Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فرنسا وألمانيا: ليس مستبعدا إرسال دبابات إلى أوكرانيا

مشرعون أميركيون يطالبون بالمبادرة لتشجيع الحلفاء الأوروبيين على فعل الأمر نفسه "حتى لو كان العدد رمزيا"

تعهدت ألمانيا وفرنسا اليوم الأحد بمساعدة أوكرانيا طالما لزم الأمر، وبدعم الجهود الخاصة بمحاكمة مجرمي الحرب.

قالت الدولتان في بيان مشترك أعقب اجتماعاً لمسؤولين حكوميين كبار في باريس، إن مساعدة أوكرانيا أثناء حربها مع روسيا ستتركز على قطاعات بعينها، بما فيها العسكري والاقتصادي.

وأكّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد أن باريس لا تستبعد تسليم دبابات "لوكلير" القتالية الثقيلة لأوكرانيا لدعمها في الحرب ضد روسيا، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتس، في حين تطلب كييف دبابات خصوصاً من طراز "ليوبارد 2" من ألمانيا.

وقال ماكرون "في ما يخص دبابات لوكلير، طلبت من وزير الجيوش العمل على الموضوع، لا شيء مستبعد". من جهته، قال شولتس رداً على سؤال حول إرسال دبابات "ليوبارد 2" إلى أوكرانيا، "إن الطريقة التي عملنا بها في الماضي كانت دائماً منسقة بشكل وثيق مع أصدقائنا وحلفائنا وسنواصل التحرك بناءً على الوضع الملموس".

دبابات أميركا والحلفاء 

وفي السياق، حض مشرعون أميركيون اليوم الأحد إدارة الرئيس جو بايدن على تصدير دبابات (أبرامز إم1) القتالية إلى أوكرانيا، قائلين إن إرسال ولو عدد رمزي إلى كييف سيكون كافيا لتشجيع الحلفاء الأوروبيين على فعل الأمر نفسه.

وقال مايكل مكول، عضو الحزب الجمهوري المنصب حديثا رئيسا للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، لبرنامج (ذيس ويك) "هذا الأسبوع" الذي تبثه شبكة (إيه.بي.سي) إن دبابة "واحدة فحسب" من دبابات أبرامز ستكون كافية لتشجيع الحلفاء، وخصوصا ألمانيا، على إرسال دبابات دعما لأوكرانيا في قتالها روسيا.

وأضاف "حتى قول إننا سنقدم دبابات أبرامز سيكون كافيا".

ودأب مسؤولون أوكرانيون على مناشدة الحلفاء الغربيين لأشهر لإمدادهم بالدبابات الحديثة في ظل تصدي بلادهم لغزو روسي شامل.

وقال المستشار الألماني أولاف شولتز، اليوم الأحد، إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، "سنواصل تقديم كل الدعم الذي تحتاج إليه أوكرانيا ما دام ذلك ضرورياً".

وأضاف شولتز خلال احتفال في السوربون بالذكرى الـ60 لتوقيع معاهدة المصالحة بين ألمانيا وفرنسا، "معاً، بوصفنا أوروبيين بهدف الدفاع عن مشروعنا للسلام الأوروبي".

تقدم روسي

يأتي هذا بينما يتقدم الجيش الروسي باتجاه بلدتين في منطقة زابوريجيا جنوب أوكرانيا، حيث اشتدت الاشتباكات مع قوات كييف هذا الأسبوع، بحسب ما أفاد أحد قادة السلطات المحلية التي شكلتها موسكو، فلاديمير روغوف.

وقال روغوف لوكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي" إن "الجبهة متحركة، خصوصاً في اتجاهين، أوريخيف وغوليايبول".

وتقع هاتان البلدتان اللتان كانت كل منهما تضم قبل الحرب نحو 15 ألف نسمة، توالياً على مسافة 65 كيلومتراً و100 كيلومتر جنوب شرقي زابوريجيا، عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه وتسيطر عليها القوات الأوكرانية. وبحسب روغوف، فإن "المبادرة في أيدينا" والقتال مستمر بهذه المناطق.

استهداف 15 بلدة

بدوره، اكتفى الجيش الأوكراني في تقريره الصباحي بالقول إنه "تم استهداف أكثر من 15 بلدة بالمدفعية الروسية" في منطقة زابوريجيا، أمس السبت.

والسبت، أكد الجيش الروسي أنه نفذ "عمليات هجومية" في هذه المنطقة و"سيطرت وحدات المنطقة العسكرية الشرقية على خطوط ومواقع متقدمة أكثر".

