حاول الرئيس الأميركي جو بايدن إنقاذ الديمقراطيين من هزيمة في انتخابات منتصف الولاية، الأسبوع المقبل، بعد ساعات من خطاب دراماتيكي وصف فيه الانتخابات بأنها لحظة حاسمة بالنسبة إلى الديمقراطية الأميركية.
وكان بايدن متوجهاً إلى ولايات نيومكسيكو وكاليفورنيا وإلينوي، قبل أن ينهي، السبت الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، في بنسلفانيا، تنقلاته الكثيرة في المعركة الانتخابية الحاسمة.
معاقل الديمقراطيين
ويمضي الرئيس كثيراً من الوقت في حملته الانتخابية في مناطق تعتبر معاقل الديمقراطيين، مثل كاليفورنيا، ما يشير إلى اعتماد الحزب سياسة دفاعية.
من جهته، انتقل الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترمب الذي لا يزال يتمتع بقبضة قوية على الحزب الجمهوري إلى مرحلة الهجوم. وخلال تجمع في ولاية آيوا، لم يبق ترمب كثيراً من الشكوك في ما يتعلق بخططه السياسية. وقال لمؤيديه "سأترشح على الأرجح" للانتخابات. وأضاف "استعدوا، هذا كل ما يمكنني قوله. سنستعيد أميركا، والأهم من ذلك، في عام 2024 سنستعيد بيتنا الأبيض الرائع". وتابع أنه في غضون ذلك سيكون 2022 "العام الذي سنستعيد فيه الكونغرس، وسوف نستعيد مجلس الشيوخ".
غالبية ضئيلة
وترجح استطلاعات الرأي فوز الجمهوريين بمجلس النواب وربما مجلس الشيوخ. وحالياً، يحظى الديمقراطيون بغالبية ضئيلة في المجلسين، لكن الحزب خسر شعبيته بسبب سخط شعبي من التضخم المرتفع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكد بايدن في خطاب ألقاه في واشنطن، مساء الأربعاء، أن منافسة الأسبوع المقبل تتجاوز كونها مجرد سياسات انتخابية، مشيراً إلى أن مئات المرشحين الجمهوريين لمناصب في مختلف أنحاء البلاد انضموا إلى نظرية المؤامرة الكاذبة لليمين المتطرف التي يقودها ترمب ومفادها بأن الانتخابات الرئاسية عام 2020 كانت مزورة.
وثائق سرية
وعاد ترمب ليبرز كأقوى شخصية في الحزب الجمهوري، ويتوقع كثيرون إعادة ترشحه في عام 2024، على الرغم من خضوعه للتحقيق بتهمة الاحتفاظ بوثائق سرية جداً في منتجعه في فلوريدا وتعرضه للمساءلة مرتين خلال ولايته الرئاسية.
ولا يزال ترمب الذي يثير الانقسامات ويعد بطلاً في نظر ملايين الأميركيين، في الطليعة على لائحة المرشحين الرافضين نتيجة الانتخابات. ومن المقرر أن يقيم تجمعاً انتخابياً له في ولاية أيوا.
"تخريب النظام الانتخابي"
ومع انتقاد المحافظين للإدارة الأميركية في شأن التضخم والجريمة والهجرة غير الشرعية، استخدم بايدن (79 عاماً) خطابه، الأربعاء، لمهاجمة ترمب وأنصاره، واصفاً إياهم بأنهم يطرحون تهديداً أكبر على البلاد. وقال بايدن "هناك مرشحون يتنافسون على مناصب من كل المستويات في أميركا، لا يلتزمون قبول نتائج الانتخابات التي يخوضونها". وأضاف أن هدفهم كان اتباع نهج ترمب ومحاولة "تخريب النظام الانتخابي"، مشيراً إلى أن هناك أكثر من 300 جمهوري ينكرون نتائج الانتخابات يشاركون في السباقات الانتخابية في كل أنحاء البلاد هذا العام. وتابع "لقد شجعوا على العنف وترهيب الناخبين والمسؤولين عن الاقتراع" بعد أقل من عامين على قيام حشد من أنصار ترمب بالهجوم على مبنى الكابيتول في محاولة لإلغاء نتيجة انتخابات عام 2020. وقال "هذا هو السبيل إلى الفوضى في أميركا. إنه أمر غير مسبوق وغير قانوني ومناف لقيم أميركا".
وفي أعقاب هجوم عنيف على زوج رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي، زاد بشكل كبير من مخاوف الخطاب السياسي المشحون، حض بايدن الأميركيين على الاتحاد دفاعاً عن الديمقراطية.
وبعد 22 شهراً على الهجوم على مبنى الكابيتول، أظهرت استطلاعات الرأي أن الناخبين الأميركيين أكثر اهتماماً بالأوضاع الاقتصادية.
ورداً على خطاب بايدن، اتهم زعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفين مكارثي الرئيس برفض "معالجة مخاوف الأميركيين الرئيسة"، وكتب على "تويتر" "بعد ستة أيام، سيفوز الجمهوريون بشكل مقنع وسيساعدون في إعادة وضع أميركا على المسار الصحيح".