علاقة بوتين وبرلسكوني تهدد تشكيل الأخير الحكومة الإيطالية 

أثار رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو برلسكوني، الأربعاء 19 أكتوبر (تشرين الأول)، الجدل بعد نشر تسجيل صوتي مسرب له يكشف فيه عن علاقة تربطه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتبادلهما هدايا الفودكا والنبيذ، كما يعرب أيضاً عن خشيته من تسليح أوكرانيا.

وأكد مساعدون لبرلسكوني أنه قد أسيء فهمه، لكن هذا الجدل يهدد بإحراج حلفاء رئيس الوزراء الأسبق في ائتلاف بقيادة اليمينية المتطرفة جورجيا ميلوني وهم يتحضرون لتشكيل حكومة جديدة في أعقاب انتخابات الشهر الماضي.

وتدعم ميلوني بشدة أوكرانيا وعقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا، لكن كلاً من برلسكوني وحليفها الآخر رئيس الرابطة ماتيو سالفيني يحتفظان بعلاقات دافئة مع بوتين.

وعنونت صحيفة "لا ريبوبليكا" على صفحتها الأولى "ميلوني رهينة مناصرين لروسيا"، بينما وصفت تقارير أخرى غضبها من أحدث زلة للملياردير وقطب الإعلام الإيطالي.

وظهر التسجيل السري في وقت متقدم، الثلاثاء، ويروي فيه برلسكوني كيف أحيا العلاقات مع الرئيس بوتين صديقه القديم.

وقالت وكالة أنباء "لابرس" على موقعها إن هذه التعليقات جاءت خلال اجتماع لنواب حزب "فورتسا إيطاليا" هذا الأسبوع.

رسائل لطيفة ونبيذ

وبحسب التسجيل الذي نشرته "لابرس" قال برلسكوني "لقد تواصلت قليلاً مع الرئيس بوتين، في عيد ميلادي أرسل لي 20 زجاجة من الفودكا ورسالة لطيفة للغاية"، وأضاف "رددت بإرسال زجاجات لامبروسكو (نبيذ أحمر) له ورسالة لطيفة مماثلة".

ونفى متحدث باسم برلسكوني الذي يبلغ (86 سنة) أنه أعاد إحياء العلاقات مع بوتين، قائلاً إن رئيس الوزراء الأسبق كان يخبر البرلمانيين "قصة قديمة تتعلق بحدث يعود إلى أعوام عدة".

"رجل سلام"

ومباشرة بعد ذلك يمكن سماع برلسكوني وهو يعرب عن مخاوفه في شأن إرسال أسلحة وأموال لدعم أوكرانيا.

ووفقا لـ"لابرس" وصف برلسكوني أيضاً بوتين بأنه "رجل سلام"، على رغم أن هذا لم يتم تضمينه في التسجيل الصوتي المنشور.

وقال النائب البارز من "فورتسا إيطاليا" أليساندرو كاتانيو، الأربعاء، إن تعليقات برلسكوني أخرجت من سياقها، مضيفاً "يمكن نسخ المقاطع الصوتية وإعادة لصقها".

كما أكد حزب "فورتسا إيطاليا" دعمه لسياسة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في شأن أوكرانيا.

وكان برلسكوني صرح في أبريل (نيسان) أنه يشعر "بخيبة أمل عميقة" من سلوك بوتين في أوكرانيا.

لكن في سبتمبر (أيلول) أجبر على توضيح تصريحات له تشير إلى أن بوتين "دفع" إلى الحرب من قبل القريبين منه.

وصرح فرانشيسكو لولوبريجيدا أحد المساعدين المقربين من ميلوني للصحافيين، الأربعاء، "نبقى داعمين للشعب الأوكراني ومدافعين عن الديمقراطية، ليس في هذا البلد فحسب، بل أيضا وبقوة في المحور الغربي، وفي ما يتعلق بتعليقات الآخرين يجب أن تسألوهم".

محادثات تشكيل الحكومة

ولا تزال المحادثات قائمة في شأن تشكيل حكومة جديدة ومن المتوقع أن تتم المصادقة على تعيين ميلوني كرئيسة للوزراء بحلول نهاية الأسبوع المقبل.

لكن هذه العملية كانت صعبة، وفي مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي فقد برلسكوني هدوءه واعترف لاحقاً بـ"الانزعاج الشديد" من مناقشات الائتلاف حول كيفية تقاسم المناصب الوزارية.

لكنه عقد اجتماعاً مع ميلوني، الإثنين، لتنقية الأجواء وبعد ذلك نشرا صورة لهما وهما يبتسمان.