Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الزلزال المدمر يجدد مطالبات النظام السوري برفع العقوبات

الخارجية الأميركية تشدد على أنها لا تعيق المساعدات بل تعمل على إيصالها مباشرة إلى المنكوبين

حينما ضرب #زلزال السادس من فبراير (شباط) الحالي شمال سوريا وجنوب تركيا لم يفرق بين #الأراضي_السورية التي ظلت محط نزاع لسنوات طويلة وتقاسمتها نفوذ دولية خاضت فوق ترابها أشرس الحروب، إذ إن جميع السوريين اليوم موحدون بفعل صرخات الاستغاثة وأنين المنكوبين.


السوريون يصرخون

هل وصلت صرخاتهم عنان السماء؟ بعدما ضاقت بهم الأرض وتقطعت بهم سبل العيش، وهل سيتوقف غضب الأرض وباطنها عند هذا الحد؟ لقد لقي ما يقرب من ثلاثة آلاف سوريٍ مصرعهم، ويزداد مع كل ساعة عدد الموتى كعداد لا يتوقف عن تسجيل الأرقام، إذا ما علمنا أن حوالى ألف مفقود لا يزالون تحت الأنقاض.
في المقابل، يعيش الشارع السوري هواجس من الهزات الارتدادية التي تضرب بين حين وآخر، بينما جدران البيوت تتهدم وتتصدع، ولا تكف الصفائح الأرضية في باطن الأرض عن نشاطها على مدار الساعة في وقت ينادي المنكوبون بتحييد الصراع السياسي والحرب، والنظر بإنسانية أكبر، مطالبين دول العالم بخرق العقوبات.
في غضون ذلك، انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي هاشتاغ ووسم #ارفعوا_العقوبات_عن_سوريا و #سوريا_تستغيث وطالبت شخصيات سياسية وإعلامية ونجوم ومشاهير بالعمل على رفع العقوبات. وأصدر رؤساء الكنائس في سوريا بياناً مشتركاً مطالبين برفع الصوت باتخاذ إجراءات استثنائية ورفع الحصار، بعيداً عن الاعتبارات السياسية.


بين السياسة والإنسانية

ونادى المنسق المقيم للأمم المتحدة في سوريا المصطفى بن المليح بضرورة تسهيل العمل الإنساني، فالضحايا وأعمال الإنقاذ ما زالت مستمرة بينما الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض بكثافة، والانهيارات في المباني لا تتوقف. وقال "لا بد من وضع السياسة جانباً ودعونا نقوم بعملنا الإنساني، لا يمكننا تحمل الانتظار والتفاوض".
كما كسرت طائرات وفرق إغاثية عربية الطوق المفروض على سوريا من دول الجوار كلبنان والعراق، وتونس والجزائر، والإمارات وروسيا وفنزويلا وغيرها من الدول العربية والأجنبية لإيصال المساعدات للناجين، وخصصت العاصمة الصينية، بكين 4.4 مليون دولار لنفس الغاية، في حين قدم الاتحاد الأوروبي مساعدات بقيمة 6.7 مليون يورو لدعم واحدة من أكبر عمليات البحث والإنقاذ.
وكان مسؤول إدارة الأزمات في المفوضية الأوروبية، يانيز لينارتشيتش، أعلن تلقي طلباً للمساعدة من حكومة سوريا عبر آلية الحماية المدنية. ودعا الدول الأعضاء للمساهمة بمساعدات لتلبية هذا الطلب.
وتعتزم المفوضية الأوروبية استضافة مؤتمر للمانحين لجمع مساعدات دولية لكل من سوريا وتركيا بعد الزلزال المدمر. وذكرت رئيسة المفوضية، أورسولا فون دير لاين "نحن في سباق مع الزمن لإنقاذ الأرواح، قريباً سنقدم مساعدة إنسانية عاجلة معاً".

من يغلق الطريق؟

في هذه الأثناء، يحتدم صراع إعلامي حول من يغلق طريق المساعدات إلى المنكوبين في سوريا، إذ يتهم النظام السوري قانون قيصر وبنوده القانونية التي تحول دون وصول المساعدة، بينما أعلن المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، سامويل وربيرغ عن عزم بلاده إرسال مساعدات إنسانية إلى كل مناطق سوريا، كاشفاً عن أن المساعدات الإنسانية مستثناة من العقوبات و"من الضروري فتح معابر أخرى، وبذل كل ما بوسعنا لإيصال المساعدات الإنسانية إلى كل سوريا". وفي معرض رده خلال مؤتمر صحافي عن إمكانية تسلم هذه المساعدات إلى النظام مباشرةً، رد المتحدث الأميركي "ليس لدينا علاقات دبلوماسية أو تواصل مباشر معه، لكن يمكن التواصل مع المنظمات غير الحكومية داخل وخارج سوريا، لذلك يمكن تقديم المساعدة مباشرة للسوريين".



