Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الفراخ المجمدة" تلهب حديث الشارع في مصر

مواقع التواصل تضج بإشاعات حولها والحكومة تصفها بـ"الهراء" وتطمئن المستهلكين: تخضع لاختبارات هيئة سلامة الغذاء

ارتفاع أسعار الدجاج فاقم معاناة المصريين (أ ف ب)

ملخص

#الحكومة_المصرية وصفت ما يردده البعض بأن #الدجاج_ البرازيلي المجمد يسبب العقم بالهراء الذي لا يستحق الرد.

المعارك الفكرية لـ"الفراخ المجمدة" وصلت إلى حد له العجب. تفرق المصريون مجموعات وجماعات بين مؤيد للاستيراد بهدف درء غول الأسعار، ومعارض لأن الأولى دعم المحلي وليس الاستعانة بالأجنبي في "أيام ما يعلم بها إلا ربنا".

هذه الأيام الصعبة التي تمر على سكان الكوكب بفعل أزمة اقتصادية طاولت الجميع وتضرب بلا هوادة بند السلع الغذائية في دول أتلفت اقتصادها ثورات ثم قلاقل وبعدها وباء ثم حرب ضربت سلاسل التوريد في مقتل. فإذا بشعوب قالت عن نفسها إن "معدتها تهضم الظلط" في دلالة على قدرتها على التواؤم مع الصعاب والتعايش مع الضوائق بل السخرية من المآزق، تجد نفسها تبحث في شؤون الدجاج المجمد والغوص في أمور الثروة الداجنة والأعلاف الباهظة و"الفراخ" الأمهات منها، وكذلك الآباء والأبناء.

صراع البروتين

النسبة الغالبة من الأبناء والبنات في مصر، لا سيما في سن الدراسة، تعتمد في نظامها الغذائي على الدجاج مصدراً رئيساً للبروتين الحيواني. فاللحوم لها ما لها من حلاوة طعم ومكانة مميزة في قلوب ومعدات المصريين وعليها ما عليها من جنون أسعار دفع بها إلى خانة "اللامعقول" على مدى الأشهر الثلاثة العجاف الماضية.

كما أن الأسماك تعاني مشكلتين رئيستين. فمن جهة، لا تلقى الأسماك عادة إقبالاً كبيراً من قبل الأطفال والمراهقين، وحتى لو كانت تلقى، فأسعارها لم تنج من جنون الدولار الذي عصف بالجنيه (الدولار اليوم يساوي نحو 31 جنيهاً مصرياً) وغلاء الأسعار إذ إن الكيلوغرام من قشر البياض الفاخر اقترب من حاجز الـ300 جنيه والبلطي الشعبي نحو 90 جنيهاً، وهذا لا طاقة لملايين الأسر المصرية به.

الطاقة الفكرية والجدلية، إضافة إلى الوقت المهدر هذه الأيام على منصات الـ"سوشيال ميديا" ولدى "الفرارجية" (محال بيع الدواجن الحية) ومحال السوبرماركت ومنافذ "الدولة" و"أهلاً رمضان" كفيلة بضخ الحياة في "بيزنس" تربية الدواجن من عدمه، لكن عدم القدرة على فهم ما يجري في سوق الدواجن في مصر على مدى أشهر متتالية، وربما أعوام طويلة، أدخل ملايين المصريين في حلقة جدلية مفرغة كسرها قرار حكومي مفاجئ صدر قبل أيام، وتم شرحه قبل ساعات من خلال إعلان مجلس الوزراء المصري استيراد الدواجن المجمدة من الخارج، وليس حل معضلة الدواجن المحلية.

المعضلة المحلية شهدت على مدى أشهر شداً وجذباً غير مسبوقين بين القائمين على "بيزنس" الدواجن من مربين وتجار وموردين من جهة وبين الحكومة من جهة أخرى وذلك على مرأى ومسمع من المواطن المنتظر إما تفاهمات في أسعار اللحوم أو تسوية في أزمة الدجاج أو انفراجة من السماء.

