ألقت الشرطة البريطانية، الثلاثاء 29 نوفمبر (تشرين الثاني)، القبض على رجل يشتبه في أنه لعب "دوراً رئيساً" في مصرع 27 شخصاً على الأقل غرقاً أثناء محاولتهم عبور القنال الإنجليزي على متن زورق مطاط منذ عام.
وقالت الوكالة الوطنية البريطانية لمكافحة الجريمة إن الرجل البالغ من العمر 32 سنة اعتقل في مكان بالقرب من شلتنهام في جنوب غربي إنجلترا، للاشتباه في كونه "عضواً في مجموعة الجريمة المنظمة التي تآمرت لنقل المهاجرين إلى المملكة المتحدة في قارب صغير".
ويعمل محققو الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة مع السلطات الفرنسية لتعقب المسؤولين عن المأساة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحتى الآن، وجه الادعاء الفرنسي اتهامات إلى عشرة أشخاص لدورهم المفترض في الكارثة التي وقعت في 24 نوفمبر العام الماضي.
أسوأ الحوادث
وكانت هذه أسوأ حادثة في القنال الإنجليزي منذ عام 2018، عندما تحول المضيق إلى طريق رئيس للمهاجرين من أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، الذين يحاولون الوصول إلى إنجلترا من فرنسا.
وغرق القارب بعد مغادرة الساحل الفرنسي، مما أدى إلى وفاة جميع من كانوا على متنه باستثناء اثنين. ولا يزال هناك أربعة أشخاص في عداد المفقودين.
وسيمثل المشتبه به أمام محكمة ويستمنستر الابتدائية في لندن الأربعاء، حيث ستبدأ إجراءات تسليمه.
وقال نائب مدير الوكالة الوطنية البريطانية لمكافحة الجريمة غريغ تورنر، "هذا اعتقال مهم ويأتي كجزء من تحقيقات مكثفة في الأحداث التي أدت إلى هذه الوفيات المأسوية في القنال الإنجليزي".
وأشار إلى أن "الشخص المعتقل اليوم يشتبه في أنه لعب دوراً رئيساً في القتل غير العمد لمن ماتوا".
وأضاف "بالعمل عن كثب مع الشركاء الفرنسيين، نحن مصممون على بذل كل ما في وسعنا لتحقيق العدالة لعائلات أولئك الذين فقدوا حياتهم".
ومن بين المهاجرين الـ27 الذين لقوا حتفهم، وتتراوح أعمارهم بين سبعة و47 سنة، كان هناك 16 كردياً عراقياً وأربعة أفغان وثلاثة إثيوبيين وصومالي ومصري وفيتنامي.
منع عبور 50 مهاجراً
من جهة أخرى، منعت الشرطة الفرنسية نحو 50 مهاجراً الثلاثاء من محاولة عبور القنال الإنجليزي إلى بريطانيا، بعدما أدى الطقس المعتدل ومياه البحار الهادئة إلى زيادة عدد الأفراد الذين يقومون بهذه الرحلة الخطرة خلال الأيام الأخيرة.
وقال جي ألمو، رئيس بلدية سانجات الصغيرة بالقرب من مدينة كاليه، إن الشرطة أجبرت بعض المهاجرين على العودة، لكن 100 مهاجر آخرين استطاعوا الوصول إلى أعالي البحار، وأضاف أن شبكات المهربين غيرت أساليبها في الآونة الأخيرة.
أضاف ألمو لـ"رويترز"، "إنهم (المهربون) يصلون ’بقوارب أجرة‘ ويطلب من اللاجئين السباحة في الماء للحاق بهم، بدلاً من إطلاق قواربهم من الشاطئ".
وعلى شاطئ قريب من كاليه، شوهد المهاجرون وهم يسيرون على الساحل وعلى أكتافهم متعلقاتهم الملفوفة في أغطية من ورق الألومنيوم، بينما فتشت الشرطة زورقين مطاطيين.
وقالت امرأة، لم تفصح عن اسمها لـ"رويترز"، إن محرك القارب الذي حاولت السفر على متنه تعطل ووصلت الشرطة بعد ذلك بقليل.
وعبر القنال إلى بريطانيا حتى الآن في هذا العام 40 ألف شخص عبر زوارق صغيرة ارتفاعاً من 28526 في العام الماضي.
وأدى الطقس المعتدل على غير العادة في نوفمبر إلى زيادة أعداد المهاجرين خلال الأيام الأخيرة.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، وقعت بريطانيا وفرنسا اتفاقاً بقيمة 72.2 مليون يورو (74.5 مليون دولار) لتكثيف جهود منع المهاجرين غير الشرعيين من القيام برحلات محفوفة بالمخاطر لعبور القنال على مدار العام المقبل.