Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حان الوقت للتخلص من الخرافات المحيطة بالسود

سمح لهذه الروايات الكاذبة بالانتشار لفترة طويلة للغاية ولا يمكنها الاستمرار من دون دحضها

أنت معذور في الاعتقاد بأن كينغ كان يتمتع دائماً بمستوى التبجيل الذي يتمتع به الآن، لكن هذا بعيد كل البعد من الواقع (أ ف ب/ غيتي)

التاريخ، مثله مثل الحاضر الذي ساعد في تشكيله، غالباً ما يكون بؤرة لسوء الفهم والمفاهيم الخاطئة. قد يكون بعضها عرضياً، لكن بعضها الآخر ليس كذلك. في بعض الأحيان، يتلخص الأمر في السماح لسرد بسيط ومفيد [لبعضهم] بالتفاقم من دون اعتراض.

نادراً ما ينتشر سوء الفهم في قضية ما أكثر من تاريخ أطفال أفريقيا وأوضاعهم الراهنة. هنا، سأخضع بعض هذه المفاهيم الخاطئة للمساءلة وأوضحها.

مارتن لوثر كينغ كان دائماً شخصية محبوبة

مع حصوله على تقدير كبير لدى تسعة من أصل 10 أميركيين، بات عيد ميلاده الآن عطلة وطنية، ويتم اقتباس عبارات بلا كلل من خطابه "لدي حلم". يعد الدكتور مارتن لوثر كينغ جونيور اليوم واحداً من الأشخاص الأكثر احتراماً وتبجيلاً الذين وجدوا في هذا الكوكب على الإطلاق. ربما يغفر لكم التفكير في أن كينغ كان دائماً يتمتع بمستوى التبجيل الذي يحظى به الآن، لكن هذا أبعد ما يكون من الواقع.

مع تحول تركيزه من الحقوق المدنية والاندماج إلى التمكين الاقتصادي والتعويضات، لم يكن مارتن لوثر كينغ يحظى بشعبية كبيرة عندما قتل. وجد آخر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "غالوب" خلال حياته أن 32 في المئة فقط من الأميركيين لديهم وجهة نظر إيجابية عن كينغ مقارنة بـ 63 في المئة ممن ينظرون إليه نظرة سلبية.

منذ لحظة وفاته، تم تقديس مارتن لوثر كينغ أخيراً. ومن المثير للاهتمام، أنه في هذه العملية، تم تطهير كينغ بسهولة من أي تطرف وأصبحت كلماته أدوات بيد الانتهازيين السياسيين لدرجة أنه من المرجح الآن أن تسمعوا عبارات كينغ على لسان أولئك الذين يناصرون كل القضايا التي وقف ضدها (لا يتجاوز الاقتباس الذي يختارونه فكرة "يتم الحكم عليهم من خلال محتوى شخصيتهم وليس لون بشرتهم").

كانت بريطانيا أول دولة ألغت العبودية

هذه دعوة وطنية حاشدة تبرئ هيمنة بريطانيا على مدى 250 عاماً التي تخللها اعتقال أكثر من 3 ملايين أفريقي (ما يساوي عدد سكان ويلز الحديثة تقريباً) واستغلالهم وتسليعهم واستعبادهم. بشكل غير مناسب إلى حد ما، هذا معتقد غير صحيح أيضاً.

فعلياً، كانت هايتي الدولة الأولى التي أنهت العبودية. بعد ثورة استمرت 13 عاماً ضد المستعبدين الفرنسيين، أصبحت هايتي عام 1804 أول شعب مستعبد يحرر نفسه حقاً ويحرم العبودية، قبل عقود من قيام بريطانيا بذلك.

انتهت العبودية البريطانية بإلغائها

عام 1807، حظرت بريطانيا تجارة الرقيق الأفارقة. عام 1833، أصدرت بريطانيا قانوناً "ألغى: العبودية نفسها داخل إمبراطوريتها". دخل القانون حيز التنفيذ عام 1834. على كل، كانت هناك خدعة بحيث توجب على المستعبدين سابقاً العمل "كمتدربين" لمدة ستة إلى 12 عاماً أخرى من دون أجر. انتهى استعباد الأفارقة في الإمبراطورية البريطانية بالفعل عام 1838، ومن الناحية النظرية، أعيد استعباد الأفارقة على نطاق أوسع مع الاستعمار الشامل لمناطق شاسعة من أفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي. بالنسبة إلى كثير من السكان، كان الاستعمار يعني "العبودية في الوطن".

القبائل الأفريقية

يبلغ عدد سكان اسكتلندا حوالى 5.5 مليون نسمة وتبلغ مساحتها 77910 كيلومترات مربعة ويشار إليهم بحق على أنهم "أمة". يبلغ عدد سكان يوروبا حوالى 45 مليون نسمة وتبلغ مساحتها 142114 كيلومتراً مربعاً، ويتحدث سكان المساحات الشاسعة فيها لهجات تتناسب ولغتهم وتنوعاتهم الثقافية، ومع ذلك يطلق عليهم لقب "قبيلة".

