Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نوستالجيا المونديال... كل هؤلاء يهرولون خلف مارادونا

مشاهد فارقة تستحضرها جماهير كرة القدم كل أربع سنوات أبطالها يتمتعون بسيرة استثنائية

جدارية لأسطورة كرة القدم الأرجنتينية دييغو مارادونا بالقرب من استاد خليفة الدولي في الدوحة (أ ف ب)

البطولة الكروية التي تأتي كل أربعة أعوام لا تمر أبداً عادية، خيباتها ومفاجآتها وغرائبيتها تهيمن، فلكل مونديال معطياته، ومهما كانت أجواء المباريات ومستويات الفرق تتحقق الاستثنائية على الدوام بتفاصيل ربما لا تخطر على البال.

فعلى مدى ما يقرب من قرن من إطلاق كأس العالم، تابع محبو كرة القدم فقط 21 مونديالاً والحالي يمثل النسخة 22 التي يحلو للمتابعين وصفها بالجنونية، خصوصاً أن نتائج المواجهات ضربت بتوقعات المتخصصين عرض الحائط.

إذاً المتغيرات هي الأمر الأكثر ثباتاً في كأس العالم، إلا أن هناك اسماً يليق بكل نسخ المونديال في العصر الحديث، إنه حاضر دوماً حينما كان يلعب وحينما تفرغ للتدريب، واستمر حضوره الطاغي حتى بعد أن غادر الحياة، الأرجنتيني دييغو مارادونا نجم المواسم الكروية الأكثر شعبية الذي تفوز سيرته دوماً بفارق ضخم عن منافسيه في الماضي والحاضر، خصوصاً في أول كأس عالم يقام بعد وفاته.

 لم تكن نوستالجيا المونديال متمثلة فقط في استدعاء لاعب بقدرات وموهبة مارادونا، لكن كانت هناك لقطات عدة احتلت "السوشيال ميديا" بموازاة اشتعال المباريات في تلك البطولة التي حفلت كذلك بجدل ديني واجتماعي وعرقي وسياسي.

فهناك مشاهد وأحداث على مدار تاريخ البطولة يتردد صداها حتى اليوم، وتكتب لها وسائل التواصل الاجتماعي في كل وقت حياة جديدة على رغم أن تلك الوقائع بينها ما هو مؤلم وقاس للغاية.

منتخب ميسي ومنتخب مارادونا

لكن قبل سرد القصص الدرامية التي تتماهى مع البطولة الحالية في بعض التفاصيل وباتت مرتبطة شرطياً مع كل منافسة كروية كبرى، يجب أولاً الحديث عن ملهم الأجيال المتعاقبة من مشاهير الساحرة المستديرة، أسطورة الكرة صاحب المسيرة الهائلة في نجاحها ومأساويتها كذلك.

مارادونا الذي رحل قبل عامين عانى سقوطاً مدوياً بعد الصعود الصاخب، حتى إن ملف وفاته في بوينس آيرس بالأرجنتين لم يغلق بعد على رغم مرور عامين على النهاية الحزينة، وسط الاتهامات التي تتجدد بوجود خطأ طبي تسبب فيه المستشفى الذي كان يعالج به في أيامه الأخيرة، ناهيك عن أزماته العائلية الطاحنة ذات البعد الفضائحي.

البداية كانت مع تزامن ذكرى رحيل دييغو مارادونا الثانية مع انطلاق مباريات مونديال قطر 2022، حيث كان معادله المعاصر ليونيل ميسي يكافح مع فريقه من أجل الاستمرار في المنافسة، بخاصة بعد الهزيمة من المنتخب السعودي في مستهل المسابقة.

اشتعلت المقارنات بين منتخب مارادونا ومنتخب ميسي قبل أن تنقلب الدفة ويثبت لاعبو التانغو جدارتهم، فيما يواصل ميسي كسر أرقام مثله الأعلى ومواطنه دييغو مارادونا "مواليد 30 أكتوبر (تشرين الأول) 1960"، بخوضه خمس بطولات كأس عالم باسم بلاده مقابل أربعة للاعب الراحل، كما أنه تجاوزه في عدد المباريات التي خاضها بالبطولة، فلم يلعب مارادونا سوى 21 مباراة، وفي تصريحات نسبت إلى ميسي كشف صاحب الـ35 سنة الذي يلعب آخر مونديال له بحسب المراقبين، أنه يعتقد بأن مارادونا سيكون سعيداً من أجله بعد أن حطم رقمه كأكثر لاعب بقميص الأرجنتين شارك في مباريات المونديال.

بالعودة لمشاركات مارادونا، فحتى قبل الوفاة وبعدها، لا يزال محبو الكرة يستحضرون عبارة "يد الله" التي وصف بها هدف من ضمن هدفي فوزه على إنجلترا في مونديال 1986 الذي أقيم في المكسيك، بعدما لمست الكرة يده ومع ذلك احتسب التسجيل في واقعة تظل الأكثر شهرة بعالم كرة القدم، وهي الواقعة التي كانت سبباً في إطلاق لقب مونديال مارادونا على البطولة الكروية حينها، بحيث حقق اللقب لبلاده بعد الفوز في النهائي على ألمانيا الغربية.

الكارت الأحمر يجمع أبو بكر بزيدان

في مونديال قطر 2022 أصبح الكاميروني فنسنت أبو بكر أول لاعب يسجل ويحصل على البطاقة الحمراء في اللقاء ذاته بكأس العالم وذلك بعد زين الدين زيدان الذي لاقى المصير نفسه خلال مونديال 2006 الذي أقيم بألمانيا وذلك بعد نطحته الشهيرة ضد مدافع المنتخب الإيطالي حينها ماركو ماتيراتزي في مباراة النهائي بين فرنسا وإيطاليا.

طرد أبو بكر بعد احتفاله بهدف الفوز على البرازيل عن طريق خلع قميصه، فيما الإقصاء من المباراة كان من نصيب زيدان بعدما ضرب برأسه اللاعب الإيطالي إثر مشادة بينهما لم يتحملها على ما يبدو الرياضي الجزائري الأصل والتي كانت سبباً بإنهاء مسيرته في الملاعب، بحيث قرر الاعتزال بعدها نهائياً على رغم أنه كان ابتعد بشكل موقت قبيل المونديال ثم تراجع، أما المباراة نفسها، ففازت فيها إيطاليا باللقب بعد ضربات الترجيح.

إصابات واعتداءات بلا محاسبة

مونديال قطر 2022 شهد لحظة مؤثرة للويس سواريز لاعب منتخب أوروغواي بعد أن ظهر باكياً بحرقة لخسارة بلاده التأهل لدور الـ16 على رغم الفوز على غانا، لكن بسبب ترتيب أوروغواي في المجموعة وفارق النقاط تأهلت كوريا الجنوبية على حسابها لينهار سواريز الذي كان يخوض آخر بطولة كأس عالم له وكان يتمنى أن يحقق إنجازاً لمنتخب بلاده.

لكن "السوشيال ميديا" استدعت بموازاة تلك اللقطة مشهداً غرائبياً في مونديال أميركا الجنوبية 2014، إذ التحم سواريز بالمدافع جورجيو كيلليني لاعب منتخب إيطاليا في مواجهة صعبة خاضها الفريقان، لكن المفاجأة أن نجم منتخب أوروغواي قام بـ"عض" كتف كيلليني في تصرف صادم وغير متوقع، وتأهلت أورغواي حينها لدور الـ16، كما عوقب سواريز بالإيقاف لمدة أربعة أشهر بعد تلك الحادثة.

قبيل انطلاق مباريات مونديال كرة القدم 2022 ضربت الإصابات القوية لاعبين كبار وحرموا من المشاركة بالفعل مع منتخباتهم، لأن توقيت الإصابة كان قاتلاً وبينها منتخبات إنجلترا والمغرب والسنغال، وخلال المباريات نفسها تعرض نيمار مهاجم منتخب البرازيل لإصابة في كاحله فظهر التورم واضحاً في الصور التي التقطت له عن قرب، كما غادر الملعب وهو يتكئ على قدمه متألماً وغاب بالفعل هو وزميله دانيلو عن المباريات التي تلت لقاء منتخب بلادهما مع صربيا.

لكن الأمر كان مختلفاً تماماً مع الواقعة التي لا يمل جمهور كرة القدم من ترديدها التي تتعلق بلاعب منتخب فرنسا عام 1982 باتريك باتيستون الذي كاد يفقد حياته بعد أن تعرض لإصابة بالغة من حارس مرمى منتخب ألمانيا الغربية بالبطولة التي أقيمت حينها في إسبانيا، إذ سدد كرة مثالية لكنها لم تدخل إلى المرمى، وعلى رغم ذلك نال عقابه من حارس المنتخب الألماني توني شوماخر الذي جرى مسرعاً لإبعاد الكرة عن العارضة فاصطدم بباتريك الذي سقط مغشياً عليه وسط ذهول زملائه والجمهور، وأصيب بكسر في ثلاثة من ضلوعه وبفقرات الرقبة، كما فقد اثنتين من أسنانه، لكن الأغرب أن شوماخر لم يتلق أي عقاب، وعلى ما يبدو أنه لو كان معمولاً بتقنية "فار" حينها كان الوضع سيختلف كثيراً.

المزيد من منوعات