السماء لا تمطر حلولاً

لكن السماء لا تمطر حلولاً. الحلول تأتي من الحكومات والقطاعات الخاصة والعامة وكذلك الأفراد الذين يجتهدون للخروج من الأزمات بأخف الأضرار، لكن الأضرار التي لحقت بصناعة الدواجن على مدى أعوام تفاقم أثرها هذه الآونة بسبب تكالب آثار الوباء مع حرب أوكرانيا مع أوضاع الاقتصاد وتوحش الدولار وانكسار الجنيه والقائمة تطول.

قبل أشهر قليلة وقبل احتدام الأزمة متعددة الأبعاد بهذا الشكل الحالي، بدأ بعضهم يتحدث على استحياء حيناً وبقدر من القلق أحياناً عن أزمة كبيرة خاصة باحتجاز الأعلاف في الموانئ بسبب أزمة الدولار المتواكبة ومشكلات الإفراجات البنكية والجمركية.

جرت الأحاديث في البداية خلف الأبواب المغلقة، لكن الأبواب لا تظل مغلقة طويلاً، كما أن "الحيطان لها ودان" (آذان).

شد وجذب بين جهات حكومية والقائمين على قطاع الدواجن دارا لأسابيع من دون أن يلوح أمل الحل في الأفق، لكن الأفق وقتها لم يكن وصل إلى الآفاق الحالية المغلقة بالضبة والمفتاح. ويكفي أن سعر الكيلوغرام من الدجاج الأبيض في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي لم يكسر حاجز الـ40 جنيهاً. وكان الدولار في هذا الوقت يساوي 24.5 جنيه مصري فقط لا غير.

من جهة أخرى، كان الدجاج متوافراً في الأسواق، مما جعل الشكوى مقتصرة على الأسعار المرتفعة.

 

 

مضاجع المصريين

وكأن الأسعار المرتفعة نسبياً مع أزمة الدولار ليست كافية لإقلاق مضاجع المصريين وبطونهم، فإذا بجنون ارتفاع غير مسبوق يتواتر على مدى أسابيع حتى باتت الدجاجة يتراوح سعرها حالياً بين 100 و150 جنيهاً ويزيد.

ما زاد من حجم المشكلة أن بدائل الدجاج جن جنونها هي الأخرى، وعلى رأسها اللحوم والأسماك وكذلك البدائل النباتية مثل العدس والفول وغيرها، لكن المصائب لا تأتي فرادى، وهو القول المأثور الذي لطالما ردده المصريون لقرون طويلة، لكن يعايشونه عبر الممارسة هذه الآونة، التي هذه المصريون أنفسهم في مهب رياح الأزمات المتعاقبة، ما لا يقل عن 3 ملايين عامل، قوام العاملين في صناعة الدواجن، يضربون أخماساً في أسداس حول مصير الصناعة برمتها.

المعلومات الحكومية الرسمية تشير إلى أن إجمالي حجم إنتاج القطاع التجاري من الدواجن في مصر بلغ 1.4 مليار طائر وأن القطاع الريفي ينتج نحو 320 مليون دجاجة وأن مصر تنتج نحو 14 مليار بيضة.

كما تفيد الأرقام الرسمية بأن حجم الاستثمارات في صناعة الدواجن بلغ نحو 100 مليار جنيه وعدد المنشآت الداجنة نحو 38 ألف منشأة بين مزارع ومصانع أعلاف ومجازر منافذ بيع أدوية بيطرية ولقاحات.

الدولار لا يلتفت

لكن الدولار لم يلتفت إلى أي مما سبق والعثرات الاقتصادية لم تستثن الدواجن والقائمين عليها وآكليها. القاصي والداني، العالم ببواطن أمور الصناعة الداجنة وغير العالم ممن يكتفي بشراء الدجاج وأكله يعلم أن للأزمة حلين لا ثالث لهما. إما توفير الأعلاف ومدخلات إنتاجها اللازمة، أو استيراد الدواجن المجمدة.

وعلى رغم "قوة" الثروة الداجنة في مصر ومحليتها، إلا أن عنصراً حيوياً من عناصرها ينتقص منها ويؤثر سلباً فيها وفي جموع المستهلكين من دون استثناء. فالاعتماد على استيراد الأعلاف وغيرها من المواد اللازمة لهذا القطاع يبلغ نحو 75 في المئة، أي إن ثلاثة أرباع الأعلاف تعتمد على المستورد وليس المحلي. لذلك، فإن الأرقام غير الرسمية تشير إلى توقف أو شبه توقف لآلاف مزارع الدواجن على فترات مختلفة في الأشهر القليلة الماضية، تحديداً منذ تأزم الأوضاع الاقتصادية وشطوح الدولار وانكسار الجنيه.

البرازيل في الطريق

المتحدث باسم مجلس الوزراء المصري نادر سعد قال في تصريحات صحافية إن الدولة تمكنت من زيادة الأعلاف المتاحة واستيراد مدخلات الإنتاج لسد العجز، وإمعاناً في التسريع بحل الأزمة قررت استيراد 50 ألف طن من الدواجن المجمدة من البرازيل.

"الفراخ" (الدواجن) البرازيلية ليست جديدة على المصريين. الغالبية المطلقة مرت عليها إما مرور الكرام عبر سندويش شاورما أو شيش طاووق أو حتى أجنحة حريفة، أو عايشتها معايشة عن قرب عبر تخزين العشرات منها في برادات البيوت والاعتماد عليها بدلاً من "الفراخ البلدي" صغيرة الحجم غالية السعر، والبيضاء كبيرة الحجم رخيصة السعر المتخمة بإشاعات التغذية بالهرمونات بغرض التسمين والتسبب في العقم لمن يتناولها من الذكور.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن المصريين، ذكوراً وإناثاً، يصولون ويجولون هذه الآونة في غياهب "الفرخة" المغدورة إما بفعل الدولار وجنونه أو بسبب الحكومة وما يعتبره بعضهم إخفاقاً في التعامل مع الأزمة أو الأزمات، أو بسبب مناظرات "الفراخ" الفكرية، لا سيما أن شهر رمضان المبارك يدق على الأبواب.

لم تعد المعركة الاجتماعية والثقافية مقتصرة على "ماما لا تأكل إلا الفراخ البلدي" في مقابل "ومالها الفراخ البيضاء رخيصة وتكفي الأسرة". امتد لهيب المعركة ليقصي "الفراخ البلدي" بحيث لم تعد في متناول أحد سوى الطبقات المخملية، ويكتفي بـ"البيضاء الفريش"، أي غير المجمدة والمعلبة ومعلومة الأصل والفصل والمنشأ في مقابل المجمدة التي تم ذبحها، وربما خنقها أو صعقها، ثم تجميدها وتعليبها في صناديق قطعت آلاف الأميال في ظروف لا يعلمها إلا الله والقائمين عليها في بلاد بعيدة تفصل بين المصريين وبينها قارات ومحيطات.

المحيط الرسمي يرد

المحيط الرسمي يصف معظم ما يقال عن أزمة الأعلاف بـ"المفتعلة" والعقم الذي تتسبب فيه الدواجن المجمدة المستوردة بـ"الهراء الذي لا يستحق الرد من الأساس".

المتحدث باسم مجلس الوزراء أوضح أن الحكومة تعترف بأن تأخر خروج الأعلاف من الجمارك أسهم في تضخم الأزمة وبرر ذلك باضطرار الحكومة إلى تدبير العملات الأجنبية اللازمة، نافياً ما يشاع بكثرة عن وجود أزمة أعلاف "مفتعلة".

وبين "افتعال" أزمة في الأعلاف والترويج لأن "أولادنا وأزواجنا سيصابون بالعقم إذا تناولوا الدواجن المجمدة" المزمع استيرادها، فإن الدواجن باتت في حيرة من أمرها.

 

 

يأكل المصريون  الدجاج البرازيلي المستورد منذ أعوام طويلة، لكن في كل مرة يتم طرح الدجاج قضية رأي عام أو الدولار سبباً في الغلاء، يهرع بعضهم إلى التحذير من عقم الرجال.

ويبدو أن الساعة السكانية المثبتة في شارع صلاح سالم التي تدق معلنة قدوم مولود كل 14 ثانية ليست كفيلة بدحض مزاعم العقم، بل ربما اتهام "الفراخ المجمدة" بأنها تسهم في إحماء سباق الأرانب. فأمام موجات عنكبوتية طاغية من تداول وإعادة تشارك "أكد الدكتور فلان" الذي لم يسمع عنه أحد و"قالت أم حسين" التي لا ناقة لها أو جمل في مسائل العقم إذ إنها وحدها ضخت ما لا يقل عن سبعة أولاد في السوق، تؤكد الحكومة المصرية أن ربط العقم بالدجاج المجمد لا أساس له من الصحة.

