Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا تحيي صناعة الزجاج والسيراميك في العراق

دشنت موسكو 7 مصانع لإعادة القطاع المتوقف منذ 20 عاماً رغم العقوبات المفروضة عليها

مختصون قالوا إن دخول استثمارات روسية في مجال صناعات السيراميك والزجاج سيعمل على دعم الاقتصادي العراقي (أ ف ب)

رغم العقوبات المفروضة على موسكو من قبل عديد من دول العالم، فإن الحكومة العراقية اتخذت قراراً بالسماح للاستثمارات الروسية بمختلف القطاعات الاقتصادية، وفي القلب منها صناعة الزجاج والسيراميك المتوقفة منذ أكثر من عقدين.

في سبتمبر (أيلول) 2021، وقعت بغداد اتفاقاً مع موسكو يسمح لاتحاد الشركات الروسية باستثمار أموالها في إحياء صناعة الزجاج والسيراميك، التي تتضمن سبعة مصانع إنتاجية.

وتأتي تلك الخطوة بعد عجز الحكومات العراقية المتعاقبة منذ 2003 عن إيجاد حلول لأزمة هذا القطاع الذي توقف منذ أكثر من عقدين عقب حرب إسقاط نظام صدام حسين، وما تعرض له من أعمال سلب ونهب وتردي الأوضاع الأمنية في حينها داخل محافظة الأنبار.

البداية خلال أسابيع

بحسب وزارة الصناعة العراقية، فإن المشروع سيتم البدء به خلال الأسابيع القليلة المقبلة، بعد إكمال جميع المتعلقات القانونية والإدارية الخاصة.

وأوضحت الشركة العامة لصناعة الزجاج والحراريات، إحدى الشركات التابعة لوزارة الصناعة والمعادن، أسباب عدم مباشرة الشركات الروسية بالعمل حتى الآن ضمن العقد الاستثماري الموقع بين الطرفين، وأشارت إلى أن العقد يتضمن تشغيل سبعة مشاريع إنتاجية.

وقال فؤاد حماد عنيزي، مدير الشركة العامة لصناعة الزجاج التابعة لوزارة الصناعة العراقية، "الشركة وقعت عقداً استثمارياً مع اتحاد الشركات الروسية في مارس (آذار) من العام الماضي، نصت إحدى فقراته على وجوب أخذه الطابع الحكومي بين البلدين وإدراج العقد ضمن الاتفاقات العراقية - الروسية".

120 طناً يومياً

وأضاف عنيزي أن العقد يتضمن استثمار وتأهيل وتطوير وتشغيل سبعة مشاريع إنتاجية لمعامل الزجاج والسيراميك، وأربعة معامل داخل موقع الزجاج، منها مشروع معمل الألواح الزجاجية بطاقة إنتاجية تبلغ 120 طناً في اليوم، لافتاً إلى أن هذا المعمل سيتم تأهيله وتشغيله خلال سبعة أشهر من تاريخ مباشرة العمل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأوضح أن من المشاريع التي ستقوم بتأهيلها الشركات الروسية هي مشروع القناني الطبية، وإنشاء مشروع القناني والجرار بطاقة إنتاجية 175 طناً في اليوم، ويختص بقناني العصائر والمشروبات الغازية وجرار المعجون والمربى، مشيراً إلى أن مشروع الزجاج المسطح يعتبر المشروع الاستراتيجي بطاقة إنتاجية تبلغ 700 طن في اليوم.

وتابع عنيزي أن "المشاريع الثلاثة الأخرى هي مشروع كاشي الجدران في موقع السيراميك، حيث من المقرر تأهيله وتطوير طاقته الإنتاجية من 4000 إلى 6000 متر مربع، وكذلك معمل إنتاج كاشي الأرضيات لتزداد طاقته من 4000 متر مربع إلى 12000 متر مربع في اليوم"، مؤكداً أن مشروع إنتاج الأدوات الصحية من السيراميك سيتم تأهيله ومباشرة الإنتاج خلال الأشهر الثلاثة الأولى من مباشرة العمل.

استثمارات جديدة

من جهته قال مدير التخطيط والمتابعة في الشركة العامة للزجاج والحراريات عادل أحمد حسين إن "الاستثمار سيحقق مردوداً اقتصادياً جيداً ويسد رواتب الموظفين، وكذلك سيدفع حصة مجانية مقدارها 10 في المئة من إيراد كل معمل، مما يؤدي  إلى توافر فرص العمل".

