Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إيران تهدد بريطانيا بـ"القرصنة"... لندن: المستهدف هو سوريا​

​تبلغ قيمة الناقلة التي احتجزتها سلطات جبل طارق مع شحنتها أكثر من 200 مليون دولار

ناقلة النفط العملاقة "غريس 1" بالقرب من جبل طارق (أ.ف.ب)

عكس التهديد الإيراني بالانتقام من احتجاز ناقلة النفط العملاقة "غريس 1" في جبل طارق، مدى تأذي طهران من الإجراء البريطاني، خصوصاً أن قيمة الناقلة مع شحنتها تبلغ أكثر من 200 مليون دولار. فعلى مدى الأعوام الثمانية من الحرب في سوريا، لم تتوقف إمدادات النفط من إيران إلى حليفتها، على الرغم من عقوبات الاتحاد الأوروبي.

ويشير الحادث إلى تدهور العلاقات بين طهران ولندن في ما يتعلق بعدد من القضايا. وقد طالبت إيران بـ"الإفراج الفوري" عن الناقلة التي ترفع علم بنما، ودانت اعتراض السفينة، معتبرةً أنها "عملية قرصنة". ولوّحت بلسان أحد مسؤوليها بالاستيلاء على سفينة بريطانية في مياه الخليج، فيما اعتبر أحد نوابها أن "مصادرة ناقلة النفط هو دليل على أن المملكة المتحدة تفتقر إلى الشرف وتتلقى أوامر من الولايات المتحدة"، على حدّ تعبيره.

وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون وصف ضبط الناقلة بأنه "خبر ممتاز". أما وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت، فاعتبر أن هذا "الإجراء سيحرم النظام القاتل للرئيس السوري بشار الأسد من الموارد القيّمة"، علماً أن وجهة السفينة كانت ميناء بانياس السوري الذي تشمله عقوبات الاتحاد الأوروبي.​

سوريا المقصودة

المتحدثة باسم الخارجية البريطانية في المنطقة آليسون كينغ، فضّلت عدم التعليق على تهديد المسؤول الإيراني. وقالت لـ"اندبندنت عربية" إن حكومتها "لا ترغب في الدخول في تراشق كلامي مع إيران عبر الإعلام"، مضيفةً "الدبلوماسية البريطانية تختلف عن دبلوماسية الرئيس الأميركي دونالد ترمب. فالتركيز الراهن ينصب على الحفاظ على الاتفاق النووي الموقّع بين طهران ودول 5 + 1، والتحديات كثيرة في هذا الصدد".

وأكدت كينغ أن "احتجاز الناقلة الإيرانية من جانب قوات البحرية البريطانية لم يكن يستهدف إيران، بل سوريا التي تحاول خرق العقوبات الأوروبية المفروضة عليها"، مشيرةً إلى وجود تنسيق بين سلطات جبل طارق ولندن. ووصفت العمل بأنه "قانوني"، لأن الناقلة خرقت الحصار المفروض على سوريا، موضحةً أن عملية الاحتجاز جاءت ضمن السياسة الأوروبية المعتمدة تجاه النظام السوري.​

أول إجراء

هذه هي المرة الأولى التي تسعى فيها دولة أوروبية إلى حجز شحنات نفط إلى سوريا، التي تعرضت لعقوبات من بروكسل نتيجة ممارسات نظامها منذ اندلاع النزاع عام 2011.

وكانت إيران تزود بانتظام نظام الأسد بالوقود طوال الحرب، كجزء من جهودها لإبقائه في السلطة.

وفي معلوماتٍ متداولة، يبدو أن ناقلة النفط العملاقة قامت برحلة دائرية من إيران حول رأس الرجاء الصالح في أفريقيا، ومن ثمّ إلى البحر الأبيض المتوسط ​​لتجنب عبور قناة السويس، وهو الطريق الذي سلكته سابقاً ناقلات النفط التي تبحر بين إيران وسوريا. وكانت السلطات المصرية احتجزت سفينة تحمل النفط الإيراني إلى سوريا في القناة في وقت سابق من هذه السنة.

