أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، في تقريرها اليومي، تسجيل أول حالة وفاة بمرض الكوليرا منذ رصد الوباء في البلاد في أكتوبر (تشرين الأول). وسجلت الوزارة في تقريرها اليومي "ثماني حالات كوليرا جديدة في الساعات الـ 24 الماضية رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة إلى 26 في المناطق الشمالية، كما تم تسجيل حالة وفاة واحدة".
وسجل لبنان أول حالة إصابة بالكوليرا منذ عام 1993 من المرجح أن يكون مصدرها تفشياً خطيراً للوباء في سوريا المجاورة.
الوقاية
في الأثناء، رأى وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض أنه "في ما يخص الكوليرا الموضوع الأساس هو الوقاية التي تسهم في الحد من انتشار الوباء، فالوقاية أهم من العلاج"، وأكد "أن وزارة الصحة ستغطي المرضى اللبنانيين المصابين بالكوليرا"، وقال إن "الجهات الدولية التي تواصلنا معها أعربت عن استعدادها لتغطية علاج النازحين أو اللاجئين المصابين بالكوليرا".
واجتمع وزير الصحة مع ممثلي مصانع الأمصال في لبنان الذين أكدوا توافر كميات كبيرة من الأمصال تكفي للأشهر الثمانية المقبلة، إضافة الى توافر المواد الأولية اللازمة لتصنيعها، وتم الاتفاق على التنسيق بين هذه المصانع والجهات المحلية والدولية المعنية لتلبية الحاجة لتصنيع المزيد من الأمصال بحسب تطور الوضع الوبائي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
النازحون السوريون
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ترأس اجتماعاً للجنة الوزارية المكلفة مكافحة انتشار الأوبئة، وقال الوزير الأبيض بعد الاجتماع رداً على سؤال للصحافيين "ما يجمع بين هذه الحالات أن غالبيتها هي من النازحين السوريين، ما يزيد الاعتقاد بأن هناك انتشاراً للوباء الموجود في سوريا في لبنان. إن ما يشكل أرضية خصبة لانتشار الوباء في لبنان هو غياب الخدمات الأساسية في اماكن تجمع اللاجئين من مياه سليمة او صرف المياه الصحية".
زيادة مقلقة
وكان رئيس فريق مكافحة الكوليرا وأمراض الإسهال الوبائي في منظمة الصحة العالمية فيليب باربوزا كشف عن زيادة مقلقة في تفشي الكوليرا في مختلف أنحاء العالم. وقال في تصريحات صحافية من جنيف "لم نشهد المزيد من التفشيات وحسب، بل كانت أكبر وأكثر فتكاً".
وأوضح أن معدل الوفاة المبلغ عنه في 2021 ارتفع نحو ثلاثة أضعاف إذا ما قورن بمتوسط الأعوام الخمسة السابقة، وفي أفريقيا يبلغ المعدل حالياً ثلاثة في المئة.
وعلى رغم أن معظم المصابين يطوّرون أعراضاً خفيفة، إلا أنه يمكن للكوليرا أن تقتل في غضون ساعات إذا لم يتم علاجها، مشيراً إلى أن علاجها سهل، لكن كثيرين من الأشخاص ليست لديهم المصادر المطلوبة لذلك.
ويمكن علاج المرض بسهولة عبر محلول معالجة الجفاف من طريق الفم، لكن الحالات الأكثر خطورة قد تتطلب منح المريض سوائل عبر الوريد ومضادات حيوية، وفق منظمة الصحة العالمية.
41 وفاة
وسجلت سوريا 41 وفاة بسبب الكوليرا وأكثر من 700 إصابة، وفق ما ذكرت، الثلاثاء، وكالة الأنباء الرسمية (سانا).
ويستضيف لبنان أكثر من مليون لاجئ فروا من الحرب السورية التي اندلعت عام 2011. ويعيش معظم اللاجئين السوريين في فقر، وقد ساءت ظروفهم المعيشية بسبب مشكلات لبنان الاقتصادية.
ويصيب المرض ما بين 1.3 مليون إلى أربعة ملايين شخص كل عام في أنحاء العالم، ويؤدي الى وفاة ما بين 21 ألفاً و143 ألف شخص.