Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما لا يقل عن 22 ألف قتيل وبصيص أمل وسط أنقاض الزلزال

رفع بعض العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا مؤقتاً

رفع إنقاذ عديد من الناجين من أنقاض المباني في #تركيا معنويات فرق البحث المنهكة، اليوم الجمعة، بعد أربعة أيام من #الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا المجاورة وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 22 ألف شخص.

واجتاح البرد والجوع واليأس مئات الآلاف من الأشخاص الذين أصبحوا بلا مأوى بسبب الهزات الأرضية التي تسببت في سقوط أكبر عدد من القتلى في المنطقة منذ عقود.

وتم إنقاذ عديد من الأشخاص من تحت أنقاض المباني أثناء الليل، من بينهم صبي يبلغ من العمر 10 أعوام مع والدته بعد 90 ساعة من الزلزال في منطقة سامانداج في إقليم هاتاي.

وفي هاتاي أيضاً، أفادت وكالة أنباء "الأناضول" التي تديرها الدولة أنه تم إنقاذ فتاة تبلغ من العمر سبع سنوات تدعى آسيا دونمز بعد 95 ساعة ونُقلت إلى المستشفى. لكن الآمال تتلاشى في العثور على مزيد من الناجين بين أنقاض الآلاف من المباني المنهارة في البلدات والمدن في مختلف أنحاء المنطقة.

وأعلنت إدارة الكوارث والطوارئ في تركيا "أفاد" ارتفاع عدد القتلى في البلاد جراء الزلزال المدمر الذي وقع هذا الأسبوع إلى 18342، إلى جانب ارتفاع عدد المصابين إلى 74242. وذكرت أنه تم إجلاء 75780 من ضحايا الزلزال من المنطقة التي ضربها في جنوب تركيا وأن أكثر من 121 ألفاً يشاركون في جهود الإنقاذ والإغاثة. وأضافت أن الزلزال أعقبه 1509 هزات ارتدادية.

وباء الكوليرا

وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن عدد الذين تضرروا نتيجة الزلزال ربما يبلغ 23 مليون شخص، بما في ذلك في سوريا بينهم نحو خمسة ملايين في وضع هش، وعبرت منظمات إنسانية عن قلقها من انتشار وباء الكوليرا الذي ظهر مجدداً في سوريا.

رفع بعض العقوبات

في هذا الوقت، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية رفع بعض العقوبات المفروضة على سوريا مؤقتاً بهدف إيصال مساعدات إلى السكان المتضررين في أسرع وقت ممكن. وأوضحت الوزارة أن هذا الإجراء "يسمح لمدة 180 يوماً بجميع الصفقات المتعلقة بمساعدة ضحايا الزلزال، التي كانت محظورة" بموجب العقوبات المفروضة على سوريا.

وأشارت وزارة الخزانة الأميركية إلى أن برامج العقوبات الأميركية "تتضمن أساساً استثناءات متينة للعمليات الإنسانية"، وأفاد مسؤولون بأن الولايات المتحدة أرسلت فرق إنقاذ إلى تركيا، في وقت تقدم المساعدة في سوريا عبر شركاء محليين لأن واشنطن ترفض التعامل مع رئيس النظام بشار الأسد وتطالب بمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات خلال الحرب الأهلية.

 

مساعدات

في الأثناء، دخلت، الخميس، أول قافلة مساعدات إلى المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق في شمال_سوريا في اليوم الرابع من عمليات الإنقاذ في تركيا وسوريا حيث أدى الزلزال إلى وفاة حوالى 20 ألف شخص.

وشاهد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية عند المعبر قافلة من ست شاحنات فقط تعبر إلى سوريا وتضم بشكل أساسي مستلزمات خيم وأدوات تنظيف.

وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة أن القافلة تتضمن أغطية ومراتب وحاجات مأوى أخرى ومواد إغاثة أساسية، بينها مصابيح تعمل على الطاقة الشمسية. وتغطي تلك المساعدات، وفق المنظمة، خمسة آلاف شخص.

وحذر مسؤول في الأمم المتحدة من أن مخزون المنظمة الدولية في شمال غربي سوريا بالكاد يمكن أن يطعم 100 ألف شخص لمدة أسبوع.

 

قمة أوروبية

وخلال قمة أوروبية في بروكسل، وقف القادة الأوروبيون دقيقة صمت حداداً على ضحايا الزلزال. وأعربت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في رسالة إلى الرئيس رجب طيب أردوغان اليوم عن "تضامنها" مع الشعب التركي بعد الزلزال وعرضت زيادة مساعداتها.

وسارع الاتحاد الأوروبي إلى إرسال فرق إنقاذ إلى تركيا بعد الزلزال الهائل بقوة 7.8 درجة الذي ضرب البلاد، الإثنين الماضي، بالقرب من الحدود مع سوريا.

لكنه في بادئ الأمر قدم مساعدة صغيرة إلى سوريا من خلال برامج المساعدة الإنسانية القائمة في الأساس بسبب العقوبات الأوروبية المفروضة منذ عام 2011 ضد حكومة رئيس النظام بشار الأسد على خلفية قمع المعارضة.

وأعلن المفوض الأوروبي يانيز ليناركيتش، أمس، أن سوريا تقدمت بعد الزلزال بطلب مساعدة رسمي عبر آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي، بالتالي دعت المفوضية الأوروبية، وفق ليناركيتش، الدول الأوروبية إلى "الاستجابة إيجاباً لهذا الطلب".

وتنقل المساعدات الإنسانية المخصصة لشمال غربي سوريا عادة من تركيا عبر باب الهوى، نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن حول المساعدات العابرة للحدود.

لكن الطرق المؤدية إلى المعبر تضررت جراء الزلزال، مما أثر مؤقتاً في قدرة الأمم المتحدة على استخدامه.

وقال المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن، اليوم، "حصلنا على ضمانات بأنه يمكننا تمرير المساعدات الإنسانية الأولى عبر معبر باب الهوى"، داعياً إلى "عدم تسييس" المساعدات إلى السكان السوريين المتضررين بشدة من جراء الزلزال.

مساعدات فرنسية

وأعلنت فرنسا أنها ستخصص مساعدات عاجلة لسكان سوريا بقيمة تصل إلى 12 مليون يورو إثر الزلزال العنيف.

وقال المنسق المقيم للأمم المتحدة في سوريا المصطفى بن المليح، أمس، لوكالة الصحافة الفرنسية "الدمار في حلب وحمص واللاذقية وفي مناطق أخرى وفي أرياف هذه المحافظات هائل، لكننا نعرف أيضاً أن الدمار في شمال غربي البلاد هائل أيضاً وعلينا الوصول إلى هناك من أجل تقييمه".

من جهتها، أعلنت تركيا أنها تعمل على فتح معبرين حدوديين مع سوريا للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى جارتها. وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو لصحافيين، أمس، "نهدف لأسباب إنسانية إلى فتح معابر حدودية مع المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في دمشق".

مدير منظمة الصحة العالمية يزور سوريا

وأعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الخميس، عبر حسابه على "تويتر" أنه "في طريقه" إلى سوريا. وكتب تيدروس أدهانوم غيبريسوس "أنا في طريقي إلى سوريا حيث تدعم منظمة الصحة العالمية الخدمات الصحية الأساسية في المناطق التي ضربها الزلزال الأخير، استناداً إلى عملنا في البلاد منذ وقت طويل".

تزامناً، أعلنت الأمم المتحدة أن مساعد الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق المساعدات الطارئة مارتن غريفيث سيتوجه إلى تركيا وسوريا نهاية الأسبوع. وسيزور غريفيث غازي عنتاب في جنوب تركيا وحلب في شمال غربي سوريا. وسيلتقي خلال زيارته أيضاً "السلطات في العاصمة السورية دمشق".

وأعلن مدير منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، في مؤتمر صحافي أنه "في ظل الظروف المناخية والهزات الارتدادية المستمرة، نخوض سباقاً مع الوقت لإنقاذ الأرواح".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

البنك الدولي

وقال البنك الدولي، الخميس، إنه بصدد تقديم مساعدات إلى تركيا بقيمة 1.78 مليار دولار لتمويل أعمال الإغاثة والتعافي. وأضاف في بيان أنه سيتيح 780 مليون دولار لأنقرة على الفور، إذ سيجري تحويل الأموال من مشروعي قرض قائمين للبنك الدولي في تركيا. 

وقال متحدث باسم البنك، إنه يجري إعداد مساعدات بقيمة مليار دولار أخرى لأعمال التعافي وإعادة الإعمار في تركيا لكن ترتيبها سيستغرق مزيداً من الوقت.

مساعدة أميركية إلى تركيا وسوريا

بدورها، أعلنت الوكالة الأميركية للتنمية (يو أس إيد) أن الولايات المتحدة ستقدم مساعدة بقيمة 85 مليون دولار إلى تركيا وسوريا بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلدين.

وقالت الوكالة في بيان إن التمويل سيتم تسديده لشركاء على الأرض "بهدف تقديم المساعدة الطارئة الضرورية إلى ملايين الأشخاص". وأضافت أن التمويل سيدعم أيضاً تأمين مياه الشرب النظيفة والصرف الصحي لمنع تفشي الأوبئة.

يأتي ذلك بعدما أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في وقت سابق الخميس، اتصالاً بوزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو لمناقشة حاجات تركيا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس للصحافيين "نحن فخورون بالانضمام إلى الجهود العالمية لمساعدة تركيا مثلما سبق أن أسهمت تركيا في كثير من الأحيان عبر خبرائها في عمليات الإنقاذ الإنساني لدول عدة أخرى".

