Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سوق الصيادين في نواكشوط... السمك في متناول الجميع

105 أطنان من مختلف الأنواع يستهلك نصفها سكان العاصمة والباقي يصدر إلى أوروبا واليابان

سوق السمك في نواكشوط (اندبندنت عربية)

لا يخلو برنامج الأسر الموريتانية من طقس أسبوعي ثابت يتمثل في زيارة سوق السمك على شاطئ الصيادين بالعاصمة نواكشوط لشراء حاجاتهم من الأسماك. هنا على ضفاف المحيط الأطلسي يفرغ الصيادون حمولات زوارقهم المتهالكة يومياً، فيتلقفها صغار الباعة الذين يتولون بيعها للمواطنين، وأما الفائض من السمك فيشتريه مستثمرو القطاع الذين يصدرونه للخارج، إذ يحظى السمك الموريتاني بسمعة ممتازة حيث تعتبر شواطئ موريتانيا من أغنى شواطئ العالم بالثروة السمكية، وتصدر منه مختلف أنواع السمك لجميع أنحاء العالم.

عشاق السمك 
ظلت سوق السمك في نواكشوط عنواناً ثابتاً لعشاق السمك الطازج، فمنذ إنشائها في تسعينيات القرن الماضي تحولت إلى ملتقى دائم لباعة السمك ورواد السوق.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تقول فاطمة سيدي إحدى رائدات السوق "يوفر لنا هذا المكان سمك البوري والسلوروالباركودا وسمك الداس وعديد من الأنواع الأخرى، كما أن هذه السوق هي المكان الوحيد في العاصمة الذي يوفر لك أنواع السمك وبأسعار في متناول الجميع".

منحت السمعة الطيبة للسوق ثقة سكان العاصمة في المنتجات السمكية التي تعرض فيه، وفي هذا السياق تقول السيدة لاله سعيد "يأتي إلى سوقنا زبائن من كل مقاطعات نواكشوط التسع، فالجميع يعرف أن أفضل المنتوجات البحرية لا توجد إلا هنا".
مورد رزق
في سياق متصل يرى الاستشاري في مجال الصيد موسى محمد فال أن "خصوصية هذه السوق، كونها تستقبل يومياً حوالى 105 أطنان من أنواع الأسماك الممتازة، وهذه الكمية الهائلة لا يستهلك سكان العاصمة منها سوى النصف تقريباً، والباقي تشتريه مؤسسات التصدير التي تخزنه وتصدره لأوروبا واليابان". وبحسب عضو الاتحادية الوطنية للصيد التقليدي السالم عمر فإن هذا المجال ينشط فيه "أكثر من 100 ألف شخص ويستغلون حوالى 30 ألف قارب بحرف صغيرة وبدائية وسفن، حيث إن جلهم يعمل بطرق بدائية، وهذا ما يتسبب أحياناً في غرق هذه الزوارق في المحيط، كما أن غياب وسائل الأمان هي العامل الأول لشب الحرائق في السفن الصغيرة التي نستعملها".

مهن موازية 

لا يقتصر العائد المادي للسوق على باعة السمك فقط، بل تنتشر مهن موازية تضج بها جنبات السوق التي ينتعش فيها عمل الباعة الصغار للبلاستيك ومقشري الأسماك، ويتخذون من ممرات المبنى المطل على شاطئ المحيط الأطلسي نقاط ارتكاز يتصيدون فيها زبائن عرضيين يبحثون عمن يحمل لهم ما جاد عليهم به البحر.

 
 
وتنتعش في السوق مهنة النقل التي توفر دخلاً معتبراً لمئات الشباب الذين يملكون سيارات أجرة، كما أن الحمالة يجدون فرصاً لا تعوض لتجار الجملة الذين يحتاجون إلى خدماتهم.

تحديات 

تطرح مشكلة سعر البنزين الذي تحتاج إليه الزوارق في عملية الصيد تحدياً كبيراً للصيادين التقليديين الذين يوفرون حاجات السوق من السمك. ويرى السالم عمرعضو الاتحادية الوطنية للصيد التقليدي أن "بدائية القوارب الصغيرة التي تستعمل في الصيد لا تؤمن لنا الوصول إلى الموارد السمكية، كما أن انخفاض كثافة رأس المال لكل وحدة إنتاج بسبب متوسط رأس المال لكل صياد يعيق تحقيق أرباح حقيقية للصيادين". 
ويعاني العاملون في قطاع الصيد التقليدي من تسلل قوارب الصيد الصناعية في المنطقة المخصصة لهم، ويطالب السالم "بضرورة تشكيل لجنة لمراقبة عمل السفن الصناعية كي لا تتكرر عمليات الغرق التي تعانيها زوارقنا بسبب السفن الصناعية". 
اقرأ المزيد

المزيد من منوعات