يبدو أن مسيرة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي اقتربت كثيراً من نهايتها إثر الأزمة التي خلقتها تصريحاته الحادة تجاه ناديه ومجلس إدارته ومديره الفني.
وفجر رونالدو (37 سنة) مفاجأة مدوية حين أذيعت، الأحد 13 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، مقتطفات من مقابلة تلفزيونية أجراها المهاجم البرتغالي مع الصحافي بيرس مورغان، هاجم فيها ناديه ومدربه إريك تن هاغ واشتكى تعرضه "للخيانة".
وسرعان ما أصدر مانشستر يونايتد بياناً رسمياً مقتضباً للرد على الهجوم الحاد الذي وجهه رونالدو، مفاده أن النادي سينتظر التأكد من الحقائق الكاملة قبل اتخاذ قرار في شأن لاعبه.
ويبدو أن رونالدو استاء من التهميش الذي يتعرض له خلال الموسم الحالي، فقرر مهاجمة مانشستر يونايتد ومديره الفني الهولندي إريك تن هاغ.
وقال رونالدو في المقابلة التي أذاعتها محطة "توك تي في"، "أشعر بالخيانة وبوجود أشخاص لا يريدون وجودي هنا، ليس فقط هذا العام بل في العام الماضي أيضاً، وليس فقط المدرب وإنما أراد اثنان أو ثلاثة أشخاص حول النادي أن أغادر".
وعن المدرب تن هاغ قال رونالدو "أنا لا أحترمه لأنه لم يحترمني".
وأشار اللاعب الذي سيقود البرتغال في كأس العالم الأسبوع المقبل إلى أنه لم يجد "تعاطفاً" وشكك النادي فيه خلال مرض طفلته في يوليو (تموز) الماضي، مضيفاً أنه لم يتمكن من الانضمام إلى الفريق في فترة الإعداد للموسم لرغبته في البقاء بجوارها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأفادت تقارير صحافية بريطانية اليوم الأربعاء أن زملاء رونالدو في مانشستر يونايتد أعربوا عن غضبهم من كثرة شكواه من سوء المعاملة وقرروا دعم المدير الفني تن هاغ، كما توقعوا عدم عودة قائد البرتغال لملعب "أولد ترافورد" بعد نهاية كأس العالم الذي تستضيفه قطر بين 20 نوفمبر و18 ديسمبر (كانون الأول).
وذكرت صحيفة "ميرور" أن معظم لاعبي الشياطين الحمر يرون أن المصالحة بين رونالدو والمدرب تن هاغ لم تعد واردة بعد التصريحات العلنية المشينة.
وتشهد الساعات الأخيرة مناقشات مستمرة بين أعضاء الفريق الإداري للنادي المكون من جويل غليزر وريتشارد أرنولد وجون مورتو وتن هاغ، وبحسب ما ورد أن النادي حصل على مشورة قانونية حول كيفية المضي قدماً في معاقبة رونالدو.
وعاد رونالدو إلى مانشستر يونايتد نهاية أغسطس (آب) 2021 قادماً من يوفنتوس الإيطالي في مقابل 15 مليون يورو، بعد رحلة احتراف استمرت 13 سنة، انتقل خلالها من إستاد أولد ترافورد إلى ريال مدريد الإسباني صيف العام 2009 في مقابل رسوم انتقال قياسية بلغت 94 مليون يورو، ثم غادر النادي الملكي صيف عام 2018 إلى نادي السيدة العجوز في مقابل 117 مليون يورو.
وكانت عودة رونالدو ليونايتد بمثابة طوق نجاة للنادي الذي يعاني الإخفاق المستمر خلال السنوات الأخيرة، لكن الواقع المرير لحال الفريق صدم النجم البرتغالي على رغم تسجيله 24 هدفاً وصناعة ثلاثة في 38 مباراة في كل البطولات خلال الموسم الماضي.
ومع فشل يونايتد في التأهل لدوري أبطال أوروبا بدأ اللاعب في مراجعة موقفه، وأشارت مصادر مقربة منه إلى رفضه الابتعاد من البطولة الأهم في كرة القدم الأوروبية، بينما تقدم عمره ولم يعد أمامه كثير في مسيرته الاحترافية.
وبالفعل أخبر رونالدو إدارة يونايتد أنه يريد الرحيل في أوائل يوليو، ورد مسؤولو النادي برفض رحيله فما كان منه إلا أن تغيب عن انطلاق معسكر فريقه ثم رحلة النادي إلى آسيا وأستراليا لمدة 22 يوماً، معللاً غيابه بظروف أسرية حالت دون انتظامه مع الفريق.
ووسط امتناع الأندية الكبرى كافة من التعاقد مع النجم البرتغالي لأسباب منوعة، ما بين تقدم عمره أو عدم مناسبته لأسلوب اللعب أو ارتفاع كلف ضمه، اضطر إلى البقاء في صفوف الشياطين الحمر لقضاء الموسم الأخير في عقده الذي ينتهي خلال يونيو (حزيران) 2023.
وبعد عودة رونالدو للفريق وجد نفسه مهمشاً لمصلحة لاعبين أصغر سناً وأكثر مناسبة لأسلوب الضغط العالي الذي يرغب المدرب الهولندي في تطبيقه.
وتجددت المواجهة بين رونالدو ومدربه على خلفية غضب النجم البرتغالي من عدم الدفع به أساسياً أو احتياطياً، ودخوله غرفة ملابس الفريق قبل نهاية المباراة التي فاز فيها الشياطين الحمر على توتنهام هوتسبير بنتيجة (2-0)، الأربعاء 20 أكتوبر (تشرين الأول) في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وعقب تلك الواقعة قرر تن هاغ استبعاد رونالدو من الفريق الأول وضمه لتدريبات فريق تحت 21 سنة مع توقيع غرامة مالية ضخمة عليه، لكنه أعاده للفريق الأول بعد أن تقدم باعتذار رسمي.
ولكن مع حدة الانتقادات التي ظهرت في الحوار التلفزيوني الأخير يبدو أن البرتغالي أسدل الستار على مسيرته في إستاد "أولد ترافورد".