وأفاد مسؤولون أن الولايات المتحدة أرسلت فرق إنقاذ إلى تركيا، فيما تقدم المساعدة في سوريا عبر شركاء محليين لأن واشنطن ترفض التعامل مع رئيس النظام بشار الأسد وتطالب بمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات خلال الحرب الأهلية.

اليونان تنحي الخصومة جانباً

وأرسلت اليونان، الخميس، الآلاف من الخيام والأسرّة والبطانيات لمساعدة مئات الألوف الذين شردتهم الهزات الأرضية المدمرة في تركيا، في تضامن مع جار هو حليف في إطار حلف شمال الأطلسي، لكنه أيضاً خصم تاريخي.

وقالت وزارة الحماية المدنية في اليونان، إن البلاد تعتزم تقديم مساعدات بما مجموعه 80 طناً تشمل البطانيات والأسرة والخيام والإمدادات الطبية. وهبطت رحلات جوية تجارية تحمل صناديق بجزء من المساعدات في مطار أضنة التركي في ساعة مبكرة من صباح الخميس، ومن المتوقع إتمام العملية، اليوم الجمعة.

وقال وزير الحماية المدنية اليوناني كريستوس ستيليانيدس الذي رافق شحنة المساعدات إلى أضنة "أتينا بأدوية وإمدادات الطبية وضروريات لتخفيف آلام المتضررين من الزلزال... إنه وقت مناسب لأن نظهر جميعاً مشاعرنا الإنسانية".

واتصل رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الإثنين الماضي، لتقديم تعازيه في الأرواح التي فقدت.

ولدى وصوله إلى اجتماع لقادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، اليوم، قال ميتسوتاكيس إن اليونان ستكون في طليعة مبادرة على مستوى الاتحاد الأوروبي لاستضافة مؤتمر مانحين في بروكسل بهدف الحصول على مزيد من الأموال والمساعدة في إعادة بناء المناطق التي دمرها الزلزال.

وإضافة إلى المساعدات المرسلة، ينشط في تركيا حوالى 36 من موظفي الإنقاذ برفقتهم كلاب مدربة والأطباء والمهندسين اليونانيين. وقالت السلطات اليونانية، إن الفرق اليونانية انتشلت خمسة ناجين من تحت الأنقاض في بلدة خطاي التركية من بين آلاف ما زالوا تحت حطام المباني المنهارة.

وتنظم السلطات المحلية في أنحاء اليونان أيضاً حملات لجمع الاحتياجات الأساسية لإرسالها إلى الشعب التركي. وسبق وأن شهدت العلاقات بين اليونان وتركيا تحسناً في أعقاب زلازل ضربت كلا البلدين في صيف 1999.

تدمير آلاف المنازل

وأدى الزلزال إلى تدمير آلاف المنازل على جانبي الحدود، فيما يواصل عناصر الإنقاذ جهودهم للبحث عن ناجين تحت الأنقاض، على رغم مرور 72 ساعة منذ بداية البحث.

في أديامان، حاصر الزلزال مراهقين ورفاقهم في فندقهم المنهار تماماً بعدما أتوا من "جمهورية شمال قبرص التركية"، المعلنة من جانب واحد التي لا تعترف بها سوى تركيا للمشاركة في بطولة الكرة الطائرة.

ووفق وزير التربية في "جمهورية شمال قبرص التركية" ناظم تشاويش أوغلو الذي زار موقع الفندق، عثر على مدرس وثلاثة من الأهالي على قيد الحياة، الأربعاء، وقال لوكالة الصحافة الفرنسية "لا يزال 33 شخصاً عالقين".

وجعل البرد القارس ظروف العيش للناجين لا تحتمل، ففي مدينة غازي عنتاب (جنوب)، هبطت درجات الحرارة في ساعة مبكرة من صباح اليوم إلى -5 مئوية.

وفي مخيمات شمال سوريا، كان اللاجئون يدركون أنهم محظوظون في محنتهم. وقالت فداء محمد، من سكان مخيم دير بلوط، "الزلزال كان مرعباً لكن السكان حمدوا الله على سكنهم في الخيام بعد رؤية ما حدث من حولهم".

ومنذ الزلزال، انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي رسائل من أشخاص يشتكون من بطء عملية نشر عناصر الإنقاذ وأوقف نحو 12 شخصاً على خلفية منشورات تنتقد الحكومة.

وحظر الدخول إلى موقع "تويتر" لنحو 12 ساعة على شبكات مزودي خدمة الهاتف المحمول الرئيسين في البلاد قبل إعادته، الخميس.

وخلال الأسابيع الأخيرة، حذر المسؤولون الأتراك مرات عدة من كيفية استخدام شبكات التواصل الاجتماعي قبل الانتخابات الرئاسية والنيابية المقرر إجراؤها في 14 مايو (أيار) التي يسعى فيها أردوغان إلى الفوز بعد 20 عاماً في السلطة.

المزيد من دوليات