العقم والساعة السكانية

المتحدث باسم مجلس الوزراء قال إن ما يتناقله بعضهم من أن الدواجن المستوردة تسبب العقم لا يستحق الرد عليه من الأساس.

أضاف أن الدواجن المجمدة شأنها شأن جميع السلع المستوردة تخضع لكل الاختبارات من هيئة سلامة الغذاء، إضافة إلى الفحوص الشاملة من جانب الهيئات المختلفة.

كما ذكر أن "مصر تستورد الدواجن من الدولة رقم واحد في العالم في إنتاج الدواجن، البرازيل التي وصل حجم توريدها للدواجن إلى 21 في المئة من الدول المصدرة في العالم".

وعاد سعد ليدق على وتر هري الـ"سوشيال ميديا" و"هبد" العقم بقوله "من يشعر بالارتياح تجاهها يشتريها، ومن لا يشعر بارتياح لا يشتريها".

وأشار إلى أن قرار الاستيراد جاء بهدف سد الفجوة وليس تحقيق الربح مستنكراً ما يشيعه بعضهم من أن قرار الاستيراد الهدف منه تحقيق أرباح للحكومة على حساب الصناعة الوطنية للدواجن. وتساءل مستنكراً، "هل الحكومة ستغتني (تزيد ثراء) من بيع 50 ألف طن دواجن؟!".

 

 

ذكريات الفراخ

الـ50 ألف طن دواجن تداعب ذاكرة المصريين وذكرياتهم. فعلى رغم أن الدجاج المجمد موجود في الأسواق، جنباً إلى جنب مع المحلي المجمد وغير المجمد، منذ عقود، إلا أن الحديث العلني عن "الفراخ المجمدة"، لا سيما التي تباع في منافذ حكومية قلبت مواجع على المصريين الأكبر سناً.

أثير الـ"سوشيال ميديا" وجلسات الأهل والأصدقاء لا تخلو هذه الأيام من استرجاع ذكريات الطفولة، وقت كانت "ماما تطلب مني الوقوف في طابور الجمعية (التعاونية الاستهلاكية) في السبعينيات لنحصل على دجاج وحبذا دجاجتين مجمدتين الواحدة بـ75 قرشاً"، أو حين يتفاخر أحدهم بأن "عمو فتحي كان موظفاً كبيراً في الدولة وكان يأتينا بكرتونة كاملة فيها 12 فرخة" لتتواتر ذكريات الزمن الجميل و"الفراخ المجمدة" وطابور الجمعية ومحاباة كبار الموظفين بكرتونة كاملة.

وللكتاكيت نصيب

ولا تكتمل الجلسات الافتراضية والواقعية من دون الإشارة إلى الكتاكيت.

فقبل أسابيع، اقترح مستشار رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية لقطاع الدواجن في محافظة دمياط تامر أباظة إضافة 50 كتكوتاً لكل مواطن على البطاقات التموينية، وهو الاقتراح الذي تفجر جدلاً وانشطر عنكبوتياً وفاض خيالاً، منه الخصب ومنه العقيم.

وعلى رغم أن الأمر لم يعد كونه فكرة اقترحها الرجل بحيث تنسق وزارتا التموين والزراعة ليتم صرف "مثلاً" 50 كتكوتاً على كل بطاقة تموينية لتربيتها والاستفادة منها أكلاً أو تجارة أو استثماراً، إلا أن الشرر المتطاير لم يقف كثيراً عند كلمة "مثلاً". البسطاء فرحوا لأي إضافة أو زيادة، لكن غير البسطاء انقسموا بين ساخر من الكتاكيت التموينية أو غاضب إذ إن حل المشكلة بطرح مشكلة أكبر لكون قواعد التربية غائبة وأصول الرعاية والوقاية من أمراض الطيور غير قائمة، إضافة إلى أن غرفة النوم أو السفرة أو حتى الحمام ليست الأماكن المناسبة لـ"عشة الفراخ".

وعلى رغم ذلك، لم تتنبه إلا الأقلية لحقيقة قوامها أن كتاكيت التموين ليست إلا فكرة.

