Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تونس الأولى عربيا في نسبة التدخين وتسجيل 13 ألف وفاة سنويا

الاستهلاك اليومي للسجائر يتجاوز 17 لكل مدخن أي ما يعادل 50 مليون علبة في العام

يموت يومياً بين 30 و40 تونسياً بسبب التدخين (أ ف ب)

تصل نسبة المدخنين في تونس إلى 25 في المئة، وتعتبر من أعلى نسب استهلاك التبغ في المنطقة، وتحتل المرتبة الأولى عربياً في نسبة المدخنين الذكور، إذ إن نصف الرجال في تونس يدخنون، وهي مؤشرات "عالية جداً" بحسب منظمة الصحة العالمية، التي أشارت في آخر تقاريرها إلى أن الاستهلاك اليومي للسجائر يتجاوز 17 سيجارة لكل مدخن، أي ما يعادل 50 مليون علبة سجائر سنوياً.

وعلى رغم توقيعها على الاتفاق الإطاري لمنظمة الصحة العالمية بشأن مكافحة التبغ منذ سنة 2010، إلا أن انشغال تونس بالأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمالية، جعل المجتمع المدني لوحده يكافح تنامي ظاهرة التدخين، من خلال حملات التوعية والأنشطة التي تكشف عن فداحة مخاطر التدخين، بالتعاون مع المؤسسات التربوية والجامعية.

ويعتبر رئيس التحالف التونسي ضد التدخين حاتم بوزيان، أن المجهودات المبذولة للحد من ظاهرة التدخين لم تكن كافية لتحقيق النجاعة المطلوبة في تحسين المؤشرات الصحية، مقراً بأن تونس ما زالت بعيدة من تحقيق هذا الهدف، مما يفرض تغيير أسلوب التواصل، وتكثيف التوعية، وتوحيد الجهود في مواجهة آفة التبغ، التي تفتك بأرواح آلاف الأشخاص سنوياً.


أكثر من 30 تونسياً يموتون يومياً بسبب التدخين

وتشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أن حصيلة الوفيات في تونس المرتبطة بالتبغ تبلغ 13200 وفاة سنوياً، أي ما يمثل 20 في المئة من عدد الوفيات، حيث "يموت يومياً بين 30 و40 تونسياً بسبب السجائر، بينما تصل نسبة الأطفال الذين يستهلكون السيجارة الإلكترونية إلى خمسة في المئة، وهم يعتقدون خطأ أنها تساعدهم في الإقلاع عن التدخين".

وفي غياب أية استراتيجية وطنية لمقاومة الظاهرة، فإن استهلاك التبغ سيتواصل وبنسق تصاعدي في المستقبل، بخاصة في سياق سياسي واجتماعي واقتصادي غير مستقر، نتج منه غياب سياسات عمومية واضحة في عديد المجالات الصحية أو الاقتصادية والاجتماعية.

وكانت تونس أعلنت سنة 2009 سنة مكافحة التدخين، وأقرت وقتها حملة وطنية للتخفيض من نسبة المدخنين إلى حدود 10 في المئة على مدى خمس سنوات، إلا أن ما حدث في 2011 غير المعطيات كافة.

ويسبب التدخين عدداً من الأمراض تفتك بالإنسان، إذ تتسبب السجائر في أكثر من خمسة آلاف جلطة قلبية، وألفي حالة إصابة بسرطان الرئة والقصبات الهوائية، علاوة على أن كلفة الأمراض التي يتسبب فيها التدخين في تونس، تبلغ ملياري دينار (660 مليون دولار)، بحسب بيانات صادرة عن إدارة الرعاية الصحية في تونس.

ودعت منظمة الصحة العالمية تونس في آخر تقرير لها إلى مزيد الاستثمار في مكافحة التدخين.

استراتيجية وطنية ضرورية

ويوضح حبيب غديرة المختص في الأمراض الصدرية أن "التدخين المتسبب الرئيس في أمراض القلب والرئة والشرايين بسبب مادة القطران"، مشيراً إلى أن "مادة النيكوتين ومواد أخرى في التبغ تدخل تغييرات على الخلايا في الجسم وتسبب انسداد الشرايين التي تسبب جلطات القلب والتلف الرئوي".

ويؤكد غديرة أن "التدخين آفة خطرة تمس فئات واسعة من المجتمع وبخاصة الأطفال والنساء، مشدداً على خطورة ظاهرة السجائر المهربة التي لا نعلم مكوناتها وطرق تخزينها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويضيف المختص في الأمراض الصدرية أن "ظاهرة التدخين تتراوح بين حالات الإدمان المرضي وسلوك التعود على الاستهلاك، وهي حالات يمكن معالجتها لو توفرت الإمكانيات الضرورية لذلك"، ولفت إلى أن "التجارة الموازية وتأثير شركات تصنيع التبغ يحولان دون نجاح أي توجه نحو تقليص نسبة التدخين".

ودعا غديرة إلى ضرورة "وضع استراتيجية وطنية متكاملة لمكافحة ظاهرة التدخين، تقوم أساساً على تنفيذ بنود الاتفاق الإطاري لمنظمة الصحة العالمية بصفة أكثر نجاعة وشمولية، وضرورة حماية الفضاءات العامة من التدخين، وتثمين حق غير المدخنين في فضاء محمي كلياً من آثار التدخين ورائحته".

ويحذر من ظاهرة التدخين السلبي التي يكون ضحاياها من غير المدخنين.

رسائل تحذير

في المقابل وفي محاولة منها للحد من انتشار تلك الظاهرة، وبمقتضى قرار من وزير الصحة، أمهلت تونس مصنعي التبغ، سنة إضافية تنتهي في آخر عام 2023، للامتثال إلى قرار وضع رسائل التحذير من أمراض التدخين على الغلاف الخارجي لعلب السجائر ولفافات منتجات التبغ، بمختلف أنواعها وأشكالها المعروضة للبيع.

وكانت وزارة الصحة أوصت بضرورة أن "توضع الملصقات على جانبي علبة السجائر لتغطي 70 في المئة منها، وتدرج الرسائل والتحذيرات الصحية وجوباً باللغة العربية ولغة أجنبية أخرى".

اقرأ المزيد

المزيد من صحة