Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ملالي إيران يلقون حبل نجاة إلى بايدن

على واشنطن استخدام كل الأدوات الدبلوماسية والاقتصادية التي في متناولها لمساعدة الشعب الإيراني

الشعب الإيراني بقيادة نسائه يمنح جو بايدن فرصة تاريخية لإضعاف روسيا (أ ب)

تحت هذا العنوان، اعتبر والتر راسل ميد، كاتب الرأي في عموده الدوري في "وول ستريت جورنال"، أن تأييد الولايات المتحدة للحريات في إيران سيعزز مصالحها ويؤثر سلباً في روسيا. وكتب يقول إن روسيا والصين وإيران في تحالف يسعى إلى الحلول محل الولايات المتحدة بمثلها الليبرالية، وإن أوكرانيا هي ساحة الحرب الأساسية والنشطة لهذا التحالف. "غير أن جو بايدن رجل محظوظ، فقد أنقذته شجاعة الشعب الأوكراني من نصر روسي، والآن يعرض عليه الشعب الإيراني بقيادة نسائه فرصة تاريخية لإضعاف روسيا، وتقليص أوجه الضعف البعيدة الأجل التي تعانيها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وإعادة شيء من الحذر والوعي إلى السياسة الخارجية الصينية".

ولفت ميد، الزميل في الاستراتيجية في معهد هدسون وأستاذ الشؤون الخارجية في كلية بارد، إلى أن إيران ردت على التهديدات الأميركية ببيع مسيرات إلى روسيا مكنت الأخيرة من ضرب البنية التحتية الكهربائية في أوكرانيا، مما يهدد الصناعة الأوكرانية بالتوقف والشعب الأوكراني بشتاء مظلم وبارد، معتبراً أن إيران بذلك ترد جميل روسيا في سوريا حيث تمكنت موسكو من إبقاء حليف طهران، بشار الأسد، في السلطة في دمشق. "ثم دخلت النساء الإيرانيات على الخط، فمقاومتهن لتعصب رجال الدين يفتح الباب أمام مرحلة جديدة في تاريخ إيران والعالم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومع اعتراف ميد بأن انتصار المحتجين الإيرانيين لا يمكن الجزم به، ولاسيما أن ثورات الشرق الأوسط الساعية إلى الديمقراطية لم تؤت ثماراً مشجعة، بما يتطلب من محتجي إيران التوحد وراء قادة يملكون برنامجاً سياسياً، "يعد استخدام أميركا الأدوات الدبلوماسية والاقتصادية كلها التي في متناولها لمساعدة الشعب الإيراني في قتاله من أجل الحرية هو في آن الأمر الصائب والطريقة المثلى لتعزيز المصالح الأميركية في هذا الوقت الحاسم"، لافتاً إلى أن التوقيت الأنسب للعمل هو الآن، لأن قادة إيران يفتقرون إلى الكفاءة وقاموا بعزل أنفسهم إلى درجة غير مسبوقة.

وأشار الأكاديمي الأميركي في مقالته إلى أن تحالف قادة إيران مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يضعهم في مواجهة أوروبا والولايات المتحدة معاً، فمبيعاتهم للأسلحة إلى روسيا تخالف حظراً في هذا الصدد فرضه مجلس الأمن الدولي، وأقنع عنادهم في المفاوضات النووية معظم الأوروبيين أنهم هم العقبة الأولى أمام التوصل إلى اتفاق معقول، وليس الولايات المتحدة، في حين أقنع استهتارهم دولياً واضطرابهم محلياً "الشركات الأوروبية الذكية" بأن الرهان عليهم سيئ.

وحض الكاتب الولايات المتحدة على التعاون مع أوروبا على تعزيز العقوبات على إيران لبيعها أسلحة إلى روسيا، وقمع السوق السوداء التي تبيع فيها إيران نفطها، وشل النظام الإيراني اقتصادياً لتقويضه. وشدد على أن طمأنة الشعب الإيراني بأن العلاقات الاقتصادية ستعود طبيعية بسرعة فور تشكيل حكومة تلتزم القانون في طهران، كفيلة بتشجيع معارضي النظام الإيراني على التصعيد. كذلك دعا واشنطن إلى توفير الإنترنت في المناطق حيث يحظرها النظام، وتوفير المساعدة غير العسكرية للمعارضين الإيرانيين وإلى التقارب مع البلدان الشرق أوسطية التي تناوئ إيران بهدف إضعاف نظام طهران ووكلائه في المنطقة.

واعتبر ميد أن إنهاء دكتاتورية رجال الدين في إيران التي قمعت شعبها وزعزعت السلام في الشرق الأوسط ستشكل "نعمة" لواشنطن وحلفائها في المنطقة ولقضية الحرية حول العالم. "وستخسر روسيا القدرة على الوصول إلى بعض الصواريخ التي تأمل أن تسحق بها أوكرانيا. وسيصبح وضع روسيا في سوريا غير مستدام وستواجه دكتاتورية الأسد حساباً عادلاً. ومع عودة النفط الإيراني للأسواق ستتراجع أسعار الخام وستشكل عودة إيران للاقتصاد العالمي فرصة للشركات الأوروبية في هذا الوقت العصيب، وستتمكن الولايات المتحدة من تقليص وجودها العسكري في المنطقة من دون أن تقلق على أمن حلفائها. وستفكر الصين في صلابة القوة الأميركية. وسيبدو النظام العالمي الهش حالياً فجأة أمتن بكثير".

وختم ميد مقالته قائلاً، "لا يخلو دعم الشعب الإيراني من خطر، لكن السياسة التي تنتهجها الولايات المتحدة إزاء إيران اليوم لا يحكمها سوى الفشل المحتم. لقد قدم الملالي فرصة غير مسبوقة إلى الرئيس بايدن، ولنأمل أنه سيتلقفها بيديه الاثنتين".

المزيد من تحلیل