Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دافوس... "البقاء للأغنى" في "عالم متشظ"

يرى البروفيسور شواب أن "أحد الأسباب الأساسية للانقسام العالمي هو النقص في التعاون واعتماد سياسات قصيرة الأمد وأنانية"

أشار البيان الختامي لمنتدى دافوس إلى انتقال الاقتصاد من الركود إلى قرب الانتعاش (أ ب)

البروفيسور كلاوس شواب حقق منذ أكثر من نصف قرن إنجازاً رؤيوياً من دون سلطة: تحويل قرية دافوس في جبال الألب السويسرية إلى منصة للسياسة والاقتصاد في العالم. كبار القادة في البلدان الغنية والفقيرة، أصحاب الشركات الكبرى ومديروها، والأكاديميون وأهل الخبرة والتجارب، ومديرو البنوك ومسؤولو الأمم المتحدة والبنك وصندوق النقد الدوليين، والاتحاد الأوروبي، يلتقون كل عام في عز موسم التزلج على الجليد في "المنتدى الاقتصادي العالمي". والمنتدى ليس مكاناً للقرارات ولا الحلول. هو منتدى للنقاش في أزمات العالم، لا سيما أزمات النظام الرأسمالي، والليبرالية، والنيوليبرالية، والعولمة، والبيئة، والاحتباس الحراري، والصراعات التي تقود إلى حروب. هذا العام حضر المنتدى 2700 شخص لمناقشة عنوان كبير هو "التعاون في عالم متشظ". البروفيسور شواب رأى أن "أحد الأسباب الأساسية للانقسام العالمي هو النقص في التعاون واعتماد سياسات قصيرة الأمد وأنانية". واستبق رئيس المنتدى، يورغه برنده، المناقشات بالقول "إن المنتدى ينعقد في ظل وضع جيوسياسي وجيو اقتصادي هو الأكثر تعقيداً منذ عقود".
وعلى مدى أسبوع، سيطرت حرب أوكرانيا على المناقشات، وكانت نجمة المؤتمر أولينا زيلينسكا، زوجة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والتي سلمت الوفد الصيني دعوة من كييف إلى الحوار. رئيس الوفد الصيني كان أكبر ناقد للسياسات "الحمائية"، لكن الصين وأميركا هما أكثر دولتين تمارسان ما سمته رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين "حرب المساعدات الحكومية" عبر جذب "القدرات الصناعية الخضراء" إليهما. ووجد المستشار الألماني أولاف شولتز فرصة للحديث عن قدرة الاقتصاد الألماني على تجاوز ما أحدثته حرب أوكرانيا والعقوبات الغربية على روسيا من "أزمة غاز وغذاء". أما مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا فطمأنت رجال المال والسياسة إلى أن "الوضع الاقتصادي أقل سوءاً مما كنا نخشاه قبل شهرين، لكن هذا لا يعني أنه جيد". وأما البيان الختامي للمنتدى فأشار إلى انتقال الاقتصاد من "الركود إلى قرب الانتعاش"، كيف؟ بتسجيل "تراجع مستويات التضخم والإنفاق الاستهلاكي المرن، ومسارعة البنوك المركزية إلى رفع الفائدة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


لكن مكافحة التغير المناخي لم تتقدم خطوة واحدة في حضور "المفوض" الأميركي جون كيري، بصرف النظر عن التزامات الدول في المؤتمرات الرسمية والتي بقيت أرقاماً على ورق. فالدول الغنية التي صنعت تفوقها الصناعي بإرسال أكبر كمية من انبعاثات الكربون إلى الفضاء، مستمرة في الأمر. والدول النامية تقول إن من "حقها" إرسال الانبعاثات إلى أن تصل إلى مرحلة التقدم الكامل. أما التقرير المهم الذي لفت الأنظار إليه، فإنه تقرير مؤسسة "أوكسفام" الذي جاء تحت عنوان "البقاء للأغنى". وحسب التقرير، فإن واحداً في المئة يملكون ضعفي ما يملكه نصف سكان العالم. وهناك ثروات كانت تزيد على 2.7 مليار دولار يومياً منذ عام 2020، بحيث بلغت ثروات القلة 42 تريليون دولار، والقسم الأكبر منها لتجار "الغذاء والدواء" خلال جائحة كورونا.
والانطباع السائد في العالم هو الانتقال من الحداثة إلى ما بعد الحداثة، ومن العصر الصناعي الذي خلف العصر الإقطاعي الزراعي إلى اقتصاد المعرفة. غير أن البروفيسور يانيس فاروفاكيس الذي عمل وزيراً للمال في اليونان يقول "نحن نعيش في مرحلة ما بعد الرأسمالية مرحلة الإقطاعية التكنولوجية"، في عالم افتراضي مخيف. أليس العالم الواقعي مخيفاً أكثر؟ صورة الدمار في أوكرانيا والجوع في بلدان الجنوب تكفي.

المزيد من تحلیل