Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دول الخليج تدعم دفاعاتها الجوية استعدادا لتقلبات المنطقة سياسيا

اهتمام دول مجلس التعاون في "آيدكس" بشراء ‌المنظومات الصاروخية للتصدي لخطر الطائرات المسيرة والتحديات الخارجية

تنظر دول مجلس التعاون بعين المراقب للتطورات العالمية واعتمدت خططا تسليحية متنوعة (اندبندنت عربية)

ملخص

يؤكد محللون عسكريون أن توجه #دول_التعاون_الخليجي لتقوية دفاعاتها الجوية أمر طبيعي تفرضه #الظروف_الجيوسياسية التي تمر بها المنطقة

وسط التحديات التي تمر بها المنطقة العربية، يأتي اهتمام دول الخليج بتعزيز قوتها الدفاعية الجوية، إذ يؤكد محللون عسكريون خلال حديثهم إلى "اندبندنت عربية"، على أن توجه دول التعاون الخليجي لتقوية دفاعاتها الجوية أمر طبيعي تفرضه الظروف الجيوسياسية التي تمر بها المنطقة.

وكانت أبوظبي قد إستضافت معرض الدفاع الدولي "آيدكس 2023" في ظل حضور خليجي بارز هذا العام، وانطلاقاً من تزايد حرص هذه الدول على تعزيز تراسانتها الدفاعية الجوية. ويؤكد المتخصص السعودي في الشؤون العسكرية أحمد الشهري أن "هذا التعزيز للقدرات الدفاعية لم يبدأ فقط مع انطلاقة ’عاصفة الحزم‘ في اليمن عام 2015، وإنما من خلال سياسة إستراتيجية اتخذتها الدول الخليجية لأسباب عدة، منها النهضة والتقدم والتطور وثورة البناء، فكل هذه الإنجازات التي تحققت لا تريد البلدان الخليجية خسارتها مستقبلاً، وبالتالي فهي تسعى إلى تأمين حدودها البرية والجوية والبحرية، وهو حق مشروع لكل دول العالم".

منظومة الدفاع

وأضاف الشهري، "لا شك في أن هناك متغيرات أخرى ضمن الأسباب التي دعت البلدان الخليجية إلى تقوية منظومة دفاعاتها الجوية وهي التوترات التي تحصل حول العالم اليوم، كما أن هناك انقساماً في مجلس الأمن الدولي في ظل الحرب الروسية - الأوكرانية، فالولايات المتحدة ومعها فرنسا وبريطانيا يشنون اليوم حرباً بشكل واضح على روسيا من خلال الدعم اللامحدود لأوكرانيا بالأسلحة النوعية".

وتابع، "هناك أيضاً التوتر الذي افتعلته الولايات المتحدة بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركية السابقة نانسي بلوسي إلى تايوان في أغسطس (آب) الماضي، والتي أججت التوتر مع الصين، وكأن المراد خلق أوكرانيا جديدة في تايوان، مما صعد التوتر في بحر الصين، وبالتالي فجميع هذه التطورات خلقت مناخ حرب إذ أصبحت الصراعات الداخلية أو الإقليمية أوراقاً تلعب بها الدول الكبرى، فأزمة اليمن تقاطعت فيها مصالح كثيرة لدول غربية أصبحت تميل أحياناً مع الحوثي، وهناك الأزمات الأخرى في العراق وسوريا ولبنان واليمن، إذ فشل المجتمع الدولي أو الدول العظمى أو مجلس الأمن في أن يقدم أية حلول لها، بل على العكس أصبح هناك نوع من استخدام هذه الأزمات كأوراق مضادة للطرف الآخر".

