Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تترقب زيارتي سوليفان وبلينكن ونتنياهو: إيران عدو مشترك

في تقدير بعضهم فقد طرأ تغيير في سلم أولويات الولايات المتحدة بالنسبة إلى سياستها الخارجية

في وقت تعد فيه الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والاستخبارات العسكرية تقريراً حول الملف الإيراني لعرضه أمام مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، المتوقع أن يصل إلى تل أبيب، الخميس المقبل الموافق 19 يناير (كانون الثاني)، اختار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الحدود الشمالية ليوجه تحذيراً لإيران و"حزب الله"، وبعث في الوقت نفسه برسالة إلى واشنطن أكد خلالها أن "عدونا مشترك وهدفنا واحد، يتوجب على إسرائيل والولايات المتحدة الاصطفاف جنباً إلى جنب مع دول أخرى في مواجهة إيران".

وقام نتنياهو بجولة في منطقة الشمال برفقة وزير الأمن يوآف غلانت، ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، أجرى خلالها تقييماً أمنياً حول الوضع في المنطقة الشمالية وبالأساس إيران وما تسميه إسرائيل "تموضعها في سوريا وتعزيز القدرات العسكرية لحزب الله"، معتبراً أن "العدو الرئيس الذي نواجهه هو شرطة الإرهاب في إيران ووكلاؤها في سوريا ولبنان" وفق تعبيره، وقال "من يحتاج إلى تذكيره بخطوطنا الحمر سيحصل على ذلك".

وتابع نتنياهو "نحن مصممون على محاربة محاولات إيران ومنعها من تطوير ترسانة نووية، ونحن مصممون على محاربة أية محاولة من قبل إيران لترسيخ نفسها على حدودنا الشمالية في سوريا، كما أننا مصممون على محاربة أية محاولة من قبل حزب الله لإظهار عدوان ضدنا".

ويتصدر الملف الإيراني أجندة المؤسستين السياسية والأمنية الإسرائيلية، في ظل تقارير تؤكد فيها إسرائيل أن إيران قريبة جداً من أن تصبح دولة نووية، مما يشكل خطراً ليس فقط على إسرائيل والمنطقة وإنما على العالم بأسره. وهي تقارير تعرضها إسرائيل أمام المسؤولين الأميركيين ورؤساء دول أوروبية تسعى إلى تجنيدهم إلى جانب حملتها الدولية ضد ايران.

وفي أعقاب تصعيد تهديد الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي تعتبر الأكثر تطرفاً، بدأت تحركات المسؤولين الأميركيين الدبلوماسية بزيارة يقوم بها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل نهاية الشهر الحالي، سيسبقها زيارة لمستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الخميس المقبل.

قلق إسرائيلي

وعلى رغم تحذيرات نتنياهو ورسائله عبر الحدود الشمالية، إلا أن مسؤولين إسرائيليين لم يخفوا قلقهم من الموقف الأميركي تجاه الملف الإيراني. وفي تقديراتهم فقد طرأ تغيير معين في سلم أولويات الولايات المتحدة بالنسبة إلى سياستها الخارجية. فالإدارة الأميركية الحالية وإن شددت في بداية طريقها وحتى وقت أخير مضى على العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، فإنها الآن تخشى تقارباً كبيراً بين إيران وروسيا، بالتالي فإن احتمالات العودة للاتفاق قلت جداً. ويعتقد بعضهم في إسرائيل أنه من غير المستبعد أن تبذل واشنطن جهداً أكبر في الموضوع الفلسطيني بدل الإيراني.

وكان سوليفان قد سبق وأوضح أهداف زيارته إلى إسرائيل قائلاً: "ستتاح لنا الفرصة للتعامل بعمق مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة بشأن التهديد الذي تشكله إيران، فنحن نتشارك الأهداف الأساسية نفسها".

وخلال زيارتهما إلى إسرائيل سيبحث بلينكن وسوليفان، إلى جانب الملف الإيراني، الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، الحرب في أوكرانيا وما سماه الإسرائيليون "المحاولات الفلسطينية لنقل الصراع إلى المحكمة الدولية في لاهاي".

