ملخص
يعود #تيتانيك إلى دور #السينما للاحتفال بربع قرن على صدور #الفيلم. لكن لم تعد إعادة مشاهدة الفيلم مرة أخرى هي الطريقة الوحيدة التي يستطيع من خلالها عشاق الفيلم التمتع بعالم "تيتانيك".
بعد مرور 25 عاماً، لا يزال الملحن ومنتج الفعاليات بوبي كول يتذكر المرة الأولى التي شاهد فيها المقطع الترويجي لفيلم "تيتانيك" Titanic للمخرج جيمس كاميرون على شاشة التلفزيون. يقول: "كان مصنوعاً بطريقة جيدة جداً، ذهبت إلى المدرسة في اليوم التالي وأتذكر أنني قلت لأحدهم ’لقد وجدوا رسماً في قاع المحيط!‘ اعتقدت أنه حقيقي".
إذا كنت مراهقاً في أواخر التسعينيات، فمن المحتمل أن تتذكر المرة الأولى التي تعرفت فيها على جاك الذي يؤدي دوره ليوناردو دي كابريو وروز التي تجسدها كيت وينسلت وتلك الماسة الزرقاء الفريدة الثمينة. خضع فيلم كاميرون الصادر عام 1997 لمعايير دقيقة ليترك بصمة لا تمحى في عقول الشباب القابلة للتأثر: مزيج قوي من الكارثة المروعة والرومانسية المحكوم عليها بالفشل والصور المنشأة حاسوبياً بأفضل مستوى وصوت سيلين ديون.
تتذكر مؤلفة الإعلانات ومتخصصة العلاقات العامة إيلين بيردمور، أنها ذهبت إلى السينما للاحتفال بعيد ميلادها الـ11، وكانت هي وصديقتها المقربة "معجبتين في الغالب بعظام وجنتي ليوناردو دي كابريو باعتباره عنصر الجذب الأول" لتيتانيك وقد "رافقتهما والدتها لحضور الفيلم المخصص للمشاهدين بسن 12 عاماً وما فوق". بعد ثلاث ساعات و15 دقيقة، عندما بدأت الجملة الافتتاحية في أغنية ديون "قلبي سيتابع الخفقان" My Heart Will Go On، "كنا جميعاً غارقات في البكاء ونترنح تماماً".
في هذه الأثناء، طورت المحررة والمؤلفة سوزان فيربر ولعاً بـ "قصص الحب العظيمة والمأسوية" – وبـ دي كابريو – بعدما سمحت لها أخواتها الأكبر سناً "بمشاهدة فيلم روميو وجولييت معهن على أشرطة الفيديو المنزلي". بعدما توسلت إلى والدتها للحصول على الإذن، "شاهدت تيتانيك خمس مرات في صالة السينما".
يعتقد أن المشاهدات المتكررة مثل هذه لعبت دوراً رئيساً في تحقيق المرابح القياسية للفيلم على مستوى العالم التي بلغت 1.84 مليار دولار (ما يعادل 1.53 مليار جنيه استرليني). وإذا لم تنجح في إقناع والديك بأخذك إلى السينما؟ كانت الفيلم متوفراً على أشرطة الفيديو المنزلي (التي ربما لم تكن دائماً من القياس الكبير، اعتماداً على وقت تمكنك من الحصول عليه).
هذا الشهر، ستعود نسخة معدلة من ملحمة كاميرون إلى دور السينما للاحتفال بربع قرن على إصدار تيتانيك، لكن في هذه الأيام، لم تعد إعادة مشاهدة الفيلم مرة أخرى الطريقة الوحيدة التي يستطيع من خلالها عشاق الفيلم إدامة إعجابهم. تأتي إعادة الإصدار وسط فترة ازدهار للفعاليات والمعارض والرحلات... وحتى جولات الغوص التي يدور موضوعها حول تيتانيك. تطلب عديد منها كثيراً من البحث الدقيق، وهي متجذرة في أصالتها ومفعمة بالأجواء المناسبة.
