أعلنت بريطانيا، الجمعة التاسع من ديسمبر (كانون الأول)، فرض عقوبات جديدة بموجب قوانينها الخاصة بحقوق الإنسان ومكافحة الفساد واستهدفت أشخاصا وكيانات في إيران وجنوب السودان وميانمار وروسيا ومالي.
إعدام واحتجاجات
ونفذت إيران، في ظل التظاهرات التي تهز البلاد منذ منتصف سبتمبر (أيلول)، حكماً بالإعدام مرتبطاً بالاحتجاجات، ما أثار تنديداً في الخارج وتحذيرات من منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان من عمليات إعدام وشيكة أخرى.
وقال موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية إن "محسن شكاري، مثير الشغب الذي قطع شارع ستار خان في طهران في 25 سبتمبر وجرح أحد عناصر الأمن بساطور، أعدم هذا الصباح".
وكان شكاري (23 عاماً) أدين وحكم عليه بالإعدام بعدما أغلق طريقاً وجرح أحد عناصر قوات الباسيج، خلال إجراءات قضائية اعتبرتها مجموعات للدفاع عن حقوق الإنسان "محاكمة صورية".
خطر إعدام وشيك
وحذرت هذه المجموعات من أن 10 أشخاص آخرين على الأقل يواجهون خطر إعدام وشيك بعد الحكم عليهم بالإعدام شنقاً لوقائع مرتبطة بالاحتجاجات.
وتشهد إيران حركة احتجاجية اندلعت بعد موت مهسا أميني الشابة الكردية الإيرانية البالغة من العمر 22 عاماً في 16 سبتمبر بعد ثلاثة أيام على توقيفها من قبل "شرطة الأخلاق" التي اتهمتها بمخالفة قواعد اللباس الصارمة في البلاد التي تفرض خصوصاً على النساء ارتداء الحجاب.
ووصفت منظمة العفو الدولية عملية إعدام شكاري بأنها "مروعة" بعد إدانته في "محاكمة صورية جائرة جداً" مضيفة أن "إعدامه يفضح وحشية ما يسمى نظام العدالة في إيران حيث يواجه عشرات غيره المصير نفسه".
ودعا محمود العامري مقدم مدير منظمة حقوق الإنسان الإيرانية ومقرها أوسلو، إلى رد دولي قوي وإلا "سنواجه عمليات إعدام جماعية للمتظاهرين". وقال إن "محسن شكاري أعدم بعد محاكمة متسرعة وجائرة من دون محام".
وحذر المدافع عن حرية التعبير حسين رونقي الذي تم إطلاق سراحه، مؤخراً، من السجن، السلطات في تغريدة على "تويتر" من أن "إعدام أي متظاهر سيكون له عواقب وخيمة عليك وإزهاق روح شخص واحد هو إزهاق لأرواحنا كلها".
وأثار تنفيذ حكم الإعدام تنديداً من الغرب ومن الأمم المتحدة.
تصعيد مروع
واعتبرت واشنطن عملية الإعدام "تصعيداً مروعاً للقضاء على أي معارضة وقمع الاحتجاجات" متوعدة بمساءلة السلطات الإيرانية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واستدعت الخارجية الألمانية السفير الإيراني لدى برلين، وفق ما أعلن مصدر مقرب من الوزارة، الخميس. ولم تَرد أي معلومات متعلقة بهذا الاستدعاء. لكن وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك كتبت في وقت سابق من اليوم نفسه على "تويتر" إن "ازدراء النظام الإيراني للإنسانية لا حدود له".
وقالت الوزيرة إن محسن شكاري "حوكم وأُعدم في إطار محاكمة خادعة وسريعة لأنه لم يتفق مع النظام"، مضيفة "لكن التهديد بالإعدام لن يخنُق إرادة الناس في الحرية".
ودانت باريس عملية الإعدام التي تضاف إلى "انتهاكات جسيمة وغير مقبولة أخرى" ورأت لندن أنها "فضيحة"، كما أكدت روما أن "الأسرة الدولية لا يمكن أن تبقى غير مبالية حيال القمع غير المقبول من جانب السلطات الإيرانية".
وأعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أن عقوبة الإعدام "لا تنسجم مع حقوق الإنسان".
ونشر مرصد "1500تصوير" الذي يتابع منصات التواصل الاجتماعي صوراً قال إنها تظهر لحظة تبلغت عائلة شكاري خبر الإعدام أمام منزلها في طهران، ويمكن رؤية امرأة تنهار وتصيح "محسن!".
وقال موقع "ميزان أونلاين" إن شكاري أدين بتهمة "الحرابة" في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني)، مضيفاً أنه طعن في الحكم لكن المحكمة العليا أكدته في 20 نوفمبر.
وقالت السلطة القضائية، إن شكاري أدين "بإشهار سلاحه بنية القتل وإثارة الرعب وتعكير صفو المجتمع وأمنه".
"اعتراف تحت الإكراه"
ونشرت وكالة الأنباء الإيرانية "فارس" تسجيل فيديو لشكاري يتحدث عن الهجوم أثناء احتجازه في مقطع اعتبرته المنظمات الدولية "اعترافاً تحت الإكراه".
وأصدر القضاء الإيراني، الثلاثاء، أحكاماً بالإعدام على خمسة أشخاص لقتلهم أحد عناصر الباسيج خلال التظاهرات، ليرتفع عدد المحكومين بالإعدام إلى 11 شخصاً.
أدى قمع التظاهرات إلى مقتل 458 شخصاً على الأقل بينهم 63 طفلاً منذ منتصف سبتمبر، بحسب حصيلة جديدة نشرتها منظمة حقوق الإنسان في إيران، الأربعاء.
وقبل عملية الإعدام الأخيرة، قالت منظمة العفو الدولية التي تتخذ من لندن مقراً، إن 28 شخصاً على الأقل، بينهم ثلاثة قاصرين قد يحكم عليهم بالإعدام على خلفية التظاهرات.
ونفذت عقوبات الإعدام في أكثر من 500 شخص في إيران في 2022، بحسب منظمة حقوق الإنسان في إيران.
ودعت مجموعة الدفاع عن حرية التعبير "المادة 19" إلى اتخاذ إجراءات عاجلة "لأن هناك خطراً داهماً... على حياة محكومين آخرين بالإعدام" في قضايا مرتبطة بالاحتجاجات. وقالت المجموعة إن "إعدام محسن شكاري بعد محاكمة زائفة سريعة أمر مروع".
وكتب نجم كرة القدم الإيراني السابق علي كريمي المؤيد للتظاهرات، في تغريدة على "تويتر"، محذراً "إذا بقينا صامتين اليوم فسنستخدم غداً وسم '#لا تعدموا' للأطفال الآخرين في إيران".