Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"مضجر ورهيب"... أوجه الحياة خلال انقطاع الكهرباء في السبعينيات  في بريطانيا

مع تحذير شركاء الكهرباء الوطنية من أن البريطانيين قد يواجهون فترات انقطاع في التيار الكهربائي بسبب أزمة الطاقة، نعود بالذاكرة إلى آخر مرة غرقت فيها البلاد في الظلام

قد يصبح التقنين واقع العائلات في المملكة المتحدة في عام 2022 (كوربيس/ غيتي)

أثارت التحذيرات من انقطاع التيار الكهربائي هذا الشتاء قلق وخشية البريطانيين الذين عاصروا فترة انقطاع التيار "الرهيبة" خلال سبعينيات القرن الماضي.

وكان رئيس شركة الكهرباء الوطنية قد صرح بأن فترة تقنين الكهرباء قد تفرض على الأسر البريطانية بين الساعتين الرابعة والسابعة من بعد الظهر خلال أيام الأسبوع "القارسة [شديدة البرودة]" في الشتاء، إن قطعت أوروبا صادرات الغاز.

وقال جون بيتيغرو إن إمداد الكهرباء والغاز قد يقطع خلال "تلك الأمسيات المعتمة والقاسية في يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط)" إن كانت إمدادات الطاقة من أوروبا غير كافية بسبب الخلل الذي سببته الحرب في أوكرانيا.

لن تقدر بلدان أوروبا أن تعول على روسيا للحصول على الغاز مع اقتراب الأشهر الأكثر برودة. وعلى رغم التقشف والتقنين، قال المحللون إن استمرار انقطاع الإمداد [إمدادات الطاقة، تحديداً الغاز] من موسكو قد يؤدي إلى نقص في مخزون القارة.

 

 

وخلافاً للوضع اليوم، كان الجزء الأكبر من الطاقة الكهربائية في بريطانيا يولد باستخدام الفحم الحجري، ولذلك وقعت الأزمة في سبعينيات القرن الماضي حين صوت عمال المناجم لصالح تنفيذ إضراب احتجاجاً على [تدني] رواتبهم لمدة ستة أسابيع بين يناير وفبراير 1972.

واعتصم عمال المناجم في شركات الكهرباء في محاولة منهم لحصر إمداد الفحم، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي بشكل كبير في كل أرجاء البلاد واضطرت بعض المؤسسات التجارية إلى إغلاق أبوابها.

استمر هذا الخلاف حتى عام 1974، حين أرغم رئيس الوزراء السير إدوارد هيث على تقليص أسبوع العمل إلى ثلاثة أيام لتوفير الطاقة.

عادت أليسون هوبكينز، مديرة المبيعات المتقاعدة في مجال تكنولوجيا المعلومات، والعضو السابق في المجلس البلدي، بالذاكرة إلى أيام الضجر أثناء انقطاع الكهرباء عندما كانت في المرحلة الثانوية في سبعينيات القرن الماضي، وجلوسها في العتمة لساعات طويلة عدة أيام في الأسبوع.

وقالت السيدة هوبكينز (67 سنة)، لـ"اندبندنت"، "كانت فترة من الضجر التام والملل المرهق. كنا مجبرين على محاولة اكتشاف طرق لطهي الوجبات نحو الساعة التاسعة ليلاً أثناء انقطاع الكهرباء لمدة ثلاث ساعات".

وأضافت السيدة هوبكينز التي كانت تقطن في برينت خلال سبعينيات القرن الماضي، أن انقطاع التيار كان متكرراً، إذ كانت الكهرباء تنقطع مساءً، في أوقات الذروة، إنما أحياناً في منتتصف النهار.

وأضافت أن بعض الأشخاص كانوا يعملون ثلاثة أيام أسبوعياً، وكانت الصحف تنشر جدولاً بمواعيد تقنين التيار.

وقالت السيدة هوبكينز عن دخولها سوق العمل في شركة أصبحت في ما بعد شركة الاتصالات البريطانية "بريتيش تيليكوم"، "كان الوضع في غاية الملل، فلم تكن المكاتب مضاءة وتعين علينا العودة إلى منازلنا باكراً. لم نكن قادرين على ارتياد أي متجر أو تناول القهوة خارجاً".

"كانت فترة مضجرة وباردة ورتيبة وبعد مرور عدة سنوات من عقد السبعينيات، عانينا نقصاً في السكر وورق المراحيض".

وتابعت السيدة هوبكينز التي كانت تسكن عندها مع والديها، دونالد وشارميان ماكنتوش، بقولها إنها كانت محظوظة، إذ كانت غرفة المعيشة في منزل العائلة مزودة بموقد يعمل على الغاز، لكنها اعتمدت على مصابيح الغاز التي تستخدم [عادة] في التخييم لكي تتنقل بين أرجاء المنزل في العتمة.

ومرت جاين لان (63 سنة)، بتجربة مماثلة عندما كانت في المرحلة الدراسية الثانوية وتقطن في دونكاستر، ولكنها تتذكر أنها استخدمت الشموع عادة في المنزل، فيما أصبحت البطاريات والمصابيح سلعاً شحيحة في متاجر المعدات في المنطقة.

كما تذكر بأنه عند انقطاع التيار الكهربائي في المدرسة، كانت ترسل إلى المنزل باكراً وتجلس على ضوء الشموع وتتناول الشطائر الباردة على العشاء.

وقالت السيدة لان "كانت الكهرباء تنقطع بانتظام، في مختلف أوقات النهار. أحياناً، كانوا يخبروننا مسبقاً، ويذكرون في النشرات الإخبارية مواعيد انقطاع التيار".

"لكن المشكلة الحقيقية كانت توقيت موعد غسل الثياب، إذ فجأة تتوقف الغسالة عن العمل، وهي مليئة بالثياب. اضطررنا لحل واجباتنا المدرسية على ضوء الشموع - كان ذلك كابوساً استمر أشهراً طويلة. كان رهيباً".

"كل ما أتذكره هو عودتي من المدرسة إلى المنزل، والعتمة، والملل. في النهاية كنا نخلد إلى الفراش، نلف أنفسنا بالأغطية ونشعر بالبرد".

 

 

وقالت السيدة لان التي تسكن في ويمبلي إن والديها ترعرعا في الحرب وصدما بأن التيار ما زال ينقطع في السبعينيات. وتروي أنها وإخوانها الخمسة، كانوا يدفعون والديهم إلى "حافة الجنون"، وكانت أحياناً تجبر على عبور القرية في العتمة لتفقد جديها والجلوس معهما حتى عودة التيار الكهربائي، للتأكد من سلامتهما.

أما بوبي راوسون التي تعمل متعهدة طعام، فكان عمرها لا يتعدى ثماني أو تسع سنوات أثناء فترة انقطاع التيار، لكنها تتذكر تلك الأوقات بحب [بنبرة إيجابية وكأنها أثيرة على القلب].

وقالت السيدة راوسون التي كانت تقطن عندها شمال غربي لندن "كنا نتجمع إجمالاً في غرفة واحدة مع الشموع، ونلعب الألعاب".

وأضافت "عادة، كان أبي وأمي يعودان من العمل ويجدان التلفاز مضاءً، لكن الآن تحول الوضع إلى "يا للروعة، يريدون لعب الألعاب، هذا شيء مذهل".

"لعبنا شكلاً من الغميضة سميناه التعتيم. أتذكر قولهم لي إن التيار الكهربائي لن يعود الليلة، لكن ذلك كان قمة المتعة بالنسبة إليّ".

© The Independent

المزيد من سياسة