انطلقت انتخابات البحرين النيابية والبلدية اليوم السبت بطعم النصر، وهي التي تشهد إقبالاً واسعاً في ساعات الصباح الأولى، على رغم "تدخلات إيران" التي تواجه تحديات على مستوى شرعية نظامها السياسي بتظاهرات حاشدة تملأ ساحات طهران.
في المقابل، كان لافتاً في المنامة إقبال كبار السن والعجزة من الجنسين على الإدلاء بأصواتهم، إلا أن الجموع الأكثر عدداً كانت من فئات الشباب، على رغم حملة أطراف معارضة مقيمة في إيران على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلى مقاطعة مناسبة ينتظرها بحرينيون كثر بفارغ الصبر هذه المرة، بوصفها كما تقول الناشطة البحرينية عهدية السيد "ستمكن جيل الشباب الذي شهد أهوال ما يسمى الربيع العربي في المملكة الخليجية من قول كلمته عبر الصناديق لأول مرة".
مرئيات أولية
وفي جولة أولية لـ "اندبندنت عربية" على مراكز حلبة البحرين الدولية والمطار ومجمع السيف، أعرب الشباب الذين تحدثوا إلينا عن رغبة واسعة في تحسين أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية والمحافظة على تنوع بلدهم وحمايته من التدخلات الأجنبية والصراعات الأيدولوجية، مما جعل عدداً منهم يفضل منح صوته للشباب والنساء للاعتقاد بأنهم أكثر قدرة على تلبية مطالبهم الوطنية والتحرر من القيود المسبقة.
وقالت لطيفة أحمد "اخترت التصويت لشاب لم يحالفه الحظ في انتخابات سابقة لا تصلني به أي قرابة لأنه يفهم كيف يفكر جيلنا وأولوياته وتطلعاته للمستقبل".
وقال وزير داخلية البحرين الشيخ راشد آل خليفة، لدى إدلائه بصوته في مركز الحلبة، إن مواقع إلكترونية في بلاده تلقت هجمات تخريبية حاولت إفساد ما سماه "العرس الانتخابي"، إلا أنه جرى التعامل معها كما أن الإقبال على الصناديق كان أكبر رد عليها.
وتجرى الانتخابات البرلمانية والبلدية في مملكة البحرين كل أربع سنوات منذ عام 2002، وآخرها جرت عام 2018.
وبدأت مؤشرات الإقبال على الموسم مبكراً بتنافس 507 مرشحين على 40 مقعداً نيابياً و30 مقعداً في المجالس البلدية، بينما يبلغ عدد الناخبين المؤهلين 344.713، وفقاً لأرقام الهيئة الانتخابية في المنامة.
وأكد رئيس هيئة التشريع والإفتاء القانوني المدير التنفيذي للانتخابات النيابية والبلدية 2022 نواف عبدالله حمزة، أنه تم توفير اللوجستيات اللازمة كافة تحت إشراف القضاء لاستقبال الناخبين في مراكز الاقتراع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في هذا الصدد تتنافس 94 مرشحة في هذه الانتخابات، وهو رقم قياسي، إذ يشكل ضعف ما كان عليه في عام 2018.
وتقدم عدد أكبر من المرشحين الأصغر سناً بأنفسهم أكثر من أي وقت مضى، وانضموا إلى المرشحين المستقلين وممثلي الجمعيات السياسية المختلفة في المنافسة، حسب المصادر الرسمية.
رغم دعوات المقاطعة
وليس معروفاً حتى الآن إلى أي مدى ستؤثر المقاطعة التي دعت إليها الأحزاب المتطرفة المحسوبة على إيران في حجم الإقبال في بعض الدوائر، إلا أن دعوة أحد المرشحين للبرلمان وهو محمد البوعينين أنصاره للتوجه إلى دائرة بعينها "تجنباً للازدحام في بعض الدوائر" يعكس في الوهلة الأولى على الأقل حجم الإقبال في بلد صغير مثل البحرين.
وقال وزير العدل البحريني نواف المعاودة لـ"اندبندنت عربية"، إن الحكومة لم تقم بالتحقيق أو تأخذ موقفاً رسمياً من الجماعات المناوؤة للانتخابات أو التي دعت لمقاطعتها.
وجرت عملية التصويت في الخارج يوم الثلاثاء في سفارات المملكة في الخارج.
وقبل أسبوع من الانتخابات شهدت المنامة زيارة وصفت بالتاريخية أجراها بابا الفاتيكان، حضر صلواتها عشرات الآلاف من المريدين في الخليج، مما ترك انطباعاً بأن ما تروج له منظمات دولية ضد البلاد "لم يكن سوى دعاية تحركها أيديولوجيات مغرضة" وفق المسؤولين البحرينيين، الذين رأوا في زيارة البابا وشيخ الأزهر إلى وطنهم تزكية غير مباشرة لنهجها في التعايش بين مكونات البلاد الدينية والثقافية.