سنقطع قنوات الأسلحة إلى لبنان

واطلع نتنياهو والوفد المرافق خلال الجولة الشمالية على تدريبات واستعدادات الجيش الإسرائيلي لمواجهة تصعيد أمني طارئ محتمل في منطقة الشمال. وقال وزير الأمن يوآف غلانت، إنه جاء مع نتنياهو إلى القيادة الشمالية "لإلقاء نظرة والاطلاع على جهوزية الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية في مواجهة التحديات الأمنية المتغيرة. وأضاف "ستمنع مؤسسة الأمن الإسرائيلية إيران من ترسيخ نفسها في سوريا، وستقطع قنوات نقل الأسلحة الإيرانية إلى لبنان وحزب الله".

ثم جرى تقييم الوضع الأمني في قيادة الشمال بمشاركة نائب رئيس الأركان أمير ربوعام، وقائد القيادة الشمالية أوري غوردين، والسكرتير العسكري لرئيس الحكومة آفي غيل، ورئيس أركان القيادة الشمالية غاي ماركيسانو، إلى جانب مسؤولين عسكريين وأمنيين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

طائرات قتالية حديثة لمهاجمة إيران

إلى جانب التدريبات العسكرية لمواجهة سيناريو تصعيد أمني، يستعد سلاح الجو الإسرائيلي لاحتمال تلقي أوامر مسؤولين بمهاجمة إيران، وبدأ إجراءاته لشراء وصيانة طائرات مقاتلة وطائرات شحن.

وبحسب تقرير إسرائيلي قدمت وزارة الأمن وسلاح الجو قبل أسبوع طلباً لوزارة الدفاع الأميركي للحصول على معلومات حول طائرات جديدة من طراز "أف-15"، كجزء من عملية مستقبلية للحصول على سرب جديد من هذا النوع من الطائرات.

ووفق مسؤولين في سلاح الجو الإسرائيلي، فقد تقرر إجراء تحسينات على هذا النوع من الطائرة، من خلال أنظمة إسرائيلية الصنع، تشمل الوسائل القتالية والرادار ووسائل الحرب الإلكترونية، وتوسيع نطاق العمليات وغيرها بهدف ترقية الطائرة ومنحها التفوق على الطائرات الأخرى من الطراز نفسه.

وكان قد ذكر رئيس الأركان المقبل هرتسي هليفي، أنه يتوجب تحديد نطاق الموازنة التي سيتم تخصيصها لشراء الطائرات الجديدة "أف-15" (المعروفة باسم راعم) ضمن إطار خطة تمتد لسنوات عدة.

إلى جانب ذلك بدأ سلاح الجو وفق التقرير الإسرائيلي، بتسريع إنشاء أحد أكثر البنى التحتية تقدماً في العالم لصيانة طائرات "أف- 35" في قاعدتي "نفاتيم" و"تل نوف"، من أجل التعامل مع طائرات من نوع "أدير" من الدرجة الرابعة، بما في ذلك منشآت لتجربة المحركات بعد الصيانة. وستصل أولى طائرات النقل الثقيلة من نوع CH53K إلى إسرائيل مطلع عام 2026، وسيتم في السنة الأولى تسليم أربع طائرات هليكوبتر إلى سلاح الجو.

ونقل عن مصادر أمنية أن طيارين من سلاح الجو الإسرائيلي يشاركون في تجربة أربع مروحيات من هذا الطراز في الولايات المتحدة. وبحسب المصادر، فإن المروحية ستوسع نطاق العمليات والسرعة والقدرة الاستيعابية للقوات الجوية.

 يشار إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي يملك 36 طائرة من طراز "أدير"، التي تم امتلاكها ضمن صفقة مليار دولار لشراء 50 طائرة شبح. أما الطائرات التي لا يستطيع سلاح الجو مهاجمة إيران من دون امتلاكها، وهي تلك التي تزود الوقود في الجو، فستصل إلى إسرائيل عام 2028، وهي من طراز KC-46 من إنتاج شركة "بوينغ".

المزيد من الشرق الأوسط