Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السلطات تحاول كبح الحركة الاحتجاجية الغاضبة في الصين

تخفيف القيود في أورومتشي وبايدن "يتابع عن كثب" التظاهرات

قالت لجنة الصحة الوطنية، الثلاثاء 29 نوفمبر (تشرين الثاني)، إن الصين سجلت 38645 إصابة جديدة بفيروس كورونا، الاثنين، منها 3624 إصابة مصحوبة بأعراض و35021 بلا أعراض. وتم إحصاء 40347 إصابة في اليوم السابق منها 3822 إصابة مصحوبة بأعراض و36525 بلا أعراض.

وباستثناء الحالات الوافدة، سجلت البلاد 38421 إصابة محلية جديدة منها 3561 مصحوبة بأعراض و34860 بلا أعراض، انخفاضاً من 40052 في اليوم السابق. ولم يتم الإعلان عن حالات وفاة جديدة من دون تغير عن اليوم السابق ليبقي العدد الإجمالي للوفيات عند 5233.

وسجل برّ الصين الرئيسي حتى الآن 315248 إصابة مؤكدة مصحوبة بأعراض.

حركة احتجاجية

وتحاول السلطات الصينية كبح حركة احتجاجية غاضبة اتخذت بعداً غير مسبوق لصينيين سئموا من القيود الصحية وطالبوا بمزيد من الحريات، حازت تأييداً دولياً، وبخاصة من الأمم المتحدة. ويشكل هذا الحراك نظراً إلى اتساعه الجغرافي أهم تعبئة منذ التظاهرات المنادية بالديمقراطية في عام 1989. ويمثل انفجار الاستياء الشعبي الذي استمر بالتعاظم في الأشهر الأخيرة في الصين، وهي من الدول القليلة في العالم التي تستمر في تطبيق سياسة "صفر كوفيد" الصارمة جداً مع عمليات إغلاق وحجر متكررة وفحوصات "بي سي آر" شبه يومية.

بايدن يتابع التظاهرات

وفي الخارج، تلقت هذه التظاهرات مؤشرات داعمة، خصوصاً من جانب الرئيس الأميركي جو بايدن. وفي دردشة مع صحافيين قال بايدن إن "البيت الأبيض يدعم حق التظاهر السلمي"، مشيراً إلى أنه "يتابع عن كثب" ما يحصل في الصين.

وكان الناطق باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة جيريمي لورانس قد دعا، الإثنين، "السلطات إلى الرد على الاحتجاجات وفقاً لقوانين ومعايير حقوق الإنسان الدولية".

في واشنطن، لم يشأ المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي الخوض في مطالب المتظاهرين، واكتفى بالقول إن "هؤلاء المتظاهرين يتحدثون عن أنفسهم"، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية تريد "إبقاء قنوات التواصل مفتوحة" مع السلطات الصينية.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، "نقول منذ وقت طويل إن الاحتجاج السلمي حق للجميع، هنا في الولايات المتحدة وحول العالم". وأضاف في بيان أن "ذلك يشمل الصين".

واستخدمت ألمانيا اللهجة نفسها، فقال الرئيس الألماني فرانك - فالتر شتاينماير في مقابلة مع "دويتشيه فيليه" إنه "يمكننا أن نتخيل مدى ثقل العبء على الناس في الصين، حيث الإجراءات الأكثر صرامة لا تزال قائمة منذ فترة أطول بكثير وتم تشديدها أكثر"، معرباً عن أمله في أن "تحترم السلطات في الصين الحق في حرية التعبير والتظاهر".

والأحد، نزلت حشود من المتظاهرين لبوا دعوات عبر شبكات التواصل الاجتماعي إلى الشارع في بكين وشنغهاي ووهان خصوصاً، مما باغت القوى الأمنية.

تخفيف القيود في أورومتشي

وحفز حريق حصد أرواحاً في أورومتشي عاصمة مقاطعة شينجيانغ في شمال غربي البلاد، غضب كثير من الصينيين، وقد ألقى بعضهم باللائمة على القيود الصحية في عرقلة عمل فرق الإطفاء والاغاثة. وتم تخفيف القيود في هذه المدينة البالغ عدد سكانها أربعة ملايين نسمة، وبات بإمكان الناس التنقل بواسطة حافلات لشراء حاجاتهم اعتباراً من الثلاثاء. واتهمت وزارة الخارجية الصينية، الإثنين، "قوى ذات دوافع مبيتة" بإقامة رابط بين هذا الحريق و"الاستجابة المحلية لكوفيد-19"، بحسب ما أكد الناطق باسم الوازرة تشاو ليجيان، موضحاً، "نعتبر أن معركتنا ضد (كوفيد-19) ستكلل بالنجاح بقيادة الحزب الشيوعي الصيني ودعم الشعب الصيني"، إلا أن الاحتجاجات ظهرت أيضاً مطالبات بمزيد من الحريات السياسية، لا بل بمغادرة الرئيس شي جينيبينغ الذي أعيد اختياره لولاية ثالثة غير مسبوقة على رأس البلاد. وانتشرت الشرطة في بكين وشنغهاي، صباح الإثنين، قرب مواقع تجمعات الأحد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

استجواب متظاهرين

وفي بكين، قامت الشرطة باستجواب متظاهرين عبر الهاتف بعد مشاركتهم بالتجمعات، وفق ما أفاد أحدهم وكالة الصحافة الفرنسية، الإثنين.

وفي شنغهاي، نصبت كتل زرقاء على جانبي شارع شهد تظاهرات خلال الليل منعاً لأي تجمع جديد. وفي الصباح أوقف ثلاثة أشخاص قرب شارع أورومتشي، حيث جرت تظاهرة الأحد. ووقعت مواجهات الأحد بين القوى الأمنية ومتظاهرين. وذكرت هيئة "بي بي سي" البريطانية أن أحد مراسليها في الصين أوقف خلال تغطية التظاهرة في شنغهاي و"تعرض للضرب من جانب الشرطة".

ودان اتحاد البث الأوروبي للإذاعة والتلفزيون، أكبر تحالف وسائل إعلامية عامة في العالم، "بأشد العبارات أعمال الترهيب والاعتداءات غير المقبولة التي يقع ضحيتها الصحافيون وفرق إنتاج أعضاء اتحاد البث الأوروبي في الصين".

وفي بكين، حال انتشار الكثيف للشرطة دون خروج تظاهرة مقررة ظهر الإثنين، واصطفت سيارات الشرطة على امتداد الطريق المؤدي إلى جسر سيتونغ.

وقالت امرأة في العشرين من العمر كانت تمارس رياضة الجري في الحي "هذه التظاهرة أمر جيد"، موضحة أنها تابعتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وأضافت الشابة طالبة عدم الكشف عن هويتها، "وجهت التظاهرة رسالة إلى أن الناس سئموا من القيود المبالغ بها".

احتجاجات هونغ كونغ

في هونغ كونغ التي هزتها احتجاجات مؤيدة للديمقراطية في عام 2019 تجمع العشرات في الجامعة الصينية، الاثنين، تضامناً مع المتظاهرين وتكريماً لضحايا الحريق في أورومتشي. ورفع آخرون لافتات ولوحوا بالورد في وسط المدينة، حيث مركزها المالي، وعلى شبكات التواصل الاجتماعي الصينية حذفت، الإثنين، كل معلومة تتعلق بالتظاهرات.

وعبر منصة "ويبو" المرادف الصيني لـ"تويتر" لا تفضي عمليات البحث مع استخدام عبارتي "نهر لينغما" و"شارع أورومتشي" إلى أي نتيجة مرتبطة بالتعبئة.

وتعقد هيمنة السلطات الصينية على المعلومات المتوافرة والقيود الصحية الصارمة على السفر داخل البلاد عملية التحقق من العدد الإجمالي للمتظاهرين خلال عطلة نهاية الأسبوع. إلا أن تحركاً بهذا الاتساع الجغرافي نادر الحدوث في الصين نظراً إلى قمع أي شكل من أشكال المعارضة للحكومة.

وسجلت تظاهرات أيضاً في كانتون وشينغدو، فضلاً عن مدينة ووهان في وسط البلاد، حيث رصدت أول إصابة في العالم بـ"كوفيد-19" قبل ثلاث سنوات تقريباً. ونشرت صحيفة "الشعب"، الإثنين، نصاً يحذر من أي "شلل" جراء سياسة "صفر كوفيد" من دون الدعوة إلى وقفها.

وأوضح ألفرد وو مولوان المتخصص في السياسة الصينية بجامعة سنغافورة الوطنية لوكالة الصحافة الفرنسية، "بلغ الناس الآن نقطة الغليان بسبب غياب توجه واضح للسبيل الذي ينبغي سلوكه بعد انتهاء سياسة (صفر كوفيد)".

وأكد أن "الحزب (الشيوعي الحاكم) استخف بغضب السكان". وأثارت التظاهرات قلق المستثمرين، ففتحت البورصات الآسيوية على تراجع ملحوظ، الإثنين.

المزيد من دوليات