إن ما يوصف باستخفاف بـ"قبائل" أفريقية كان تاريخياً ممالك وإمبراطوريات وأمماً. وكان لدى كثير منها مساحات وعدد سكان أكبر من مستعمريها القمعيين. في ظل القهر الضروري الذي كان حجر الأساس لإنشاء الأمم بحسب تصميم المستعمرين، مثل نيجيريا والغالبية الساحقة من الدول الأفريقية التي نعترف بها اليوم، أصبحت هذه الممالك والإمبراطوريات والأمم "قبائل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يهدف مصطلح "القبيلة" إلى استحضار عدد صغير من السكان (حتى في فيلم ’الفهد الأسود‘ Black Panther الصادر عام 2018 ، صورت "القبائل" الأفريقية على أنها مجموعات صغيرة من الناس). حدثت الأمور نفسها مع "قبائل" الأميركيين الأصليين. لا يفي المصطلح بحقيقة أن عدد سكانها، وفقاً للتقديرات، كان حوالى 145 مليوناً عام 1491، لكن بفضل الأمراض والاغتصاب والحرب والعبودية على أيدي المستعمرين الأوروبيين، انخفض عددها بمقدار 130 مليوناً بحلول عام 1691، مما يعني القضاء على 90 – 95 في المئة من السكان.

في أفريقيا، عندما أدركت بعض هذه الشعوب الحقيقية مثل الإيغبو (في نيجيريا)، أنها ليست "قبائل" وقررت أن تقدم نفسها كشعوب ذات سيادة، انفتحت عليها أبواب الجحيم. في حالة الإيغبو، أدى ذلك إلى حرب بيافران التي استمرت من عام 1967 إلى عام 1970، وانتهت بحصد أكثر من مليون روح.

جرائم السود في ما بينهم

يتم تشخيص الجريمة، لا سيما الجريمة العنيفة، عندما تحدث في المجتمعات السوداء بطريقة توحي بأن هناك شيئاً خطراً أو ضارياً في الأشخاص السود. الحقيقة هي أن الجريمة غالباً ما تنتشر بمعدلات أعلى في المجتمعات الفقيرة لمجرد أنها مجتمعات فقيرة. يعد الفقر والتجاور proximity (أي الفرص والتواصل بين الأفراد) والصحة العقلية من الدوافع الرئيسة للجريمة. لا العرق ولا الإثنية، وبالتأكيد ليس السواد.

كانت حالة نيلسون مانديلا فريدة

لأنه قضى 27 سنة فظيعة تحت وطأة السجن من قبل نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وبسبب الحملة العالمية التي أحاطت بإطلاق سراحه، ارتقى نيلسون مانديلا إلى شخصية قديس. وهو يستحق ذلك.

على كل حال، كانت محنة نيلسون مانديلا بعيدة كل البعد من كونها فريدة من نوعها في تاريخ السود. من قارة أفريقيا إلى كل ركن من أركان الشتات تقريباً، واجه القادة السود والجماعات السياسية أقصى قدر يمكن أن يتصوره المرء من الاضطهاد. من باتريس لومومبا إلى روبرت موغابي وكوامي توري وستوكلي كارمايكل و[مارتن لوثر] كينغ و[مالكوم] إكس وموميا أبو جمال - قتل كثر منهم، وقضى كثر منهم وقتاً في السجن (لا يزال بعضهم في السجن، بخاصة أعضاء حزب الفهود السود في أميركا)، وعاش معظمهم تحت المراقبة وتحت ثقل دعاية الدولة. وحتى عندما أصبح مانديلا رجل دولة مشهوراً على الصعيد الدولي، ظل على قائمة مراقبة الإرهاب لغاية عام 2008.

"الغرض، الغرض الحقيقي جداً للعنصرية هو الإلهاء"

هذه هي الكلمات الحكيمة والثاقبة والقوية للعظيم توني موريسون. بقدر ما أقدر موريسون وأعتبر هذه الكلمات دافعاً لي في الواقع، بقدر ما وجدت صعوبة لفترة طويلة في تقبل فكرة أن الغرض من العنصرية هو تشتيت الانتباه، إذ يخبرنا التاريخ للأسف خلاف ذلك.

من الاستعمار إلى العبودية ووصولاً إلى التفاوتات، كانت الوظيفة الفعلية الرئيسة للعنصرية هي الاجتثاث والاستغلال. نعم، العنصرية تشتت الانتباه، لكن الاجتثاث والاستغلال كانا العبء الأثقل بكثير. كان المال والسلطة والامتياز والأفضلية السياسية والنفسية دائماً حاضرين في عمليات الاجتثاث والاستغلال. كان الغرض من عنصر الإلهاء للعنصرية في الغالب هو استكمال ما يقوم به عنصر الاجتثاث.

لم يرسل الأوروبيون سفناً إلى أفريقيا لإلهاء الأفارقة. كما أنهم لم يصبحوا أثرياء من خلال تشتيت انتباه الأفارقة.

لا يعد كل ما سبق، إلا غيضاً من فيض. إلى جانب الكوارث التي واجهها السود على مدى القرون الأربعة أو الخمسة الماضية، جاء سيل من الدعاية والأكاذيب والروايات غير المكتملة. يمكن كتابة مجلدات من الكتب حول المفاهيم الخاطئة حول السواد. وعلى رغم أنها تركت لتتفاقم لفترة طويلة للغاية، إلا أنه لا يمكن السماح لها بالاستمرار من دون اعتراض.

نيلز آبي كاتب بريطاني نيجيري ومدير تنفيذي وناقد إعلامي

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير