تواصلت فصول المواجهة المستترة تارة والعلنية تارة أخرى بين الأندية الأوروبية الكبرى من جهة والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) من الجهة الأخرى، في طريق رسم ملامح اللعبة خلال السنوات المقبلة.
وكشفت تقارير صحافية بريطانية الثلاثاء، 13 ديسمبر (كانون الأول)، أن أكبر الأندية الأوروبية رفضت اقتراح تقدم به رئيس "فيفا" السويسري جياني إنفانتينو لتغيير الشكل الحالي لمسابقة كأس العالم للأندية بداية من 2025 ليضم 32 فريقاً.
وأفاد تقرير لصحيفة "ديلي ميل" أن مسؤولي المنظمة العالمية الحاكمة لكرة القدم حاولوا استغلال إقامة اجتماع رابطة الأندية الأوروبية في العاصمة القطرية الدوحة تزامناً مع إقامة نهائيات كأس العالم بين الـ 20 من نوفمبر (تشرين الثاني) والـ 18 من ديسمبر (كانون الأول)، لعقد مفاوضات مع الرابطة وإقناعها بالموافقة على تنظيم المونديال في أميركا بمشاركة 32 نادياً، وتحول تقويمه إلى كل أربع سنوات بدلاً من الشكل السنوي الحالي، لكن الأندية وجهت صفعة لـ "فيفا" برفض مقترحه.
وتمثل رابطة الأندية الأوروبية 220 نادياً أوروبياً، وقد اجتمعت في الدوحة يوم الجمعة الماضي، وكان إنفانتينو يسعى إلى حضور تلك القمة لكنه قرر التراجع خلال اللحظات الأخيرة حين تأكد من رفض مقترحه.
ويبدو أن إنفانتينو قرر الانتقام من الرابطة الأوروبية برفض التوقيع على مذكرة التفاهم السنوية، على رغم أن الاتفاق الحال ينتهي بنهاية الشهر الحالي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وينذر قرار إنفانتينو باندلاع أزمة أكبر بين الأندية والمنتخبات، إذ إن مذكرة التفاهم هي اتفاق بين "فيفا" والأندية الأوروبية لتنظيم آليات العمل خلال فترات المباريات الدولية، وتحدد بدقة تواريخ إفراج الأندية عن لاعبيها لأداء الواجب الدولي مع منتخبات بلدانهم، وتقدر التعويضات المدفوعة للأندية.
وإذا لم يتم التوقيع على تجديد لمذكرة التفاهم فقد ترفض الأندية الأوروبية السماح للاعبين باللعب مع بلدانهم خلال فترة التوقف الدولي التالية خلال مارس (آذار).
وتأتي هذه الأزمة كحلقة في سلسلة من أزمات الأندية الأوروبية مع "فيفا" في ظل رفضها توجه الاتحاد الدولي نحو إعادة إطلاق مونديال الأندية بشكل جديد، وكان من المقرر أن تقام مسابقة تضم 24 فريقاً في الصين العام الماضي قبل إلغائها بسبب تفشي فيروس كورونا.
ويقف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) خلف رابطة الأندية الأوروبية في مواجهة أفكار "فيفا" التي يرون أنها محاولة لسحب البساط من الكرة الأوروبية وتهديد لمسابقة دوري أبطال أوروبا المرموقة.
ويعد الشكل المقترح بإقامة البطولة في أمريكا هو الخيار المفضل لـ "فيفا" نظراً إلى ما ستمثله من تطور كبير في المسابقة العالمية وما يتبعه من زيادة ضخمة في العائدات المالية والدعائية، إضافة إلى اعتباره حدثاً اختبارياً لكأس العالم 2026 الذي سيقام في أميركا وكندا والمكسيك.