Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النضال المشترك ضد إيران عنوان زيارة بلينكن إلى إسرائيل

طالب بـ"خفض التوتر" في الضفة والقدس وأكد استمرار الدعم الأمني لتل أبيب في مواجهتها برنامج طهران النووي

يزور رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو باريس، في الثاني من فبراير (شباط)، في أول زيارة له لفرنسا منذ عودته إلى السلطة، وأفاد مكتبه بأن نتنياهو "سيقوم بزيارة رسمية لفرنسا حيث سيلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون".

ويأتي إعلان هذه الزيارة المقررة حتى الرابع من فبراير على وقع تصعيد كبير في أعمال العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وفي وقت يناقش وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في القدس خطوات لمنع التصعيد، على أن يتوجه أيضاً إلى رام الله في الضفة الغربية لإجراء محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

"تهدئة الوضع"

في الوقت نفسه، وفي ذروة النقاش الإسرائيلي حول الضربات العسكرية في إيران وسوريا، والتحذيرات من مخاطر أن تقود خطوات كهذه إلى تصعيد أمني يشعل مختلف الجبهات، تلقت إسرائيل دعماً من الولايات المتحدة عبر وزير خارجيتها أنتوني بلينكن، الذي أكد خلال زيارته الحالية إلى إسرائيل، تعزيز واستمرار الدعم الأمني لتل أبيب، في وقت كشفت فيه مصادر إسرائيلية عن أن الضربة في أصفهان جاءت لمواجهة محاولة تطوير صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت.

وفي مؤتمر صحافي، أمس الإثنين، بين بلينكن ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أكد الأخير أهمية مواجهة الملف النووي الإيراني قائلاً "هناك إجماع على أن هذا النظام لن يحصل على أسلحة نووية. لقد أجرينا محادثات إيجابية حول صياغة سياسة في شأن هذه القضية، ويمكنني أن أكرر ما سبق وقلته من أن سياستنا وسياستي هي أن نفعل كل ما في وسعنا لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية والقدرة على إطلاقها"، مضيفاً "حقيقةً، إننا والولايات المتحدة نعمل معاً، وهو أمر مهم لهذا الهدف المشترك".

وعلى خلفية هجوم الطائرات من دون طيار في إيران، هدد نتنياهو بأن إسرائيل ستفعل كل ما في وسعها لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية والوسائل التي ستمكنها من إطلاق مثل هذه الأسلحة".

وقال وزير الخارجية الأميركي إنه أجرى اجتماعاً مثمراً مع نظيره الإسرائيلي. وأضاف "ناقشنا تعزيز العلاقات الثنائية والحاجة إلى تهدئة الوضع في الضفة الغربية".

خطوات لتهدئة التصعيد

لحظة هبوطه في مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب، الإثنين، أطلق بلينكن رسالة إلى الفلسطينيين والإسرائيليين بعد ثلاثة أيام من عمليات عنف شهدتها القدس والضفة، لم يقع مثيلها منذ سنوات، داعياً من خلالها إلى العمل والسعي إلى اتخاذ خطوات لتهدئة التصعيد ومنع تأجيج التوتر.

وقال بلينكن "تقع على عاتق الجميع مسؤولية اتخاذ تدابير لتخفيف التوترات بدلاً من تأجيجها"، مؤكداً أن "هذه الرسالة سينقلها إلى الحكومة الإسرائيلية وقيادة السلطة الفلسطينية، وسيحث الجانبين على اتخاذ تدابير عاجلة لخفض التصعيد، فهي الطريقة الوحيدة لوقف المد المتصاعد للعنف، الذي أودى بحياة كثيرين من الإسرائيليين والفلسطينيين".

وبلينكن هو ثالث مسؤول أميركي رفيع المستوى يزور المنطقة منذ تشكيل حكومة نتنياهو، إذ سبقه مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) ويليام بيرنز. وقد اعتبر الضيف الأميركي توقيت زيارته في غاية الأهمية كونها "لحظة صعبة للغاية، حيث يتصاعد العنف منذ أشهر، ويلحق الضرر بكثيرين".

وفي حين لم يتطرق الوزير الأميركي إلى العمليات التي نفذها الجيش الإسرائيلي في جنين ومناطق أخرى في الضفة وأدت إلى قتل فلسطينيين بينهم أطفال ومسنون، اكتفى بلينكن بالإشارة إلى العملية التي نفذت في القدس مساء الجمعة، وأدت إلى مقتل سبعة إسرائيليين، واستنكرها مشدداً على أن "الدعوات إلى الانتقام من الأبرياء ليست الحل".

وقتل سبعة أشخاص بالرصاص في هجوم يوم الجمعة على يد رجل من القدس الشرقية، لم تكن له صلات معروفة بجماعات مسلحة، قبل أن ترديه الشرطة قتيلاً. وذلك في أعقاب مداهمة إسرائيلية لبلدة جنين بالضفة الغربية يوم الخميس قتل فيها عشرة فلسطينيين معظمهم مسلحون.

ووفقاً لمسؤولي الصحة فقد قتل 35 فلسطينياً على الأقل، منهم مسلحون ومدنيون، خلال أحداث العنف منذ الأول من يناير (كانون الثاني). في مداهمات شبه يومية يشنها الجيش، مما يجعل هذا الشهر الأكثر دموية في الضفة الغربية منذ 2015.

أكثر من هجوم

وقال بلينكن للصحافيين بعد هبوط طائرته في تل أبيب إن حادثة الجمعة "كانت أكثر من مجرد هجوم على أفراد. إنها هجوم على ممارسة المرء لعقيدته، ونحن نندد بها بأشد العبارات".

وأضاف "نستنكر أيضاً كل احتفاء بهذه الأعمال الإرهابية وأي أعمال إرهابية أخرى تودي بحياة الأبرياء، بغض النظر عن هوية الضحايا أو ما يؤمنون به. الدعوات إلى الانتقام من مزيد من الضحايا الأبرياء ليست الحل".

ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مزيداً من المواطنين إلى حمل السلاح كإجراء احترازي في مواجهة مثل هذه الهجمات في الشوارع، لكنه حذر الإسرائيليين أيضاً من اللجوء إلى العنف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال مسؤولون فلسطينيون إن مستوطنين إسرائيليين أضرموا النيران اليوم، في سيارتين بالقرب من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، ورشقوا منزلاً بالقرب من رام الله بالحجارة، بعد هجوم مماثل، أمس الأحد.

وفي إراقة جديدة للدماء، قال مسؤولون فلسطينيون إن القوات الإسرائيلية قتلت رجلاً يبلغ من العمر 26 سنة عند نقطة تفتيش بالضفة الغربية. وقال الجيش إن القوات فتحت النار على سيارة الرجل بعد أن صدم أحد أفراده وحاول الفرار من التفتيش.

وتقع مثل هذه الحوادث بصورة متكررة من دون أن تلفت اهتماماً كبيراً، لكنها تسهم في ظل الأجواء الحالية في تزايد احتمالات تفاقم العنف.

وتوقفت آخر جولة من المحادثات التي كانت ترعاها الولايات المتحدة في شأن إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل عام 2014.

وتضم حكومة نتنياهو المتشددة الجديدة شركاء يعارضون قيام دولة فلسطينية.

وقال بلينكن للصحافيين في القاهرة قبل مغادرته متوجهاً إلى تل أبيب "لا شك في أن هذه لحظة صعبة للغاية. رأينا، على مدار أشهر عدة، تصاعداً في العنف يلحق ضرراً بكثيرين".

وأضاف بلينكن أنه سيشجع "الأطراف على اتخاذ خطوات لتهدئة الأمور وخفض التوترات" في اجتماعاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وتابع بلينكن، خلال تصريحاته بالقاهرة، إن واشنطن لديها إيمان راسخ "بحل الدولتين عبر المفاوضات، باعتباره السبيل الوحيد لحل دائم للصراع".

مع ذلك تشير أحدث البيانات إلى أن التأييد لحل الدولتين وصل إلى مستوى تاريخي متدن. ووفقاً لمسح نشره، الأسبوع الماضي، المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، فإن 33 في المئة فقط من الفلسطينيين و34 في المئة من اليهود الإسرائيليين يقولون إنهم يؤيدون ذلك، مما يمثل انخفاضاً كبيراً مقارنة ببيانات جرى رصدها في 2020.

وقال ثلثا الفلسطينيين و53 في المئة من اليهود الإسرائيليين إنهم يعارضون حل الدولتين.

وتعبر الولايات المتحدة عن دعمها لأمن إسرائيل ولتمتع الفلسطينيين بإجراءات متساوية تكفل لهم الكرامة.

ضد "النووي الإيراني"

كان لافتاً أن يتطرق بلينكن، في ظهوره إلى جانب نتنياهو، إلى ما يسمى في إسرائيل "الثورة القانونية"، قائلاً إن "الطريقة الأكثر فاعلية لتمرير مقترحات جديدة هي بناء توافق في الآراء"، فيما حرص نتنياهو على ضمان الدعم الأميركي في هذا الملف من دون أن يتجاهل ما يقلق الإدارة الأميركية من التعديلات التي أجرتها الحكومة على القوانين، وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام ضيفه أن "إسرائيل ستواصل الحفاظ على ديمقراطية قوية".

وزير الخارجية الإسرائيلية إيلي كوهين، الذي استقبل الضيف الأميركي منذ هبوط طائرته في إسرائيل، حرص أمام وسائل الإعلام على جعل الملف النووي الإيراني الأبرز والأهم، وجاء في بيان لوزارته أن "كوهين تحدث مع بلينكن في شأن أهمية النضال المشترك ضد البرنامج النووي الإيراني، والترويج لإعلان (الحرس الثوري) منظمة إرهابية".

وتحدث كوهين وبلينكن عن توسيع نطاق اتفاقات "أبراهام" لتشمل دولاً عربية وإسلامية أخرى". واعتبر "التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة أحد ركائز الأمن القومي لإسرائيل وعلاقاتها الخارجية"، مؤكداً أن "زيارة بلينكن تعتبر حدثاً مهماً لعلاقاتنا".

وفق مسؤولين إسرائيليين مطلعين على الزيارة، فإن هجوم أصفهان سيكون ضمن التقارير التي سيتم عرضها أمام الضيف الأميركي.

ويشير تقرير إسرائيلي إلى أن "متخذي القرار في تل أبيب يرون أن لإسرائيل أسباباً وجيهة كثيرة لمهاجمة أهداف في أصفهان، المركز النابض للصناعة العسكرية الإيرانية، وعلى رغم أنه مركز مهم أيضاً في سياقات المشروع النووي، حيث يتعلق بإنتاج أجهزة الطرد المركزي وتخصيب اليورانيوم، لكن التقديرات تشير إلى أن هذا الهجوم استهدف هذه المرة ضرب وسائل قتالية متطورة بعيدة المدى ودقيقة، حيث الحديث عن صناعة تعنى بتطوير صواريخ متطورة جداً في جودتها ودقتها ومداها، وبالضرر الكبير الذي يمكن أن تلحقه بالمنطقة، وبتطوير صناعة المسيرات التي تحظى باهتمام واسع من قبل الأميركيين في ظل تصديرها المستمر والمتزايد إلى الروس".

نتنياهو والمسؤولون الإسرائيليون أوضحوا أمام بلينكن أنه "يتوجب عليهم في إسرائيل مواجهة المخاطر المتعددة من قبل إيران، وفي أعقاب الضربة الأخيرة فإن على تل أبيب الاستعداد لسيناريو الرد من قبل إيران". وشدد الإسرائيليون على أن "الفترة القريبة هي لحظة مناسبة لتشديد الضغط العسكري على الإيرانيين".

ضرب محور السلاح

التقرير الإسرائيلي، الذي نشر قبيل وصول بلينكن، تحدث عن أهمية التعاون والعمل المشترك بين واشنطن وتل أبيب في مقابل توثيق العلاقة العسكرية بين إيران وروسيا وخط نقل المسيرات الانتحارية الذي نشأ بين موسكو وطهران.

هذه العلاقة بين إيران وروسيا تدفع الأميركيين لأن يهتموا أكثر فأكثر بالنشاط الذي تنفذه إسرائيل في الشرق الأوسط ضد إيران. كما أن الأميركيين يلمحون أكثر إلى أنهم سيعملون على ضرب محور نقل السلاح من إيران إلى روسيا، كما جاء في التقرير الإسرائيلي، الذي أضاف "بما أن هذا السلاح ينقل في خط مباشر بين إيران وروسيا، فإن الطريق المركزي للتشويش عليه هو ضربه على الأراضي الإيرانية".

ويرى التقرير الإسرائيلي أن هذه المواضيع أسهمت أكثر في توثيق أوجه التعاون العسكري بين إسرائيل والولايات المتحدة، "حتى لو كان الحديث يدور في هذه الحال عن الهجوم الإسرائيلي (الأخير على أصفهان) فمن غير المستبعد أن تكون هناك أوجه تعاون، وفي المستقبل أيضاً سنرى هجمات أخرى يتصدرها الأميركيون وليس إسرائيل وحدها".

ووفق مسؤول فيه يضع جهاز الأمن الإسرائيلي "ضمن مركز الفهم الاستراتيجي الذي يتبناه توثيق التعاون مع الأميركيين في المعركة ضد إيران، في وقت يسعى نتنياهو ووزير الأمن يوآف غلانت إلى التركيز على التهديدات تجاه إيران". وإزاء هذا الوضع عبر أكثر من مسؤول أمني إسرائيلي عن خشيته من أن أي تصعيد في الساحة الفلسطينية يمس بهذه المصلحة الإسرائيلية.

المزيد من الشرق الأوسط