واستطرد، "أعتقد أن دول الخليج كانت تنظر بعين المراقب لهذه التطورات واعتمدت على نفسها وهو حق مشروع لها، لا سيما في سياساتها التسليحية التي لم تكن في يوم من الأيام تعتمد على سلة واحدة وهي السلة الأميركية، فلدى السعودية أسلحة أميركية وفرنسية وبريطانية، وهناك تعاون مع الصين وروسيا، وبالتالي فإن السلة التسليحية لدول المنطقة متنوعة أيضاً وبالإمكان أن يكون هناك تعاون عسكري مع الدول الصاعدة من النمور الآسيوية مثل إندونيسيا وماليزيا، إذ يمكن أن يكون لها تعاون عسكري مع دول المنطقة، وهذا في رأيي ما جعل الدول الخليجية تسعى إلى تنويع محفظتها من الأسلحة وتقوية جيوشها البرية والبحرية والجوية".

ارتباط أميركي

وبسؤاله عن التقارير التي تحدثت عن نقل الولايات المتحدة دفاعاتها الجوية من المنطقة إلى أوكرانيا، وإن كان السببب الرئيس وراء تسريع تعزيز دول الخليج دفاعاتها الجوية، رد الشهري بالقول "الولايات المتحدة لديها منظومات صاروخية متحركة وأخرى ثابتة، والمنظومات الثابتة هي تلك التي تبيعها للدول وتصبح الأخيرة بدورها مالكة لهذه المنظومات، كما هي الحال في السعودية والإمارات وقطر وكثير من الدول الأخرى، فلدينا منظومات ’باتريوت‘ وهي دفاع جوي صاروخي من نوع أرض - جو، أما المنظومات المتحركة الأميركية فهي تحركها بحسب الوضع القائم على الأرض، وقد تضعها تارة في السعودية وأخرى في كرويا الجنوبية، بحسب ما تراه الولايات المتحدة، وهو ما تسميه بإعادة التموضع وفق المهددات التي تحدث، وبالتالي فعملية السحب الأميركي لبطاريات ’باترويت‘ من السعودية ليست بالأمر الجديد، فهناك تحريك لكثير من المنظومات العسكرية، ومن هذا المنطلق تسعى المملكة دائماً إلى تأمين أجواءها والاعتماد على منظومات دائمة، وقد بدأت في مرحلة التصنيع العسكري وليس فقط الشراء". 

أوروبا المحترق الأكبر 

وأضاف الشهري أيضاً أن "الولايات المتحدة فتحت أبواب مخازنها العسكرية لأوكرانيا، بل إن مخزونها من الأسلحة الإستراتيجية وبخاصة الصواريخ القصيرة المدى والمتوسطة، وصلت إلى الخط الأحمر واقتربت من النفاد، وبالتالي فلا أعرف ماذا تريد الولايات المتحدة، هل تريد حرق أوكرانيا أم روسيا أو أوروبا كلها؟".

ويرى الشهري أن "من يدفع ثمن الحرب اليوم في أوكرانيا هي أوروبا التي تعيش حالاً من التضخم والغلاء، فالغاز الذي كانت تشتريه من روسيا في مقابل 35 مليار دولار، تبيعه الولايات المتحدة لها بالكمية نفسها (100 مليار متر مكعب) بأكثر من 100 مليار دولار، أي بكلفة أكبر بثلاثة أضعاف.

ويوضح، "ما نراه اليوم في الإدارة الأميركية وعدد من الإدارات الأوروبية التي تدور في فلكها مشكلة ومأساة في حقيقة الأمر، ومن هنا رأينا موقف دول الخليج المحايد الذي اتخذته خلال الأزمة الروسية - الأوكرانية مما منحها القوة والصدقية فأصبحت حليفاً موثوقاً به من الجميع، وخصوصاً في ما يتلعق بالطاقة وعدم تسييس النفط".

المضادات الجوية  

من جانبها قالت المستشارة في المعهد الروسي للدراسات الإستراتيجية إلينا سوبونينا لـ "اندبندنت عربية" خلال اتصال هاتفي من روسيا، إن دول الخليج تستعد لأزمات مقبلة مما دفعها اليوم إلى تعزيز دفاعتها الجوية، وأشارت إلى أن الوفد الروسي المشارك في معرض الدفاع الدولي (آيدكس 2023) المقام حالياً في أبوظبي والذي يترأسه نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، يؤكد اهتمام روسيا بالتعاون العسكري مع الدول الخليجية.

وأضافت أن انطباعات أعضاء الوفد الروسي المشارك في المعرض تؤكد وجود اهتمام كبير من قبل الدول العربية وممثليها في المعرض لشراء أسلحة منوعة ومتقدمة من العارضين، وكانت الأولوية القصوى لمصلحة "المضادات الجوية".

وترى سوبونينا أن هناك أسباباً عدة لتنامي الاهتمام العربي والخليجي بشراء المضادات الجوية، بما فيها الأزمة في أوكرانيا والتي تقول إنها أثبتت ضرروة استخدام المضادات الجوية في الحروب المعاصرة، بسبب تطور أساليب الهجمات العسكرية بما يتطلب تطوير أجهزة المضادات الجوية، وكذلك نمو أعداد الهجمات باستخدام طائرات مسيرة، وهو استخدام لم يكن موجوداً منذ 10 سنوات، مما دفع دول الخليج إلى تأمين شراء مضادات جوية لمواجه خطر تلك المسيرات. 

وأشارت المستشارة في المعهد الروسي للدراسات الإستراتيجية إلى عامل إضافي للاهتمام العربي والخليجي تحديداً بتأمين المضادات الجوية، فتقول "العالم بأسره ذاهب لمزيد من التوتر، وبحسب عدد من التحليلات العسكرية فستتعرض منطقة الشرق الأوسط لأزمات، والخطر مرشح للازدياد في غضون 10 سنوات، بحسب ما تجمع عليه تلك التحليلات". 

صواريخ "سطح - جو"

كما تحدثت سوبونينا عن اهتمام دول المنطقة بشراء الطائرات المسيرة ذات التقنيات العالمية، في حين تشير التقارير الغربية إلى تزويد إيران لروسيا بالمسيرات لاستخدامها في حربها في أوكرانيا، فما الذي يمكن أن تقدمه روسيا لدول المنطقة في هذا المجال، وهنا تقول سوبونينا "بحسب المعلومات التي لدي فقد عرض الوفد الروسي في معرض ’آيدكس‘ في أبوظبي معدات عسكرية وعلى رأسها صواريخ ’سطح – جو‘ التي هي جزء أساس من أنظمة الدفاع الجوي المضادة للطائرات و‌الدفاعات الصاروخية".

وتابعت، "لقد أثبتت هذه الصواريخ فاعليتها في العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، وهناك أسلحة روسية الصنع أثبتت فاعليتها عند تجربتها في الحرب، كما تقدم روسيا أسلحة حديثة جداً بما فيها الطائرات العسكرية وطائرات الهليكوبتر المقاتلة، صحيح أنه ليس كل المعدات الروسية المعروضة جديدة، لكن هناك معدات عسكرية روسية أثبتت فاعليتها عسكرياً بعد تجارب عدة ولا تزال تعرض في معارض العالم والاهتمام بشرائها لا يزال مستمراً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعن الخطر الذي تواجهه المنطقة قالت إن "هناك أخطاراً عدة، منها وقوع هجمات إرهابية وأيضاً الأخطار المقبلة من خلايا وتنظيمات مختلفة تحصل هي الأخرى على تقنيات عسكرية".

وألقت سوبونينا باللائمة على تصاعد التوترات بسبب الانسحاب الأميركي من مفاوضات الملف النووي الإيراني، مضيفة "نحن في روسيا نرى أن الولايات المتحدة انسحبت من هذه المفاوضات في عهد الرئيس الأسبق دونالد ترمب، فيما حاولت الإدارة الأميركية في عهد بايدن إحياء هذه الاتفاق لكنها لم تنجح لافتقادها البدائل، وهذا يعني أن هناك خطر اندلاع أزمة جديدة في المنطقة، بما في ذلك إمكان حدوث أزمة عسكرية". 

وربما جاءت مسارعة دول الخليج إلى تعزيز دفاعاتها الجوية بعد إعلان الولايات المتحدة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي أنها تعمل على نقل أنظمة الدفاع الجوي من الشرق الأوسط إلى أوكرانيا، إذ تسعى إلى تسريع شحنات الأسلحة لكييف في مواجهة هجمات الطائرات من دون طيار والصواريخ الروسية الجديدة، كما أن هناك خطة أميركية لإرسال صواريخ "سام" النرويجية المتقدمة (NASAMS)،‏ وهي نظام دفاع جوي متوسط ومتطور، إلى أوكرانيا خلال الأشهر الثلاثة إلى الستة المقبلة. وستقوم الولايات المتحدة بعد ذلك بتجديد الأنظمة المأخوذة من شركاء الشرق الأوسط مع أنظمة صواريخ أرض- جو الجديدة خلال الـ 24 شهراً المقبلة، وفقاً لما قاله الرئيس التنفيذي لشركة "رايثيون تيكنولوجيز"، جريج هايز، إحدى أكبر شركات صناعة الطيران والدفاع في العالم لصحيفة "بوليتيكو" ديسمبر الماضي، مضيفاً "هناك أنظمة صواريخ ’أرض- جو‘ منتشرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط ولدى بعض حلفائنا في الـ ’ناتو‘ ونحن نعمل بالفعل مع دولتين في الشرق الأوسط تستخدم حالياً هذا النظام، ونحاول توجيه تلك النسخ الاحتياطية إلى أوكرانيا". 

وأخبر هايز الصحيفة الأميركية بأن إعادة توجيه الأنظمة من الشرق الأوسط سيكون أسرع من إنتاج أنظمة جديدة لأوكرانيا، بالنظر إلى الوقت اللازم لتزويد الأجزاء المكونة وتسليمها. 

ويمكن استخدام أنظمة صواريخ "أرض - جو" المتوسطة إلى طويلة المدى لإسقاط صواريخ "كروز" والطائرات الموجهة عن بعد والطائرات الأخرى، وكانت أوكرانيا تسلمت شحنتها الأولى من الولايات المتحدة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، كما قدمت الولايات المتحدة خمس حزم مساعدات أمنية لأوكرانيا منذ الحرب الروسية، وطلبت واشنطن ستة أنظمة دفاع صاروخي "أرض- جو" أخرى من "رايثيون" كجزء من المساعدة، لكنها حذرت من أن عمليات التسليم هذه قد لا تتم لمدة عامين إلى ثلاثة أعوام. 

ورفضت شركة "رايثيون" تسمية دول الشرق الأوسط التي سترسل النظام، لكن المشترين في المنطقة هما عُمان وقطر، وفقاً لسجلات وكالة التعاون الأمني الدفاعي. 

وبحسب الصحيفة فقد وقعت عُمان عقداً مع "رايثيون" عام 2014 لشراء صواريخ "سام" النرويجية المتقدمة (NASAMS)‏، وهو نظام دفاع جوي متوسط المدى، على أن يكون التسليم عام 2016، كما سمحت الولايات المتحدة لقطر بشراء النظام عام 2019، ولم تحدد الإخطارات الحكومية عدد الأنظمة التي ستشتريها عُمان وقطر. 

ويمثل التدريب تحدياً للولايات المتحدة عندما ترسل معدات متقدمة إلى أوكرانيا، إذ قال هايز إن النرويجيين دربوا ما يقرب من 60 أوكرانياً على مركبتين من (NASAMS)، وشاركت شركة "كونكزبيرغ" النرويجية في تطوير تلك المركبات مع شركة" رايثيون".

المزيد من متابعات