وللفتاوى حظ في الأزمة

الطريف أن رجال الدين دخلوا على خط الفراخ والكتاكيت، سواء بطريقة غير مباشرة فالشد من أزر البسطاء والبؤساء وحثهم على الصبر والرضا لحين انقشاع الأزمات، أو بالضلوع بفتاوى على شاكلة "حكم تاجر الفراخ الذي يغالي في الأسعار" أو "حكم أكل مؤخرات الفراخ أو أرجلها".

يشار إلى أن طرح معلومة فوائد أكل أرجل الدجاج قبل أسابيع من قبل "المعهد القومي للتغذية" أقامت الدنيا ولم تقعدها تماماً بعد.

قيام الدنيا في مصر ليس مرتبطاً فقط بالأزمات والأسعار وجنون الدولار وأزمة الأعلاف ودواجن البرازيل، بل بات مرتبطاً على مدى العقد الماضي بجهود التسييس العاتية وجنوح الصيد في مياه الأزمات الراكدة. وكالعادة استنفرت أصوات زاعقة على الأثير العنكبوتي، ومعها فقرات في برامج لقنوات مقارها خارج مصر مهمتها "الهبد السياسي والرزع الاقتصادي"، بسبب أو من دون سبب. وتدور حالياً رحى عنيفة في محاولات عاتية لشق الصفوف وزرع اليأس وري الإحباط وجني الثمار.

الصور التي يتداولها بعضهم لدجاجة مجمدة محاولين نشر الروح الإيجابية والتفاؤل إذ إن الدجاجة مكتنزة وطعمها جميل وفائدتها عظيمة والفرق بينها وبين المحلي طفيف تتعرض لحرب عنكبوتية شرسة بحيث يحاول بعضهم الترويج لأنها محاولة رسمية لضخ الإيجابية عبر تدوينات مكررة.

تراشقات فكرية حول الفرخة

ربما اعتاد المصريون مثل هذه الأجواء من الهجوم والهجوم المضاد منذ اندلاع رياح "الربيع" عام 2011، لذلك فإن الغالبية تتعامل مع هذه الأجواء بكثير من النضج والبعد عن الضلوع في تراشقات فكرية وتلاسنات أيديولوجية على وقع الدجاجة وأرجلها ومؤخرتها، لكن غير المعتاد هو تناقل بعضهم لتفسير رؤية الدجاجة المجمدة في المنام، وهل هي مجرد رؤية أم رؤيا؟! ويتناقل بعضهم التفسيرات التي تختلف باختلاف الحال الاجتماعية لمن رأى "الفرخة المجمدة" في منامه.

وعلى رغم أن تفسيرات ابن سيرين سبقت عصر الدجاجة المجمدة بقرون، إلا أن متداولي التفسير لم يتوقفوا عند هذه الفجوة التاريخية، بل وجدوا في أنه لو كان الرائي رجلاً فهو يسير في طريق مستقيم، وربما تقابله مشكلات لكنه سيتغلب عليها بعون الله وإذنه.

ويمضي التفسير مبشراً بأن "رؤية الدجاج المجمد بوجه عام بشرى بالخير القادم. كما أنها تشير إلى تخطي الصعاب والمشكلات التي تواجه الرائي وتنغص عليه حياته".

أما إذا كان الدجاج المجمد مقطعاً شرائح صغيرة (ربما شاورما)، فإن ذلك ربما يعني التعرض للمشكلات. وإذا كانت من رأت الدجاجة المجمدة في الحلم سيدة حامل، فإن هذا يعني أنها سترزق بمولود ذكر. وتتوالى التفسيرات، وفي آخر كل تفسير، يعلق زوار الصفحة "آمين. آمين".

وتبقى معضلة فهم أزمة الدواجن الحالية قائمة من دون شرح أو تفسير. فلماذا تبقى الأزمة مستمرة على مدى أعوام وربما عقود من دون حلول جذرية بدلاً من انتظار احتدامها كما هو حادث حالياً؟ ولماذا لا توجه الجهود إلى لضخ أوكسجين الحلول المستدامة في الصناعة الوطنية بدلاً من الاستيراد وإهدار الدولار في الدجاجة المجمدة مع الإبقاء على المحلية تصارع من أجل البقاء؟

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات