Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

زيلينسكي: موسكو بدأت الانتقام الكبير... وروسيا تعلن تحقيق مكاسب

بايدن يؤكد أن الولايات المتحدة لن تزود أوكرانيا مقاتلات "أف-16" وموسكو توسع هجومها حول فوليدار وبافليفكا

قالت كييف إنها صدت هجمات على بلاهوداتني وفوليدار لكن مواقع القتال تكشف عن مكاسب روسية (رويترز)

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا بدأت "انتقامها الكبير" من الأوكرانيين، في الوقت الذي أعلنت فيه القوات الروسية تحقيق سلسلة من المكاسب الإضافية في الشرق.

ويحذر زيلينسكي منذ أسابيع من أن موسكو تهدف إلى تصعيد هجومها على أوكرانيا بعد نحو شهرين من الجمود الفعلي على الجبهة الممتدة في جنوب البلاد وشرقها.

وعلى رغم عدم وجود مؤشر على وقوع هجوم جديد أوسع نطاقاً على الحدود، قال دينيس بوشيلين، الحاكم الذي نصبته روسيا على الأجزاء التي تسيطر عليها من منطقة دونيتسك، إن القوات رسخت موطئ قدم لها في فوليدار، وهي مدينة لتعدين الفحم كانت أطلالها معقلاً أوكرانياً منذ بداية الحرب.

وقال يان جاجين، وهو مستشار لبوشيلين، إن قوات من مجموعة "فاغنر" العسكرية الخاصة سيطرت جزئياً على طريق إمداد يؤدي إلى مدينة باخموت التي كانت موضع تركيز للهجمات الروسية على مدى أشهر.

وذكر رئيس المجموعة أن مقاتليه سيطروا على قرية بلاهوداتني الواقعة إلى الشمال من باخموت.

بريطانيا قالت بدورها، في تحديث استخباراتي دوري اليوم الثلاثاء، إن القوات الروسية شنت على الأرجح هجمات حول بلدتي فوليدار وبافليفكا خلال الأيام الثلاثة الماضية، وربما تسعى لإنشاء محور تقدم جديد في دونيتسك.

وجاء في التحديث أن "هناك احتمالاً واقعياً أن تواصل روسيا تحقيق مكاسب محلية في القطاع". وأضاف "مع ذلك، من المستبعد أن يكون لدى روسيا عدد كاف من القوات غير الملتزمة (بمهام) في المنطقة لتحقيق نجاح كبير من الناحية العملياتية".

وقالت كييف إنها صدت هجمات على بلاهوداتني وفوليدار، لكن مواقع القتال تكشف عن مكاسب روسية واضحة تحدث بشكل تدريجي، وفقاً لوكالة "رويترز".

وقال زيلينسكي إن روسيا تشن هجمات في الشرق لا هوادة فيها على رغم الخسائر الفادحة التي منيت بها، معلقاً على ذلك بأن موسكو تثأر من نجاح أوكرانيا في طرد القوات الروسية من العاصمة والجنوب الشرقي والجنوب في مرحلة سابقة من الصراع.

وأضاف "أعتقد أن روسيا تريد حقاً أن يكون انتقامها كبيراً. أعتقد أنهم بدأوا ذلك (بالفعل)". وقال للصحافيين في مدينة أوديسا الساحلية الجنوبية "كل يوم إما يجلبون المزيد من قواتهم النظامية أو نشهد زيادة في عدد قوات (فاغنر)".

وتقع فوليدار جنوب باخموت، بالقرب من المكان الذي يحمي فيه خط المواجهة الشرقي خطوط السكك الحديدية التي تسيطر عليها روسيا، والتي تزود قوات موسكو في جنوب أوكرانيا بالمؤن والعتاد. وقال ميكولا سالاماخا، وهو كولونيل ومحلل عسكري أوكراني، لإذاعة "أن في" الأوكرانية، إن هجوم موسكو هناك باهظ الكلفة.

وأضاف "البلدة واقعة فوق ربوة، وأنشئ مركز دفاعي شديد التحصين هناك. هذا تكرار للموقف في باخموت، تسحق القوات المسلحة الأوكرانية موجة تلو الأخرى من القوات الروسية".

في الأثناء، أعلنت وزارة الدفاع في بيلاروس الثلاثاء بدء دورة تدريبية لهيئة أركان القيادة المشتركة للتجمع الإقليمي لقواتها وقوات روسيا. وأضافت في بيان أن ذلك يأتي في إطار التحضير للتدريبات المشتركة التي سيجريها البلدان في روسيا خلال سبتمبر (أيلول).

بطء الغرب

في الأسابيع الماضية، تعهدت دول الغرب إرسال مئات من الدبابات الحديثة والمركبات المدرعة لتجهيز القوات الأوكرانية في هجوم مضاد لاستعادة الأراضي في وقت لاحق من 2023، ولكن إرسال هذه الأسلحة سيكون بعد أشهر، مما يترك كييف تقاتل خلال الشتاء في ما وصفه الطرفان بأنها حرب استنزاف بلا هوادة.

وأرسلت مجموعة "فاغنر" العسكرية الخاصة آلاف المدانين المجندين من السجون الروسية إلى المعركة في أنحاء باخموت، مما يوفر الوقت لجيش روسيا النظامي لإعادة تشكيل الوحدات بمئات الآلاف من قوات الاحتياط.

وقال زيلينسكي إن الغرب لا بد أن يعجل بإرسال الأسلحة الموعودة ليتسنى لأوكرانيا العودة إلى وضع الهجوم.

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن إمداد دول الغرب أوكرانيا بالأسلحة يؤدي "إلى اشتراك الدول الأعضاء بحلف شمال الأطلسي أكثر فأكثر بشكل مباشر في الصراع، ولكن ليس لذلك قدرة على تغيير مسار الأحداث، ولن يغيرها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال معهد دراسة الحرب "تقاعس الغرب عن تقديم المواد اللازمة" العام الماضي كان السبب الرئيس في تعطل كييف عن إحراز مكاسب على الأرض منذ نوفمبر (تشرين الثاني).

وقال باحثو المعهد في تقرير إن ذلك سمح لروسيا بممارسة الضغوط على باخموت وتحصين خط المواجهة أمام هجمة أوكرانية مضادة في المستقبل، على رغم أن الباحثين قالوا إن أوكرانيا ما زال بوسعها استعادة الأراضي بمجرد وصول الأسلحة الموعودة.

واجتمع زيلينسكي مع رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن في مدينة ميكولايف بجنوب أوكرانيا خلال زيارة نادرة من زعيم أجنبي إلى منطقة قريبة من خط المواجهة. ووقعت المدينة، حيث تعطل التقدم الروسي في الجنوب، تحت وطأة قصف لا يتوقف حتى أجبرت أوكرانيا خط المواجهة على التراجع في نوفمبر.

وأظهر مقطع مصور نشره مكتب الرئيس عبر الإنترنت زيلينسكي وهو يرحب بفريدريكسن ويصافحها في شارع ممتلئ بالثلوج قبل دخول أحد المستشفيات، حيث تفقدا جنوداً مصابين.

واشنطن لن تزود أوكرانيا مقاتلات "أف-16"

وفي السياق، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الإثنين، إن بلاده لن تزود أوكرانيا مقاتلات "أف-16" لمساعدتها في التصدي للهجوم الروسي، مشيراً إلى أنه سيزور بولندا الحليف الرئيس.

ورداً على سؤال لصحافيين في البيت الأبيض عما إذا كان يؤيد إرسال هذه المقاتلات إلى كييف كما طلب منه ذلك عدد من القادة الأوكرانيين، أجاب بايدن "كلا".

وكانت دول غربية قد وافقت أخيراً هذا الشهر على تزويد أوكرانيا دبابات متطورة تعد الأقوى في جيوش دول حلف شمال الأطلسي. وأعطى هذا الدعم الأمل لكييف بحصولها قريباً على طائرات حربية من طراز "أف-16" لتعزيز قواتها الجوية، لكن القضية لا تزال قيد البحث في الغرب.

ومع اقتراب الذكرى الأولى للهجوم الروسي في 24 فبراير (شباط)، رشحت أنباء عن زيارة متوقعة لبايدن لبولندا لإظهار الدعم للتحالف الداعم لأوكرانيا. وقال بايدن للصحافيين عندما سئل عن الزيارة "سأذهب إلى بولندا، لكن لا أعرف متى".

النفط الروسي

من جانب آخر، منعت الحكومة الروسية، أمس الإثنين، مصدري النفط المحليين وهيئات الجمارك من التزام سقف الأسعار الذي فرضه الغرب على نفطها الخام.

وصدر هذا الإجراء للمساعدة في تنفيذ مرسوم الرئيس فلاديمير بوتين الصادر في 27 ديسمبر (كانون الأول)، والذي يحظر توريد النفط الخام ومشتقاته اعتباراً من أول من فبراير، ولمدة خمسة أشهر، للدول التي تلتزم سقف الأسعار.

ويحظر القرار الروسي الجديد على الشركات والأفراد تضمين آليات سقف أسعار النفط في عقودهم. كما يتعين عليهم إبلاغ مسؤولي الجمارك ووزارة الطاقة بأي محاولات لفرض سقف للأسعار.

وفضلاً عن ذلك، يتعين على هيئات الجمارك منع الشحنات من مغادرة روسيا إذا وجدت أن مثل هذه الآليات قد وجدت طريقها للتطبيق.

ويعتزم الغرب اعتباراً من الخامس من فبراير فرض سقفين لأسعار المنتجات النفطية الروسية، أحدهما على المنتجات المتداولة بعلاوة على أسعار النفط الخام، مثل الديزل أو زيت الغاز، والآخر على المنتجات المتداولة بخصم على أسعار النفط الخام مثل زيت الوقود.

في سياق متصل، نقلت صحيفة "فيدوموستي" الروسية المتخصصة في الشأن الاقتصادي، اليوم الثلاثاء، عن بيانات لـ"غازبروم"، أن صادرات الشركة إلى الاتحاد الأوروبي عبر أوكرانيا تراجعت لمستوى قياسي عند 951.4 مليون متر مكعب في أول 30 يوماً من يناير (كانون الثاني).

وذكرت الصحيفة أن الشركة كانت تضخ ما يتراوح بين 41 و43 مليون متر مكعب عبر أوكرانيا يومياً خلال النصف الثاني من عام 2022. وبداية من الخامس من يناير بدأت الكميات اليومية في التراجع بشكل حاد، إذ أصبح يتم ضخ 24.4 مليون متر مكعب فقط يومياً بحلول 19 يناير. وأضافت الصحيفة أن التراجع يعود بشكل أساسي إلى انخفاض الطلب على الغاز الروسي في أوروبا، وسط شتاء معتدل البرودة بشكل غير عادي.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات