قتل تسعة أشخاص على الأقل بينهم أطفال في اعتداءين بسيارتين مفخختين، السبت 29 أكتوبر (تشرين الأول)، استهدفا وزارة التربية بالعاصمة الصومالية مقديشو، بحسب ما أفادت مصادر أمنية وشهود.
وتم تفجير السيارتين المفخختين بفارق دقائق قرب مفترق زوبي المزدحم وتبعه إطلاق نار.
وقال المسؤول الأمني أحمد علي "كنت من أول عناصر الأمن الذين وصلوا إلى المنطقة، ورأيت تسع جثث معظمهم من المدنيين بينهم نساء وأطفال"، مضيفاً أن العشرات أصيبوا.
وأعطى مسؤول أمني آخر هو يوسف عبدالله، حصيلة مماثلة.
مقتل أمهات
ولم يقدم المتحدث باسم الشرطة صادق دوديش حصيلة للقتلى، لكنه قال إنه يجري التحقيق في الاعتداء.
وقال للصحافيين خلال مؤتمر صحافي إن "الإرهابيين المجرمين قتلوا أمهات، وتوفيت بعضهن وأطفالهن على ظهورهن"، مضيفاً أن المهاجمين استهدفوا "الطلاب والمدنيين".
قال دوديش، إن تحرك قوات الأمن منع المهاجمين من الوصول إلى الموقع المستهدف.
وأدى الانفجاران إلى تناثر زجاج نوافذ المباني المجاورة وتطاير شظايا وتصاعد سحب من الدخان والغبار.
وأفاد الشاهد عبدالرحمن عيسى بأن عدداً كبيراً من الأشخاص كانوا موجودين على الطريق الموازي لمبنى الوزارة عند وقوع الانفجار الأول.
وأورد شاهد آخر اسمه أمينو سلاد "شاهدت دخاناً كثيفاً في محيط الوزارة وأضراراً جسيمة".
أصابع الاتهام نحو حركة "الشباب"
وقع الاعتداء عند تقاطع مزدحم، حيث انفجرت شاحنة مفخخة في 14 أكتوبر 2017 مما أسفر عن مقتل 512 شخصاً وإصابة أكثر من 290 بجروح.
ولم تتبن أي جهة الاعتداء حتى الآن، لكن السلطات الصومالية تنسب عادة هجمات مماثلة إلى متمردي حركة الشباب المتطرفة، التي ما زالت تنفذ اعتداءات في العاصمة والمدن الصومالية الكبرى.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويسعى المتشددون لإطاحة الحكومة الضعيفة المدعومة من الخارج في مقديشو منذ نحو 15 عاماً.
وطرد مقاتلو الحركة من العاصمة في 2011 على يد قوة من الاتحاد الأفريقي، لكنهم لا يزالون يسيطرون على مساحات شاسعة من الريف ولديهم القدرة على شن هجمات دامية على أهداف مدنية وعسكرية.
وتلجأ الجماعة إلى التهديد بالعنف لجمع الضرائب في الأراضي الخاضعة لسيطرتها.
وتبنت حركة الشباب هجوماً استهدف، الأسبوع الماضي، فندقاً في مدينة كيسمايو الساحلية خلف تسعة قتلى و47 جريحاً.
نشاط مكثف
وكثف الشباب نشاطهم في الأشهر الأخيرة بالصومال، البلد الفقير والمضطرب في القرن الأفريقي، وتجلى ذلك خصوصاً في هجوم كبير على فندق في مقديشو نهاية أغسطس (آب) استمر نحو 30 ساعة.
وبعد هذا الهجوم الذي أسفر عن 21 قتيلاً على الأقل و117 جريحاً، وعد الرئيس حسن شيخ محمود بـ"حرب شاملة" للقضاء على المتمردين الإسلاميين.
وفي سبتمبر (أيلول) دعا السكان إلى "الابتعاد" من المناطق التي يسيطر عليها المتشددون، مشيراً إلى أن القوات المسلحة والميليشيات القبلية تصعد الهجمات ضدهم.
عمليات عسكرية متبادلة
وأدت غارة مشتركة أميركية صومالية بمسيرة إلى مقتل أحد كبار قادة المسلحين في الأول من أكتوبر.
بعد ساعات على إعلان مقتله، أسفر تفجير ثلاثي في مدينة بلدوين الجنوبية عن مقتل ما لا يقل عن 30 شخصاً.
وفضلاً عن تمرد حركة الشباب، يعيش الصومال خطر مجاعة وشيكة تسبب بها أخطر جفاف تشهده البلاد منذ أكثر من 40 عاماً.
ويطال الجفاف 7.8 مليون شخص يشكلون نحو نصف تعداد السكان، بينهم 213 ألفاً مهددون بمجاعة خطيرة، وفق الأمم المتحدة.