وأضاف حسين أن "هناك 13 فرصة استثمارية مستقبلية أخرى ممكن إنشاؤها، إذ تم إعداد جميع الدراسات الخاصة بها، منها المواد الأولية التي تستخدم في صناعة الزجاج"، مبيناً أنه بالإمكان إنشاء معمل إنتاج كربونات الصوديوم وهي مادة رئيسة ومستوردة، كذلك معمل إنتاج الأواني المنزلية، إضافة إلى 11 فرصة استثمارية أخرى سيتم إعلانها في الوقت المناسب.

دعم الاقتصاد

فيما يرى رئيس اتحاد الصناعات العراقية السابق، علي صبيح الساعدي، أن دخول استثمارات روسية في مجال صناعات السيراميك والزجاج سيعمل على دعم الاقتصادي العراقي، وسيشجع على إنشاء معامل مشابهة بمحافظة الأنبار.

وقال الساعدي إن "العراق الذي رفع شعار سياسة السوق المفتوحة يجب أن يشجع الاستثمارات، لا سيما في صناعات تفتقدها البلاد حالياً، مثل صناعة الزجاج والسيراميك"، وأشار إلى أن مثل هذه الاستثمارات ستسهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد، خصوصاً أن مادة السليكا الموجودة في تربة الأنبار، التي تعتبر أهم الموارد الأولية لهذه الصناعات، موجودة بكميات وفيرة وبجودة عالية بالمحافظة.

ولفت إلى أن العراق يستورد علب الزجاج من دول العالم، وأن صناعتها داخل البلاد عبر تلك المصانع ستسهم في دعم الاقتصاد، مشيراً إلى أنه كانت هناك صناعة للزجاج بالبلاد من خلال مصنع الرمادي إلا أنه توقف عن العمل في القرن الماضي.

وعن إنشاء مصانع السيراميك ضمن الاستثمارات الروسية بيّن الساعدي أنه لا توجد لدينا مصانع سيراميك بالعراق حالياً، إلا أن مواده الأولية موجودة في أرض الأنبار، معتبراً أن تلك الصناعة ستقلل من الاعتماد على المنتج المستورد، وستسهم في دعم المنتج الوطني وستزود الموازنة بالأموال.

ولم يستبعد رئيس اتحاد الصناعات السابق أن يدخل المنتج الجديد الذي ستنتجه الشركات الروسية على أرض الرمادي في منافسة المنتج المستورد من خلال فرض تعريفة جمركية على المنتج الأجنبي مع الاعتناء بجودة المنتج العراقي الجديد، مبيناً أن كثيراً من المنتجات التي تأتي للبلاد ليس جميعها ذات جودة عالية ويكون سعرها رخيص نسبياً.

المواد الأولية

وعن اختيار محافظة الأنبار لإقامة مثل هذه المشاريع، قال الساعدي إن المحافظة غنية بالمواد الأولية، كما هي على مفترق طرق لدول الجوار، مما يجعلها قريبة من منافذ التصدير لدول العالم مستقبلاً بعد سد احتياج السوق العراقية، مما سيشجع على إنشاء مصانع مماثلة.

وكان العراق يضم معملاً حكومياً لصناعة الزجاج وهو معمل الرمادي الذي تأسس عام 1971، معتمداً على الخامات الموجودة بالمنطقة، لكنه توقف عن العمل بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003.

خلق عمالة ماهرة

فيما يرى المتخصص بالشأن الاقتصادي، حيدر الربيعي، أن إحياء صناعة الزجاج والسيراميك في العراق سيعمل على تدريب العمالة في تلك الصناعات، تمهيداً لإنشاء معامل أخرى قادرة على منافسة المنتج المستورد بمنتج ذي جودة وسعر منخفض.

وأضاف الربيعي أن "المنتج العراقي من الممكن أن ينافس السيراميك المستورد من دول العالم، لا سيما أن البضاعة ستنتج بمواصفات عالمية، وسيكون سعرها منخفضاً باعتبار أنه ستتم حماية المنتج وفق القانون العراقي". لافتاً إلى أن هذا الأمر سيزيد من أرباح المعمل، الذي من المتوقع أن يتوسع وتزيد حاجته للعمالة، ومن الممكن جلب العمالة من القطاع العام إلى الخاص.

وأكد الربيعي أن المواد الأولية العراقية جيدة لكون تربة الرمادي الرملية تعتبر من أجود أنواع التربة التي تستخرج منها المادة الأولية لصناعة الزجاج، مشيراً إلى أن هذا الأمر سيعمل على أن يكون الزجاج المنتج جيداً، لا سيما أن روسيا من الدول المتطورة في الصناعة.

اقرأ المزيد