نهاية كل عام تقوم المنظمات الإنسانية في اليمن بجردها السنوي وترفع ضمن تقريرها إحصاءات عددية للضحايا الذين تم رصدهم مع توثيق حالاتهم، ولكنها لا تشير إلى هؤلاء الضحايا إلا كرقم من دون التطرق إلى المتسبب، محيلة سبب سقوط معظم الأرقام إلى الحرب، ومتجاهلة تحميل طرف مسؤولية الجرائم.
وفي أحدث إحصاء، تقول منظمة الأمم المتحدة "يونيسف" إن أكثر من 11 ألف طفل قتلوا أو شوهوا خلال الحرب.
وعقب تصريح المنظمة بساعات كان الطيران المسير للحوثيين في شمال غربي اليمن يشن هجوماً على مناطق سكنية، بينما كان الطلاب في طريقهم إلى المدرسة.
وأدى القصف الحوثي إلى مقتل الطفل يوسف (11 عاماً) وإصابة الطفل سلطان محمد علي بيشي بكسور في الحوض، وإصابة أحمد علي عبدالله بيشي (سبع سنوات) بشظايا متفرقة.
ورداً على سؤال "اندبندنت عربية" عن حال الأطفال الصحي للفريق الطبي الذي قام بالإسعافات الأولية، قال الفريق إن الطفلين تم إسعافهما إلى الداخل السعودي لسوء حالهم الصحية وكسور في حوض أحدهم، ودخول الآخر في غيبوبة.
وأفاد مدير مكتب الصحة في المناطق الخاضعة لسلطة الحكومة الشرعية طارق مسواك، أن "إحصاء الضحايا المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة السلطة الشرعية بلغ أكثر من 50 قتيلاً من جانب المدنيين، و26 جريحاً من مبتوري الأطراف يعيشون حياة كئيبة بسبب الاستهدافات الحوثية أو المقذوفات أو الألغام المزروعة في المزارع وطرق المدارس العامة والحيوية".
وبحسب مسواك فإن مكتب الصحة "استقبل 13 حالة من الاستهدافات التي طاولت الجانب المدني، سبع حالات منها مبتوري الأطراف بسبب الألغام والمقذوفات، وأكثر من ست حالات قتلى وآخرهم يوسف الذي قتل بقذائف من طيران مسير للحوثيين".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت "يونيسف"، إن أكثر من 11 ألف طفل قتلوا أو شوهوا في الحرب الناتجة من انقلاب الحوثي على الشرعية، ومن المرجح أن تكون الحصيلة الحقيقية لهذا الصراع أعلى بكثير.
وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة كاثرين رسل، "لقد فقد آلاف الأطفال حياتهم، ولا يزال مئات الآلاف الآخرين معرضين لخطر الموت بسبب الأمراض التي يمكن الوقاية منها أو المجاعة".
وأضافت أن "حوالى 2.2 مليون طفل يمني يعانون سوء التغذية الحاد ربعهم دون سن الخامسة، ومعظمهم معرضون لخطر شديد من الكوليرا والحصبة وغيرها من الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات".
وبحسب الإحصاءات الأممية فإنه بين مارس (آذار) 2015 وحتى 2022، أي منذ انقلاب الحوثي، قتل أو شوه 11019 طفلاً في اليمن، ومن بين الضحايا الذي تحدث التقرير عنهم 3774 طفلًا ماتوا (2742 فتى و983 فتاة و49 مجهولاً)، وإصابة 7245 طفلاً (5299 فتى و1946 فتاة).
وقتل أو جرح 62 طفلاً خلال فترة الهدنة الأخيرة في اليمن، في حين مقتل 74 طفلاً من بين 164 شخصاً قتلوا أو أصيبوا بسبب ألغام أرضية خلال الهدنة الأممية في اليمن ما بين أبريل (نيسان) وأكتوبر (تشرين الأول) من العام الحالي.
وفي بيان مشترك خلال وقت سابق لمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يصادف الـ 10 من ديسمبر (كانون الأول)، طالبت 28 منظمة حقوقية يمنية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بمحاسبة مرتكبي الانتهاكات ضد المدنيين في اليمن.
وأبرز هذه المنظمات رابطة أمهات المختطفين ومنظمة "سام" للحقوق والحريات، والائتلاف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان والمركز الأميركي للعدالة (أي سي جي).
وطالبت المنظمات الأمم المتحدة ومجلس الأمن "بإلزام الأطراف بالكف عن الانتهاكات ضد المدنيين وتقديم مرتكبيها إلى العدالة كي يسود السلام في اليمن".