Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صندوق النقد يطالب باستمرار تشديد السياسة النقدية لاحتواء التضخم

أكد أن اقتصادات الأسواق الناشئة قد تتأثر أكثر من غيرها بأي تباطؤ بسبب ارتفاع تكاليف الاقتراض وأسواق السلع المتقلبة

تحركات البنوك المركزية العالمية لرفع أسعار الفائدة يزيد المخاطرعلى النظام المالي (أ ف ب)

حذر صندوق النقد الدولي من أن تحركات البنوك المركزية العالمية لرفع أسعار الفائدة بسرعة قد غذت المخاطر المتزايدة على النظام المالي، بينما قال إن مخاوف الاستقرار التي تتصاعد في المملكة المتحدة تبدو محتواة.

كما حذر الصندوق من أن اقتصادات الأسواق الناشئة قد تتأثر أكثر من غيرها بأي تباطؤ بسبب ارتفاع تكاليف الاقتراض والتضخم المرتفع وأسواق السلع المتقلبة، وأضاف أن تكاليف اقتراض الشركات قفزت أيضاً.

وجاء تحذير ثالث من الصندوق بشأن المخاطر في سوق الإسكان الأميركية، مشيراً إلى الشركات المالية غير المصرفية، التي تلعب دوراً كبيراً بشكل متزايد في تمويل الرهن العقاري، لكنها أقل تنظيماً من البنوك.

وكان بنك إنجلترا قد اتخذ خطوات لمعالجة الاضطرابات الأخيرة في أسواق السندات والعملات البريطانية لليوم الثاني على التوالي أمس الثلاثاء، 11 أكتوبر (تشرين الأول).

وقال رئيس إدارة أسواق النقد ورأس المال بصندوق النقد الدولي توبياس أدريان، في مؤتمر صحافي مساء أمس الثلاثاء، "في هذه المرحلة، لا نتوقع أن تكون هذه الإجراءات ضرورية في بلدان أخرى".

وجاءت تعليقات أدريان جنباً إلى جنب مع إصدار أحدث تقرير عن الاستقرار المالي العالمي للصندوق على هامش الاجتماع السنوي للبنك وصندوق النقد الدوليين في واشنطن، حيث حذر التقرير من المخاطر المتزايدة التي يغذيها تدهور السيولة في السوق، أو القدرة على شراء أو بيع الأصول بسهولة، التي يمكن أن تتحد مع نقاط الضعف المالية المتزايدة التي تغذيها سنوات من أسعار الفائدة المنخفضة والائتمان الرخيص لتضخيم الصدمات المستقبلية.

وقال أدريان إن الفترات الوحيدة التي كانت فيها المخاطر المالية أعلى كانت في أوقات الأزمات الحادة، مثل الأزمة المالية العالمية في 2007-2009 وبدء الانكماش الناتج من فيروس "كوفيد-19" في 2020.

وأضاف "نحن بالتأكيد في لحظة ضغوط، ومع ذلك فإن السيناريو الأساس للصندوق استمرار انتظام الأمور".

أسرع وتيرة منذ عقود

يرفع الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الأخرى أسعار الفائدة بأسرع وتيرة منذ أكثر من أربعة عقود للتغلب على التضخم من خلال تباطؤ النمو الاقتصادي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويكمن الخطر في أن زيادة أسعار الفائدة قد تسبب اضطرابات في الإقراض، والتي تضخمت عندماً كانت أسعار الفائدة منخفضة.

وقال تقرير صندوق النقد الدولي إنه في ظل ارتفاع معدلات التضخم وعدم اليقين الاقتصادي الكبير كانت أسواق الأسهم والسندات العالمية شديدة التقلب، حيث تراجع المستثمرون بقوة عن المخاطرة.

ويعقد مسؤولو الصندوق وصناع السياسات العالمية اجتماعات هذا الأسبوع في واشنطن لمناقشة التحديات التي يواجهها العالم في ظل رفع مستمر لأسعار الفائدة وارتفاع الأسعار ونقص الطاقة والتغير المناخي.

تشديد غير منظم

التقرير حذر من "خطر حدوث تشديد غير منظم في الظروف المالية"، وقال إن المستثمرين قد يستمرون في الانسحاب من الأسواق العالمية "إذا لم تنحسر الضغوط التضخمية بالسرعة المتوقعة حالياً أو في حال اشتد التباطؤ".

وقال الصندوق، في تقريره، إن البنوك المركزية يجب أن تعمل على منع ترسخ الضغوط التضخمية، وأشار إلى فترة سبعينيات القرن الماضي عندما رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بقوة لخفض التضخم، لكنه عكس مساره قبل الأوان خوفاً من إلحاق مزيد من الألم بسوق العمل مما قد يتحمله الجمهور والكونغرس، وشدد الصندوق على ضرورة أن ينتبه "صانعو السياسات لدروس الماضي".

تهديد الاستقرار المالي في بريطانيا

كشفت الاضطرابات الأخيرة في أسواق السندات والعملات البريطانية عن مخاطر محتملة كامنة في معاشات التقاعد وأسواق السندات الحكومية، التي كانت واحات نسبية من الهدوء في الاضطرابات المالية السابقة.

وقدم بنك إنجلترا الدعم الذي استهدف صناديق التقاعد لليوم الثاني على التوالي، الثلاثاء، في أحدث محاولة لاحتواء تداعيات عمليات بيع سوق السندات الغاضبة التي هددت الاستقرار المالي في المملكة المتحدة.

وكانت الحكومة البريطانية قد أعلنت في 23 سبتمبر (أيلول) عن حزمة من التخفيضات الضريبية التي من شأنها أن تضيف بشكل كبير إلى العجز.

ورداً على ذلك، انخفض الجنيه الاسترليني إلى مستوى قياسي منخفض مقابل الدولار، وارتفعت عوائد السندات الحكومية البريطانية المعروفة باسم (gilts).

وقال صندوق النقد الدولي، في تقريره الثلاثاء، "يظهر الضغط الدراماتيكي في سوق السندات الحكومية (gilts) كيف يمكن لتحركات الأسعار المفاجئة جنباً إلى جنب مع البيع الإجباري وديناميكيات تقليل المديونية أن تؤدي إلى ظروف غير منظمة يمكن أن تهدد أداء السوق واستقراره على نطاق أوسع".

وقال أدريان، في مدونة مصاحبة لتقرير الثلاثاء، إن على صانعي السياسة احتواء المزيد من تراكم نقاط الضعف من خلال تعديل أدوات السياسة، مثل معايير الاكتتاب والضغط الإشرافي للسيطرة على جيوب المخاطر.

وكتب "يواجه صانعو السياسة بيئة استقرار مالي صعبة بشكل غير عادي"، لقد ازدادت المخاطر على الاستقرار المالي بشكل كبير "وسط البيئة العالمية شديدة الغموض".