لندن ومدريد

وزير الخارجية الإسباني جوزيف بوريل أوضح أن "العملية تمت بناءً على طلب قدمته واشنطن إلى المملكة المتحدة". فهل يشعل التصرف البريطاني فتيل أزمة مع إسبانيا، خصوصاً أن مدريد في نزاع مع لندن بشأن السيادة على جبل طارق؟

تجيب كينغ "نحو 97 في المئة من سكان جبل طارق صوتوا للبقاء تحت السيطرة البريطانية، وهناك اتفاق يعود إلى القرن 18 متمثل في معاهدة أوتريخت لعام 1713، حين مُنحت منطقة مضيق جبل طارق إلى بريطانيا".

وأشارت إلى أن حكومة جبل طارق كانت مسؤولة عن العملية التي احتُجزت بموجبها السفينة الإيرانية، قائلةً إن "السياسة الخارجية لجبل طارق تتطابق مع نظيرتها البريطانية، وبالتالي التزمت سلطات جبل طارق تنفيذ العقوبات الأوروبية والأممية المفروضة على سوريا".

عشرات الحوادث

سبق أن اتُّهمت إيران باستهداف سفن وناقلات، من قبل عدد من الدول، بين الخليج والبحر الأحمر، وبأنها باتت تشكل تهديداً لحرية الملاحة والأمن البحري في المنطقة.

وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، أصدرت "مجموعة العمل الخاصة بإيران" التابعة لوزارة الخارجية الأميركية تقريراً رصدت فيه دعم إيران للإرهاب وبرنامج الصواريخ والأنشطة المالية غير المشروعة والتهديد للأمن البحري.

وبحسب التقرير الذي استند إلى قائد القيادة المركزية الأميركية جوزف فوتيل، فقد انخرطت طائرات صغيرة، مخصصة للهجوم السريع ضمن تشكيلات الحرس الثوري الإيراني للقيام بمضايقات "غير آمنة وغير مهنية" للسفن البحرية الأميركية في المياه الدولية في مناسبات عدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي عام 2017، سجلت البحرية الأميركية 14 حالة من هذا القبيل، بينما سجلت في عامي 2015 و2016، ما بين 22 و36 حادثاً، كاد يؤدي إلى اصطدام بين سفن الجانبين. وفي يوليو (تموز) 2017، اقتربت سفينة تابعة لقوات الحرس الثوري نحو عشرات الأمتار من مدمّرة أميركية، ما اضطُرها إلى إطلاق عيارات تحذيرية. واستخدم الحرس الثوري طائرة مسيّرة للاقتراب من السفن الأميركية. وفي أغسطس (آب) 2017، حلقت طائرة بلا طيّار إيرانية غير مسلحة بالقرب من المدمرة الأميركية "نيميتز"، بينما كانت طائرات مقاتلة تحطّ ليلاً، ما شكل تهديداً لسلامة الطيارين والطاقم.

وفي مارس (آذار) ،2017 استولى الحرس الثوري على السفينة الملكية البريطانية "كورنوال" بالقرب من مصب شط العرب. وعلى مدى 15 يوماً، احتُجز البحارة البريطانيون.

وادّعى النظام الإيراني أن البحارة اعترفوا بالقيام بدوريات في المياه الإيرانية بشكل غير قانوني، لكن الحكومة البريطانية نفت ذلك. وذكر البحارة بعد إطلاقهم، في وقت لاحق، أنهم هُددوا بالسجن لمدة تصل إلى سبع سنوات إذا لم يعترفوا بأنهم دخلوا المياه الإيرانية.​

استخدام الحوثيين

وفق الخارجية الأميركية، يشكل دعم إيران للمقاتلين الحوثيين في اليمن تهديداً متصاعداً للمصالح العسكرية والتجارية.

ففي يناير (كانون الثاني) 2017، هاجمت سفينة حربية الفرقاطة البحرية الملكية السعودية "المدينة". ورجّحت واشنطن أن تكون العملية من تدبير الحرس الثوري. ومنذ ذلك الحين، نفذ الحوثيون هجمات ضد سفن تجارية سعودية، بما في ذلك هجوم في يوليو 2018 على ناقلة سعودية في البحر الأحمر.

وفي مايو (أيار) الماضي، تعرضت ناقلتا نفط سعوديتان لأعمال تخريب في مياه الخليج، بعد تعرض أربع سفن تجارية لهجمات قبالة ميناء الفجيرة الإماراتي. وفي يونيو (حزيران) الماضي، تعرضت ناقلة النفط "فرونت ألتير" المملوكة لمجموعة "فرونتلاين" النرويجية لهجوم في خليج عُمان.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات