Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وقعت ضحية التسريبات الجنسية الانتقامية

في مدرستي الثانوية، كان التسريب الانتقامي للصور الجنسية الخاصة سائد

لا يتسنى لآلاف النساء والرجال من ضحايا التسريبات الجنسية الانتقامية أن يدافعوا عن أنفسهم داخل قاعة المحكمة (مودرن إنتيمسي.كوم)

هل أحسست يوماً بانقباض في أحشائك؟ كما لو أن معدتك تهوي وينتشر في أنحاء جسدك شعور بالوخز فيما ترتفع حرارتك- تشعر بالقلق ومع ذلك تتسمر في مكانك. تتحول تلك اللحظة إلى صورة جامدة، كما لو أن الواقع يحاول شق طريقه إليك بصعوبة، وعبور شعورك بالخدر.  

هذا هو الشعور الذي ينتابك عندما تعلم بأنك وقعت ضحية تسريب جنسي انتقامي.

وعلى رغم أنني أكره أن أسمي نفسي ضحية، نظراً إلى كون الكلمة بطبيعتها مشحونة جداً، فلا أجد أي طريقة أخرى لوصف الشعور بالعجز الذي يعتري واحدنا [المرأة] عندما يستخدم أحدهم نقطة ضعفك ضدك.

والصراع الذي يدور داخلنا، كما العار والخجل من النفس الذي يفرضه رجال مثل ستيفن بير على ضحاياهم (ثبتت إدانة بير هذا الأسبوع بمشاركة تصوير جنسي لصديقته الحميمة السابقة، جورجينا هاريسون) هو ثقل لن يفهموا أبداً أبعاده وآثاره. لا يمكنهم أن يفهموه لأنهم يستخدمون ألمنا لتغذية استمتاعهم بالتلصص.

تكلمت جورجينا هاريسون عن "جحيم" التجربة التي عاشتها، ما الذي أريد أن أعرفه هو التالي: هل يشعر ستيفن بير بالندم على أفعاله؟ لا توحي صفحته على "تويتر" بكل بساطة بأنه نادم: فهو يكتب المنشور تلو التالي ليسأل عن لون البدلة التي يجب أن يرتديها في المحكمة، كما لو أنه يخرج في رحلة. والأسوأ أنه غرد حقاً "خصم 50 في المئة على موقعي المخصص للبالغين لفترة الـ24 ساعة المقبلة. ادخلوا كي تعرفوا لماذا اسمي رائج الآن".   

بقدر ما يزعجني سلوكه الفظ والمتعالي [غير المبالي بمشاعر الآخر]، ما يقلقني أكثر هو عدد الرجال الذين يتغنون به معتبرينه "ملكاً"، هذا لا يفاجئني، نظراً إلى ما تواجهه النساء والأشخاص الذين حدد جندرهم على أنهم إناث عند الولادة كل يوم، لكنني أكذب إن قلت بأن الموضوع ما عاد يجرحني كثيراً. لم يتعلم المجتمع أي شيء يذكر. وخصوصاً الرجال.

نعم، يمكنكم أن تقولوا إن إدانة ستيفن بير تشكل خطوة كبيرة إلى الأمام، وهذا صحيح، لكن فيما صدر الحكم المناسب، ما يقلقني هو أن تستخدم هذه القضية في النهاية كمثال يغذي التصريحات والأقوال بدل الأفعال والمعالجة الحقيقية لمشكلة خطيرة جداً. صحيح أن القانون أقر في عام 2015 من أجل تصنيف التسريبات الجنسية الانتقامية جريمة، لكن النظام القضائي لا يرقى إلى المستوى المطلوب حتى الآن، وتعد قضية ستيفن بير حالة نادرة بسبب مكانته (التي لا يستحقها).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لا يتسنى لآلاف النساء والرجال من ضحايا التسريبات الجنسية الانتقامية أن يدافعوا عن أنفسهم داخل قاعة المحكمة لأن السلطات التشريعية تفتقر إلى الكفاءة وألا تحرك ساكناً هو جل ما تقدر عليه. لهذا السبب، يسقط ثلث ضحايا التسريبات الجنسية الانتقامية قضاياهم: لأننا نعلم أن لا أحد سيتعامل معنا بجدية. سوف نحمل مسؤولية ما حدث، ولذلك يصبح الصمت سجننا فيما يتمتع المعتدي بالحرية الصرف.

لم أقصد الشرطة لأقدم شكوى بسبب ما حدث معي. ليس فقط لأنني لم أفهم كلياً الانتهاك الذي تعرضت له، بل أيضاً لأن الموضوع لم يكن يعتبر مشكلة أساساً. ولسوء الحظ، تكررت الحادثة عدة مرات مع أشخاص مختلفين. 

لم يخن ثقتي رجل واحد فحسب، بل هذا ما فعله كذلك بعض أصدقائي الذكور أيضاً. ولم يعترفوا لي يوماً بأنهم شعروا بأدنى قدر من السوء [الندم] بسبب تصرفهم.

لكن حتى لو كانوا يشعرون بالسوء الآن، لا تخفف معرفتي بأنهم ندموا في النهاية من الانزعاج الذي شعرت به عندما كانت تلاحقني النظرات الشهوانية في كل مكان، ذلك الشعور بالانقباض الذي سبق أن ذكرته: هذا ما يحدث لك فيما تدرك بأن الجميع يعرف شيئاً تجهله، وأنك أصبحت موضوع نكتة لا تعرف عنها شيئاً.

ليتني أستطيع أن أقول إنني كنت حالة استثنائية في ذلك الوقت، وإن تسريب المقاطع الجنسية للانتقام لم يكن منتشراً لأن المجتمع لم يكن يرى المشكلة، لكنني أكذب إن قلت ذلك. في مدرستي الثانوية مثلاً، كان تسريب المحتوى الجنسي لدواعي الانتقام هو السائد.

كثيرة هي المرات التي سمعت فيها الجميع يثرثرون ويتكلمون عن فتاة أخرى في عامنا الدراسي نفسه انتشرت صور ثدييها في كل المدرسة. ليس لأنها اختارت نشرها، إنما لأن الشخص الذي ائتمنته على صورها قرر أنه يريد تعزيز سلطته وسمعته. وهذا ما كان يحصل دائماً. مثلما يحصل مع ستيفن بير الآن.

سوف يحاول البعض أن يعزوا مروري بهذه التجارب إلى حمق بعض الشباب، لكن الشاب الذي كنت على علاقة به كان لديه سلطة عليَّ، وكان يعرف ذلك. ليس من المعقول أنه لم يتصور خوفي عندما اعترف لي بأنه احتفظ بصور لمحادثاتنا الحميمية عبر الفيديو على تطبيق أم أس أن، أو بمقاطع لي وأنا أتعرى، في محاولة مني لكي أعجبه أكثر. وبدا أنه يستمتع بإعلامي بأنه قادر على مشاركة هذه الصور مع أي شخص كان، عندما يريد، إن أراد.

والآن، أحمي نفسي من الأشخاص الذين أحبهم، خوفاً من مواجهة النتيجة نفسها، هذا هو الإرث الذي تركه في نفسي. تعاملت مع مشاعري لكنني أشعر أنني خذلت لأنني مضطرة إلى أن أبذل جهداً مع نفسي لتصحيح آثار ذنب ارتكبه شخص آخر.

لا تحاولوا أن تقولوا لي إن شخصاً مثل ستيفن بير سيتعلم من أخطائه، وإنه سيقبل في النهاية بتحمل مسؤولية أفعاله، لا يبدو لي أن عقليته تناسب هذا التصرف. فبالنسبة إليهم، يبدو أننا لسنا اليوم، ولن نكون أبداً، أكثر من بيادق في لعبة لا يعرف قوانينها سواهم.

اقرأ المزيد

المزيد من آراء