك بكثير.
وينبّه أبو سليم إلى حقيقة مفادها بأن "الطفيليات تحديداً تنتقل بسهولة إلى هذه النباتات البرية بخاصة حين تكون مجاورة لمياه المجاري أو مناطق مياه ملوثة، من خلال أكثر من آلية ومنها الامتصاص أو عن طريق الهواء نظراً لخفة هذه الكائنات الطفيلية أو من خلال لمس المياه المباشر للنبتة من الخارج، حيث يتسبب ذلك بأمراض مثل الكوليرا والدوزنطاريا، إضافة إلى البكتيريا الضارة التي تسبب القيء والإسهال.

الثقافة الشعبية

على رغم ذلك تصرّ الثقافة الشعبية على ممارسة هذا الطقس في وقتنا المعاصر، حيث يؤكد بعض كبار السن والشباب من مستويات عمرية وعلمية متفاوتة وثقافات مختلفة على عدم ارتباط هذه الممارسة بالفقر والحاجة، ولا حتى بثقافة العيب التي قد تكون أسهمت في تحجيم هذه الظاهرة التي كانت منتشرة أكثر قديماً وما زلنا نلمح بعض تجلياتها في وقتنا الراهن.

علاقة الإنسان بالأرض

من الواضح أن ثقافة الإنسان تشكل عنصراً حاسماً في هذا الصراع بين العلم والثقافة الشعبية الراسخة، فعلاقة الإنسان بالأرض أو الطبيعة وحنينه الشديد أحياناً للحياة القديمة ذات الطابع الزراعي بعيداً من الاستهلاك المفرط، هي التي تقوده إلى التشبث بهذه السلوكيات التي يرفضها تماماً الدكتور والتربوي وسيم أحمد لأسباب صحية بحتة، فيما الصيدلانيان الخمسيني ناصر والسبعيني كمال يؤكدان على إمكانية تناولهم لهذه النباتات حتى لو كانت من مصدر بري وليست معروضة في الأسواق.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويجزم وسيم بعدم نظافة هذه المنتجات التي يعدها غير صالحة للاستهلاك الآدمي، نظراً لاختلاف الطبيعة من زمن إلى آخر. ويلفت ناصر بدوره إلى كون المناهج الصيدلانية في الجامعات الأردنية وربما العربية كلها لم تربط بين علم العقاقير وهذه النباتات الشهيرة من البيئة الأردنية، لأنها "تتعلق بالبيئة الأجنبية"، ولها اسم ثلاثي يوناني ومعظمها من البيئة الأميركية التي خرجت منها هذه العلوم الحديثة. 
 
 
ويؤكد هنا ما ذهب إليه أبو سليم، كون علم التغذية قد يجيب عن علاقة هذه النباتات مع محتويات بيئتها الطبيعية ومنها مياه المجاري والمياه الملوثة عموماً، فيما المناهج الصيدلانية وفق ذاكرة ناصر تشير إلى أنواع سامة وقاتلة من الفطر البري، نظراً لاحتوائه على مادة أمانتدين السامة. 
 
التسعينية أم سالم
 
لم تناقش التسعينية أم سالم، في مسألة تعارض الثقافة الشعبية مع العلم، وانتقلت مباشرة نحو شرح تفصيلي لخطوات طهي الخبيزة واللفيتة، وكيفية التعامل مع كل نبته حتى تتحول إلى طبق شهي ومطلوب من العائلة.
فالخبيزة تؤكل بطريقتين "المعصّرة" و"المفتّلة" والأولى تطهى مع الماء والملح والزيت، فيما الثانية تحتاج إلى عجين يفتل يدوياً ويرش على النبتة بعد طبخها، فيما نباتات أخرى تؤكل مباشرة من دون طهي. 
وتجزم أم سالم أن هذه العادات ليست مرتبطة بالفقر والحاجة حيث مارسها وتناولها الفقير والمبسوط مالياً قديماً، كما أنها لم تسمع عن أية حادثة تسمم أو وفاة نتيجة لتناول هذه النباتات حيث يتمكن "البقالون" من تمييز نباتات برية سامة بالنظر والخبرة، وعلى سبيل المثال يكون ورق نبتة "الغيصلان" السامة عريضاً مقارنة بالنباتات المفيدة.
 
حديقة منزلية 
 
في واحدة من ضواحي العاصمة الأردنية، يقيم عماد أبو جودة وهو صاحب حديقة منزلية شبه متخصصة بانتاج هذه النباتات صناعياً وطبيعياً، حيث يشتري بذور بعضها ليزرعها ويعتني بها فيما تظهر نباتات أخرى بشكل طبيعي.
يستمتع أبو جودة وهو يجوب حديقته الصغيرة شارحاً من خلال الصور والعبارات المقتضبة الدقيقة خصائص كل نبات في حديقته والتي تضم "لسان الثور" و"الو فيرا" و"المليسة" و"القرّيص" و"البصل الأخضر" و"الجرجير" و"الخبيزة"، إضافة إلى الزعتر والنعناع وغيرها. 
 
 
فلسان الثور وفق أبو جودة، يلف مثل ورق العنب ويحشى ويطهى مثل الملفوف، و"ألو فيرا" النبات الصبّاري يضاف كمية منه إلى العصائر ويشرب. ويساعد لسان الثور في الطب الشعبي في حل مشكلات الكبد، فيما القريص يقوي الدم ويعالج التهابات البروستات الحميدة وجذوره تحديداً مفيدة في علاج السرطان.
في سياق متصل، يوضح أبو سليم، أن العالم العربي لا يوجد فيه أدوات قياس دقيقة في مسألة تلوث هذه المأكولات التي تتغذى عليها الأسرة الأردنية موسمياً، مما يحيلنا إلى واقع لا نتحرك فيه بشكل مؤثر إلا بعد وقوع حالات تسمم جماعية.
فهذه النباتات التي يفترض أنها مصدر طبيعي لمضادات الالتهابات ومقاومة الأمراض حتى السرطانية منها، سرعان ما تتحول إلى "واقع معاكس" تماماً حين تتلوث لتصبح مصدراً للأمراض.
اقرأ المزيد

المزيد من منوعات