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أفاد روغوف بأن "حدة العمليات العسكرية ازدادت بشدة باتجاه زابوريجيا".

ويشهد خط التماس بين الجيشين الأوكراني والروسي في هذه المنطقة الجنوبية جموداً منذ أشهر ولم تحدث أي اشتباكات كبيرة هناك، بخلاف منطقتي خيرسون (جنوب) حتى نوفمبر (تشرين الثاني) ودونيتسك (شرق) مركز الاشتباكات الحالية.

حرب مروعة

ومن ناحية أخرى، قال حليف مقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأحد، إن إمداد كييف بأسلحة هجومية من شأنها تهديد الأراضي الروسية سيؤدي إلى كارثة عالمية ويجعل الحجج المناهضة لاستخدام أسلحة الدمار الشامل واهية.

وحذر رئيس مجلس النواب الروسي (الدوما) فياتشيسلاف فولودين من أن دعم الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لأوكرانيا (الناتو) سيقود العالم إلى "حرب مروعة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكتب على تطبيق "تيليغرام" أنه "إذا قدمت واشنطن ودول حلف شمال الأطلسي أسلحة ستستخدم لضرب مدن ومحاولة الاستيلاء على أراضينا فسيؤدي ذلك إلى إجراءات انتقامية باستخدام أسلحة أكثر قوة".

وأضاف "الحجج التي تساق في شأن عدم استخدام القوى النووية من قبل لأسلحة دمار شامل في صراعات محلية ستكون واهية، لأن هذه الدول لم تواجه من قبل وضعاً كان فيه ثمة تهديد لأمن مواطنيها وسلامة أراضيها".

وتعهد حلفاء غربيون بتقديم أسلحة بمليارات الدولارات لأوكرانيا، الأسبوع الماضي، إلا أنهم أخفقوا في إقناع ألمانيا بسحب حق الاعتراض على إمدادها بدبابات "ليوبارد" القتالية ألمانية الصنع، الموجودة لدى مجموعة من دول الحلف فيما يتطلب نقلها إلى أوكرانيا موافقة من برلين.

تأتي تعليقات فولودين بعد تهديد مماثل أطلقه الأسبوع الماضي رئيس الوزراء الروس السابق ورئيس البلاد السابق دميتري ميدفيديف.

وحذر فولودين من أن "تسليم أسلحة هجومية لنظام كييف سيؤدي إلى كارثة عالمية".

انتقاد لألمانيا

من جانبه، اعتبر رئيس الوزراء البولندي، الأحد، أن رفض برلين تزويد كييف دبابات ثقيلة طراز "ليوبارد" "غير مقبول"، الأمر الذي تطالب به أوكرانيا لصد الهجوم الروسي.

وقال ماتيوس مورافيسكي لوكالة الأنباء البولندية إن "موقف ألمانيا غير مقبول، لقد مر ما يقرب من عام على بدء الحرب، يموت أبرياء كل يوم، القنابل الروسية تدمر المدن الأوكرانية، تتم مهاجمة المدنيين وقتل النساء والأطفال".

وتأتي تصريحاته بعد يومين من اجتماع شاركت فيه نحو 50 دولة في قاعدة رامشتاين الجوية الأميركية بهدف اتخاذ قرار حول تقديم مساعدة عسكرية إضافية إلى كييف.

وأعلن حلفاء أوكرانيا خلال الاجتماع تسليم كميات كبيرة من الأسلحة إلى كييف، لكنهم فشلوا في الاتفاق على تسليمها دبابات ثقيلة على رغم مطالباتها المتكررة.

وأضاف رئيس الوزراء البولندي أنه ينتظر "إعلاناً واضحاً" من برلين يسمح بتسليم دبابات "ليوبارد" الألمانية الصنع من الدول التي تمتلكها.

وأشارت بولندا التي أعلنت استعدادها لتسليم كييف 14 دبابة من هذا الطراز إلى أنها تجري مناقشات مع نحو 15 دولة بهذا الصدد.

وأكد مورافيسكي أنه في حال رفضت برلين تزويد كييف بالدبابات "فسنشكل تحالفاً صغيراً من البلدان المستعدة لمنح بعض معداتها الحديثة ودباباتها الحديثة لأوكرانيا التي تواجه أزمة".

والسبت، حث وزراء خارجية دول البلطيق الثلاث برلين على "تزويد أوكرانيا بدبابات ليوبارد الآن"، لافتين إلى "المسؤولية الخاصة" لألمانيا "أول قوة أوروبية".

المزيد من دوليات