Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأوديسة التي قادت داروين الشاب إلى "أصل الأنواع"

لولا فضوله القديم وإقباله على المغامرة والأسفار لما وجد مادة أفكاره العظمى وأساس فتوحاته العلمية

لوحة مائية بواسطة كونراد مارتنز فنان السفينة بيغل التي أقلت داروين الشاب في تييرا ديل فويغو (ويكيبيديا)

شاء من شاء وأبى من أبى، يحتل تشارلز داروين، جنباً إلى جنب مع إسحق نيوتن وألبرت أينشتاين وقلة معدودة من العلماء مكانة مرموقة، فلا يكاد يطاولهم أحد شهرة مستحقة وتأثيراً مشهوداً، إذ أسهم كل منهم في تغيير رؤية الإنسان إلى عالمه، حتى ليمكن القول بلا مغالاة إن مفهوم العالم بعد أي من هؤلاء لم يعد كما كان قبله.

يطل علينا تشارلز داروين وراء لحية كثيفة يصدق المؤرخ الأميركي توم تشافين إذ يصفها بـ"لحية أنبياء العهد القديم" فيطابق صورة الحكيم في الخيال الجمعي، لكن كثيرين لا يعرفون أن هذا الشيخ ذا السمت الإنجيلي مدين أعظم الدين للشاب الذي كانه، فلولا فضول الشاب داروين وإقباله على المغامرة والأسفار لما وجد الشيخ داروين المادة التي استخلص منها أفكاره وكانت الأساس لفتوحاته العلمية التي غيرت من فهم الإنسان لنفسه ولوجوده، مثلما غيرت من أفكار كثيرين بل من عقائدهم في شأن أسباب هذا الوجود نفسها.

ذلك الاختلال في الميزان بين شباب داروين وشيخوخته، وحظوة الأخيرة دون الأول بالنصيب الأوفر من الاهتمام هو ما يحاول توم تشافين إصلاحه في كتابه الصادر حديثاً بعنوان "الأوديسة، الشاب تشارلز داروين على السفينة بيغل في الرحلة التي غيرت العالم".

يرصد كتاب "الأوديسة" رحلة بحرية لا تعوزها الشهرة استمرت قرابة خمسة أعوام، قضاها الشاب تشارلز داروين على متن (سفينة صاحبة الجلالة بيغل)، مانحاً هذه الحلقة من حياة داروين، بحسب ما تكتب ريبيكا كوفي، "حيوية الرواية الملحمية وزخرفها".

دهشة الأشياء المألوفة

يقول توم تشافين إن رحلات داروين على السفينة بيغل تبدو لكثيرين تاريخاً مألوفاً، "لكن ما مدى معرفتنا حقاً بهذه الرحلات؟ يعرف القراء على سبيل المثال كيف أنه [أي داروين] مبحراً على متن سفينة بريطانية تدعى سفينة صاحبة الجلالة بيغل، زار أرخبيل غالاباغوس النائي في المحيط الهادئ، وهناك رأى بعض السلاحف والعظاءات والطيور المثيرة للاهتمام، وإذ ذاك وهناك، بحسب ما تقول لنا الروايات المقبولة، انبجست النظرية الشهيرة في رأس الرجل. فلما انتهت الرحلة رجع من فوره إلى إنجلترا ليؤلف "أصل الأنواع"، فإذا بهذا الكتاب بدوره لا يغير العلم وحده، بل يثير آلافاً من الخطب المضادة والرسوم الكاريكاتيرية التي تصور المؤلف قرداً مشعراً مترهلاً، حتى لتلتقط أوبرا تلك الروح السائدة عام 1884 هذين البيتين من الشعر، "الإنسان الدارويني، وإن يكن حسن المسلك/ يبقى في أفضل حالاته قرداً حليقاً".

وفي حين أن كتاب "الأوديسة" لا يحاول أن ينفي هذه الرواية الشائعة بالضبط، إذ إنها في جوهرها حقيقية، فإنه عبر قرابة 340 صفحة يقاوم اختزالها، بأن يرد إلى هذه البذرة ما فقدته على مدى العقود المتوالية من غابة غنية بالتفاصيل الكاشفة المضيئة.

 

فابتداء لم يكن داروين ذلك الشيخ جليل اللحية الذي نراه في الصور حينما حطت قدماه للمرة الأولى في أرخبيل غالاباغوس ولكنه كان شاباً صغيراً لم يتجاوز الـ20 من العمر إلا لماماً. وفي ذلك السن كان أهل تشارلز داروين يتوقعون له أو يرجون بأن ينضم إلى السلك الكنسي، لكن الملاحظة العلمية كانت أحب إلى نفسه من ذلك، ولعبت المصادفة دوراً في تحويل حياة داروين من خادم منتظر للكنيسة الكاثوليكية إلى عالم لم تزل الأديان كلها تناصبه العداء بعد كل ما مضى من عقود منذ وفاته. هذه المصادفة تحمل اسم قبطان ملول أو فضولي يدعى روبرت فيتزروي. كان ذلك القبطان يستعد للخروج بسفينته بيغل في رحلة تستمر خمسة أسابيع إلى أرخبيل غالاباغوس ضمن رحلة مدتها خمس سنوات كانت غايتها الاستكشاف ورسم الخرائط وأغراض أخرى. ورأى القبطان فيتزروي أن يوجه الدعوة إلى الشاب داروين ويلحقه بالسفينة في دور محدد، أن يكون رفيقاً له على العشاء ليحدثه في مواضيع العلوم الطبيعية. وهكذا قدر لداروين، البالغ من العمر 22 سنة، أن يكون على متن السفينة بيغل التي غادرت ميناء بلايموث في إنجلترا صبيحة 27 ديسمبر (كانون الأول) عام 1831.

وجه غض للشيخ الجليل

غير أن داروين خلال الأعوام الخمسة التي قضتها بيغل في استكشاف نصف الكرة الأرضي الجنوبي كان يقضي من الوقت في البر أكثر مما يقضيه على السفينة، ناهيكم عما يقضيه من وقت ممارساً عمله على السفينة، أي متحدثاً إلى مائدة القبطان، إذ كان يغادر السفينة كلما وصلت إلى ميناء ويمضي لجمع عينات ونماذج من النباتات والحيوانات المحلية والحفريات، وكثيراً ما كانت تمتد به هذه الرحلات البرية الاستكشافية وتطول في الغابات والجبال وفي مناطق كانت في تلك الأثناء لم تزل مجهولة غير مسجلة في الخرائط. ولعل صورة الشيخ الملتحي الراسخة في أذهاننا تهتز قليلاً حين نحذف منها اللحية الحكيمة والغضون وأثر السنين، لنرى من وراء ذلك كله داروين الشاب ممتطياً صهوة حصان قوي، مزوداً بالعتاد اللازم لرحلته من أدوات علمية ومسدس (لصيد الطيور) وبندقية (للدفاع عن نفسه ضد سكان تلك المناطق) لجمع المواد التي سينكب على دراستها لعقود بعد ذلك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

نعم، لم تشهد جولات داروين في تلك الجزر والأراضي البعيدة لحظة مثل لحظة "وجدتها" الأرشميدسية الشهيرة بحسب ما يقول توم تشافين. فلم يحدث وهو في غابة يتأمل سلحفاة أو عظاءة أن لمع بارق في رأسه ينبئه بأصل ذلك النوع ناهيكم عن أصول الأنواع، كل الأنواع، بل إنه على الأرجح كان كأي شخص عادي فينا، مبهور بما يراه، ربما كان أشد فضولاً وإقبالاً على المغامرة من أكثرنا، لكنه كان لم يزل محض شاب غر جاهل تمام الجهل بالداروينية. ولن ينزاح حجاب الجهل هذا عن عينيه إلا بعد مشقة تستمر طوال عقود. لقد كان في الـ26 من العمر فقط حينما رست به السفينة في جزر غالاباغوس ، ويبدو محموداً بطريقة ما أنه لم يحب تلك الجزر للوهلة الأولى، ووجدها "محبطة". ربما لأن ذلك الشعور بالإحباط "إنساني" أكثر من "الفضول" المشهور عن العلماء. ربما لأن فيه من نفاد صبر الشباب أكثر مما فيه من جلد العلماء.

مع ذلك كانت جولات تشارلز داروين البرية تلك تدوم لأسابيع، بل لأشهر، أعانه فيها أنه كان خبيراً في الفروسية وفي الرماية، فكان لذلك يحظى بإعجاب من يصادفهم في طريقه من مواطني تلك الأراضي والبلاد. وربما يكون "محموداً" أيضاً أن داروين لم يكن يكرس كل وقته، أو يبدد كل طاقته في جمع العينات وتأملها، والجولان اللانهائي في الأحراش والغابات والجبال، فقد كان "كثيراً ما يطيل زيارة المدن، ومنها ريو دي جانيرو وبوينوس آيرس ومونتيفيديو وسنتياغو وليما وسيدني وكيب تاون، مدوناً في أكثر الحالات أوصافاً مفعمة بالحياة حادة الآراء للمدن نفسها ولتفاعلاته مع أهلها" بحسب عرض للكتاب في موقع الجمعية الأميركية للفلسفة. ولعل انعطافاته هذه على المدن وتفاعلاته مع أهلها تزحزح هي الأخرى، ولو قليلاً، صورة الشيخ داروين ناسك الحفريات والعينات والنشوء والارتقاء ولعلها أيضاً تغير صورة العالم بصفة عامة باعتباره ناسكاً باع روحه لشيطان العلم، متخلياً عن مباهج الدنيا، فلا شك في أن هذه الصورة التي حولتها الدراما والأفلام السطحية إلى نمط، هي السبب في نفور كثيرين منا ومن أبنائنا من هذا المصير، أو لعلها هي التي ترسخ في وعينا أن العالم هو بالضرورة شخص مختلف عما نحن إياه.

أقنعة العالم المختلفة

خلال العقدين التاليين لتلك الرحلة نشر تشارلز داروين كثيراً ولكن في الجيولوجيا، حتى لقد تم تكريمه في فبراير (شباط) عام 1859 من الجمعية الجيولوجية في لندن بمنحه أرفع أوسمتها وكان آنذاك قد بلغ من العمر 50 سنة لتفانيه على مدى ثلاثة عقود في خدمة الجيولوجيا، اعترف ذلك الوسام (وسام وولاستن المصنوع من معدن البلاديوم النادر) بإسهامات داروين الريادية في دراسات السلاسل الجبلية وسلوك البراكين وأصول الشعاب المرجانية وتوزيع الكتل الصخرية الجليدية ومثل ذلك، فحتى ذلك الحين كان داروين محض عالم جيولوجيا مرموق لم يخط حرفاً في مشروعه العلمي الأهم، لكن بعد تسعة أشهر فقط من ذلك التكريم كان مقدوراً لصفة الجيولوجي هذه أن تختفي تقريباً من سيرة داروين وحياته جميعها.

 

في أواخر عام 1859 نشر تشارلز داروين عمله الكبير وفتحه العلمي الحقيقي المعروف بـ"أصل الأنواع" اختصاراً من عنوانه الكامل "في أصل الأنواع عن طريق الانتخاب الطبيعي، أو حفظ السلالات المفضلة في الصراع من أجل الحياة". في ذلك الكتاب المؤسس ذهب داروين إلى أن جميع النباتات والحيوانات المعقدة في العالم الحديث هي نتاج عدد قليل من الكائنات الحية البسيطة التي وجدت قبل دهور. ومن خلال ملاحظته أن تغير الظروف البيئية يتسبب في هلاك كثير من النباتات والحيوانات ذهب إلى أن الكائنات التي تتحور طبائعها الجينية هي التي تبقى وتزدهر. وفي حين تتناسل هذه الكائنات المتحورة فإن خصائصها الجديدة هي التي تحدد سلالاتها، أي إن البيئة تتغير فتتغير الحياة. ولعل هذه النظرية كفيلة بأن يسري الرعب في أوصالنا، في زماننا هذا، لا إنكاراً للنظرية أو انتصاراً لتفسيرات أخرى للوجود يزعم أنصارها أنها "دينية" بل "إلهية" لا يأتيها الباطل من بين يديها أو من خلفها ولكن خوفاً مما قد ينجم عن تغير البيئة التي نعيش فيها الآن.

تكتب ريبيكا كوفي أن "علماء قليلين أشاروا قبل داروين إلى أن السلالات تتغير من عصر إلى عصر أو حتى من جيل إلى جيل، ولكن داروين وحده هو الذي استطاع أن يقيم حججه على دعائم مكتبة من العينات والحفريات المفهرسة بعناية مما سبق أن جمعها خلال رحلاته على السفينة بيغل".

عبء الرجل الأبيض

يكاد يقتصر اهتمام كتاب "الأوديسة" على هذه الرحلات التأسيسية، فلا يجاوزها تقريباً إلا إلى سنوات قلائل سابقة عليها من حياة داروين. وبالاعتماد على كثير من المصادر المتاحة كلها تقريباً على الإنترنت، يعيد المؤرخ توم تشافين تكوين تجارب داروين اليومية، فيقف بالقدر نفسه من الاهتمام أمام أفكار داروين ومعاناته دوار البحر وخجله ووحدته في شبابه والفرص التي أهدرها أو الأخرى التي انتهزها لتمتلئ صفحات الكتاب بكل ذلك فيعطينا كتاب "الأوديسة" الجانب الإنساني من داروين. وفي سبيل تقديم ذلك الوجه الإنساني للعالم الشهير، يحكي الكتاب حكاية توشك أن تكون تجسيداً لما يعرف بـ"عبء الرجل الأبيض". أبطال هذه الحكاية هم ثلاثة من السكان الأصليين لجزيرة تييرا دل فويغو.

كانت بيغل قبل ثلاثة أعوام من رحلة داروين هبطت في تلك الجزيرة فتعرضت لهجوم من سكانها انتهى بأن اختطف قبطان بيغل ثلاثة من أولئك السكان واصطحبهم معه إلى إنجلترا، لا أسرى وإنما بهدف "تمدينهم"، إذ أنفق القبطان على تعليمهم الإنجليزية وآداب الطبقة العليا، كما رتب أيضاً لتحويلهم إلى المسيحية.

كان الثلاثة امرأة سميت فويجان باسكت ورجلين، سمي أحدهما جيمي والآخر يورك. ولما اقتربت بيغل من ساحل المنطقة التي جاء منها جيمي، غادرها بعض أفراد الطاقم لإعادة الثلاثة إلى أرضهم، وصاحب داروين أفراد الطاقم هو ومبشر شاب راغب في الدعوة والهداية. ولما اقترب سكان الجزيرة، لاحظ داروين مضطرباً أن ثلاثة أعوام في إنجلترا أعجزت جيمي في ما بدا له عن التحدث بلغته الأصلية.

رجع جميع البيض بمن فيهم داروين إلى السفينة، ولم يبق منهم على البر إلا المبشر، وبقيت السفينة راسية طوال خمسة أيام قبالة الساحل. وفيما هي هناك كان سكان الجزيرة يتحرشون بإخوانهم الثلاثة العائدين، حتى إن المبشر رجع يتوسل إلى القبطان أن يسمح بإعادة الثلاثة إلى السفينة.

وأمام كل تلك الفوضى كان داروين في غاية الانزعاج، فنقل عنه تشافين ما يلي:

"كان مفجعاً أن نترك الثلاثة وسط أهلهم الهمج، ولم يكن لنا من عزاء إلا أنهم بدوا غير خائفين ولكن مما يناقض ما تردد كثيراً، تبين أن ثلاث سنوات كافية لتغيير الهمج وتحويلهم من حيث العادات إلى أوروبيين كاملين، طوعاً لا كرهاً".

أهم حدث في حياتي

ولعل داروين كان محقاً في تخوفه على مصير أولئك الفويغيين، فقد نقل أحدهم (جيمي) إليهم أن قومه أولئك هم من أكلة لحوم البشر وأنهم إذا ما استبد بهم الجوع قد يلتفتون إلى المرأة الأكبر سناً بينهم فيهاجمونها ويأكلونها.

بعد عام من إرجاع الثلاثة إلى جزيرتهم، كان داروين لم يزل على متن بيغل حينما عادت لزيارة المنطقة، وسألوا عن الثلاثة فتبين أن جيمي كان لم يزل حياً وأنه تزوج وإن هزل هزالاً شديداً وبدا عليه الإنهاك، ولم يتسن العثور على أخبار عن المرأة أو الرجل الثاني يورك.

ربما لا تكون من صلة مباشرة وواضحة بين هذه الحكاية والنظرية التي توصل إليها داروين عن تطور الكائنات، وربما تكون الصلة قائمة، ربما وقر في نفس الشاب داروين أن ثلاثة أعوام فقط من التعرض لبيئة مختلفة قد تركت أثراً في أبناء الجزيرة الثلاثة وأحدثت فيهم اختلافاً وأنشأت بينهم وبين قومهم صراعاً، فجعله ذلك أكثر انتباهاً إلى ما ربما تفعله ملايين السنين.

 

كتب تشارلز داروين واصفاً رحلته على السفينة بيغل بأنها "أهم حدث في حياتي". وباعتماد كتاب "الأوديسة" على يوميات داروين (المتاحة على الإنترنت في 751 صفحة تغطي 1841 يوماً من حياته) وعشرات الرسائل إلى أهله وزملائه، وبعض المصادر الأخرى ككتبه المنشورة، وبطريقة بناء الكتاب نفسه، فإنه يمنح القارئ إحساس رواية كبرى عن تجارب التكوين في حياة داروين، وإسهاماً كبيراً في فهم القوة الثقافية والفكرية واليومية أيضاً التي شكلت أحد أكثر العلماء تأثيراً في العالم منذ زمانه وإلى اليوم.

يقول توم تشافين في مقدمة "الأوديسة" إنه "لولا رحلات داروين على متن السفينة بيغل، تلك الرحلات الأوديسية التي يؤرخ لها كتابي هذا، فلعله ما كان صاغ نظريته، نظرية التطور الفارقة". وأحسب أن تلك الكلمات العادية التي يروج الكتاب بأمثالها لما يليها من بضاعتهم، لن تبدو عادية لأي قارئ لهذا الكتاب. أحسب أن كل قراء الكتاب سيقفون أمام هذه الكلمات البسيطة منقسمين في فسطاطين كبيرين لعلهما بحجم العالم كله، ولعلهما يتسعان لكل أهل الأرض، في أحد هذين الفسطاطين من سيتمنون لو لم يقم داروين بتلك الرحلة المشؤومة، أو لو غرقت به السفينة وبكل من كان عليها، أو لو عصفت بها الريح فأجهزت على من فيها فانعدم وجود نظريته، وففي الفسطاط الآخر من يقولون أنعم بها من رحلة وأنعم بها من سفينة حملت البشرية شأن سفينة نوح حتى رست بها على الشاطئ الآخر، تاركين من ورائهم ظلام الفكر الخرافي الذي سيطر عليهم طويلاً. وأحسب، للأسف، أنه ربما لا يوجد احتمال لفسطاط آخر بين الفسطاطين.

العنوان: Odyssey: Young Charles Darwin، The Beagle، and The Voyage that Changed the World

الكاتب: Tom Chaffin

الناشر: Pegasus Books

المزيد من كتب