Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحصار يشل القطاع الصحي في غزة

نقص الأدوية والمستلزمات الطبية وأضرار القصف الإسرائيلي للمستشفيات أبرز الأزمات

14 مستشفى إجمالي العدد الذي يقدم الرعاية الصحية لـ2.3 مليون نسمة  (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

على كرسيه المتحرك تلقى عامر أمر طبيب الأعصاب بأن ينتقل من قسم الاستقبال في مستشفى الشفاء إلى مبنى الصدرية ليتلقى الرعاية هناك، فالوضع الصحي للرجل المصاب بمتلازمة "غيلان باريه" (مرض نادر يؤثر على القدرات العصبية والعضلية)، لا يسمح له بالتنقل سيراً على الأقدام.

وفور وصول عامر إلى بوابة قسم الصدرية تفاجأ بعدم وجود مصعد كهربائي يتنقل فيه إلى الطابق العلوي، حيث مكان تلقي الرعاية الصحية، مما اضطره إلى مخالفة تعليمات الطبيب والسير على أقدامه الضعيفة، وهو ما يشكل مخاطرة في حالته.

واقع صحي هش

وقال عامر، "المبنى قديم جداً ومتهالك، وربما من غير المناسب أن يكون مكاناً لتلقي الرعاية الطبية، إلى جانب ذلك فإنه غير موائم للأشخاص ذوي الإعاقة الحركية، كما لا يوجد به مصعد كهربائي". وأضاف، "عندما وجدت المكان متهالكاً، خاطرت بنفسي وصعدت الدرج. ويتردد على هذا المبنى القديم المرضى، إذ يضم قسم الكلية الصناعية، وهو بحاجة إلى إعادة ترميم وتجديد".

في الواقع، يعاني الوضع الصحي في غزة ترهلاً كبيراً في ظل الحصار الذي يعيشه القطاع، وبالكاد تستطيع وزارة الصحة إعادة ترميم مباني المستشفيات، وعادة ما يكون ذلك عن طريق مانحين دوليين.

 


الحصار أحد العوامل

والترهل الذي يضرب قطاع الصحة في غزة يشمل كثيراً من الجوانب من بينها نقص الأدوية والمستلزمات الطبية إلى جانب انخفاض عدد القوى العاملة، سواء الطبية أو المساعدة، إلى جانب عدم توفر الأجهزة الطبية المهمة لتشخيص المرضى.

يقول المدير العام في وزارة الصحة بغزة مدحت عباس، إن "الحصار الإسرائيلي على القطاع تسبب في تهالك جميع جوانب الوضع الصحي، وبسببه تفرض قيود مشددة على المعابر الحدودية، ويؤثر ذلك كثيراً في المستشفيات التي تحتاج إلى ترميم وتجديد مستمر"، مشيراً إلى أن "الأمر لا يقتصر على ذلك، فتأثير الإغلاق في غزة وصل إلى حد منع الأجهزة الطبية المهمة من دخول القطاع".

مستشفيات غزة

ويوجد في غزة 14 مستشفى فقط تعمل على خدمة 2.3 مليون نسمة، ويعد مستشفى الشفاء أهمها، فهي تصنف على أنها الرئة التي يتنفس منها جميع سكان القطاع. وإلى جانب ذلك، هناك 52 مركزاً للرعاية صحية موزعة في جميع أنحاء المحافظات الخمس، ويتردد عليهم سنوياً أكثر من مليون و140 ألف مواطن لتلقي العلاج والرعاية الصحية.

ويزيد عمر أغلب مستشفيات غزة الحكومية على ستة عقود، ومنها مستشفى ناصر الذي يخدم مدينة خان يونس جنوب القطاع، والذي بني عندما كانت غزة تابعة للإدارة المصرية في خمسينيات القرن الماضي. أما بالنسبة إلى مستشفى الشفاء فهناك مبنى واحداً متهالكاً بعد أن كان العدد خمسة، إذ شرعت وزارة الصحة في إعادة ترميم وتجديد جميع مباني مستشفيات غزة الحكومية، بعد حادثة انهيار سقف في إحدى غرف الولادة في المبنى القديم لمستشفى الشفاء قبل إعادة بنائه من جديد.

وأفاد مدحت عباس بأن "وزارة الصحة في غزة تجري عملية ترميم وتجديد للمستشفيات في القطاع وتعمل على توسعة داخل مجمع الشفاء الطبي الذي يعد أكبر مستشفى في غزة ويشكل مرجعية لجميع السكان والمستشفيات. ونعمل على تطوير البنية التحتية عن طريق المانحين دون أن تتحمل وزارة الصحة الفلسطينية في الضفة الغربية أي مسؤولية أو التزام".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


ضربات إسرائيل

وتابع عباس، "إذا كان هناك تهالك في بعض الأقسام فهذا بسبب إسرائيل التي دائماً تتعمد استهداف قطاع الصحة في غزة بطرق متعددة منها القيود والمنع والحصار والاستهداف المباشر وغير المباشر".

وفي آخر جولة قتال بين غزة وإسرائيل، استهدفت الطائرات الإسرائيلية 24 مؤسسة صحية، بينها خمس مستشفيات وستة مراكز رعاية تتبع لوزارة الصحة، الأمر الذي أجبر الطواقم الطبية على العمل في ظروف غير آمنة وخطرة. وبنتيجة الغارات الجوية لحق دمار كبير في المؤسسات الصحية التي تعد أماكن محمية ومحايدة في القوانين والأعراف الدولية.

وعملت وزارة الصحة بصعوبة شديدة على إعادة ترميم وتجديد المباني المتضررة، معتمدة بشكل كامل على المانحين، الذين يواجهون أيضاً صعوبات بسبب قيود الحصار.

 


الافتقار للأجهزة الطبية

وأوضح عباس أن "معظم مستشفيات غزة تضم بنية تحتية مناسبة وطواقم طبية جيدة، وعملنا على توسعة أقسام متعددة في المستشفيات حتى نتمكن من استقبال مزيد من المرضى وتخفيف معاناة الانتظار الشديد، ونجحنا في ذلك، لكن هناك عائقاً واحداً، إذ ترفض إسرائيل السماح بدخول معدات وأجهزة طبية لتخفيف المعاناة عن المرضى".

وتتذرع إسرائيل في هذا الجانب بأن هذه الأجهزة الطبية ذات استخدام مزدوج (تستخدم لأغراض مدنية وعسكرية)، فضلاً عن أن البنية التحتية في مستشفيات غزة غير صالحة لاستخدام معدات طبية متطورة.

في المقابل، رد المدير العام في وزارة الصحة بغزة على ذلك قائلاً إن "على إسرائيل السماح بدخول المعدات الطبية دون عوائق والكف عن تضليل الرأي العام العالمي".

اقرأ المزيد

المزيد من صحة