Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نشطاء المناخ أبرز التحديات أمام قمة العشرين فماذا يفعلون؟

رشقوا أعمال فنية بالحساء والبطاطا للفت الانتباه إلى الاحتباس الحراري وتحذيرات من ضيق الوقت المتبقي لضمان مستقبل صالح

نشطاء مجموعة "الجيل الأخير" يغلقون طريقًا سريعًا في برلين (مواقع التواصل)

يجتمع قادة مجموعة العشرين في مدينة بالي بإندونيسيا خلال الفترة الممتدة بين 15 و16 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وسط أزمات اقتصادية واجتماعية تلف العالم، لكن على عادة كل عام، ستواجه القمة احتجاجات نشطاء البيئة الذين يطالبون بإجراءات لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري ومواجهة الاحتباس الحراري.

وكانت الحرب المندلعة في قلب أوروبا قد هيمنت على اجتماعات وزراء المالية والخارجية للمجموعة في يوليو (تموز) الماضي، وقد تهيمن تلك الحرب على أجواء القمة المقبلة بالمستوى نفسه أو أكثر، ويتخوف بعض المراقبين من أن تنتهي القمة إلى ما انتهت إليه اجتماعات وزراء خارجية دول المجموعة دون بيان ختامي أو صورة جماعية، إضافة إلى تعثر الوصول إلى اتفاقيات أو آليات عمل حول القضايا الرئيسة المطروحة على أجندة الاجتماعات.

مجموعة العشرين

مجموعة العشرين هي منتدى دولي يجمع الحكومات ومحافظي البنوك المركزية من 19 دولة والاتحاد الأوروبي، تأسست المنظمة عام 1999، بهدف مناقشة السياسات المتعلقة بتعزيز الاستقرار المالي الدولي، وأيضاً لمعالجة القضايا التي تتجاوز مسؤوليات أي شخص، ووسعت مجموعة العشرين جدول أعمالها منذ عام 2008، حيث أصبح يشارك في قممها رؤساء الحكومات أو رؤساء الدول، فضلاً عن وزراء المالية ووزراء الخارجية ومراكز الفكر، وأهمية هذه المجموعة أنها تضم اقتصادات دول تمثل مجتمعة نحو 90 في المئة من إجمالي الناتج العالمي، و80 في المئة من التجارة العالمية، وثلثي سكان العالم، ونحو نصف مساحة اليابسة في العالم.

منذ نشأتها، تتعرض سياسات مجموعة العشرين لانتقادات من قبل بعض المثقفين ونشطاء بيئيين، وكانت قممها مكاناً لاحتجاجات كبيرة، وتكثر في الآونة الأخيرة الاحتجاجات التي ينظمها نشطاء البيئة، وتكتسب حركات المناخ مزيداً من الراديكالية لمواجهة نتائج الاحتباس الحراري حول العالم.

وحذر التقرير الأخير لخبراء المناخ في الأمم المتحدة من ضيق الوقت المتبقي لضمان "مستقبل صالح للعيش" للبشرية، إذ يموت مئات آلاف من الناس كل عام من الآثار المباشرة وغير المباشرة للاحتباس الحراري في جميع أنحاء العالم، وفي حين أن التقارير العلمية والمخاطر واضحة وفقاً للأمم المتحدة، فإن التزامات الدول الموقعة على اتفاقية باريس لا تزال "بعيدة جداً" عن المطلوب.

هجمات على أعمال فنية

وفي هذا السياق تتزايد الهجمات على الأعمال الفنية، وبحسب مرتكبيها فإن ذلك بهدف زيادة الوعي العام حول ظاهرة الاحتباس، وبدأ كل شيء عندما ألقى رجل فطيرة على لوحة الموناليزا الثمينة لليوناردو دافنشي في مايو (أيار) الماضي، وهو يصرخ، "هناك أناس يدمرون الأرض، إلى جميع الفنانين، فكروا في الأرض، لهذا السبب فعلت هذا، فكروا في الكوكب".

وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، قال شهود عيان، إن رجلاً كان يرتدي باروكة وزي امرأة جالساً على كرسي متحرك يقف أمام تحفة ليوناردو دافنشي الشهيرة قبل أن يقفز فجأة على قدميه ويطلق فطيرة على القماش.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي يوليو الماضي، في غلاسكو، نظم نشطاء المناخ احتجاجاً مطالبين باتخاذ إجراءات سريعة للتصدي لتغير المناخ، وتمدد المتظاهرون على الأرض في إحدى أكثر مناطق التسوق ازدحاماً في المدينة، وقد التفوا بملاءات بيضاء رمزاً للأكفان محددين "أسباب الوفاة" ومنها الإجهاد الحراري والمجاعة وندرة المياه.

 وهددت بعض الجماعات بأنها ستنظم مزيداً من التظاهرات المعرقلة في الخريف حول مقر البرلمان، وطالبت المجموعات الحكومة البريطانية بخفض فواتير الطاقة وسط أزمة غلاء المعيشة التي يتوقع أن تفاقم الضغوط على الأسر مع ازدياد برودة الطقس.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، هرع نشطاء البيئة إلى موقع توقف الطائرات الخاصة بمطار سخيبول في أمستردام في محاولة لمنعها من الإقلاع، وتجمع المئات في المطار وحوله في تظاهرة ضد التلوث نظمتها منظمة "غرينبيس" وجماعة "إكستنشن ريبليون" المدافعة عن المناخ، ولم يسجل أي تأخير في الرحلات الجوية التجارية بسبب هذه الحادثة.

حساء وبطاطا للفت الانتباه

وفي هذا السياق ألقت ناشطات في روما، الجمعة، حساء على لوحة لفنسنت فان غوخ محمية بالزجاج في محاولة للفت الانتباه إلى التغير المناخي، فيما سارع وزير الثقافة الإيطالي إلى إدانة هذا التحرك الاحتجاجي معتبراً أنه "حقير"، واستهدفت الناشطات لوحة "الزارع" التي رسمها فان غوخ عام 1888 ويبدو فيها فلاح ينثر البذور في حقله مع شمس ضخمة في الخلفية، إلا أن القطعة المحمية بالزجاج الموجودة ضمن معرض مخصص للرسام الهولندي في "بالاتزو بونابرت" في بياتزا فينيسيا بوسط روما، لم تصب بأية أضرار. واعتبر وزير الثقافة الإيطالي جينارو سانجوليانو في بيان أن "الهجوم على الفن عمل حقير يجب إدانته بشدة"، وقال، "الثقافة التي هي أساس هويتنا يجب الدفاع عنها وحمايتها، وبالتأكيد ينبغي ألا تستخدم كمكبر صوت لأشكال أخرى من الاحتجاج".

من جهتها وصفت مجموعة "لاست جينيريشن" للدفاع عن المناخ هذا التحرك بأنه "صرخة يائسة ومبنية على أسس علمية لا يمكن اعتبارها مجرد تخريب". وأكدت المجموعة في بيان أن "التحركات المباشرة غير العنيفة ستستمر حتى يحصل المواطنون على إجابات من حكوماتهم في شأن مطالبهم بوقف الغاز والفحم والاستثمار في 20 غيغاوات على الأقل من الطاقة المتجددة"، وأظهر مقطع فيديو صور داخل المعرض شابتين ترميان مادة سائلة في اتجاه اللوحة، ثم انضمت إليهما امرأة أخرى وألصقت الثلاث أيديهن على جدار الغرفة وسط صرخات السخط من الزوار.

وألقت ناشطتان مناخيتان من "لاست جينيريشن" أكتوبر الماضي بطاطا مهروسة على لوحة الرسام الفرنسي كلود مونيه "الرحى" المحمية بالزجاج المعروضة في متحف باربريني في مدينة بوتسدام الألماني، كذلك استهدف ناشطون بيئيون لوحة "الفتاة ذات القرط اللؤلؤي" التي رسمها يوهانس فيرمير في متحف موريتشيس في لاهاي، كما ألقى ناشطان بيئيان ينتميان إلى حركة  "Just Stop Oil"، حساءً على لوحة "عباد الشمس" للرسام الهولندي فنسنت فان غوخ، المعروضة في "المعرض الوطني" بالعاصمة البريطانية لندن، وبين مقطع فيديو أن الناشطين رميا إحدى أشهر لوحات فان غوخ بحساء البندورة، وتطالب هذه الحركة بالوقف الفوري لأي مشروع نفطي أو غازي جديد، فيما تقدر قيمة لوحة فان غوخ بأكثر من 84 مليون دولار.

وألصق ناشطان مناخيان أيديهما بالغراء على الحماية الزجاجية للوحة "مجزرة في كوريا"، التي رسمها الرسام الإسباني بابلو بيكاسو، المعروضة حالياً في متحف في مدينة ملبورن الأسترالية، من دون إلحاق أي ضرر باللوحة، وفق ما أعلنت الشرطة الأسترالية، وأظهرت صور نشرتها حركة "إكستنكشن ريبيلين" على مواقع التواصل الاجتماعي الناشطين اللذين ارتديا ملابس سوداء وأيديهما ملتصقة على العمل المعروض في غرفة داخل "معرض فيكتوريا الوطني" في ملبورن، وتحت قدميهما وضعت لافتة سوداء تحمل شعار "فوضى المناخ = حرب مجاعة"، وكان بالقرب منهما رجل يرتدي قميصاً عليه رمز الحركة الناشطة من أجل المناخ، وهو ساعة رملية محاطة بدائرة.

الحركات البيئية

غرينبيس أو منظمة السلام الأخضر هي منظمة بيئية عالمية غير حكومية، تملك مكاتب في أكثر من أربعين دولة حول العالم مع هيئة تنسيق دولية في أمستردام بهولندا، تهدف المنظمة إلى "ضمانة قدرة الأرض على تغذية الكائنات الحية بجميع تنوعها"، وبذلك تركز في حملاتها البيئية على قضايا ذات أهمية عالمية، مثل، ظاهرة الاحتباس الحراري والتعدي على الغابات والصيد الجائر والصيد التجاري للحيتان وهندسة الجينات ومناهضة جميع القضايا النووية، ولتحقيق أهدافها تستخدم المنظمة طرقاً سلمية عدة مثل التحرك المباشر وجمع مؤيدين حول القضايا البيئية والعمل على إصدار بحوث ودراسات علمية.

ولا تقبل المنظمة التمويل من الحكومات أو الشركات أو الأحزاب السياسية، وهي تعتمد على 2.9 مليون فرد داعم لها على مستوى العالم، إضافة إلى المنح التي توهب للمنظمة، ولدى منظمة السلام الأخضر مركز استشاري عام في مجلس الأمم المتحدة الاقتصادي والاجتماعي، وهي عضو مؤسس في ميثاق مساءلة المنظمات الدولية غير الحكومية تعمل على تعزيز المساءلة والشفافية في المنظمات غير الحكومية.

"الجيل الأخير" أو "Last Generation" هي مجموعة ألمانية تنشط في مجال المناخ منذ أكثر من عام، بعد حادثة رمي البطاطا المهروسة، شرح المتظاهرون دوافعهم وقالوا إن الخدعة صممت لتكون بمثابة دعوة للاستيقاظ في مواجهة كارثة مناخية، وأضاف أحد النشطاء في مقطع فيديو للحادثة على موقع "تويتر"، "الناس يتضورون جوعاً، الناس يتجمدون، الناس يموتون، نحن في كارثة مناخية وكل ما تخشاه هو حساء الطماطم أو البطاطس المهروسة على لوحة، هل تعرف ما أخاف منه؟ أنا خائف لأن العلم يخبرنا أننا لن نكون قادرين على إطعام عائلاتنا عام 2050".

"إكستنشن ريبيلين" أو "Extinction Rebellion"وهي حركة بيئية عالمية، بهدف معلن هو استخدام العصيان المدني اللاعنفي لإجبار الحكومة على تجنب نقاط التحول في النظام المناخي، وفقدان التنوع البيولوجي، تم تأسيسها في المملكة المتحدة مايو 2018 من قبل جيل برادبروك، سيمون برامويل، وروجر هالام جنباً إلى جنب مع ثمانية مؤسسين آخرين من حملة  Rising Up. كان أول عمل رئيس لها هو احتلال مكاتب لندن غرينبيس في 17 أكتوبر 2018، وأعقب ذلك "إعلان التمرد" في 31 أكتوبر 2018 خارج برلمان بريطانيا، وفي وقت سابق من ذلك الشهر، وقع نحو مئة أكاديمي على دعوة للعمل لدعمهم، وفي نوفمبر 2018، حوصرت خمسة جسور عبر نهر التايمز في لندن، وفي أبريل 2019، احتلت الحركة خمسة مواقع بارزة وسط لندن، ميدان بيكاديللي، وسيرك أكسفورد، وماربل آرش، وجسر واترلو، والمنطقة المحيطة بساحة البرلمان.

Just stop Oil هي مجموعة ناشطة بيئية في المملكة المتحدة تستخدم المقاومة المدنية والعمل المباشر بهدف ضمان التزام الحكومة البريطانية وقف ترخيص وإنتاج الوقود الأحفوري الجديد أطلقت في 14 فبراير (شباط) الماضي، وقامت بعملية تخريب واسعة النطاق شملت محطات وقود وبنزين وتسببت بتوقف المضخات عن العمل، ولم يكتفوا بذلك بل رفعوا شعار حملتهم "جاست ستوب أويل" على تلك المحطات، وتعرضت الجماعة لانتقادات بسبب أساليبها الاحتجاجية التي تضمنت إغلاق الطرق والتخريب.

المزيد من بيئة