يقع متحف تيتانيك في بلفاست "بالضبط في الموقع التاريخي الذي بنيت فيه تيتانيك" في حوض هارلاند آند ولف السابق لبناء السفن، تشرح رئيسة قسم المبيعات والتسويق بالمتحف إيمير كيرني التي تضيف أنه يتمتع "بموقع متميز فوق المنزلاق [منحدر يستخدم لإنزال السفن إلى البحر]... حيث يمكنك بالضبط رؤية المكان الذي دخلت فيه تيتانيك الماء للمرة الأولى".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
معرض تيتانيك الذي ينظمه مشروع ميوزيليا للمعارض المتجولة، الذي حط رحاله في لندن العام الماضي وهو حالياً في نيويورك، تعاون مع المؤرخ كلوس يوران فيترهولم ونجح على مر السنين في تجميع "واحدة من أهم مجموعات القطع الأثرية الخاصة بـ تيتانيك عندما يتعلق الأمر بمقتنيات من الناجين أو متعلقات شخصية"، بحسب ما يقول مدير المعرض لويس فيريرو. هذا المشروع المصحوب بـ "شهادات أصلية"، هو عبارة عن رسالة حب لعائلته، إذ كان والده صحافياً "أجرى مقابلات مع الناجين في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات".
يتخذ بعضهم الآخر نهجاً أكثر تجريبية. بعد عقود من مشاهدة ذلك المقطع الترويجي الأصلي، انتهى الأمر بكول بزيارة متحف تيتانيك بلفاست في أحد أيام عطلته. ألهمت رحلته صناعة ألبوم مفاهيمي "يتتبع مسيرة تيتانيك من بنائها... إلى الغرق، ثم إنقاذ الناجين من قبل ناقلة الركاب كارباثيا Carpathia ووصولهم إلى نيويورك". عندما فكر في مشاركته مع الجمهور، اكتسب الحدث "حجماً أكبر بسرعة".
كانت النتيجة النهائية مشروع "ملكة المحيط" Queen of the Ocean، وهو تجربة مسرح وتناول طعام غامرة تقدم جولتها حالياً في المملكة المتحدة. يتحول الضيوف إلى رواد مطعم من الدرجة الأولى: فهم يتناولون الأطعمة الموجودة في لائحة الطعام التي تناولها الركاب مثل مولي براون (لعبت شخصيتها في الفيلم كاثي بيتس) "بلمسة تناسب القرن الـ21" ويقوم على خدمتهم ممثلون.
لا يستطيع بعض المشاريع إلا أن يكون مثيراً. في عام 2014، أعلنت شركة "سفن ستار إينرجي إنفيستمنت" الصينية خططاً لبناء نسخة طبق الأصل بالحجم الكامل من السفينة في منتجع رومانديسي في مقاطعة سيشوان. جندت الشركة مصمم الإنتاج المرشح لجائزة إيمي، كيرتيس شنيل، لإعادة إنشاء التصميمات الداخلية للسفينة بأدق التفاصيل حتى مقابض الأبواب والأضواء، كانت هناك أيضاً خطط ضخمة لاستضافة حفلات صاخبة وتقديم ترفيه "على غرار المتوفر في فيغاس"... ومحاكاة التصادم بجبل الجليد، وإعادة إنشاء حادثة الغرق باستخدام المؤثرات الصوتية والضوئية.
بسبب التأخيرات والجدل، يعتقد حالياً أن المشروع الذي تقدر كلفته بـ 125 مليون جنيه استرليني (150 مليون دولار) معلق. كما أن الملياردير الأسترالي كلايف بالمر كشف عن خطط لإطلاق تيتانيك 2، كنسخة مطابقة للسفينة الأصلية ستنطلق حتى في الرحلة ذاتها. وإذا كنت قادراً على إنفاق 250 ألف دولار، يمكنك الذهاب إلى معرض "أوشن غيت" للغوص لمدة ثمانية أيام هذا الصيف ورؤية الحطام بنفسك.
سواء كنت تفضل شخصياً اختيار قضاء عطلة على نسخة طبق الأصل لسفينة منحوسة أم لا، يبدو أن هذا الازدهار له قيمة تجارية جيدة. يعتبر جيل الألفية المحرك الأكبر لاقتصاد التجربة: وفقاً لمسح أجراه موقع تيكتماستر لبيع بطاقات الفعاليات في عام 2014، فإن 78 في المئة من المشاركين المولودين بين عامي 1980 و1996 سيختارون إنفاق الأموال على تجربة أو فعالية يرغبون فيها بدلاً من شراء شيء ما. وهم أيضاً جيل نشأ على تيتانيك، بالتالي فإن نتيجة البيانات منطقية بشكل مثالي.
لكن افتتاننا الثقافي الدائم بهذه المأساة متجذر في صناعة الأساطير التي تمتد قرناً من الزمن، ولتحليل الظاهرة الحالية علينا العودة إلى ما هو أقدم من إصدار فيلم كاميرون.
بدأت الأسطورة من الصحف، فبعد فترة وجيزة من غرق السفينة سنة 1912، تبنت الصحافة البريطانية حكايات بطولة الطاقم ذي الأغلبية البريطانية (انخرط الكاتب المسرحي جورج برنارد شو في حرب كلامية مريرة مع آرثر كونان دويل، مؤلف شارلوك هولمز، بعد زعمه أن الكارثة قد تسببت "بانفجار من الأكاذيب الرومانسية الشائنة"). كان هذا على الأرجح لتجنب الآثار الكارثية الباقية لبعض الترويج السيئ لصناعة بناء السفن البريطانية في وقت كانت القوة البحرية هي كل شيء.
ثم أخذت سلسلة من مذكرات الناجين بالظهور على مدى العقود القليلة التالية. كان هناك أيضاً تدفق مستمر من المحاولات السينمائية (بما في ذلك التكليف بصناعة فيلم دعائي للنازية سيئ السمعة لإثبات شرور الرأسمالية البريطانية) التي بلغت ذروتها في عام 1958 مع الدراما الوثائقية "ليلة لا تنسى" A Night to Remember، التي لا تزال تعتبر النسخة الأكثر دقة من الناحية التاريخية على الشاشة. ثم جاء اكتشاف موقع الحطام عام 1985 بقيادة عالم المحيطات روبرت بالارد.
بفضل القطع الأثرية التي تم انتشالها من السفينة (يقال إن ذلك تم ضد رغبة بالارد)، كانت المعارض المهمة تقام في جميع أنحاء الولايات المتحدة وفي هامبورغ بألمانيا، على مدار السنوات القليلة التالية. بحلول وقت صدور فيلم كاميرون، كان الاهتمام المحموم في قمته. وحتى في ذلك الوقت، كانت هناك مصالح متبادلة بين الفيلم والمتاحف، كان بإمكان زوار معرض تيتانيك في فلوريدا بالولايات المتحدة الحصول على خصم على التذاكر في بعض دور السينما والعكس صحيح.
لما أصبح الهوس بتيتانيك قوياً، بدأت الاتفاقات بالازدياد. عندما افتتحت استوديوهات "فوكس" للإنتاج منتزه باكلوت الترفيهي في سيدني في عام 1999، كان العنصر الرئيس هو "تجربة تيتانيك"، التي استمدت دعائم حقيقية من الفيلم (مثل سيارة رينو وبصمة اليد على النافذة الخلفية) وحولتها إلى تجربة غامرة خارقة. كان يتم تقسيم الزوار إلى مجموعتين عند الوصول، يتجه نصفهم إلى الدرجة الأولى، ويتجه الآخرون إلى الدرجة الدنيا. على كل حال، كانوا جميعاً يختبرون محاكاة للتجربة، تبدأ فيها الغرفة بالاهتزاز وتدفق الماء إليها من الجوانب.
يقول مراسل أسترالي في فقرة إخبارية مصورة بدقة غير عالية متاحة على "يوتويب": "الركاب مدعوون لتجربة عجائب صناعة الأفلام، والسباق اليائس للبقاء على قيد الحياة!" يا له من شعار ترويجي!
استمرت ’تجربة تيتانيك‘ لعامين فقط، وتم تفكيك باكلوت في النهاية لبناء منصات مفيدة أكثر. مع ذلك، فإن آثار الأسئلة الأخلاقية التي أثارتها موجودة في عديد من المشاريع التي نراها اليوم. هل تحويل الموت المأسوي لأكثر من 1500 شخص إلى تجربة سياحية هو أمر صائب؟
في عام 1996، صاغ الأكاديميان جون لينون ومالكولم فولي مصطلح "السياحة الظلامية" لتلخيص الجاذبية المروعة للمواقع المرتبطة بالموت والمآسي، من منطقة الحظر النووي في تشيرنوبيل إلى آثار البركان على بومبي، حدد خبراء آخرون منذ ذلك الحين غرق تيتانيك على أنه بداية هذه الظاهرة. وفقاً لتحليل أجراه موقع "فيوتشر ماركت إنسايتس" Future Market Insights العام الماضي، من المتوقع أن تصل قيمة هذا القطاع المروع إلى 36.5 مليار دولار على مدى العقد المقبل.
توضح الدكتورة شارلوت راسل، اختصاصية علم النفس العيادي ومؤسسة موقع "عالم نفس السفر" The Travel Psychologist: "نحن كبشر مهتمون بشكل طبيعي بالموت والرعب... قد يسمح لنا اكتشاف مواقع السياحة الظلامية بالتعامل مع موضوع الموت بطريقة نشعر بأنها ’آمنة‘ بالنسبة إلينا. كما يمكنك أن تتوقعي، لا يتحدث الناس بأريحية عن موضوع ما عندما يؤثر فينا بشكل مباشر". على رغم وجود خطر دائم باحتمال رؤية الناس هذه التجارب "على أنها ممتعة شيئاً ما، بخاصة إذا تم تسويقها بهذه الطريقة أو إذا تم تمثيل الموقع بطريقة معينة من خلال الثقافة الشعبية"، تضيف راسل أن الدوافع وراء "السياحة الظلامية" ليس من الضروري دائماً أن تكون هوساً تاماً. في بعض الأحيان يكون "التعاطف والرغبة في تثقيف أنفسنا" محرك اهتمامنا.
الجدل حول كيفية التعامل مع مأساة تيتانيك ليس جديداً. عندما تم انتشال المحتويات من الحطام للمرة الأولى في الثمانينيات، انتقدت الناجية إيفا هارت "برود وجشع متصيدي الثروة والمتوحشين والقراصنة". كان هناك جدل قانوني مطول حول ما إذا كان يمكن بيع قطع من الحطام في المزاد (على رغم أن الفحم المنتشل من الموقع كان متاحاً للشراء لفترة من الوقت).
مختصة الترويج الموسيقي أويفي ني نياد (التي تظن أنها "شاهدت [الفيلم] بالتأكيد أكثر من 100 حتى الآن، لدرجة تثير جنون عائلتي") "زارت عديداً من متاحف ومعارض تيتانيك على مر السنين"، وسافرت إلى كل الأماكن، من آخر ميناء رست فيه السفينة في كوب بمقاطعة كورك، إلى متحف ليفربول البحري. تقول "أشعر أن أغلبية الأماكن التي زرتها كانت تتمتع بذوق جيد. الجانب الوحيد الذي أتساءل حوله هو محاولة الاستفادة من مأساة من خلال بيع سلع مرتبطة بتيانيك. أشعر أنه لا يوجد سبب لبيع أكواب أو مناديل مستوحاة من تيتانيك".
تؤثر الاعتبارات الأخلاقية حتماً في الأشخاص الذين يقفون وراء سياحة تيتانيك. يقول كول "في بعض الأحيان، كان لدينا أشخاص يقولون في الماضي ’يمكنك جلب مراوح ضخمة ودفق الهواء البارد على الناس‘، أتذكر أنني كنت أقول لنفسي ’هذه فكرة مروعة‘". ويضيف أن فعالية "ملكة المحيط" التي أقامها "كان يجب أن تنتهي بطريقة جليلة، احتراماً فقط للأشخاص الذين فقدوا حياتهم". في بعض الأحيان، كما يقول: "نجد أشخاصاً يكتبون تعليقات على صفحتنا على ’فيسبوك‘ مثل ’أوه، أعتقد أن ما تفعلونه يفتقر إلى الاحترام حقاً‘"، لكنه في كثير من الأحيان يعتقد أن هذا نابع من المفاهيم الخاطئة.
يقول: "يتشكل لدى الناس انطباع بأنها عرض مسرحي غنائي أو... يعتقدون أنها تجربة من قبيل ’لنسكر ونشاهدهم‘، في حين أنها ليست أياً منها". يضيف أنه رأى "أشخاصاً يغرقون في دموعهم في نهاية الليلة... من التعليقات التي نتلقاها غالباً هي قول الناس إن القصة تتجاوز بكثير ما كانوا يعتقدون".
من المؤكد أن فيلم كاميرون أعاد قصة تيتانيك إلى "نفسية" جيل أصغر سناً، كما قالت كيرني (تضيف في بعض الأحيان أن متحف تيتانيك بيلفاست "يستقطب الزوار الذين يأتون ويعتقدون أننا نشبه تجربة هاري بوتر حيث "خلقنا تجربة مستوحاة من فيلم"). عند التعامل مع هذه الفعاليات والتجارب بعناية، يمكنها ملء الفجوات التي خلفها الفيلم، ورسم صورة تاريخية أكثر دقة. يرى فيريرو "الفيلم كخطوة أولية... يحاول [معرض موزيليا] أساساً شرح القصة الإنسانية لسفينة تيتانيك، وجعل الناس يفهمون أنه... على رغم ضخامة الحدث والأفكار الخاطئة والأساطير، هناك أشياء كثيرة غير معروفة".
يركز كل من متحف بلفاست ومعرض موزيليا المتنقل على القصص الشخصية، متجاوزاً الشخصيات المعروفة مثل براون وستروسز (الزوجان المسنان اللذان اختارا البقاء على متن السفينة معاً، حيث شكلا نقطة مؤثرة استندت إليها قصة جاك وروز في الفيلم). يقول فيريرو إن اختيار أحفاد الضحايا والناجين على حد سواء لتسليم ما هو في الغالب "الشيء المادي الوحيد المتبقي من جدتهم، أو حتى والدتهم أو والدهم" لمعرضه، "يعكس النهج الذي نتبناه تجاه القصة" بطريقة جيدة.
عندما يعاد افتتاح متحف تيتانيك بيلفاست في مارس (آذار) بعد إنفاق ملايين الجنيهات الاسترلينية على تجديده، كما توضح كيرني، سيكون هناك تركيز جديد على "السعي وراء الأحلام" لدى الركاب. كان هؤلاء المسافرون يبحثون عن بدايات جديدة. بالنسبة إلى عديد من المعجبين الذين تحدثت إليهم، أصبح هذا الموضوع أكثر تأثيراً بفضل مشاهدتهم فيلم كاميرون المتكررة أثناء نشأتهم.
تقول الممثلة والكاتبة فران وينستون: "أعتقد أن الصدى الذي يتردد... هو أن كثيراً ممن كانوا على متنها كانوا متجهين إلى حياة جديدة... لم يكونوا في رحلة للتسلية أو في عطلة. كانوا متجهين إلى أميركا ليبدؤوا من جديد ويكسبوا ثرواتهم، بالتالي، تحطمت الآمال والأحلام أيضاً إلى جانب الأرواح التي فقدوها. إنه جانب لم يتم سبر غوره". بالنسبة إلى جينيفر، وهي معجبة أخرى، تقول: "ما جذبني إلى الفيلم... [هو] حقيقة أن كل راكب على تلك السفينة لديه قصة - قصة أمل في حياة جديدة في أميركا، [أو] زيارة الأقارب".
اللافت للنظر أيضاً هو قابلية الإنسان للوقوع في الخطأ، والحقيقة المقلقة التي مفادها بأن الحياة يمكن أن تكون مبنية على المصادفة: لو حدثت أشياء قليلة بشكل مختلف، فهل كان من الممكن تجنب هذه المأساة؟ تقول بيردمور: "امتلكت تيتانيك كل شيء، البذخ، وأفضل التقنيات في ذلك الوقت، والركاب المشهورين، والتوقعات العظيمة التي علقت عليها... كان فشلها، في رحلتها الأولى، شيئاً لا يخطر ببال. أعتقد أن كل من يشاهد الفيلم يتذكر أن الحياة هشة، ويتساءل كيف كان سيحاول البقاء على قيد الحياة".
إنها حقيقة مزعجة لكنها رائعة بشكل مخيف. لا عجب إذن في أننا نشاهده مراراً وتكراراً على أمل أن تتخذ الأحداث مساراً سعيداً، بحسب تعبير فيربر التي قالت: "في كل مرة أشاهده... أقنع نفسي أن النهاية في هذه المشاهدة ستكون مختلفة بطريقة ما".
يعاد عرض فيلم تيتانيك في دور السينما البريطانية ابتداء من 10 فبراير (شباط)
© The Independent