لطالما شكل إدراج عمل ما في قائمة شركة "نتفليكس" [متخصصة بالبث التدفقي للأشرطة والأفلام عبر الإنترنت] للعناوين العشرة الأكثر مشاهدة، مؤشراً يمكن الاعتماد عليه.
وقد أفادت تلك القائمة الجمهور الباحث عن أعمال يوصى بمشاهدتها، إذ احتوت على أفلام يوثق بأنها ستكون جيدة.
لا داعي للإشارة إلى أن الوضع تغير كثيراً. الآن، غالباً ما لا يعني وصول عمل ما إلى المركز الأول في تلك القائمة، أنه جدير بالصدارة.
مع استمرار توسع ظاهرة مشاهدة أعمال لأنها كريهة، إذ يشاهد الجمهور أعمالاً يعترفون بفظاعتها، يصبح مفهوم الشعبية على "نتفليكس" أكثر ابتعاداً عن الجودة.
وضعنا قائمة من ثمانية أفلام حققت أداء جيداً بشكل مذهل على منصة البث التدفقي العملاقة، لكنها لم ترق للمشاهدين، وفقاً للتقييمات التي منحوها لتلك الأعمال على موقع المراجعات السينمائية "روتن توماتوز" Rotten Tomato.
- أكثر فتاة محظوظة على قيد الحياة Luckiest Girl Alive (43 في المئة)
يعتبر هذا الفيلم الذي يحتل حالياً المرتبة الأولى في قائمة "نتفليكس"، أحدث مثل يثبت أنه ليس من الضروري أن يكون العمل جيداً حتى يحتل الصدارة. تؤدي الممثلة ميلا كونيس دور البطولة في الفيلم المقتبس عن رواية غامضة بنفس الاسم أصدرتها الكاتبة جيسيكا نول عام 2015، وتحكي قصة آني (كونيس)، وهي كاتبة تتعرض حياتها التي تبدو مثالية للخطر، حينما يجبرها فيلم وثائقي عن جريمة حقيقية على مواجهة حادثة إطلاق نار في المدرسة عايشته إبان مراهقتها.
على الرغم من الطاقم التمثيلي الواعد الذي يضم كوني بريتون وفين ويتكوك نجم المسلسل التلفزيوني "قصة رعب أميركية" American Horror Story، فإن الفيلم ينحدر إلى مستوى الكليشيهات المستهلكة، ويفشل في استكشاف خفايا الرواية. على كل، تستحق كيارا أوريليا أن تذكر بشكل خاص نظراً إلى أن الطريقة التي جسدت بها شخصية آني في صباها المبكر، جاءت بين السمات المهمة القليلة في الفيلم. تشكل المادة المقدمة للجمهور قصة صادمة لكنها مشوشة في نهاية المطاف بسبب خاتمة لا يستحقها العمل. ويرافق ذلك مشاهد مروعة تستدعي بالتأكيد تصنيفاً رقابياً وتنبيهاً أشد من ذلك المذكور في بداية الفيلم حالياً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
- شقراء Blonde (42 في المئة)
لم تثر سوى قلة جدالاً بحجم الذي تسبب به فيلم "شقراء" للمخرج أندرو دومينيك. إذاً، ليس من المفاجئ أن الفيلم حقق أداء جيداً في منصة البث التدفقي. تؤدي آنا دي أرماس دور مارلين مونرو في الفيلم المقتبس عن رواية أصدرتها جويس كارول أوتس بنفس الاسم عام 2000. وقد تعرض الفيلم لانتقادات لأسباب تكاثرت حتى صار عدها مستحيلاً، إذ سلط المشاهدون الضوء على رسالة "مناهضة الإجهاض" للفيلم، حتى إن "جمعية التخطيط للأبوة والأمومة في أميركا" وصفت "شقراء" بأنه "دعاية مناهضة للإجهاض". كذلك اعترض كثيرون على مشهد معين يتعلق بالرئيس الراحل جون كينيدي. ووصف آخرون الفيلم بأنه متحيز ضد النساء ويستغل حياة مونرو وإرثها.
منح تقييم "اندبندنت" الفيلم نجمة واحدة من أصل خمسة، ولخصه بأنه "ليس فيلماً سيئاً لأنه مهين واستغلالي وكاره للمرأة، مع أنه يمثل كل ما سلف. إنه سيئ لأنه ممل وراض عن نفسه تماماً وليست لديه أدنى فكرة عن الرسالة التي يحاول إيصالها".
- "6 تحت الأرض" Underground (36 في المئة)
حتى "نتفليكس" تعرف متى تعترف بهزيمتها. على الرغم من حقيقة أن فيلم الأكشن "6 تحت الأرض" الصادر عام 2019 للمخرج مايكل باي جاء من بين أفضل 10 أفلام صنعت كإنتاج أصيل من "نتفليكس"، حين عرضها للمرة الأولى، اعترفت المنصة العملاقة في البث التدفقي بأنه كان غلطة. في السابق، أشار سكوت ستوبر، رئيس قسم الأفلام الأصلية في "نتفليكس" إلى أن ذلك العمل "لم يكن خياراً إبداعياً". ومع حصول الفيلم على تقييم 36 في المئة، لا بأس بذكر أن المشاهدين يؤيدون هذا الكلام. يلعب رايان رينولدز بطولة الفيلم في دور رئيس مجموعة من الأشخاص (يحملون أرقاماً من واحد إلى سبعة بدلاً من الأسماء) يعملون على قتل مجرمين ضمن "مهمة جريئة ودموية". كلف إنجاز الفيلم 150 مليون دولار (ما يعادل 136 مليون جنيه استرليني). ورأى كثيرون أنه هدر حقيقي للأموال. إن "6 تحت الأرض" هو تماماً الفيلم الذي يمكن أن يتوقعه المرء، ويحتوي على كثير من مشاهد التفجير وإطلاق الرصاص والحوارات الممجوجة. هل هذه أمور جيدة أم لا؟ يرجع الحكم لكم.
- "المرأة في النافذة" The Woman in the Window (26 في المئة)
بكل المقاييس، توجب أن يكون هذا الفيلم ناجحاً، إذ يمتلك عناصر تسويقية قوية تشمل كونه فيلم إثارة نفسية، من بطولة إيمي آدامز، مقتبس من رواية حققت مبيعات كثيرة لكاتب مثير للجدل، لكن للأسف، جاء الفيلم فاشلاً تماماً. أدت آدامز دور عالمة النفس آنا التي تصاب برهاب اجتماعي [خوف مرضي غير مبرر من الاختلاط مع الناس] عقب حادثة مأساوية تعرضت لها في ماضيها. في الأحوال كلها، تنقلب حياتها رأساً على عقب، حينما تعتقد أنها شهدت جريمة قتل في منزل على الجانب المقابل من الشارع. يمتلك الفيلم فرضية واعدة، لكنها لا تتجاوز هذا الحد، في حين أن فيلماً كهذا يتطلب بلا شك تقلبات وانعطافات في الحبكة، إلا أن الأمور فيه تبدو متوقعة وسخيفة في آن معاً. تتجسد الميزة الوحيدة لفيلم "المرأة في النافذة" بمدته القصيرة، لكنه مع ذلك يبدو طويلاً للغاية.
- "سبايدرهيد" Spiderhead (38 في المئة)
مجرد حقيقة أن كريس هيمسورث ومايلز تيلر أديا دوري البطولة في "سبايدرهيد"، يعني أنه حتماً كان سيصل إلى المركز الأول في قائمة "نتفليكس". ومع ذلك، فإن التقييم الذي حظي به على موقع "روتن توماتوز" بنيله 38 في المئة (و29 في المئة ضمن تقييمات الجمهور) يقدم دليلاً آخر على أن أسماء النجوم الكبيرة ليست كافية وحدها لصنع فيلم يستحق المشاهدة، في حين أنه من الممتع رؤية هيمسورث (النجم المفضل في أعمال مارفل والرجل اللطيف جداً) يؤدي دور عالم شرير مجنون، إلا أن هذا التجدد يتلاشى بسرعة وتجد نفسك أمام فيلم مبعثر يستند إلى قصة قصيرة صدرت في صحيفة "ذا نيويوركر" عام 2010 بعنوان "الفرار من سبايدرهيد" Escape from Spiderhead، وقد جرى مطها لدرجة لا تغتفر.
- "لا تنظر إلى الأعلى!" Don"t Look Up! (56 في المئة)
حينما يتعلق الأمر بالأعمال التي تحفز النقاش بين الناس، هناك حفنة عناوين على منصة "نتفليكس" أثارت ضجيجاً بأكثر مما فعل فيلم "لا تنظر إلى الأعلى!". الفيلم الهجائي الصديق للبيئة الذي أنجزه المخرج آدم ماكي عام 2021 من بطولة ليوناردو دي كابريو وجنيفر لورانس في دوري عالمين يحاولان إنقاذ العالم من زوال وشيك. المشكلة الوحيدة هي الفيلم نفسه، الذي دفع أجوراً خيالية لنجمي الصف الأول كي يمثلا في عمل كوميدي فضفاض ومنافق وغير مضحك بطريقة موجعة في بعض الأحيان.
- "إشعار أحمر" Red Notice (36 في المئة)
هناك جوانب كثيرة يمكن انتقادها في فيلم الإثارة الكئيب المخيب للآمال الذي تعرضه "نتفليكس" "إشعار أحمر". يمتد النقد من نصه الضعيف والمثقل بالدعابة إلى الأداءات غير المتحمسة لنجومه دوين جونسون وريان رينولدز وغال غادوت. ربما العنصر الأكثر فظاعة هو المبلغ الهائل، قد يكون 200 مليون دولار، الذي أنفق على هذا الفيلم الذي يشعر المشاهد طوال مدة ظهوره على الشاشة بأنه رخيص. كانت المراجعات مدمرة، وفق ما تشير إليه حصوله على 36 في المئة على "روتن توماتوز"، لكن الجمهور شاهده بأعداد كبيرة. استعدوا لجزء تكملة على ما اعتقد.
- "قلوب أرجوانية" Purple Hearts (35 في المئة)
أحاط بفيلم "قلوب أرجوانية" ضجيج يصفه بأنه عمل أصلي خالد، وقد برز بوصفه أحد أكثر الأعمال المفاجئة التي لاقت رواجاً كبيراً على خدمة البث التدفقي في عام 2022. يركز الفيلم على جندي محافظ في مشاة البحرية الأميركية يغرم بمغنية وكاتبة أغان ليبرالية. ولا يزيد الفيلم على كونه ميلودراما رومانسية تافهة ومتكلفة. إذا تجاوزنا الأعمال الموسيقية البسيطة والدعاية العسكرية المبهرجة، فإن كل ما يتبقى لدينا هو فيلم بليد درامياً وتافه سياسياً. وبغض النظر عن الهجوم النقدي، تمكن "قلوب أرجوانية" من إثارة إعجاب نسبة جيدة من مشاهدي "نتفليكس".
نشر في "اندبندنت" بتاريخ 13 أكتوبر 2022
© The Independent