Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العجلة استخدمت بداية لصناعة الفخار لا للسيارات

العلماء يعتقدون أنها السمة المميزة لابتكار الإنسان

أسهمت العجلة في الثورة الزراعية للإنسان وجاء إسهامها الأوضح مع دخول الثورة الصناعية (pexels)

على مر التاريخ كانت معظم الاختراعات البشرية مستوحاة من الطبيعة، لكن "العجلة هي ابتكار الإنسان العاقل 100 في المئة"، وهذا ما يشير إليه علماء الأثار دائماً، فهم يعتبرون أن العجلة هي السمة المميزة لابتكار الإنسان.

تاريخ العجلة

يختلف تأريخ ظهور العجلة فمنهم من يقول إنها اخترعت منذ 5500 قبل الميلاد، وآخرون منذ 3500 قبل الميلاد، لكن المتفق عليه أنها استخدمت في حضارة بلاد ما بين النهرين لصنع الفخار في مدينة أور السومرية ثم مرت 2000 سنة أخرى أو نحو ذلك قبل أن يطور الإغريق القدماء فكرة العجلة بما يكفي لاستخدامها في حمل الأغراض.

ولقد تأخر اختراع العجلة إذ جاء بعد اكتشاف الزراعة والقوارب والقماش المنسوج والفخار، وذلك خلال الانتقال بين العصرين الحجري الحديث والبرونزي، وكانت أقدم العجلات مصنوعة من الخشب مع وجود ثقب في قلب المحور.

ولا أحد يعرف بالضبط من اخترع العجلة، إذ ظهرت العربات ذات العجلات في وقت لاحق في مناطق مختلفة بأنحاء الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية.

وحوالى عام 1975 اكتشف علماء الآثار وعاء برونوسيس، وهو مزهرية خزفية في قرية بولندية، ويعتقد أنه من العصر الحجري الحديث ويعود تحديداً لما بين 3635 و3370 قبل الميلاد، إذ يتميز بأقدم تصوير معروف لما يحتمل أن يكون مركبة ذات عجلات.

كما اكتشف علماء آثار سلوفانيون عام 2002 ما قالوا إنها أقدم عجلة خشبية، وقد عثروا عليها على بعد حوالى 12 ميلاً (20 كيلومتراً) جنوب شرقي ليوبليانا.

العجلة والمحور

ويقول علماء الآثار إن اختراع العجلة تأخر كثيراً نسبة لأهميته وللثورة التي أحدثها، فكلما دارت عجلة الزمن كلما زاد استخدام هذا الاكتشاف في كل مفصل من مفاصل الحياة، لكن الاختراع الأهم والأصعب الذي رافق العجلة هو "المحور" ويعتبر الأصعب، فقد احتاج إلى مجموعة من التطورات المختلفة التي تحدث في وقت واحد تقريباً.

 

وتضمنت العربات الأولى تصميماً ثابتاً للعجلات والمحاور لتدور العجلة والمحور معاً، واستخدمت الأوتاد لتثبيت العجلة والمحور في مكانهما، ولم تصمم العربات التي استخدمت ثقوباً بدلاً من الأوتاد إلا في وقت لاحق من تاريخ العجلات.

ويعتبر الأصعب لأنه من أجل إنشاء محور ثابت بعجلات دوارة يجب أن تكون نهايات المحور والثقوب الموجودة في وسط العجلات سلسة ومستديرة تماماً تقريباً، كما كان على المحاور أيضاً أن تتناسب بشكل مريح داخل الثقوب الموجودة في العجلات بما يكفي لتكون حرة في الدوران، وهذا هو السبب في أن تطوير المحور ربما لم يحدث إلا بعد حوالى 3500 قبل الميلاد عندما صنع أول أزميل معدني وحفرت به الثقوب والمحاور بشكل دقيق.

من الفخار إلى العربات

إن أول عجلة اخترعت لم تكن لأجل العربات بل من أجل صناعة الفخار، وتتكون من عجلة علوية يوضع عليها الفخار وأخرى في الأسفل تكون أثقل منها ليستطيع الحرفي التحكم بها، وأسهمت في تحويل الفخار من حرفة إلى صناعة كبيرة آنذاك.

 

وقبل اختراع العجلة كان الإنسان ينقل حاجاته عبر زلاجات كانت عبارة عن سطح من الخشب مثبت على قطعتين من جذوع الشجر، وفي البداية كان يستخدم قوته العضلية لسحبها ثم استبدلها بالحيوانات مثل الحمار والثور والحصان، وبعدها لاحظ أنه لو وضع جذوعاً من الشجر تحت هذا المزلاج فسيقلل الاحتكاك ويتحرك أسرع، ولكن هذا لم ينف ضرورة وضع جهده، إذ كان يحتاج إلى نقل جذوع الشجر من خلف الزلاجة ليضعها أمامها وتمضي قدماً.

ثم ظهر أحدهم وقرر قطع قطعتين من الخشب وتثبيتهما على أطراف الزلاجة، وعليه كانت أول عربة.

ولذلك فإن اختراع العجلة أسهم في تطوير العربات بخاصة ذات العجلات، إذ كان لها أثر عميق في الاقتصاد البشري والمجتمع كوسيلة ناجعة لنقل البضائع مسافات طويلة، مما أسهم في توسيع شبكات التجارة.

تطور العجلات

لقد أسهمت العجلات في الثورة الزراعية للإنسان، وجاء إسهامها الأوضح مع دخول الثورة الصناعية، إذ كانت العجلة في مقدم الاهتمامات ودخلت ضمن مكونات المحركات البخارية التي أحدثت تحولاً حضارياً.

 

واستطاع البريطاني جون دنلوب عام 1845 اكتشاف الدواليب الهوائية، ثم تلاه الفرنسي إدوار ميشلان عام 1895، الذي تمكن من صنع الدواليب في سيارة سباق من مدينة باريس إلى مدينة بوردو الفرنسية.

كما دخلت العجلة في صناعة التروس والساعات والهياكل الصناعية العملاقة، والأكثر أهمية على الإطلاق هي الأجزاء الميكانيكية والإلكترونية في الدوائر الكهربائية.

لقد كان تطوير العجلة (الدولاب) مستمراً عبر العصور بلا توقف، إن كان بتصميم الدولاب أو مواد صنعه، والعجلات التي نراها اليوم في السيارات والطائرات وكل نواحي الحياة وأدواتها ليست سوى تطويراً للاختراع الأول لكن الفروق هائلة، إذ كان تصميم العجلة في الماضي السحيق بسيطاً مقارنة مع عجلات الأدوات العصرية اليوم، فعجلة العصور الأولى كانت من حجر ثم من خشب، وأما عجلة العصر الحديث فمتقدمة صناعياً ومعدة خصيصاً للعب دور ضمن صيغ معقدة من التكنولوجيا الحديثة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

السيارة أحد الأشكال المتطورة للعجلة

ومن أهم وسائل النقل الحديثة السيارات، ويقال عنها في كتاب يتحدث عن تاريخ السيارات إنها إبداع تكنولوجي مهم اخترع في القرن الـ 19 كمصدر للطاقة، ويدين بوجوده لاختراع العجلة قبل آلاف السنوات.

بدأ اختراع السيارات باستخدام البخار واستمر بعد ذلك باستخدام النفط في محركات الاحتراق الداخلي، وكانت وسيلة رئيسة في نقل البشر والبضائع في الدول المتقدمة، وبعد الحرب العالمية الثانية كانت صناعة السيارات واحدة من الصناعات الأكثر نفوذاً، ولم تكتشف السيارات من قبل شخص واحد بل ظهرت مع قدوم الاختراعات الناشئة في جميع أنحاء العالم على مدار القرن تقريباً.

ومع اختراع السيارات بدأ عهد جديد في مجال النقل الذي أدى إلى تغيرات اجتماعية عميقة، لا سيما في ما يتعلق بأماكن الأفراد.

كما سهل الاختراع تطور العلاقات الاقتصادية والثقافية وأسفر عن تطوير مرافق عامة جديدة واسعة النطاق مثل الطرق ومواقف السيارات، وكانت وسيلة النقل هذه الأساس لثقافة عالمية جديدة، كما حصلت على مكانة مهمة لدى الأسر والعائلات في الدول الصناعية، وباتت شيئاً يستحيل الاستغناء عنه إلى أن أصبحت السيارات تحتل أولوية في الحياة اليومية.

وعليه يعتبر اختراع العجلة مهماً لأنه سرّع وتيرة الحياة وسهل أعمالاً كثيرة كانت تتطلب مجهوداً ووقتاً كبيرين، إذ يقول بعض علماء الأنثروبولوجي إنه لو ثبت وجود حياة خارج الأرض فسيحكم على ذكائهم ومستوى تقدمهم من اللغة واختراع العجلة.

المزيد من علوم