في السياق، أشار الباحث الحقوقي بالقانون الدولي رامي ماشطة إلى أن "قانون العقوبات الأميركي يستند بنصوصه على معاقبة الشركات والدول والأفراد التي تتعامل مع النظام في دمشق ومن أبرزها قانون سيزر أو ما يسمى قيصر، الذي أقره مجلس الشيوخ الأميركي، ويسبقه قانون العقوبات الأوروبية". وأضاف أن "كلا القانونين يعرقل شراء قطع غيار للآليات الثقيلة، ومنها الطائرات والمركبات، إضافة إلى كثير من التجهيزات، وهذا بالفعل سيعيق إمداد سوريا بالآليات والمعدات الثقيلة من دون ضوء أخضر من واشنطن إذ إن بعض الدول تتخوف من عقوبات تطالها".
ولكن في الوقت ذاته، لفت ماشطة إلى أن "القانون الأميركي ترك مجالاً قابلاً للتعديل حيث يمكن تعديله استثنائياً عبر الأقنية القانونية ومنها مجلس الشيوخ في أوقات استثنائية، مع التأكيد على ضرورة إيصال المساعدات إلى كل المناطق السورية دون استثناء". وأردف قائلاً "أتوقع الوصول إلى اتفاق يمكن للدول العربية والأجنبية من مساعدة دمشق وحلب ومناطق نفوذ السلطة، مقابل أن تسمح موسكو بفتح معبر باب الهوى لإيصال المساعدات إلى ريف إدلب المتضرر الذي لم يصله إلى الآن أي مساعدات سوى من جمعيات تركية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


عقبات أمام الحل

في موازاة ذلك، يصر النظام على اتخاذ "موقف سيادي" يتعلق بطريق واحد لنقل المساعدات، وبالتالي يرى معارضون أن الأمر ليس متعلقاً بقانون العقوبات الأميركية والأوروبية، في حين أعلن السفير السوري لدى الأمم المتحدة، بسام صباغ عن استعداد بلاده "لفتح نقاط العبور الجديدة لمواجهة تداعيات الزلزال. كما أن الوصول إلى الداخل السوري متاح، وبالإمكان التنسيق مع الحكومة".

في المقابل، دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك روسيا إلى الضغط على النظام للسماح بإدخال المساعدات ومن دون أي عقبات إضافية، منوهة بآلية دخول شمال سوريا بقرار أممي في عام 2014 حين وافقت موسكو على السماح للمساعدات بالوصول إلى شمال غربي سوريا، عبر معبر باب الهوى، إلا أن موسكو لا تعترف به كمعبر شرعي، بخاصة بعد إغلاقها أربعة معابر حدودية أخرى واعتبار الدخول إلى سوريا عبرها انتهاكاً لسيادة النظام الحليف لها.


مناطق الموالاة والمعارضة

من جهة أخرى، طالب رئس منظمة الهلال الأحمر السوري خالد حبوباتي المجتمع الأوروبي برفع الحصار والعقوبات الاقتصادية المفروضة على بلاده لمواجهة تداعيات الزلزال. وقال في مؤتمر صحافي باليوم الثاني من الكارثة إن "عمليات الإنقاذ صعبة، ولا يوجد وقود حتى لإرسال القوافل، وهذا بسبب الحصار والعقوبات". وأضاف حبوباتي "نريد الحصول على المعدات وسيارات الإسعاف اللازمة لمساعدة المتضررين والعقوبات تمنع حصولنا على المعدات، الكارثة كبيرة وبحاجة إلى مساعدة كل الدول في هذه المحنة".
واعتبر أن "منظمة الهلال الأحمر السوري لا دخل لها بالسياسة بل هي منظمة إنسانية وتطوعية، ولها وجود على كافة الأراضي السورية"، مبدياً "استعداد كوادر الهلال على التعاون وإيصال المعونات لمستحقيها بأمان وثقة، في حين خصصت مراكز إيواء للمتضررين من الكارثة في كل من المدن المتضررة، ثلاثة في طرطوس، وثلاثة بحمص، وخمسة في حماة، إضافة إلى 23 في اللاذقية وأكثرها في مدينة حلب بـ123 مركزاً".
في هذه الأثناء، تعيق ظروف الطقس الصعبة والأجواء الباردة وتراكم الثلوج في مناطق سيطرة فصائل المعارضة المسلحة، عمليات الإنقاذ في ريف إدلب المتضرر من جراء الزلزال لا سيما أنها منطقة حدودية مع تركيا. وعبر إعلان لإدارة الدفاع المدني هناك عن عدم القدرة على التعامل مع حجم الكارثة.
وأغلقت العواصف الثلجية الطرقات المؤدية لإنقاذ عشرات آلاف النازحين في المخيمات شمالاً مع مطالبات فرق الاستجابة السريعة بايصال المساعدة العاجلة وخصوصاً المعدات والآلات الثقيلة.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات